مقتل قيادات حوثية في غارة للتحالف على منزل «يوسف المداني» في حجة

الانقلابيون يجمدون حسابات 22 منظمة مدنية.. وهادي يؤكد تحرير تعز قريبًا

مقتل قيادات حوثية في غارة للتحالف على منزل «يوسف المداني» في حجة
TT

مقتل قيادات حوثية في غارة للتحالف على منزل «يوسف المداني» في حجة

مقتل قيادات حوثية في غارة للتحالف على منزل «يوسف المداني» في حجة

كثف التحالف العربي، أمس، غاراته الجوية على مواقع ومعسكرات تابعة للميليشيات الحوثية وقوات الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، في محافظات عدة، كان أبرزها في محافظة حجة شمال البلاد، التي استهدفت منزل يوسف المداني، القيادي البارز في جماعة الحوثي، وأسفرت الغارة عن قتلى وجرحى.
وأفادت مصادر محلية في محافظة حجة لـ«الشرق الأوسط» بمقتل وجرح قيادات من جماعة الحوثي في غارات لطيران التحالف العربي على منزل المداني المكنى «أبو حسين»، في محافظة حجة بمنطقة أبو دوار بمديرية مستبأ.
وأوضحت المصادر أنه لم يعرف ما إذا كان المداني موجودا بالمنزل أم لا، لكنها أكدت مقتل عناصر من المسلحين كانوا داخل المنزل أثناء القصف. وعُرف المداني بأنه من أهم قيادات الجماعة الحوثية، ويعد نائبا لعبد الملك الحوثي زعيم الجماعة، الذي تربطه به علاقة مصاهرة، ويملك المداني في مديرية مستبأ بمحافظة حجة، مزرعة ورثها عن والده، حيث حولها إلى معسكر ومخزن أسلحة للميليشيات الحوثية.
وأشارت المصادر إلى أن الغارات شملت أيضا المعهد التقني بمنطقة عاهم، ومدرسة أبو دوار، ومواقع ومخازن أسلحة بالمنطقة، مؤكدة أن السكان شاهدوا انفجارات عنيفة عقب الغارة ناتجة عن مخازن الأسلحة، فيما تمكن العشرات من المعتقلين في سجون الميليشيات من الفرار من معتقل سري في منطقة أبو دوار.
وشهدت العاصمة صنعاء أكثر من عشر غارات للتحالف استهدفت مخازن سلاح ومواقع للميليشيات في كل من أمانة العاصمة ومنطقة سنحان مسقط رأس الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح.
وذكرت مصادر محلية أن الغارات استهدفت جبل «النهدين» ومخازن أسلحة في منطقة شملان شمال غربي صنعاء، كما دمّرت الغارات مواقع عسكرية بمنطقة عصر، إضافة إلى منزل فارس حسن مناع أحد كبار تجار السلاح بمنطقة السنينة، الذي جرى تحويله إلى مقر للميليشيات ومخزن سلاح، كما شنت الطائرات غارات على مواقع في بلدة ريمة حميد بمنطقة سنحان.
وفي سياق آخر، أقدم الانقلابيون أمس على تجميد حسابات بنكية لـ22 منظمة مجتمع مدني، وحصلت «الشرق الأوسط» على نسخة من المذكرات التي أرسلتها وزارة الشؤون الاجتماعية التي تديرها الميليشيات لكل البنوك بتجميد أموال هذه المنظمات وأرفقوا كشفا بهذه المنظمات.
واعتبر مراقبون هذه الإجراءات محاولة من الانقلابيين لنهب أموال هذه المنظمات، وحالة تخبط ومأزق تعيشها الميليشيات، خاصة بعد الفشل المالي والإداري الذي أصاب المؤسسات الحكومية بسبب سيطرتهم بالقوة عليها وفرض شخصيات من خارجها لإدارتها.
وأعلن الحوثيون أمس رغبتهم في إجراء انتخابات رئاسة من طرف واحد، للخروج من الأزمات الراهنة، ونقلت وكالة الأنباء التابعة لهم قول محمد الحوثي رئيس ما يسمى «اللجنة الثورية العليا»، أن الانتخابات هي الحل الوحيد والمخرج السليم للعملية الديمقراطية المقبلة بعد أن يجري إكمال إصلاح السجل المدني. وتعهدت لجنة الانتخابات العليا التي تخضع لإشراف الانقلابيين «بتحمل مسؤوليتها الكاملة في إنجاح الاستحقاق الديمقراطي المتمثل بالانتخابات الرئاسية القادمة».
وفي الرياض، أدى المهندس أحمد الميسري وزير الزراعة والري، اليمين الدستورية أمام الرئيس عبد ربه منصور هادي، وأمر الرئيس الوزير بالعمل بما يلزم للاضطلاع بمهامه في مثل هذه الظروف والمرحلة الصعبة التي يمر بها اليمن نتيجة عملية الانقلاب التي قامت بها ميليشيات الحوثي وصالح، وما أحدثته من دمار وخراب في البنى التحتية، مشيدا بالمواقف الإيجابية للوزراء الذين تحملوا الأعباء في هذه المرحلة الاستثنائية من تاريخ اليمن، ولفت إلى ثقته الكبيرة في عمل الجميع بجد واجتهاد لما من شأنه الدفع بعجلة التنمية وتحقيق الإنجازات المنشودة التي يتطلع إليها الوطن والمواطن.
وكان الرئيس هادي قد أكد في اتصال هاتفي، أول من أمس، مع العميد الركن صادق علي سرحان، قائد «اللواء 22 مدرع» رئيس المجلس العسكري بمحافظة تعز، اقتراب النصر، ولفت إلى أنه سيتم تحرير مدينة تعز وكل المدن والمحافظات في القريب العاجل.
وشدد على تقديم أوجه الدعم اللازم كافة لقوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية في تعز لتحقيق مزيد من الانتصارات في طريق تحرير المدينة بالكامل ودحر ميليشيات الحوثي وصالح التي قتلت الأطفال والنساء ودمرت المدارس والمستشفيات والمساجد وقصفت الأحياء السكنية بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة بطريقة هستيرية. وقال العميد الركن صادق سرحان إن الجيش والمقاومة في تعز صامدان، وسيواصلان عملياتهما العسكرية ضد الانقلابيين «حتى تحرير المدينة من هذه العناصر التي تمادت كثيرًا بحق المدنيين العزل، ودمرت المنازل والمستشفيات، وحولت المؤسسات والمرافق الحكومية إلى ثكنات عسكرية لقنص المدنيين».
وبحسب ما نقلته وكالة الأنباء اليمنية «سبأ»، فإن العميد سرحان أكد أن مدينة تعز في طريقها إلى التحرر في القريب العاجل، و«ذلك بجهود القيادة السياسية وأبناء تعز المخلصين الذين يقفون اليوم صفًا واحدًا أمام هذه العصابة الإجرامية».



