الجمهوريون يختارون بول رايان رئيسًا لمجلس النواب الأميركي

يعد أصغر رئيس لهذا الجهاز منذ 140 عامًا

الجمهوريون يختارون بول رايان رئيسًا لمجلس النواب الأميركي
TT

الجمهوريون يختارون بول رايان رئيسًا لمجلس النواب الأميركي

الجمهوريون يختارون بول رايان رئيسًا لمجلس النواب الأميركي

أعلن مجلس النواب الأميركي رسميًا، صباح أمس، انتخاب بول رايان (45 عامًا)، عضو مجلس النواب عن ويسكونسن، رئيسًا للمجلس، وذلك بعد حصوله على أصوات 236 عضوا من إجمالي 432 من أصوات أعضاء مجلس النواب بكامل هيئته.
وبذلك يصبح رايان الرئيس رقم 54 في تاريخ المجلس، بعد أن تفوق في عدد الأصوات لصالحه على زعيمة الأقلية الديمقراطية نانسي بيلوسي، التي حصلت على 184 صوتًا، وعلى نائب فلوريدا دانيال وبستر، الذي حصل على 9 أصوات. وبتولي بول رايان لهذا المنصب يصبح أصغر رئيس لمجلس النواب خلال 140 عامًا، أي منذ عام 1869.
وتحدث الرئيس السابق للمجلس جون بوينر (61 عاما) في خطاب وداع عاطفي قبل التصويت على انتخاب رايان، داعيا الحزب الجمهوري والديمقراطي إلى وضع الماضي والخلافات بين الحزبين وراء ظهورهم، وبدء عملية شفافة لبداية تشريعية جديدة. كما حث المجلس على الصبر لتحقيق التغيير، واجتهد في إخفاء دموعه المعهودة، متمنيا التوفيق لرايان.
وأوضح بوينر في إشارته إلى بول رايان، الذي تردد طويلا في قبول ترشحه للمنصب أن «بعض الأفراد يسعون إلى العمل وإلى المنصب، لكن بعض الأشخاص يُطلبون للعمل وللمنصب».
ويترك بوينر منصبه أواخر الشهر الحالي بعد أن نجح في الحصول على موافقة مجلس النواب على الميزانية الأميركية لمدة عامين، مما سيسهل على رئيس المجلس الجديد بول رايان التعامل مع بعض الأزمات المالية، مثل إغلاق الحكومة الفيدرالية، أو التخلف عن سداد الديون الأميركية. ومن المتوقع أن يوافق مجلس الشيوخ على الميزانية الجديدة.
وأدى بول رايان يمين الولاء للدستور الأميركي، متعهدا بحماية الدستور والقيام بأمانة بواجبات منصبه. كما تعهد أمام أعضاء مجلس النواب وأمام زوجته وأطفاله الثلاثة، وباقي أفراد أسرته بأن يعمل مع جميع الأعضاء لجعل الشعب الأميركي أكثر وحدة وأكثر حرية، معترفا بأن النقاش والخلافات هما جزء ضروري من العملية التشريعية، كما دعا إلى درجة أكبر من الاحترام في الاستماع إلى وجهات النظر المتعارضة.
وبدأ رايان حياته السياسية مساعدًا تشريعيًا في عام 1992، ثم فاز بمقعد عن ولاية ويسكونسن عندما كان في الـ28 من عمره. وقد اجتذب رايان الأضواء خلال عمله بمجلس النواب لأكثر من 17 عامًا بسبب جهوده في وضع مقترحات لإصلاح برنامج الرعاية الصحية، وإعادة هيكلة قانون الضرائب، وشغل منصب رئيس لجنتين من أقوى وأهم اللجان في المجلس، هما لجنة الميزانية ولجنة المواصلات. وفي عام 2012 اختاره المرشح الرئاسي السابق ميت رومني ليكون نائبه في السباق للترشح للانتخابات الرئاسية أمام الرئيس باراك أوباما، وبعدما خسر رومني الانتخابات عاد رايان إلى مقعده بمجلس النواب، واستبعد ترشحه للانتخابات الرئاسية لعام 2016.
وشهدت الأسابيع الماضية نقاشات داخل الحزب الجمهوري بعد إصرار رايان على الحصول على مساندة ودعم الحزب بشكل موحد إلى جانبه، وتوحيد مختلف الفصائل داخل الحزب، بما في ذلك تيار المحافظين. وكانت الخلافات الداخلية قد سادت داخل الحزب الجمهوري حول من يخلف الرئيس السابق جون بوينر الذي أعلن عن ترك منصبه الشهر الماضي. وقد ترشح عدة أعضاء بارزين للمنصب، منهم نائب كاليفورنيا كيفن ماكارثي الذي كان الأقرب إلى الفوز بالمنصب. لكن الخلافات داخل الحزب منعته من الحصول على الأصوات الكافية.



