«مقاومة إب» تنتفض بوجه الميليشيات وتكبدها خسائر فادحة بدعم من التحالف

خلافات حوثية حول تقسيم أموال وجواهر تم نهبها من منازل المواطنين في المحافظة

عناصر أمنية  من المقاومة اليمنية الموالية للشرعية تستوقف سيارة عند نقطة تفتيش بوسط مدينة عدن جنوب اليمن (أ.ف.ب)
عناصر أمنية من المقاومة اليمنية الموالية للشرعية تستوقف سيارة عند نقطة تفتيش بوسط مدينة عدن جنوب اليمن (أ.ف.ب)
TT

«مقاومة إب» تنتفض بوجه الميليشيات وتكبدها خسائر فادحة بدعم من التحالف

عناصر أمنية  من المقاومة اليمنية الموالية للشرعية تستوقف سيارة عند نقطة تفتيش بوسط مدينة عدن جنوب اليمن (أ.ف.ب)
عناصر أمنية من المقاومة اليمنية الموالية للشرعية تستوقف سيارة عند نقطة تفتيش بوسط مدينة عدن جنوب اليمن (أ.ف.ب)

عادت محافظة إب، وسط اليمن، مجددا إلى ساحة الأحداث متصدرة الأخبار خلال اليومين الماضيين وحتى اللحظة التي ما زالت جبهات القتال فيها محتدمة، موقعة في الميليشيات الحوثية وقوات الرئيس المخلوع، هزائم متتالية، مكبدة إياها خسائر في الأرواح والأسلحة والمواقع.
وقالت مصادر في المقاومة الشعبية لـ«الشرق الأوسط» إن المقاومة بدأت بعمليات نوعية كبدت الميليشيات أكبر خسارة منذ سيطرتها على معظم مديريات المحافظة في شهر أغسطس (آب) الماضي، عقب تمكنها من دحر المقاومة من مواقع عدة، نظرًا لتفوق الميليشيات الحوثية وصالح بالأسلحة الكثيرة والمتنوعة.
وأضافت أن عمليات المقاومة تنوعت ما بين الهجوم والكمائن، مشيرة إلى أن هذه العمليات كبدت الميليشيات نحو 42 ما بين قتيل وجريح، وأسر مسلحين اثنين، فضلاً عن الخسائر المادية المتمثلة بالأطقم والأسلحة والذخائر.
وسيطرت المقاومة الشعبية في محافظة إب وسط اليمن، على الجبال المحيطة بمركز مديرية الشعر، بدعم ومساندة من المقاومة الشعبية في قعطبة في محافظة الضالع. وقالت مصادر محلية في مقاومة قعطبة، لـ«الشرق الأوسط» إن رجال المقاومة الشعبية في قعطبة تمكنوا من التقدم شمالا والالتحام برجال المقاومة في مديرية الشعر التابعة إداريا لمحافظة إب، مجبرين الميليشيات الحوثية وقوات الرئيس المخلوع على الانسحاب من المواقع المستحدثة، منها مفرق الشعر وجبل السور ومنطقة ريحان.
وأضافت أن المقاومة سيطرت على عدد من المناطق التي كانت تحت سيطرة الميليشيات، مؤكدة محاصرة رجال المقاومة الشعبية لمسلحي الحوثي وصالح في منطقة الرضائي مركز المديرية، جنوب شرقي مدينة إب، بعد أن استكملت السيطرة على كل الجبال المحيطة.
وأشارت إلى أن هذا التقدم للمقاومة تم بدعم من طيران التحالف الذي أغار على عدد من مواقع توجد بها الميليشيات المسلحة، مشيرة إلى أن طيران التحالف قصف مركز إدارة الأمن في مديرية الشعر، وكذا التجمعات في مواقع ناحية مديرية بعدان، جنوب إب.
وكانت المقاومة الشعبية في مديرية قعطبة بمحافظة الضالع (جبهة العود) سيطرت أول من أمس على مواقع جديدة كانت تتمركز بها ميليشيات الحوثي وصالح، منها مثلث الشعر الذي يتوسط مناطق العود والشعر وبعدان، وتمكنت من استعادة موقع الحجر.
