إمدادات عسكرية جديدة للقوات المشتركة في تعز.. وصواريخ «تاو» تؤرق الميليشيات

الحوثيون يواصلون قصف الأحياء السكنية.. ومنع وصول الدواء والغذاء والمياه

مركبة لقوات التحالف والعناصر الموالية للشرعية في اليمن خلال تأمينها لمصفاة لتكرير النفط في ميناء عدن أمس (أ.ف.ب)
مركبة لقوات التحالف والعناصر الموالية للشرعية في اليمن خلال تأمينها لمصفاة لتكرير النفط في ميناء عدن أمس (أ.ف.ب)
TT

إمدادات عسكرية جديدة للقوات المشتركة في تعز.. وصواريخ «تاو» تؤرق الميليشيات

مركبة لقوات التحالف والعناصر الموالية للشرعية في اليمن خلال تأمينها لمصفاة لتكرير النفط في ميناء عدن أمس (أ.ف.ب)
مركبة لقوات التحالف والعناصر الموالية للشرعية في اليمن خلال تأمينها لمصفاة لتكرير النفط في ميناء عدن أمس (أ.ف.ب)

وصلت دفعة جديدة من الأسلحة، أمس، من قوات التحالف العربي التي تقودها السعودية، للجيش الوطني والمقاومة الشعبية بمحافظة تعز، وسط اليمن.
وتكونت هذه الدفعة من مدرعات وأطقم عسكرية، وتم توزيعها على جبهات القتال المختلفة بما فيها جبهة الضباب التي احتدمت المواجهات فيها بعد استرجاع الجيش والمقاومة عددا من المواقع والتباب، في حين سيتبعها في الساعات المقبلة وصول مجموعة كبيرة أخرى من المدرعات والعتاد العسكري لتعز.
وتأتي هذه الدفعة من الأسلحة النوعية في سياق دفعات متتالية من الأسلحة التي تصل للجيش والمقاومة الشعبية منذ عدة أيام، والتي بدأت بإنزال مظلي بذخائر وأسلحة نوعية تصل عبر محافظة عدن وعبر محافظة لحج الجنوبية وطرق جبلية وعرة.
إلى ذلك، تستمر الاشتباكات العنيفة بين المقاومة الشعبية والجيش الوطني، من جهة، وميليشيات الحوثي وقوات المخلوع علي عبد الله صالح، من جهة أخرى، في جبهات القتال الشرقية والغربية، حيث اشتدت حدة المواجهات في الجبة الغربية، جبهة الضباب، بعدما أرقت وحدات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية الميليشيات المتمردة وكبدتها خسائر فادحة في الأرواح والعتاد، بعد استخدامها أسلحة متطورة حصلت عليها من قوات التحالف العربي من بينها صواريخ «تاو» التي تمكنت من خلالها من تدمير العديد من الدبابات والمدرعات الخاصة بالميليشيات، في الوقت الذي تصلها فيها قوات عسكرية ومدرعات عبر محافظة عدن. ولقي ما لا يقل عن 35 مسلحا حوثيا مصرعهم في جبهة الضباب، بالإضافة إلى سقوط العشرات من الجرحى.
ويقول مصدر من المقاومة الشعبية، لـ«الشرق الأوسط»، إنه «في إطار الخطة الموضوعة من قبل التحالف العربي لتحرير محافظة تعز من ميليشيات الحوثي وصالح بالتنسيق مع الجيش الوطني والمقاومة الشعبية، فقد وصلت أمس آليات عسكرية من التحالف العربي إلى تعز كتعزيزات عسكرية لدعم الجيش الوطني بعربات وأطقم عسكرية وغيرها كمرحلة أولية، حيث مرت هذه المدرعات من نجد قسيم المعافر، ومنها اتجهت لمنطقة الأقروض، وبعضها اتجه نحو جبهة الضباب».
وأضاف: «بعد التنسيق مع قوات التحالف على تحرير تعز من الميليشيات الانقلابية وتقديم الدعم بالأسلحة النوعية والذخائر التي بدأت بإنزال مظلي على دفعتين والآن بدعم بمدرعات عن طريق عدن الجنوبية وكذا مشاركة قوات عسكرية، أصبح العمل الآن عسكريا وتحت إشراف المجلس العسكري من دون ذكر أي فصائل أو مجموعات قتالية، وهذه الأسلحة قد تم توزيعها على مختلف جبهات القتال».
