استقالة 32 نائبًا من الكتلة البرلمانية لحزب «نداء تونس» الحاكم.. وحكومة الصيد مهددة بالحل

النظام الداخلي للبرلمان التونسي يمنح مدة خمسة أيام لقبول الاستقالة أو التراجع عنها

استقالة 32 نائبًا من الكتلة البرلمانية لحزب «نداء تونس» الحاكم.. وحكومة الصيد مهددة بالحل
TT

استقالة 32 نائبًا من الكتلة البرلمانية لحزب «نداء تونس» الحاكم.. وحكومة الصيد مهددة بالحل

استقالة 32 نائبًا من الكتلة البرلمانية لحزب «نداء تونس» الحاكم.. وحكومة الصيد مهددة بالحل

أعلن 32 نائبا عن حزب «نداء تونس» أمس استقالتهم من الكتلة النيابية بعد أقل من أسبوع على تعليق عضويتهم في الحزب الذي يقود الائتلاف الحكومي ويشهد انقسامات عميقة قد تؤدي إلى تفككه.
وأورد هؤلاء في بيان وزعوه خلال مؤتمر صحافي بمقر مجلس نواب الشعب (البرلمان): «نجد أنفسنا مضطرين إلى تقديم استقالتنا من الكتلة النيابية، وإذ نتخذ هذا الموقف، ورغم تعقد الأوضاع، فإن أيدينا لا تزال ممدودة للحوار والإصلاح».
وبتقديم النواب الـ32 استقالتهم تكون الأزمة الداخلية التي يعيشها الحزب الفائز، في انتخابات 2014، قد دخلت مرحلة الأزمة السياسية، وسيكون لها تداعياتها، خصوصا على مستوى مستقبل حكومة الحبيب الصيد الذي بات يتأرجح بين اللجوء إلى حلها وتشكيل حكومة جديدة أو التراجع عن الاستقالة خلال الأيام المقبلة ومواصلة الحكومة نشاطها.
من جهته قال بوجمعة الرميلي المتحدث باسم حركة نداء تونس لـ«الشرق الأوسط» إن النظام الداخلي للبرلمان التونسي منح رئيس البرلمان محمد الناصر (رئيس حزب حركة نداء تونس) مدة 5 أيام لقبول الاستقالة بدءا من تاريخ إيداعها بمكتب مجلس البرلمان، وهي على حد تعبيره مدة كافية لتفادي استفحال الأزمة بين أبناء الحزب الواحد. ورحج الرميلي أن تصل الأصوات المتخالفة إلى حلول ترضي كل الأطراف قبل حلول يوم الجمعة المقبل. وقال إن الحل الأفضل في ما يتعلق بالخلاف الحاصل بين شقي نداء تونس هو الذهاب في أقرب الآجال إلى عقد المؤتمر التأسيسي وحل الخلاف بواسطة صناديق الاقتراع.
وفي حال تمسك كتلة 32 برلمانيا بالاستقالة من حركة نداء تونس - وهذا وارد من خلال تصريحات النواب الموقعين على عريضة الاستقالة الجماعية - فإن نداء تونس سيفقد الأغلبية داخل البرلمان، وهذا ما يجعله غير مكلف من الناحية الدستورية بمواصلة السيطرة على المشهد السياسي، ويؤدي فقدان أغلبية الأصوات إلى حل الحكومة وتكليف حركة النهضة بهذه المهمة، وذلك لاحتلالها المركز الثاني داخل البرلمان التونسي. وبقبول الاستقالة فإن حركة النهضة ستحتفظ بـ69 مقعدا برلمانيا، في حين يصبح لحركة نداء تونس 54 نائبا برلمانيا فحسب، وبذلك تفقد الأغلبية داخل البرلمان.
وحافظت حركة النهضة على حيادها ومراقبة ما يحدث داخل حزب النداء وتركيبة الحكومة، واكتفت بالدعوة إلى مزيد التشاور وفضلت مواصلة دعم الحكومة. وقال علي العريض، الأمين العام للحزب، في تصريح إعلامي، إن النهضة تواصل دعم حكومة الصيد وإنها لا تؤيد فكرة تغييرها لأن ذلك من شأنه أن يمس استقرار تونس.
وفي وقت سابق تبرأت قيادات حركة النهضة من الأزمة الداخلية الحادة التي يعيشها النداء، وقال لطفي زيتون القيادي في النهضة إنه لا «ناقة لها ولا جمل» في ما يحصل. ووجهت اتهامات إلى النهضة بدعم شق حافظ قائد السبسي الذي ساند الموقف الداعي إلى تشريك حركة النهضة في الحكم والتحالف معها من أجل إنجاح المسار الانتقالي في تونس، وذلك على حساب شق محسن مرزوق اليساري.



واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
TT

واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)

بعد يوم من تبني الحوثيين المدعومين من إيران مهاجمة أهداف عسكرية إسرائيلية وحاملة طائرات أميركية شمال البحر الأحمر، أعلن الجيش الأميركي، الأربعاء، استهداف منشأتين لتخزين الأسلحة تابعتين للجماعة في ريف صنعاء الجنوبي وفي محافظة عمران المجاورة شمالاً.

وإذ أقرت وسائل الإعلام الحوثية بتلقي 6 غارات في صنعاء وعمران، فإن الجماعة تشن منذ أكثر من 14 شهراً هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، وهجمات أخرى باتجاه إسرائيل، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة، فيما تشن واشنطن ضربات مقابلة للحد من قدرات الجماعة.

وأوضحت «القيادة العسكرية المركزية الأميركية»، في بيان، الأربعاء، أن قواتها نفذت ضربات دقيقة متعددة ضد منشأتين تحت الأرض لتخزين الأسلحة التقليدية المتقدمة تابعتين للحوثيين المدعومين من إيران.

ووفق البيان، فقد استخدم الحوثيون هذه المنشآت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية تابعة للبحرية الأميركية في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن. ولم تقع إصابات أو أضرار في صفوف القوات الأميركية أو معداتها.

وتأتي هذه الضربات، وفقاً للبيان الأميركي، في إطار جهود «القيادة المركزية» الرامية إلى تقليص محاولات الحوثيين المدعومين من إيران تهديد الشركاء الإقليميين والسفن العسكرية والتجارية في المنطقة.

في غضون ذلك، اعترفت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، بتلقي غارتين استهدفتا منطقة جربان بمديرية سنحان في الضاحية الجنوبية لصنعاء، وبتلقي 4 غارات ضربت مديرية حرف سفيان شمال محافظة عمران، وكلا الموقعين يضم معسكرات ومخازن أسلحة محصنة منذ ما قبل انقلاب الحوثيين.

وفي حين لم تشر الجماعة الحوثية إلى آثار هذه الضربات على الفور، فإنها تعدّ الثانية منذ مطلع السنة الجديدة، بعد ضربات كانت استهدفت السبت الماضي موقعاً شرق صعدة حيث المعقل الرئيسي للجماعة.

5 عمليات

كانت الجماعة الحوثية تبنت، مساء الاثنين الماضي، تنفيذ 5 عمليات عسكرية وصفتها بـ«النوعية» تجاه إسرائيل وحاملة طائرات أميركية، باستخدام صواريخ مجنّحة وطائرات مسيّرة، وذلك بعد ساعات من وصول المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى صنعاء حيث العاصمة اليمنية الخاضعة للجماعة.

وفي حين لم يورد الجيشان الأميركي والإسرائيلي أي تفاصيل بخصوص هذه الهجمات المزعومة، فإن يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين، قال إن قوات جماعته نفذت «5 عمليات عسكرية نوعية» استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» وتل أبيب وعسقلان.

الحوثيون زعموا مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» بالصواريخ والمسيّرات (الجيش الأميركي)

وادعى المتحدث الحوثي أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» بصاروخين مجنّحين و4 طائرات مسيّرة شمال البحرِ الأحمر، زاعماً أن الهجوم استبق تحضير الجيش الأميركي لشن هجوم على مناطق سيطرة الجماعة.

إلى ذلك، زعم القيادي الحوثي سريع أن جماعته قصفت هدفين عسكريين إسرائيليين في تل أبيب؛ في المرة الأولى بطائرتين مسيّرتين وفي المرة الثانية بطائرة واحدة، كما قصفت هدفاً حيوياً في عسقلانَ بطائرة مسيّرة رابعة.

تصعيد متواصل

وكانت الجماعة الحوثية تبنت، الأحد الماضي، إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من تلقيها 3 غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

ويشن الحوثيون هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة.

مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري رومان»... (الجيش الأميركي)

وأقر زعيمهم عبد الملك الحوثي في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وقال إن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

كما ردت إسرائيل على مئات الهجمات الحوثية بـ4 موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.