مقاتلو عشائر الأنبار يكتسبون صفة رسمية.. ويرتبطون إداريًا بميليشيا الحشد الشعبي

مجلس المحافظة يعلن تحرير 40 % من مناطقها

عناصر أمن عراقيون يستقلون عربة عسكرية في منطقة بالرمادي بعد استعادتها من «داعش» الأربعاء الماضي  (أ.ب)
عناصر أمن عراقيون يستقلون عربة عسكرية في منطقة بالرمادي بعد استعادتها من «داعش» الأربعاء الماضي (أ.ب)
TT

مقاتلو عشائر الأنبار يكتسبون صفة رسمية.. ويرتبطون إداريًا بميليشيا الحشد الشعبي

عناصر أمن عراقيون يستقلون عربة عسكرية في منطقة بالرمادي بعد استعادتها من «داعش» الأربعاء الماضي  (أ.ب)
عناصر أمن عراقيون يستقلون عربة عسكرية في منطقة بالرمادي بعد استعادتها من «داعش» الأربعاء الماضي (أ.ب)

أصبح مقاتلو العشائر المتصدون لتنظيم داعش في الأنبار قوة رسمية معترفا بها من قبل الحكومة العراقية تشارك جنبا إلى جنب مع القوات الأمنية الحكومية كالجيش والشرطة في العمليات بعد أن أمر رئيس مجلس الوزراء العراقي والقائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي بتشكيل مقر لهم بمسمى «المقر المسيطر للحشد العشائري في الأنبار» وكلف الفريق رشيد فليح بقيادته ووجه بقبول متطوعين جدد من أبناء عدد من العشائر لدعم عمليات تحرير المحافظة.
وقال رئيس مجلس قضاء الخالدية في محافظة الأنبار علي داود إن العبادي أمر بتشكيل مقر مسيطر لقوات العشائر في المحافظة بقيادة الفريق فليح ويعاونه كل من طارق الذيابي، ممثلا عن قوات العشائر في منطقة شمال الرمادي وعيسى العلواني، ممثلا لمركز مدينة الرمادي، وخميس العيساوي، ممثلا لعامرية الفلوجة، وخميس الحلبوسي، ممثلا لمنطقة الكرمة، وعواد الجغيفي، ممثلا لمنطقة حديثة، ومال الله برزان العبيدي، ممثلا لمنطقة البغدادي، ونعيم النمراوي، ممثلا لمنطقة هيت.
وأضاف داود أن العبادي «أمر أيضا بأن يرتبط المقر بهيئة الحشد الشعبي من الناحية الإدارية وبقيادة العمليات المشتركة من ناحية العمليات، فيما تتولى وزارتا الدفاع والداخلية تأمين هيئة ركن من ثلاثة ضباط للمقر المسيطر لإدارة أعماله». وأشار داود إلى «أن القائد العام للقوات المسلحة، أمر كذلك بقبول تطوع 1000 مقاتل جدد من أبناء عشائر آلبو ذياب وآلبو علي الجاسم وآلبو عساف وآلبو بالي وآلبو عبيد وآلبو فراج لغرض إدامة عمليات تحرير مدينة الرمادي».
ميدانيًا، أعلن مجلس محافظة الأنبار سيطرة القوات الأمنية العراقية على 40 في المائة من مناطق المحافظة وإفشال محاولات تنظيم داعش التقرب منها وتكبيده «خسائر فادحة»، مرجحًا تحرير الرمادي بالكامل خلال الأيام القليلة المقبلة. وقال عضو المجلس، راجح بركات العيساوي إن «40 في المائة من مناطق الأنبار تحت السيطرة التامة للقوات الأمنية العراقية، ولم يتمكن تنظيم داعش من اختراق الخطوط الدفاعية فيها»، مشيرًا إلى أن منها «أقضية الخالدية وحديثة والبغدادي والحبانية والنخيب وعامرية الفلوجة». وأضاف العيساوي «أن مسلحي التنظيم الإرهابي حاولوا مرارًا الهجوم على تلك المناطق الآمنة لكن القوات الأمنية ومقاتلي العشائر تصدت لجميع هجماتهم وكبدتهم خسائر فادحة بالأرواح والمعدات، ما اضطرهم إلى الفرار وترك قتلاهم في محيط عامرية الفلوجة شرقي الرمادي ومدينة حديثة غربي المحافظة».