بلينكن يبدأ جولة في 3 دول لاتينية يحكمها رؤساء يساريون

وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (أ.ب)
وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (أ.ب)
TT

بلينكن يبدأ جولة في 3 دول لاتينية يحكمها رؤساء يساريون

وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (أ.ب)
وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (أ.ب)

وصل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، الاثنين، إلى كولومبيا في مستهل جولة تشمل أيضاً تشيلي والبيرو، في محاولة لترسيخ شراكات الولايات المتحدة في أميركا اللاتينية التي تعد فناءها الخلفي الجيوسياسي، في مواجهة الطموحات الصينية المتزايدة في منطقة شهدت انتخاب عدد من الرؤساء اليساريين أخيراً.
وخلال جولته التي تستمر أسبوعاً في الدول الثلاث، سيحضر كبير الدبلوماسيين الأميركيين أيضاً قمة وزارية. ويقر المسؤولون في واشنطن بأن هناك ضرورة لإظهار اهتمام الولايات المتحدة بجيرانها الجنوبيين، «باعتبارهم أولوية سياسية رغم التركيز على قضايا جيوسياسية كبرى، مثل الحرب الروسية في أوكرانيا، وتهديد الصين لتايوان». وتأمل إدارة الرئيس جو بايدن في أن يحافظ الزعماء اليساريون الجدد في أميركا اللاتينية «على نهج صديق للمشروعات الحرة وتعزيز العلاقات مع الولايات المتحدة، وألا يجنحوا إلى الشغب الآيديولوجي في حكمهم».
وأفاد مساعد وزير الخارجية الأميركي براين نيكولز، في إحاطة للصحافيين، بأن بلينكن يزور ثلاث دول «كانت منذ فترة طويلة شريكة تجارية حيوية للولايات المتحدة، ولديها اتفاقات تجارة حرة مع الولايات المتحدة (…). نحن نركز على تعزيز علاقاتنا مع تلك الحكومات». وأعلنت وزارة الخارجية الأميركية، في بيان، أن بلينكن سيلتقي في بوغوتا الرئيس اليساري غوستافو بيترو، وهو متمرد سابق، ووزير الخارجية ألفارو ليفا لمناقشة الأولويات المشتركة بين البلدين، بما في ذلك «الدعوة إلى ديمقراطيات قوية في كل أنحاء المنطقة، ودعم السلام والمصالحة المستدامين، والتصدي للهجرة غير النظامية كأولوية إقليمية، ومكافحة الاتجار بالمخدرات، وتعزيز حقوق الإنسان وحمايتها، ومعالجة أزمة المناخ».
وأضافت أن بلينكن سيجدد دعم الولايات المتحدة لاتفاق السلام الكولومبي لعام 2016 خلال مناسبة مع نائبة الرئيس فرانسيا ماركيز، على أن يزور مركزاً لدمج المهاجرين في سياق دعم سياسة الوضع المحمي المؤقت في كولومبيا للمهاجرين الفنزويليين، الذي يعد نموذجاً في المنطقة. وكان بيترو، سخر خلال حملته، من الحرب التي تقودها الولايات المتحدة على المخدرات، معتبراً أنها «فاشلة»، علماً بأن هذه الدولة في أميركا الجنوبية هي أكبر منتج للكوكايين في العالم، ولطالما واجهت ضغوطاً من واشنطن للقضاء على محاصيل المخدرات. كما تحرك بيترو لإعادة التعامل دبلوماسياً واقتصادياً مع حكومة الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، رغم جهود الولايات المتحدة لعزل الدولة العضو في منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك).
واستخدم مسؤولو إدارة بايدن نبرة تصالحية في الغالب حيال بيترو، مركزين على مجالات الاتفاق في شأن قضايا مثل تغير المناخ واستشهدوا بمناشداته لمادورو للعودة إلى المحادثات مع المعارضة الفنزويلية. وفيما يتعلق بدعوات بيترو لإنهاء الحرب على المخدرات، قال نيكولز إن واشنطن تدعم بقوة «النهج القائم على الصحة والعلم» لمكافحة المخدرات، مضيفاً أن هذا «ينعكس في سياستنا لدعم التنمية الريفية والأمن الريفي في كولومبيا. ونعتقد أن الرئيس بيترو يشارك بقوة في هذا الهدف». لكنّ مسؤولاً أميركياً أكد أن واشنطن تراقب عن كثب، ما إذا كان تواصل كولومبيا مع السلطات في فنزويلا المجاورة يخالف العقوبات الأميركية على حكومة مادورو.
وتأتي جولة بلينكن أيضاً، بعد عملية تبادل أسرى بين الولايات المتحدة وفنزويلا، ما يعكس تحسناً حذراً للعلاقات بين الدولتين، رغم عدم اعتراف واشنطن بإعادة انتخاب مادورو رئيساً لفنزويلا عام 2018... وقال نيكولز: «نحن لا نحكم على الدول على أساس موقعها في الطيف السياسي، بل على أساس التزامها بالديمقراطية وسيادة القانون وحقوق الإنسان».
ويحمل كبير الدبلوماسيين الأميركيين في رحلته هذه، جدول أعمال مثقلاً لمنظمة الدول الأميركية. ويتوجه الأربعاء إلى سانتياغو، حيث سيعقد اجتماعاً مع رئيس تشيلي اليساري غابرييل بوريتش البالغ 36 عاماً من العمر، الذي تولّى منصبه في مارس (آذار) الماضي. وأخيراً، يتوجه إلى ليما الخميس والجمعة، للقاء الرئيس الاشتراكي بيدرو كاستيو الذي ينتمي لليسار الراديكالي والمستهدف بتحقيقات عدة بشبهات فساد واستغلال السلطة منذ وصوله إلى الرئاسة قبل أكثر من عام. وسيشارك في الجمعية العامة السنوية لمنظمة الدول الأميركية. وسيدرس المجتمعون قراراً يطالب بإنهاء «العدوان الروسي على أوكرانيا»، رغم أن بعض الدول الأميركية اللاتينية عبرت عن تحفظها، بالإضافة إلى قرارات بشأن انتهاكات حقوق الإنسان في نيكاراغوا والوضع الاقتصادي والسياسي المتردّي في هايتي.