3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
TT

3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)

قدمت الحكومة اليمنية عبر سفارتها في واشنطن 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية في مواجهة الجماعة الحوثية المدعومة من إيران، في حين تحدثت الجماعة، الأحد، عن غارة ضربت موقعاً لها في جنوب محافظة الحديدة.

ووصف الإعلام الحوثي الغارة بـ«الأميركية - البريطانية»، وقال إنها استهدفت موقعاً في مديرية التحيتا الخاضعة للجماعة في جنوب محافظة الحديدة الساحلية على البحر الأحمر، دون إيراد تفاصيل عن آثار الضربة.

مقاتلات أميركية من طراز «إف 35» شاركت في ضرب الحوثيين باليمن (أ.ب)

وفي حين لم يتبنَّ الجيش الأميركي على الفور هذه الغارة، تراجعت خلال الشهر الأخير الضربات على مواقع الحوثيين، إذ لم تسجل سوى 3 غارات منذ 12 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

وكانت واشنطن أنشأت تحالفاً بقيادتها سمّته «حارس الازدهار» وبدأت - ومعها بريطانيا في عدد من المرات - في شن ضربات على مواقع الجماعة الحوثية ابتداء من 12 يناير (كانون الثاني) 2024، في مسعى لإضعاف قدرة الجماعة على مهاجمة السفن.

وإذ بلغت الغارات أكثر من 800 غارة غربية استأثرت محافظة الحديدة الساحلية بأغلبها، كانت الجماعة تبنت مهاجمة نحو 215 سفينة منذ نوفمبر 2023، وأدت الهجمات إلى غرق سفينتين وإصابة أكثر من 35 سفينة ومقتل 3 بحارة.

وتزعم الجماعة الموالية لإيران أنها تشن هجماتها ضد السفن إلى جانب عشرات الهجمات باتجاه إسرائيل مساندة منها للفلسطينيين في غزة، في حين تقول الحكومة اليمنية إن الجماعة تنفذ أجندة طهران واستغلت الأحداث للهروب من استحقاقات السلام.

تصنيف ودعم وتفكيك

في وقت يعول فيه اليمنيون على تبدل السياسة الأميركية في عهد الرئيس المنتخب دونالد ترمب، لتصبح أكثر صرامة في مواجهة الحوثيين الذين باتوا الذراع الإيرانية الأقوى في المنطقة بعد انهيار «حزب الله» وسقوط نظام بشار الأسد، قدم السفير اليمني لدى واشنطن محمد الحضرمي 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ لدعم بلاده.

وتتضمن المقترحات الثلاثة إعادة تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية، ودعم الحكومة اليمنية لتحرير الحديدة وموانئها، واستهداف قيادات الجماعة لتفكيك هيكلهم القيادي.

محمد الحضرمي سفير اليمن لدى الولايات المتحدة ووزير الخارجية الأسبق (سبأ)

وقال السفير الحضرمي إن تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية على غرار تصنيف «حزب الله» و«الحرس الثوري» الإيراني، من شأنه أن يبعث برسالة قوية مفادها أن أفعال الحوثيين (ترويع المدنيين، واستهداف الأمن البحري، وزعزعة استقرار المنطقة) غير مقبولة.