في السياق ذاته، أعلن جهاز مكافحة الإرهاب أمس عن تقدم قواته نحو معسكر اللواء الثامن وقيادة عمليات الأنبار لتحريرهما من سيطرة «داعش»، فيما بين أنه بعد تحريرهما ستبدأ المرحلة الأخيرة من تحرير مركز الرمادي. وقال قائد المحور الغربي في جهاز مكافحة الإرهاب اللواء الركن سامي كاظم إن «القوات ما زالت تتقدم نحو مركز الرمادي من الجهة الغربية بوتيرة متصاعدة لحصار إرهابيي داعش المتمركزين فيها ضمن خطة أمنية محكمة لتطويقها تمهيدا لاقتحامها». وأضاف كاظم أن «قوات جهاز مكافحة الإرهاب، بعد تحريرها لمناطق البو جليب ومفرق زنكورة والبوريشة ومزارع البوريشة، غرب الرمادي، ستستمر بالاندفاع نحو السيطرة على معسكر اللواء الثامن وقيادة عمليات الأنبار، لتحريرهما وتجميع القطعات العسكرية هناك، من أجل الشروع بالمرحلة الأخيرة من تحرير الرمادي واقتحام مركز المدينة».
وبيّن كاظم أن «الحصار ما زال مستمرا على مدينة الرمادي من جهاتها الأربع فيما فرضت قواتنا طوقًا محكمًا عند الجهة الغربية للمدينة خشية هروب المسلحين إلى مدينة هيت»، لافتا إلى أن «عناصر تنظيم داعش حوصروا واستنزفت قدراتهم بشكل كبير ما دفعهم إلى اللجوء لمحاولات يائسة لفك الطوق المفروض عليهم من خلال استخدام السيارات والعربات المفخخة التي تم التصدي للعشرات منها وتدميرها قبل وصولها إلى القطعات الأمنية».
من جانب آخر، أعلن الشيخ نعيم الكعود، شيخ عشائر البونمر في محافظة الأنبار، عن نجاح القوات الأمنية ومقاتلي العشائر في فك الحصار عن المئات من أبناء عشيرته كانوا محاصرين من قبل مسلحي تنظيم داعش في منطقة الثرثار شرقي مدينة الرمادي. وقال الكعود بأن «مقاتلي عشيرة البونمر وبمساندة آليات عسكرية تابعة للجيش العراقي نفذوا عملية أمنية في منطقة الثرثار وتمكنوا خلالها من فك الحصار عن 350 شخصا من أبناء عشيرة البونمر كانوا محاصرين من قبل مسلحي تنظيم داعش».
وتابع الكعود، أن «مقاتلي عشيرة البونمر والجيش تمكنوا من قتل سبعة عناصر من التنظيم وتدمير آليات للتنظيم».
من جهتها، أعلنت خلية الإعلام الحربي عن مقتل العشرات من عناصر تنظيم داعش وتدمير مواقع دفاعية تابعة لهم في ضربات جوية للطيران العراقي. وقالت الخلية في بيان «إن الطيران الحربي العراقي شن 31 غارة جوية مما أدى إلى مقتل العشرات من عناصر داعش وتدمير وكر وأربع منصات لإطلاق الصواريخ مع سيارة مفخخة، كما دمر سلاح الجو العراقي مواقع قتالية وثلاث سيارات مفخخة ومواضع لمدافع الهاون وعبوات ناسفة ورشاشة ثقيلة في مدينة الرمادي مركز محافظة الأنبار».
وفي محافظة صلاح الدين كشف مصدر أمني في قيادة العمليات العراقية المشتركة عن العثور على مقابر جماعية تعود لقتلى مسلحي تنظيم داعش في مدينة بيجي بعد تحريرها بالكامل من قبل القوات العراقية المشتركة في الأيام القليلة الماضية. وقال المصدر إن «القوات الأمنية العراقية اكتشفت 19 مقبرة جماعية تضم 365 جثة في منطقة الحي العصري شمالي المدينة». وأضاف المصدر أن هذه الجثث «تعود إلى معركة التحرير الأخيرة وإلى ما سبقها من معارك، لأن عناصر (داعش) لم يرغبوا في أن يعودوا بجثث قتلاهم إلى الموصل خلال معارك الكر والفر». وأشار المصدر إلى «أن تنظيم داعش كان يحاول إخفاء خسائره المتزايدة لذلك يوزّع قتلاه على مقابر عدّة».



