السودان: الأمن يصادر جوازات 6 من قادة المعارضة.. ويمنعهم من السفر

كانوا بصدد الاجتماع بأقطاب الحركات المسلحة في باريس

السودان: الأمن يصادر جوازات 6 من قادة المعارضة.. ويمنعهم من السفر
TT

السودان: الأمن يصادر جوازات 6 من قادة المعارضة.. ويمنعهم من السفر

السودان: الأمن يصادر جوازات 6 من قادة المعارضة.. ويمنعهم من السفر

منعت سلطات الأمن في السودان ثلاثة من قادة المعارضة من السفر، وصادرت جوازاتهم دون إبداء أسباب، فيما أرجأ بقية أعضاء التحالف المعارض سفرهم للعاصمة الفرنسية باريس لعقد اجتماع مع فصائل الجبهة الثورية المسلحة وحزب الأمة القومي، وذلك لبحث تطورات الأوضاع السياسية في البلاد مع قوى المعارضة المسلحة التي لا يمكنها الحضور للبلاد، كما صادر الأمن منذ زهاء شهرين جوازات سفر ثلاثة من قادة أحزاب المعارضة، ولم يعدها لهم كما درج على ذلك في مرات سابقة.
وقال السكرتير العام للحزب الشيوعي السوداني محمد مختار الخطيب في الخرطوم، أول من أمس، إنه وبعد أن أكمل إجراءات الخروج في مطار الخرطوم استدعاه الأمن السوداني، وأبلغه بمنعه من السفر، وصادر جواز سفره، ولدى محاولته استرداده، أُبلغ بأنهم سيطلبونه حين يرغبون في إعادته له.
ووفقًا لمتحدثين في مؤتمر صحافي عقده رؤساء أحزب المعارضة بالخرطوم أول من أمس، فإن قياديين آخرين لأحزاب معارضة، هما رئيسة الحزب الاتحادي الموحد جلاء الأزهري، والقيادي بالحزب الشيوعي طارق عبد المجيد، جرى حظر سفرهما وصودرت جوازاتهما.
من جهته، قال رئيس الحزب الاشتراكي الناصري الوحدوي جمال إدريس، إن بقية ممثلي تحالف قوى نداء السودان، الذين كان يفترض سفرهم إلى باريس لذات الغرض، قرروا عدم السفر إثر مصادرة المجموعة الأولى للحيلولة دون مصادرة جوازات سفرهم نهائيًا، وتضامنًا مع الذين منعوا من السفر من زملائهم المعارضين.
وعقد في باريس أمس اجتماع لقوى المعارضة المنضوية تحت لواء (قوى نداء السودان)، ويهدف وفقًا لرئيس حزب المؤتمر السوداني إبراهيم الشيخ إلى بحث التطورات في الساحة السياسية السودانية، والاتفاق على خريطة طريق للعمل المعارض.
وقال الشيخ إن الأمن صادر جواز سفره، وزميليه القيادي بالحزب الشيوعي صديق يوسف، والقيادي في الحركة الاتحادية أبو الحسن فرح منذ أكثر من شهر، أثناء محاولتهم السفر إلى باريس للتوسط بين أطراف الجبهة الثورية المسلحة التي تعصف بها الخلافات على الرئاسة، وأوضح أن سلطات الأمن لم تعد لهم جوازاتهم بعد، مما جعله يعتبرها مصادرة نهائية.
بيد أن قادة المعارضة أكدوا على عقد اجتماع باريس في موعده، بمشاركة حزب الأمة القومي المعارض، على أن يمثل قوى نداء السودان، رئيس تحالف قوى الإجماع الوطني فاروق أبو عيسى الموجود خارج البلاد.
وانتقد الشيخ بشدة مصادرة جوازات سفر المعارضة، واعتبر ذلك مناقضًا لما ظلت تردده الحكومة السودانية والحزب الحاكم، بإتاحة الحريات السياسية، وكفالة الحقوق الأساسية، ومن بينها حق التحرك والسفر، ووصف منعهم من السفر ومصادرة جوازاتهم دون إبداء أسباب، بأنه دليل على عدم جدية حكومة الخرطوم في دعوتها للحوار الوطني، ويؤكد صحة موقفهم الرافض للمشاركة في الحوار الذي يجري منذ أكثر من شهر، وقال بهذا الخصوص إنه يتوجب «على الأمن الكف عن مثل هذا السلوك المشين، والذي يسيء للحوار الذي يجري في قاعة الصداقة، ويؤكد أن النظام يمنح الحريات على سبيل التصدق، وهذا هو السبب الذي جعلنا نرفض الاشتراك فيه».
فيما قال سكرتير «الشيوعي» إن ما حدث ليس معزولاً، وإنما امتداد لما سماه سلسلة نقض العهود وعدم إيفاء النظام بعهوده في الاتفاقات التي أبرمها مع المعارضة في كثير من العواصم العالمية مع معارضيه.
من جهته، أوضح رئيس الحزب الاشتراكي الناصري إن منعهم من السفر يكشف أن هناك ترتيبات لما سماه (هندسة) حوار غير حقيقي، يرتب لتحول غير جذري في بنية النظام الحاكم. وقال إن قيادات المعارضة لم يبلغوا بأي أسباب لمنعهم من السفر، كما أنهم لم يرتكبوا جرمًا حتى يوضعوا على قوائم الممنوعين من المغادرة.



اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
TT

اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)

طالبت السلطة المحلية في محافظة مأرب اليمنية (شرق صنعاء) صندوق الأمم المتحدة للسكان بتوسيع تدخلاته في المحافظة مع استمرار تدهور الوضع الاقتصادي والإنساني للنازحين، وقالت إن المساعدات المقدمة تغطي 30 في المائة فقط من الاحتياجات الأساسية للنازحين والمجتمع المضيف.

وبحسب ما أورده الإعلام الحكومي، استعرض وكيل محافظة مأرب عبد ربه مفتاح، خلال لقائه مدير برنامج الاستجابة الطارئة في صندوق الأمم المتحدة للسكان عدنان عبد السلام، تراجع تدخلات المنظمات الأممية والدولية ونقص التمويل الإنساني.

مسؤول يمني يستقبل في مأرب مسؤولاً أممياً (سبأ)

وطالب مفتاح الصندوق الأممي بتوسيع الاستجابة الطارئة ومضاعفة مستوى تدخلاته لتشمل مجالات التمكين الاقتصادي للمرأة، وبرامج صحة الأم والطفل، وبرامج الصحة النفسية، وغيرها من الاحتياجات الأخرى.

ومع إشادة المسؤول اليمني بالدور الإنساني للصندوق في مأرب خلال الفترة الماضية، وفي مقدمتها استجابته الطارئة لاحتياجات الأسر عقب النزوح، بالإضافة إلى دعم مشاريع المرأة ومشاريع تحسين سبل العيش للفئات الضعيفة والمتضررة، أكد أن هناك احتياجات وتحديات راهنة، وأن تدخلات المنظمات الدولية غالباً ما تصل متأخرة ولا ترقى إلى نسبة 30 في المائة من حجم الاحتياج القائم.

وحمّل وكيل محافظة مأرب هذا النقص المسؤولية عن توسع واستمرار الفجوات الإنسانية، وطالب بمضاعفة المنظمات من تدخلاتها لتفادي وقوع مجاعة محدقة، مع دخول غالبية النازحين والمجتمع المضيف تحت خط الفقر والعوز في ظل انعدام الدخل وانهيار سعر العملة والاقتصاد.

آليات العمل

استعرض مدير برنامج الاستجابة في صندوق الأمم المتحدة للسكان خلال لقائه الوكيل مفتاح آليات عمل البرنامج في حالات الاستجابة الطارئة والسريعة، إلى جانب خطة الأولويات والاحتياجات المرفوعة من القطاعات الوطنية للصندوق للعام المقبل.

وأكد المسؤول الأممي أن الوضع الإنساني الراهن للنازحين في المحافظة يستدعي حشد المزيد من الدعم والمساعدات لانتشال الأسر الأشد ضعفاً وتحسين ظروفهم.