وأشار المصدر ذاته إلى أن «أبطال المقاومة والجيش الوطني يواصلون صمودهم في المعارك ضد الميليشيات الانقلابية التي تستمر في حشد ميليشياتها بكل قوتها وإمكانياتها، وتشن هجوما في محاولة لاستعادة ما قد تم تحريره منها في جبهة الضباب والقصر الجمهوري، الذي شهد مواجهات عنيفة في محيطه، كما أن المقاومة مستمرة في استخدام صواريخ (تاو) التي تم الحصول عليها من ضمن الإنزال المظلي لقوات التحالف قبل أيام، ولا تزال الميليشيات تقصف من أماكن تمركزها الأحياء السكنية بما فيها منطقة كلابة التي قصفتها بمضادات الطيران من جبل الحرير، وكذا وادي المدام، وسقط عشرات القتلى والجرحى من المدنيين بينهم أطفال ونساء».
بينما تواصل ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح قصفها الوحشي والعشوائي للأحياء السكنية بصواريخ الكاتيوشا ومدافع الهاوزر والهاونات وقذائف الدبابات ومضادات الطيران من أماكن تمركزها في نادي الصقر ومعسكر اللواء 35 مدرع وموقع الدفاع الجوي وجامعة تعز وجبل أومان بالحوبان وشارع الستين ومنطقة الكربة بالحرير. وتركز القصف الحوثي على أحياء الصفاء وكلابة والدفعة وثعبات وقرى جبل صبر ووادي الضباب ووادي المدام، بالإضافة إلى حصارها على المدينة لتمنع بذلك دخول الأدوية والغذاء ومياه الشرب ومستلزمات العيش، وسط سقوط قتلى وجرحى من المدنيين. وكثفت طائرات التحالف العربي من غاراتها على مواقع وتجمعات ومخازن أسلحة الميليشيات وكبدتها خسائر فادحة في الأرواح والعتاد.
وبحسب شهود محليين لـ«الشرق الأوسط»، فقد تركزت غارات التحالف على مواقع الميليشيات في اللواء 22 وفي الجحملية، شرق المدينة، واستهداف دبابة وموقع للميليشيات في المنطقة المجاورة لجامعة تعز ومواقع أخرى في وسط مدينة تعز والخط الساحلي، في حين يستمر تحليق الطيران فوق سماء تعز وبشكل مستمر.
وفي السياق ذاته، شقت المقاومة الشعبية طريقا جديدا يربط بين جبهة الضباب ووسط مدينة تعز، وذلك لفك الحصار المطبق على الأهالي بالمدينة من قبل الميليشيات الانقلابية، في إطار سعي السلطات المحلية بتعز إلى كسر الحصار وإدخال الأدوية والغذاء والمساعدات الإنسانية العاجلة التي ترفض الميليشيات إدخالها إلى الأهالي.
وفي السياق نفسه، تواصل حملة «لنعش بكرامة ادعموا المقاومة» بتعز نشاطاتها وفعالياتها في إشراك المجتمع والأهالي في الإسهام بالنضال من أجل تحرير تعز وقضيتها العادلة، وتوحيد الجهود والالتفاف حول المقاومة وقضية تعز. وأعلنت الحملة في بلاغ صحافي لها، حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، عن «شراء ذخائر أسلحة بـ17 مليون ريال يمني وتقديمها للمقاومة الشعبية، بحضور رئيس تنسيق المقاومة الشيخ حمود سعيد وقيادات الجبهات التابعة للمقاومة والحملة».
ولاقت الحملة منذ بدايتها تفاعلا كبيرا، حيث شارك الكثير من أبناء المجتمع في الإسهام في دعم الحملة بكل ما يستطيعون، وجاء في مقدمة ذلك «سلس الكرامة» الذي قدمته أسرة الشهيدة عزيزة، وبندقية الشيخ حود سعيد المخلافي قائد المقاومة الشعبية بتعز، واللذان طرحا في مزاد مفتوح.



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.