ضربات في صعدة... والحوثيون يطلقون صاروخاً اعترضته إسرائيل

عناصر حوثيون يحملون صاروخاً وهمياً خلال مظاهرة في صنعاء ضد الولايات المتحدة وإسرائيل (أ.ب)
عناصر حوثيون يحملون صاروخاً وهمياً خلال مظاهرة في صنعاء ضد الولايات المتحدة وإسرائيل (أ.ب)
TT

ضربات في صعدة... والحوثيون يطلقون صاروخاً اعترضته إسرائيل

عناصر حوثيون يحملون صاروخاً وهمياً خلال مظاهرة في صنعاء ضد الولايات المتحدة وإسرائيل (أ.ب)
عناصر حوثيون يحملون صاروخاً وهمياً خلال مظاهرة في صنعاء ضد الولايات المتحدة وإسرائيل (أ.ب)

تبنّت الجماعة الحوثية إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من اعترافها بتلقي ثلاث غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

وفي حين أعلن الجيش الإسرائيلي اعتراض الصاروخ الحوثي، يُعد الهجوم هو الثاني في السنة الجديدة، حيث تُواصل الجماعة، المدعومة من إيران، عملياتها التصعيدية منذ نحو 14 شهراً تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

وادعى يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الجماعة الحوثية، في بيان مُتَلفز، أن جماعته استهدفت بصاروخ فرط صوتي من نوع «فلسطين 2» محطة كهرباء «أوروت رابين» جنوب تل أبيب، مع زعمه أن العملية حققت هدفها.

من جهته، أعلن الجيش الإسرائيلي، في بيان، أنه «بعد انطلاق صفارات الإنذار في تلمي اليعازر، جرى اعتراض صاروخ أُطلق من اليمن قبل عبوره إلى المناطق الإسرائيلية».

ويوم الجمعة الماضي، كان الجيش الإسرائيلي قد أفاد، في بيان، بأنه اعترض صاروخاً حوثياً وطائرة مُسيّرة أطلقتها الجماعة دون تسجيل أي أضرار، باستثناء ما أعلنت خدمة الإسعاف الإسرائيلية من تقديم المساعدة لبعض الأشخاص الذين أصيبوا بشكل طفيف خلال هروعهم نحو الملاجئ المحصَّنة.

وجاءت عملية تبنِّي إطلاق الصاروخ وإعلان اعتراضه، عقب اعتراف الجماعة الحوثية باستقبال ثلاث غارات وصفتها بـ«الأميركية البريطانية»، قالت إنها استهدفت موقعاً شرق مدينة صعدة، دون إيراد أي تفاصيل بخصوص نوعية المكان المستهدَف أو الأضرار الناجمة عن الضربات.