النازحون في مأرب يعيشون في مخيمات تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة (إعلام محلي)

وكانت الوحدة الحكومية المعنية بإدارة مخيمات النازحين قد ذكرت أن أكثر من 56 ألف أسرة بحاجة ملحة للغذاء، وأكدت أنها ناقشت مع برنامج الغذاء العالمي احتياجات النازحين وتعزيز الشراكة الإنسانية في مواجهة الفجوة الغذائية المتزايدة بالمحافظة، ومراجعة أسماء المستفيدين الذين تم إسقاط أسمائهم من قوائم البرنامج في دورته الأخيرة، وانتظام دورات توزيع الحصص للمستفيدين.

من جهته، أبدى مكتب برنامج الأغذية العالمي في مأرب تفهمه لطبيعة الضغوط والأعباء التي تتحملها السلطة المحلية جراء الأعداد المتزايدة للنازحين والطلب الكبير على الخدمات، وأكد أنه سيعمل على حشد المزيد من الداعمين والتمويلات الكافية، ما يساعد على انتظام توزيع الحصص الغذائية في حال توفرها.

خطط مستقبلية

بحث وكيل محافظة مأرب، عبد ربه مفتاح، في لقاء آخر، مع الرئيس الجديد لبعثة المنظمة الدولية للهجرة في اليمن، عبد الستار يوسف، الوضع الإنساني في المحافظة، وخطط المنظمة المستقبلية للتدخلات الإنسانية خصوصاً في مجال مشاريع التنمية المستدامة والتعافي المجتمعي والحاجة لتوسيع وزيادة حجم المساعدات والخدمات للنازحين واللاجئين والمجتمع المضيف، وتحسين أوضاع المخيمات وتوفير الخدمات الأساسية.

وكيل محافظة مأرب يستقبل رئيس منظمة الهجرة الدولية في اليمن (سبأ)

وطبقاً للإعلام الحكومي، قدّم الوكيل مفتاح شرحاً عن الوضع الإنساني المتردي بالمحافظة التي استقبلت أكثر من 62 في المائة من النازحين في اليمن، وزيادة انزلاقه إلى وضع أسوأ جراء تراجع المساعدات الإنسانية، والانهيار الاقتصادي، والمتغيرات المناخية، واستمرار النزوح إلى المحافظة.

ودعا الوكيل مفتاح، المجتمع الدولي وشركاء العمل الإنساني إلى تحمل مسؤولياتهم الأخلاقية في استمرار دعمهم وتدخلاتهم الإنسانية لمساندة السلطة المحلية في مأرب لمواجهة الأزمة الإنسانية.

وأكد المسؤول اليمني أن السلطة المحلية في مأرب ستظل تقدم جميع التسهيلات لإنجاح مشاريع وتدخلات جميع المنظمات الإنسانية، معرباً عن تطلعه لدور قوي وفاعل للمنظمة الدولية للهجرة، إلى جانب الشركاء الآخرين في العمل الإنساني في عملية حشد المزيد من الموارد.

حريق في مخيم

على صعيد آخر، التهم حريق في محافظة أبين (جنوب) نصف مساكن مخيم «مكلان»، وألحق بسكانه خسائر مادية جسيمة، وشرد العشرات منهم، وفق ما أفاد به مدير وحدة إدارة المخيمات في المحافظة ناصر المنصري، الذي بين أن الحريق نتج عن سقوط سلك كهربائي على المساكن المصنوعة من مواد قابلة للاشتعال، مثل القش والطرابيل البلاستيكية.

مخيم للنازحين في أبين احترق وأصبح نصف سكانه في العراء (إعلام محلي)

وبحسب المسؤول اليمني، فإن نصف سكان المخيم فقدوا مساكنهم وجميع ممتلكاتهم، بما فيها التموينات الغذائية، وأصبحوا يعيشون في العراء في ظل ظروف إنسانية قاسية. وحذر من تدهور الوضع الصحي مع زيادة انتشار الأوبئة وانعدام الخدمات الأساسية.

وطالب المسؤول السلطات والمنظمات الإنسانية المحلية والدولية بسرعة التدخل لتقديم الدعم اللازم للمتضررين، وفي المقدمة توفير مأوى طارئ ومساعدات غذائية عاجلة، إلى جانب المياه الصالحة للشرب، والأغطية، والأدوية.