«فيينا 2»: خريطة طريق لسوريا موحدة والمرحلة الانتقالية تقترب

ترحيل مصير الأسد إلى اجتماع ثالث.. ودعوة لمفاوضات بين النظام والمعارضة برعاية الأمم المتحدة

كيري ولافروف في محادثات جانبية على هامش اجتماع فيينا أمس (أ.ب)
كيري ولافروف في محادثات جانبية على هامش اجتماع فيينا أمس (أ.ب)
TT

«فيينا 2»: خريطة طريق لسوريا موحدة والمرحلة الانتقالية تقترب

كيري ولافروف في محادثات جانبية على هامش اجتماع فيينا أمس (أ.ب)
كيري ولافروف في محادثات جانبية على هامش اجتماع فيينا أمس (أ.ب)

دستور جديد وإجراء انتخابات تحت إشراف الأمم المتحدة * السعودية: المنطقة لم تعرف الطائفية إلا بعد ثورة إيران

انتهى اجتماع «فيينا2» حول سوريا في العاصمة النمساوية، أمس، إلى التأكيد على أولويات «جنيف1» التي يختلف حلفاء النظام السوري ومعارضوه حول ما إذا كانت تنص على رحيل بشار الأسد في ختام العملية الانتقالية التي رسم البيان الختامي لاجتماع أمس على أنها تنص على تشكيل حكومة وحدة وطنية ووضع دستور جديد للبلاد.
واعترف المشاركون بوجود «خلافات كبيرة» قالت مصادر مشاركة في الاجتماع لـ«الشرق الأوسط» إنها تتلخص في نقطتي تحديد المنظمات الإرهابية ومصير الأسد الذي رحل إلى اجتماع ثالث يعقد بعد أسبوعين. لكن المجتمعين اتفقوا على ضرورة «تسريع كل الجهود الدبلوماسية لإنهاء الحرب» وطلبوا من الأمم المتحدة أن تجمع معًا ممثلي الحكومة السورية والمعارضة لتدشين عملية سياسية تؤدي إلى «تشكيل حكومة جديرة بالثقة وغير طائفية ولا تقصي أحدًا يعقبها وضع دستور جديد».
وتنص البنود التسعة التي توافق عليها المشاركون وحصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منها على ضرورة الحفاظ على وحدة سوريا والنظام العلماني فيها، وعلى بقاء مؤسسات الدولة، وعلى إطلاق عملية إنسانية واسعة تستهدف إمداد المحتاجين في كل أنحاء سوريا وخارجها.
وأضافت هذه المصادر أن أجواء الاجتماع غلب عليها التوتر بين الأطراف المشاركة، وخصوصًا مع الجانب الإيراني الذي كان متشبثًا بمواقفه، وتوزيع الاتهامات بدعم الإرهاب.
من جهته، أكد وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، أن الأسد يجب أن يرحل سواء بالحل السياسي أو العسكري. وأضاف أن «المنطقة العربية لم تعرف الطائفية إلا بعد الثورة الإيرانية».
وقال مصدر آخر، إن ثمة إقرارًا من جميع الأطراف بفكرة المرحلة الانتقالية، مع اختلاف في توصيف هذه المرحلة. وأشار المصدر إلى تشدد إيراني في وضع الأسد يختلف عن الموقف الروسي الذي يوحي بإمكانية تجاوز هذه النقطة. ورأى أن إيران وافقت على مرجعية «جنيف1» أساسًا للحل بموافقتها على البيان الختامي الذي ينص بشكل واضح على خريطة الطريق التي أقرت في جنيف1.
بدوره، قال وزيرا الخارجية الأميركي جون كيري والروسي سيرغي لافروف في مؤتمر صحافي بعد انتهاء المحادثات، إنهما اتفقا على ضرورة أن «تخرج سوريا من الحرب كدولة علمانية موحدة». وقال كيري: «نحن نرى أن سوريا تستحق خيارًا آخر غير الرئيس السوري بشار الأسد».
من جانبه، قال لافروف إن «موقفنا لم يتغير ونريد أن نستمر بمكافحة الإرهاب بالتفاهم المشترك مع أميركا، وقد اتفقنا على الحفاظ على سلامة أراضي سوريا موحدة».
من جهته، قال وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل لـ«الشرق الأوسط»، إنه متفائل بالعملية الدبلوماسية، رغم اعترافه بأنها لا يزال أمامها «مسار طويل وصعب».
...المزيد



اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

صورة وزّعتها الرئاسة الإيرانية للقاء رئيسي بممثلي الفصائل الفلسطينية في دمشق (رويترز)
صورة وزّعتها الرئاسة الإيرانية للقاء رئيسي بممثلي الفصائل الفلسطينية في دمشق (رويترز)
TT

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

صورة وزّعتها الرئاسة الإيرانية للقاء رئيسي بممثلي الفصائل الفلسطينية في دمشق (رويترز)
صورة وزّعتها الرئاسة الإيرانية للقاء رئيسي بممثلي الفصائل الفلسطينية في دمشق (رويترز)

في اليوم الثاني لزيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى سوريا، التقى وفداً من الفصائل الفلسطينية الموجودة في دمشق، بحضور وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان.
وأكد رئيسي، خلال اللقاء الذي عقد في القصر الرئاسي السوري أمس (الخميس)، أن بلاده «تعتبر دائماً القضية الفلسطينية أولوية في سياستها الخارجية». وأكد أن «المقاومة هي السبيل الوحيد لتقدم العالم الإسلامي ومواجهة الاحتلال الإسرائيلي»، وأن «المبادرة، اليوم، في أيدي المجاهدين والمقاتلين الفلسطينيين في ساحة المواجهة». وقال: «نرى زوال الكيان الصهيوني قريباً جداً، الذي تظهر آثار أفوله».
وزار رئيسي، مساء الأربعاء، مقام السيدة زينب، في ريف دمشق، وألقى خطاباً في صحن المقام، في حفل شعبي ورسمي حاشد، وذلك بعد أن التقى مجموعة من أُسر قتلى الميليشيات الشيعية من دول سوريا ولبنان وأفغانستان وإيران وغيرها.
وسلطت مصادر النظام السوري الضوء على البُعد الاقتصادي للزيارة، إذ دعت صحيفة «تشرين» الرسمية، في افتتاحية، أمس، إلى «معاينة المشهد من جديد»، واصفة زيارة رئيسي لدمشق بـ«الحدث». وأفادت بأن معطياتها المكثفة «تلخّصُ الرؤية المتكاملة للتوجّه نحو خلق موازين قوّة تفرضُ نفسَها، وأن سوريا ثمَّ العراق فإيران، هي المرتكزُ المتينُ لتكتّل إقليمي يكمّل البعد الأشمل للقطب الجديد الصّاعد بهويته الاقتصاديّة، القائمة على توافقات سياسيّة في نهج السلام والوئام، من حيث إن التكتلات الاقتصادية الإقليمية ستكون هي الخيار الاستراتيجي الحقيقي»، لافتة إلى أن الواقعية، اليوم «تُملي التسليمَ بأن الاقتصادَ يقود السياسة».
وعدّت «تشرين»، الناطقة باسم النظام في دمشق، اجتماعات اللجنة العليا السورية العراقيّة في دمشق، التي انعقدت قبل يومين، واجتماعات اللجنة السورية الإيرانية «بدايات مطمئنة لولادة إقليم اقتصادي متماسكٍ متكاملٍ مترابطٍ بشرايين دفّاقة للحياة الاقتصاديّة».