رئيس بوليفيا يدافع عن خطط تعديل الدستور لإعادة انتخابه

المعارضة قالت إنها ستقوم بكل ما في وسعها لمنع هذا الإجراء

رئيس بوليفيا يدافع عن خطط تعديل الدستور لإعادة انتخابه
TT

رئيس بوليفيا يدافع عن خطط تعديل الدستور لإعادة انتخابه

رئيس بوليفيا يدافع عن خطط تعديل الدستور لإعادة انتخابه

دافع الرئيس البوليفي إيفو موراليس عن خطط تعديل الدستور التي تسمح بإعادة انتخابه لولاية جديدة تمتد حتى عام 2025، إذ قال في مقابلة مع وكالة الأنباء الألمانية في مدينة هامبورج الألمانية، أمس، إن تغيير السلطة سيعرّض إنجازات حالية ومشاريع مهمة، في مجال الاقتصاد على سبيل المثال، للخطر. وأضاف مؤكدا أنه «بتغير السلطة سيسوء كل شيء وسيتوقف كل شيء، وهذا أمر معروف جيدا».
وأكد موراليس أن مبادرة تعديل الدستور لم تأتِ منه، موضحا أن «حركات اجتماعية هي التي طلبت ذلك». وقال في هذا الإطار، إن هناك بعض المجموعات من السكان الأصليين يحثون بشدة على جعل إمكانية إعادة انتخاب الرئيس غير محددة بمدد، موضحا في المقابل أنه وضع عام 2025 كحد لفترات إعادة انتخابه.
لكن المعارضة في بوليفيا قالت إنها تعتزم الحشد ضد تعديل الدستور الذي سيجرى استفتاء الشعب عليه في 21 من فبراير (شباط) المقبل.
وتجدر الإشارة إلى أن موراليس هو أول رئيس بوليفي من السكان الأصليين، وهو يشغل مهام منصبه منذ أكثر من تسعة أعوام، وقد تم انتخاب الاشتراكي ومزارع الكوكا السابق للمرة الأولى عام 2005، ثم أُعيد انتخابه في عامي 2009 و2014 بموجب تعديل في الدستور.
ومن المخطط إجراء الانتخابات المقبلة نهاية عام 2019 لفترة رئاسية تبدأ من عام 2020 حتى عام 2025.
ومن ناحية أخرى، قال موراليس إن بلاده التي تعد منتجا مهما للنفط والغاز، استعدت لتراجع أسعار المواد الخام، مؤكدا أن الإنجازات الاجتماعية ليست في خطر جراء هذا التراجع في الأسعار، كما اعترف موراليس أن بلاده ستتكبد خسائر في الإيرادات تزيد عن ثلاثة مليارات دولار بسبب انخفاض أسعار المواد الخام، إلا أنه أكد في المقابل أن ذلك لن يؤثر على مستقبل البلاد.
ويأمل موراليس الحصول على دعم واستثمارات من ألمانيا لتوسيع الاعتماد على الطاقة المولدة من الرياح، وبناء خط قطارات للضواحي في مدينة سانت كروز.
وذكر موراليس أنه من المقرر أن يتوجه وفد ألماني كبير إلى بوليفيا في يناير (كانون الثاني) المقبل لإجراء محادثات، وقال إن «الثقة متوفرة لأن اقتصادنا ينمو. وبوليفيا ستصبح الدولة ذات أعلى معدل للنمو في أميركا الجنوبية».
تجدر الإشارة إلى أن الأداء الاقتصادي لبوليفيا ينمو سنويا منذ تولي موراليس الحكم، وقد بلغ ذروته في عام 2013 بنسبة نمو 8ر6 في المائة.
ويقوم موراليس حاليا بجولة أوروبية، ومن المقرر أن يزور إيطاليا وفرنسا وآيرلندا خلال الأيام المقبلة.



بولوارتي تضع البيرو في مواجهة مع حكومات المنطقة

رئيسة البيرو الجديدة دينا بولوارتي قبيل مؤتمر صحافي في ليما، في 24 يناير الحالي (أ.ب)
رئيسة البيرو الجديدة دينا بولوارتي قبيل مؤتمر صحافي في ليما، في 24 يناير الحالي (أ.ب)
TT

بولوارتي تضع البيرو في مواجهة مع حكومات المنطقة

رئيسة البيرو الجديدة دينا بولوارتي قبيل مؤتمر صحافي في ليما، في 24 يناير الحالي (أ.ب)
رئيسة البيرو الجديدة دينا بولوارتي قبيل مؤتمر صحافي في ليما، في 24 يناير الحالي (أ.ب)