وبخصوص دعم الحكومة اليمنية لتحرير ميناء الحديدة، أوضح الحضرمي في مداخلته أمام مجلس الشيوخ الأميركي أن تأمين هذا الميناء الحيوي على البحر الأحمر، من شأنه أن يمكن الحكومة من حماية البحر الأحمر وإجبار الحوثيين على الانخراط في السلام، وكذلك منع وصول الدعم الإيراني إليهم.

وأكد الحضرمي أن تحرير الحديدة لن يكلف الحكومة اليمنية الكثير، وقال: «كنا على مسافة قليلة جداً من تحرير الحديدة في 2018، وتم إيقافنا من قبل المجتمع الدولي. وأعتقد أنه حان الأوان لتحرير هذا الميناء».

وفيما يتعلق باستهداف قيادات الحوثيين لتفكيك هيكلهم القيادي، شدد السفير اليمني في واشنطن على أهمية هذه الخطوة، وقال إن «محاسبة قادة الميليشيات الحوثية على جرائمهم ستؤدي إلى إضعاف عملياتهم وتعطيل قدرتهم على الإفلات من العقاب».

وأضاف: «ستعمل هذه التدابير على تعزيز أمن البحر الأحمر، وحفظ دافعي الضرائب وهذا البلد (الولايات المتحدة) للكثير من المال، ومحاسبة الحوثيين على أفعالهم، وتوفير الضغط اللازم لإجبار الجماعة على الانخراط في المفاوضات، مما يمهد الطريق لسلام دائم في اليمن».

ورأى السفير اليمني أن الدبلوماسية وحدها لا تجدي نفعاً مع النظام الإيراني ووكلائه، وقال: «حاولنا ذلك معهم لسنوات عديدة. (السلام من خلال القوة) هو المجدي! وأنا واثق بأن الشعب اليمني والإيراني سيتمكنون يوماً ما من تحرير أنفسهم من طغيان النظام الإيراني ووكلائه».

اتهام إيران

أشار السفير الحضرمي في مداخلته إلى أن معاناة بلاده كانت النتيجة المتعمدة لدعم إيران للفوضى وعدم الاستقرار في المنطق، وقال: «منذ أكثر من 10 سنوات، قامت إيران بتمويل وتسليح جماعة الحوثي الإرهابية، وتزويدها بالأسلحة الفتاكة لزعزعة استقرار اليمن وتهديد خطوط الملاحة الدولية في البحر الأحمر».

وأوضح أنه من المأساوي أن الدعم الإيراني مكّن الحوثيين من أن يصبحوا خطراً ليس فقط على اليمن، بل على المنطقة والعالم، إذ يعدّ البحر الأحمر ممراً مهماً للشحن التجاري، حيث يمر منه أكثر من 10 في المائة من التجارة العالمية و30 في المائة من شحن البضائع السنوي، لافتاً إلى أن الولايات المتحدة وحدها تنفق مليارات الدولارات للتصدي لهجمات لا تكلف إيران إلا القليل.

صاروخ وهمي من صنع الحوثيين خلال تجمع في صنعاء دعا له زعيم الجماعة (إ.ب.أ)

وخاطب الحضرمي أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي بالقول: «يجب إيقاف الحوثيين، ويمكن لليمنيين إيقافهم! فنحن نمتلك العزيمة والقوة البشرية لمواجهة الحوثيين والتهديد الإيراني في اليمن والبحر الأحمر. ولكننا لا نستطيع أن نفعل ذلك بمفردنا؛ نحن بحاجة لدعمكم».

وأشار السفير اليمني إلى أن الحوثيين يحصلون على النفط والغاز مجاناً من إيران، وباستخدام الأسلحة الإيرانية يمنعون اليمن من تصدير موارده الطبيعية، مما أعاق قدرة الحكومة على دفع الرواتب، أو تقديم الخدمات، أو شن هجوم مضاد فعال ضد الجماعة. وقال: «يمكن أن يتغير ذلك بدعم الولايات المتحدة».

وأكد الحضرمي أن اليمنيين لديهم العزيمة والقدرة على هزيمة الحوثيين واستعادة مؤسسات الدولة وإحلال السلام، واستدرك بالقول إن «وجود استراتيجية أميركية جديدة حول اليمن يعدّ أمراً بالغ الأهمية لمساعدتنا في تحقيق هذا الهدف».

ومع تشديد السفير اليمني على وجود «حاجة ماسة إلى نهج جديد لمعالجة التهديد الحوثي»، أكد أن الحوثيين «ليسوا أقوياء بطبيعتهم، وأن قوتهم تأتي فقط من إيران وحرسها الثوري، وأنه بوجود الاستراتيجية الصحيحة، يمكن تحييد هذا الدعم».