وتأتي هذه التطورات عقب اشتباكات عنيفة دارت بين المقاومة الشعبية وميليشيات الحوثي وصالح سقط خلالها قتلى وجرحى في صفوف الميليشيات انتهت بسيطرة المقاومة.
وقال القيادي بمقاومة العود، ذياب الصيادي، لـ«الشرق الأوسط» إن عمليات المقاومة في منطقة العود، خلال الأيام الماضية، يأتي في إطار تأمين المنطقة من أي اختراق من جهة ميليشيات الحوثي وصالح، مؤكدا باستعداد رجال المقاومة في مديرية قعطبة وجاهزيتهم لإسناد إخوانهم من رجال المقاومة في محافظة إب، لتطهيرها من الميليشيات الانقلابية خصوصًا المديريات المجاورة.
وأشار الصيادي إلى أنه في حال طلبت منهم مقاومة إب، فإنهم على أتم الاستعداد القتالي لتحرير معسكر الحمزة في منطقة ميتم، جنوب مدينة إب، عاصمة المحافظة، واستعادتها إلى الشرعية.
وكانت مدفعية المقاومة والجيش الوطني في العود بقعطبة، دكت ظهر أمس مواقع الحوثي وصالح واستهدفت تجمعا لهم في منطقة اللكمة وذي الرخام في العود الأعلى، وكبّدت الميليشيات خسائر فادحة في الأرواح والمعدات وفرار من تبقى باتجاه مركز مديرية الشعر بالرضائي.
وقتل 15 مسلحًا حوثيًا إثر قصف مدفعي من رجال المقاومة الشعبية، بمديرية قعطبة، بمحافظة الضالع. وقالت مصادر في المقاومة الشعبية لـ«الشرق الأوسط» إن مدفعية المقاومة تمكنت من قصف ميليشيات الحوثي وصالح المتمركزة في مواقع شمال مدينة قعطبة وعلى تخوم مدينة إب، مؤكدة مقتل 15 مسلحا كانوا على متن الطقم الذي تعرض للاحتراق.
وأضافت أن جبهة حمك شهدت خلال الأيام الماضية مواجهات متقطعة وبمختلف الأسلحة الثقيلة والمتوسطة والخفيفة.
وكانت المقاومة الشعبية في مديرية حزم العدين القريبة من مديرية الحزم، شنت هجمات وطهرت عددًا من المناطق من ميليشيا الحوثي بعد مواجهات عنيفة.
وقال محمد الحزمي لـ«الشرق الأوسط» إن المقاومة الشعبية في مديرية حزم العدين شمال غربي عاصمة المحافظة إب، تمكنت من إحراز تقدم وتكبيد ميليشيات الحوثي وصالح خسائر في الأرواح والعتاد.
واندلعت مواجهات عنيفة في منطقة الأشعور بحزم العدين غرب إب، ونتج عنها خسائر في صفوف الجانبين. وقالت مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط» إن المواجهات لا تزال محتدمة بين المقاومة والميليشيات، مشيرة إلى سقوط 4 قتلى من الطرفين؛ ثلاثة من الحوثيين وواحد من المقاومة.
ولقي ثلاثة أشخاص مصرعهم من مسلحي الحوثي، وأصيب أحد قيادات الحوثيين الكبيرة بجراح بالغة نتيجة مواجهات مسلحة بين الميليشيات ومسلحين حوثيين بمديرية الشعر شرق مدينة إب.
وقالت مصادر في المقاومة لـ«الشرق الأوسط» إن قتلى وجرحى الميليشيات سببه خلافا نشب بين الميليشيات، حول أموال وجواهر ومنشورات تم نهبها من منازل المواطنين، أثناء مداهمة الميليشيات لها.
وأشارت إلى أن من بين القتلى نجل القيادي الحوثي، قحطان العمري، مؤكدة أن قائد الحملة الحوثية على مديريتي الشعر وبعدان، علي عبد اللطيف حجر، أصيب واثنان من مرافقيه، لافتة إلى أن إصابته بليغة.



مصر وسلطنة عمان تبحثان سلامة الملاحة في البحر الأحمر

نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)
نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)
TT

مصر وسلطنة عمان تبحثان سلامة الملاحة في البحر الأحمر

نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)
نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)

بحث وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، في سلطنة عمان، الاثنين، ملفَ التوترات الأمنية في البحر الأحمر، مؤكداً أهمية سلامة الملاحة البحرية وحرية التجارة الدولية، وارتباط ذلك بشكل مباشر بأمن الدول المشاطئة للبحر الأحمر.

وحسب بيان صادر عن وزارة الخارجية المصرية، أشار عبد العاطي إلى «تأثير تصاعد حدة التوترات في البحر الأحمر على مصر، بشكل خاص، في ضوء تراجع إيرادات قناة السويس».

وأدى تصعيد جماعة «الحوثيين» في اليمن لهجماتها على السفن المارة في مضيق باب المندب والبحر الأحمر، منذ نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، بداعي التضامن مع الفلسطينيين في غزة، إلى تغيير شركات الشحن العالمية الكبرى مسارها من البحر الأحمر، واضطرت إلى تحويل مسار السفن إلى طرق بديلة منها مجرى رأس الرجاء الصالح.

وتراجعت إيرادات قناة السويس من 9.4 مليار دولار (الدولار الأميركي يساوي 50.7 جنيه في البنوك المصرية) خلال العام المالي (2022 - 2023)، إلى 7.2 مليار دولار خلال العام المالي (2023 - 2024)، حسب ما أعلنته هيئة قناة السويس في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وخلال لقاء الوزير عبد العاطي مع فهد بن محمود آل سعيد نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء، أشار إلى تقدير مصر الكبير للقيادة الحكيمة للسلطان هيثم بن طارق، وللدور الإيجابي الذي تضطلع به سلطنة عمان على المستويين الإقليمي والدولي.

وأكد عبد العاطي أهمية التعاون المشترك لتعزيز الأمن العربي، وحرص مصر على التنسيق والتشاور مع السلطنة لتثبيت دعائم الأمن والاستقرار في المنطقة، لا سيما في ظل الاضطرابات غير المسبوقة التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط على عدة جبهات.

وطبقاً للبيان، تناول اللقاء مناقشة عدد من القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، على رأسها القضية الفلسطينية واستمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، والجهود المصرية لاحتواء التصعيد في المنطقة، والتوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن، كما تم تبادل الرؤى حول الأوضاع في سوريا واليمن والسودان وليبيا.

وخلال لقائه مع بدر البوسعيدي، وزير خارجية سلطنة عُمان، في إطار زيارته الرسمية إلى مسقط، ناقش عبد العاطي مجمل العلاقات الثنائية والتنسيق المشترك حيال القضايا الإقليمية محل الاهتمام المشترك.

مباحثات سياسية بين وزير الخارجية المصري ونظيره العماني (الخارجية المصرية)

تناول الوزيران، حسب البيان المصري، أطر التعاون الثنائي القائمة، وسبل تعزيز مسار العلاقات بين مصر وسلطنة عُمان، والارتقاء بها إلى آفاق أوسع تنفيذاً لتوجيهات قيادتي البلدين.

وزار الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، مسقط، في يونيو (حزيران) 2022، بينما زار السلطان هيثم بن طارق القاهرة في مايو (أيار) 2023.

وأكد الوزيران على أهمية التحضير لعقد الدورة السادسة عشرة للجنة المشتركة بين البلدين خلال الربع الأول من عام 2025، لتعزيز التعاون الثنائي بين البلدين في مختلف المجالات.

وشدد عبد العاطي على الأهمية التي توليها مصر لتطوير وتعزيز علاقاتها مع سلطنة عُمان، مشيداً بالعلاقات الوطيدة والتاريخية التي تجمع بين البلدين. وأشار إلى الاهتمام الخاص الذي توليه مصر للتعاون مع أشقائها في الدول العربية في مجال جذب الاستثمارات والتعاون الاقتصادي والتبادل التجاري، مستعرضاً برنامج الإصلاح الاقتصادي والاجتماعي الجاري تطبيقه في مصر، والخطوات التي تم اتخاذها لتهيئة المناخ الاستثماري وتوفير الحوافز لجذب الاستثمارات الأجنبية.

كما أشار إلى أهمية العمل على تعزيز التعاون بين المنطقة الاقتصادية لقناة السويس وهيئة المنطقة الاقتصادية الخاصة بـالدقم، وكذلك الربط البحري بين ميناءي «الدقم» و«صلالة»، والموانئ المصرية مثل ميناء الإسكندرية وميناء العين السخنة وغيرهما، بما يعزز التبادل التجاري بين البلدين، ويساهم في تعميق التعاون بينهما في مجالات النقل الملاحي والتخزين اللوجستي، في ضوء ما تتمتع به مصر وعُمان من موقع جغرافي متميز يشرف على ممرات ملاحية ومضايق بحرية استراتيجية.

وفيما يتعلق بالأوضاع الإقليمية في ظل التحديات المتواترة التي تشهدها المنطقة، ناقش الوزيران، وفق البيان المصري، التطورات في سوريا، والحرب في غزة، وكذلك الأوضاع في ليبيا ولبنان، وتطورات الأزمة اليمنية وجهود التوصل لحل سياسي شامل، وحالة التوتر والتصعيد في البحر الأحمر التي تؤثر بشكل مباشر على أمن الدول المشاطئة له، كما تطرق النقاش إلى الأوضاع في منطقة القرن الأفريقي والتطورات في السودان والصومال.

وأكد البيان أن اللقاء عكس رؤيةً مشتركةً بين الوزيرين للعديد من التحديات التي تواجه المنطقة، وكيفية مواجهتها، وأكدا على أهمية تعزيز التعاون بين البلدين والحرص على تكثيف التشاور والتنسيق بشأن مختلف القضايا، كما اتفق الوزيران على تبادل تأييد الترشيحات في المحافل الإقليمية والدولية.