بعد التدهور الأخير في الأوضاع الأمنية التي تشهدها البيرو، بسبب الأزمة السياسية العميقة التي نشأت عن عزل الرئيس السابق بيدرو كاستيو، وانسداد الأفق أمام انفراج قريب بعد أن تحولت العاصمة ليما إلى ساحة صدامات واسعة بين القوى الأمنية والجيش من جهة، وأنصار الرئيس السابق المدعومين من الطلاب من جهة أخرى، يبدو أن الحكومات اليسارية والتقدمية في المنطقة قررت فتح باب المواجهة السياسية المباشرة مع حكومة رئيسة البيرو الجديدة دينا بولوارتي، التي تصرّ على عدم تقديم موعد الانتخابات العامة، وتوجيه الاتهام للمتظاهرين بأنهم يستهدفون قلب النظام والسيطرة على الحكم بالقوة.
وبدا ذلك واضحاً في الانتقادات الشديدة التي تعرّضت لها البيرو خلال القمة الأخيرة لمجموعة بلدان أميركا اللاتينية والكاريبي، التي انعقدت هذا الأسبوع في العاصمة الأرجنتينية بوينوس آيريس، حيث شنّ رؤساء المكسيك والأرجنتين وكولومبيا وبوليفيا هجوماً مباشراً على حكومة البيرو وإجراءات القمع التي تتخذها منذ أكثر من شهر ضد المتظاهرين السلميين، والتي أدت حتى الآن إلى وقوع ما يزيد عن 50 قتيلاً ومئات الجرحى، خصوصاً في المقاطعات الجنوبية التي تسكنها غالبية من السكان الأصليين المؤيدين للرئيس السابق.
وكان أعنف هذه الانتقادات تلك التي صدرت عن رئيس تشيلي غابرييل بوريتش، البالغ من العمر 36 عاماً، والتي تسببت في أزمة بين البلدين مفتوحة على احتمالات تصعيدية مقلقة، نظراً لما يحفل به التاريخ المشترك بين البلدين المتجاورين من أزمات أدت إلى صراعات دموية وحروب دامت سنوات.
كان بوريتش قد أشار في كلمته أمام القمة إلى «أن دول المنطقة لا يمكن أن تدير وجهها حيال ما يحصل في جمهورية البيرو الشقيقة، تحت رئاسة ديما بولوارتي، حيث يخرج المواطنون في مظاهرات سلمية للمطالبة بما هو حق لهم ويتعرّضون لرصاص القوى التي يفترض أن تؤمن الحماية لهم».
وتوقّف الرئيس التشيلي طويلاً في كلمته عند ما وصفه بالتصرفات الفاضحة وغير المقبولة التي قامت بها الأجهزة الأمنية عندما اقتحمت حرم جامعة سان ماركوس في العاصمة ليما، مذكّراً بالأحداث المماثلة التي شهدتها بلاده إبّان ديكتاتورية الجنرال أوغوستو بينوتشي، التي قضت على آلاف المعارضين السياسيين خلال العقود الثلاثة الأخيرة من القرن الماضي.
وبعد أن عرض بوريتش استعداد بلاده لمواكبة حوار شامل بين أطياف الأزمة في البيرو بهدف التوصل إلى اتفاق يضمن الحكم الديمقراطي واحترام حقوق الإنسان، قال «نطالب اليوم، بالحزم نفسه الذي دعمنا به دائماً العمليات الدستورية في المنطقة، بضرورة تغيير مسار العمل السياسي في البيرو، لأن حصيلة القمع والعنف إلى اليوم لم تعد مقبولة بالنسبة إلى الذين يدافعون عن حقوق الإنسان والديمقراطية، والذين لا شك عندي في أنهم يشكلون الأغلبية الساحقة في هذه القمة».
تجدر الإشارة إلى أن تشيلي في خضمّ عملية واسعة لوضع دستور جديد، بعد أن رفض المواطنون بغالبية 62 في المائة النص الدستوري الذي عرض للاستفتاء مطلع سبتمبر (أيلول) الفائت.
كان رؤساء المكسيك وكولومبيا والأرجنتين وبوليفيا قد وجهوا انتقادات أيضاً لحكومة البيرو على القمع الواسع الذي واجهت به المتظاهرين، وطالبوها بفتح قنوات الحوار سريعاً مع المحتجين وعدم التعرّض لهم بالقوة.
وفي ردّها على الرئيس التشيلي، اتهمت وزيرة خارجية البيرو آنا سيسيليا جيرفاسي «الذين يحرّفون سرديّات الأحداث بشكل لا يتطابق مع الوقائع الموضوعية»، بأنهم يصطادون في الماء العكر. وناشدت المشاركين في القمة احترام مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للبلدان الأخرى، والامتناع عن التحريض الآيديولوجي، وقالت «يؤسفني أن بعض الحكومات، ومنها لبلدان قريبة جداً، لم تقف بجانب البيرو في هذه الأزمة السياسية العصيبة، بل فضّلت تبدية التقارب العقائدي على دعم سيادة القانون والنصوص الدستورية». وأضافت جيرفاسي: «من المهين القول الكاذب إن الحكومة أمرت باستخدام القوة لقمع المتظاهرين»، وأكدت التزام حكومتها بصون القيم والمبادئ الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان وسيادة القانون، رافضة أي تدخّل في شؤون بلادها الداخلية، ومؤكدة أن الحكومة ماضية في خطتها لإجراء الانتخابات في الموعد المحدد، ليتمكن المواطنون من اختيار مصيرهم بحرية.
ويرى المراقبون في المنطقة أن هذه التصريحات التي صدرت عن رئيس تشيلي ليست سوى بداية لعملية تطويق إقليمية حول الحكومة الجديدة في البيرو بعد عزل الرئيس السابق، تقوم بها الحكومات اليسارية التي أصبحت تشكّل أغلبية واضحة في منطقة أميركا اللاتينية، والتي تعززت بشكل كبير بعد وصول لويس إينياسيو لولا إلى رئاسة البرازيل، وما تعرّض له في الأيام الأخيرة المنصرمة من هجمات عنيفة قام بها أنصار الرئيس السابق جاير بولسونارو ضد مباني المؤسسات الرئيسية في العاصمة برازيليا.