مقاتلة أميركية على متن حاملة طائرات في البحر الأحمر (أ.ب)

وإذ لم يُعلق الجيش الأميركي على الفور، بخصوص هذه الضربات، التي تُعد الأولى في السنة الجديدة، كان قد ختتم السنة المنصرمة في 31 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، باستهداف منشآت عسكرية خاضعة للحوثيين في صنعاء بـ12 ضربة.

وذكرت وسائل الإعلام الحوثية حينها أن الضربات استهدفت «مجمع العرضي»؛ حيث مباني وزارة الدفاع اليمنية الخاضعة للجماعة في صنعاء، و«مجمع 22 مايو» العسكري؛ والمعروف شعبياً بـ«معسكر الصيانة».

106 قتلى

مع ادعاء الجماعة الحوثية أنها تشن هجماتها ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، في سياق مناصرتها للفلسطينيين في غزة، كان زعيمها عبد الملك الحوثي قد اعترف، في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وأن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

وكانت الولايات المتحدة قد أنشأت، في ديسمبر 2023، تحالفاً سمّته «حارس الازدهار»؛ ردّاً على هجمات الحوثيين ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، قبل أن تشنّ ضرباتها الجوية ابتداء من 12 يناير (كانون الثاني) 2024، بمشاركة بريطانيا في بعض المرات؛ أملاً في إضعاف قدرات الجماعة الهجومية.

دخان يتصاعد من موقع عسكري في صنعاء خاضع للحوثيين على أثر ضربة أميركية (أ.ف.ب)

واستهدفت الضربات مواقع في صنعاء وصعدة وإب وتعز وذمار، في حين استأثرت الحديدة الساحلية بأغلبية الضربات، كما لجأت واشنطن إلى استخدام القاذفات الشبحية، لأول مرة، لاستهداف المواقع الحوثية المحصَّنة، غير أن كل ذلك لم يمنع تصاعد عمليات الجماعة التي تبنّت مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ نوفمبر 2023.

وأدّت هجمات الحوثيين إلى إصابة عشرات السفن بأضرار، وغرق سفينتين، وقرصنة ثالثة، ومقتل 3 بحارة، فضلاً عن تقديرات بتراجع مرور السفن التجارية عبر باب المندب، بنسبة أعلى من 50 في المائة.

4 ضربات إسرائيلية

رداً على تصعيد الحوثيين، الذين شنوا مئات الهجمات بالصواريخ والطائرات المُسيرة باتجاه إسرائيل، ردّت الأخيرة بأربع موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة الحوثية بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

كذلك تضررت مدرسة إسرائيلية بشكل كبير، جراء انفجار رأس صاروخ، في 19 ديسمبر الماضي، وإصابة نحو 23 شخصاً جراء صاروخ آخر انفجر في 21 من الشهر نفسه.

زجاج متناثر في مطار صنعاء الدولي بعد الغارات الجوية الإسرائيلية (أ.ب)

واستدعت هذه الهجمات الحوثية من إسرائيل الرد، في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وفي 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، قصفت إسرائيل مستودعات للوقود في كل من الحديدة وميناء رأس عيسى، كما استهدفت محطتيْ توليد كهرباء في الحديدة، إضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات، وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً.

وتكررت الضربات، في 19 ديسمبر الماضي؛ إذ شنّ الطيران الإسرائيلي نحو 14 غارة على مواني الحديدة الثلاثة، الخاضعة للحوثيين غرب اليمن، وعلى محطتين لتوليد الكهرباء في صنعاء؛ ما أدى إلى مقتل 9 أشخاص، وإصابة 3 آخرين.

وفي المرة الرابعة من الضربات الانتقامية في 26 ديسمبر الماضي، استهدفت تل أبيب، لأول مرة، مطار صنعاء، وضربت في المدينة محطة كهرباء للمرة الثانية، كما استهدفت محطة كهرباء في الحديدة وميناء رأس عيسى النفطي، وهي الضربات التي أدت إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة أكثر من 40، وفق ما اعترفت به السلطات الصحية الخاضعة للجماعة.