أصبح المربع الحكومي في وسط الرمادي، مركز محافظة الأنبار، أمس تحت مرمى قوات الأمن العراقية التي تحصنت على بعد كيلومتر واحد منه، ضمن عمليات تحرير المدينة من تنظيم داعش.
وأرغمت العبوات الناسفة التي زرعها المسلحون، والخشية من تعرض المدنيين المحتجزين لديهم إلى نيران المعارك، بعد أن تأكد من استخدامهم دروعًا بشرية، من تحقيق تقدم حاسم لتلك القوات التي توغلت عبر المحاور الأربعة للمدينة. فيما أعلن قائد عمليات الأنبار اللواء الركن إسماعيل المحلاوي أن قيادة العمليات المشتركة في بغداد أرسلت «تعزيزات عسكرية متمثلة بقطاعات مشاة آلية ودبابات ومدفعية وراجمات صواريخ وأسلحة أخرى، وصلت إلى المحور الشمالي للرمادي».
وأضاف أن تلك التعزيزات «ستمهد إلى شن هجوم كبير على (داعش) عبر جسر فلسطين في منطقة البوفراج باتجاه تحرير الأحياء السكنية والمناطق في وسط المدينة».
وأشار المحلاوي إلى أن «فرق الجهد الهندسي تمكنت، أمس، من تفكيك 68 عبوة ناسفة زرعها التنظيم في المنازل والطرقات وفي المناطق المؤدية إلى داخل الرمادي، بهدف إعاقة تقدم القوات التي دمرت عجلة للتنظيم تحمل سلاحًا رشاشًا أحاديًا، ودمرت بناية تحصن فيها مسلحون لمنع وصول العائلات والمدنيين إلى قطعاتنا، بغية إنقاذهم من حصار التنظيم الإرهابي لهم، ووصلت لاحقا 24 عائلة، تم إخلاء أفرادها إلى مناطق آمنة وقدمت المساعدات الفورية لهم، وكما قدمت الفرق الطبية العلاجات والأدوية والخدمات الطبية للعشرات من الأطفال والنساء وكبار السن منهم».
في غضون ذلك، أكد قائد القاطع الشمالي لمقاتلي العشائر في الرمادي الشيخ غسان العيثاوي أن ألف مقاتل من عشائر الأنبار، كالبوعلوان والبوعيثة والبوفهد والبوعلي الجاسم والبوبالي وغيرها من العشائر، سيشاركون في معركة تحرير الرمادي، بعد إنهاء تدريباتهم العسكرية الأسبوع المقبل، مبينًا أن أولئك «المقاتلين اختيروا بموجب ضوابط عسكرية وأمنية دقيقة». وقال: إن «المعارك الرامية إلى استعادة المدينة أفقدت (داعش) قرابة 40 في المائة من قوته على الأرض».
من جانب آخر، قال أحد شيوخ ووجهاء محافظة الأنبار الشيخ نجم الدليمي إن «التنظيم أعدم خمسة مدنيين من أهالي مدينة القائم (350كلم غرب الرمادي) بتهمة التجسس للقوات العراقية، بإطلاق الرصاص على منطقة الرأس في إحدى ساحات المدينة، وأمام مرأى الكثير من أهاليها الذين أصيبوا بالرعب والهلع».
وأشار الدليمي إلى أن «التنظيم اتهم المدنيين بالتعاون مع القوات العراقية وتزويدهم بالمعلومات عن أماكن ومقرات وتجمعات المسلحين في القائم التي غالبا ما تستهدفها طائرات التحالف الدولي والعراقي».
وفي قضاء الخالدية، شرقي مدينة الرمادي، أعلن رئيس مجلسه علي داود أن «قائد شرطة الأنبار اللواء هادي رزيج وزع ألف قطعة سلاح أميركي من نوع «m16» على منتسبي أفواج طوارئ الشرطة البالغ عددهم 500 مقاتل تلقوا التدريبات على يد مدربين أميركيين وعراقيين، في قاعدة الحبانية العسكرية شرق الرمادي».
إلى ذلك، أفاد مصدر في الفرقة الثامنة للجيش العراقي في المحافظة أنه «ضمن معلومات استخبارية دقيقة قصفت المدفعية تجمعًا لعناصر (داعش) في منطقة كرطان في جزيرة الخالدية (20 كيلومترا شرقي الرمادي) ما أسفر عن مقتل 20 منهم وإصابة 35 آخرين»، مبينًا أن «من بين القتلى المسؤول الأمني للتنظيم الذي لم يعرف اسمه، لكن المعلومات الاستخبارية ترجح أنه عراقي الجنسية».
وأضاف المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه، أن «التنظيم عمل على إخلاء جرحاه إلى الرمادي وإخلاء عدد من مواقعه المكشوفة».
القوات العراقية تحاصر المربع الحكومي في الرمادي.. وعبوات «داعش» تعرقل تقدمها
تعزيزات لعشائر الأنبار للمشاركة في الهجوم الكبير المرتقب
القوات العراقية تحاصر المربع الحكومي في الرمادي.. وعبوات «داعش» تعرقل تقدمها
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة