فوز إعلانين مصورين يتناولان الغش للمستهلك

في خطوة توعوية أطلقتها وزارة الاقتصاد في لبنان

الفائز بالمرتبة الأولى في مسابقة الإعلان التوعوي للمستهلك سعد محمد القادري أثناء تسلمه جائزته في وزارة الاقتصاد
الفائز بالمرتبة الأولى في مسابقة الإعلان التوعوي للمستهلك سعد محمد القادري أثناء تسلمه جائزته في وزارة الاقتصاد
TT

فوز إعلانين مصورين يتناولان الغش للمستهلك

الفائز بالمرتبة الأولى في مسابقة الإعلان التوعوي للمستهلك سعد محمد القادري أثناء تسلمه جائزته في وزارة الاقتصاد
الفائز بالمرتبة الأولى في مسابقة الإعلان التوعوي للمستهلك سعد محمد القادري أثناء تسلمه جائزته في وزارة الاقتصاد

فاز كل من الطالبين الجامعيين سعد محمد القادري ومايا الحاج حسن، بجائزة أفضل إعلان مصوّر في إطار مسابقة خاصة، أطلقتها وزارة الاقتصاد في لبنان لتوعية المستهلك.
هذه المسابقة التي تمّ الإعلان عنها في مارس (آذار) الماضي، لمناسبة اليوم العالمي لحقوق المستهلك، تمّ تنظيمها من قبل الوزارة المذكورة بالتعاون مع جمعية حماية المنتجات والعلامات التجارية في لبنان. شارك في المسابقة 12 طالبا جامعيا. وكان الطالبان الفائزان قد كتبا النصّ الإعلاني لكل من العملين المصوّرين، آخذين بعين الاعتبار، حثّ المستهلك اللبناني على التبليغ عن أي حالات غش يصادفها دون أي تردد، عبر الخط الساخن 1739 التابع للوزارة، أو من خلال التطبيق الخاص بمديرية حماية المستهلك.
وتمّ خلال المؤتمر الذي حضره ممثلون عن الجامعتين اللبنانية واللبنانية الدولية (LIU)، إضافة إلى شركة «والتر تومسون بيروت»، عرض الفيلمان الفائزان اللذان اتسّما بالحسّ الفكاهي الكوميدي، لإيصال الرسالة التي يتضمنانها بأبسط وأسرع طريقة ممكنة للمواطن.
واستهل الإعلان الذي فاز بالمرتبة الأولى، والذي ساهمت في إعداده شركة (والتر تومسون)، بمشهد يمثّل أحد اللبنانيين الذي يبدو منشغلا في قراءة تاريخ صلاحية عبوة مشروبات غازية اشتراها لتوّه من دكان «أبو فادي». وليأتينا صوت المذيع بعدها ويسأله إذا ما غشّه صاحب الدكان فيردّ عليه المواطن بالإيجاب. فيطرح عليه عدة وسائل معروفة للانتقام من «أبو فادي». كالتحدث عنه عبر وسائل التواصل الاجتماعي، أو فضحه في حراك شعبي أمام آلاف الناس، أو الاستعانة بواحد من أصحاب العضلات المفتولة لضربه. ولتنتهي هذه الاقتراحات بالأبسط منها وهي الاتصال بالخطّ الساخن أو بالتطبيق الإلكتروني لتبليغ وزارة الاقتصاد بذلك.وأشارت مدير عام وزارة الاقتصاد عليا عبّاس في حديث لـ«الشرق الأوسط»، إلى أن هدف الوزارة من هذه المسابقة التي تقام للسنة الأولى، كان لفت انتباه المواطن وتوعيته حول حقوقه كمستهلك بأبسط طرق ممكنة. بحيث يحفظ بسرعة الوسائل التي في إمكانه اللجوء إليها، في حال وقع ضحيّة الغشّ أو الفساد في مجال الغذاء.
أما الإعلان الثاني الذي فاز في هذه المسابقة، فيجذب مشاهده منذ اللحظة الأولى لعرضه، من خلال نصّ خفيف الظلّ يحفظ بسرعة، مترجما بمشاهد متتالية تعبّر عنه. فيطالعنا صوت الممثل طارق تميم معلّقا: «فيك تموت حريق.. غريق أو عالطريق....». ولينتهي بعبارة «بس انك تموت مسموم؟؟؟» ولتمرّ بعدها الرسالة، ألا وهي الاتصال بالخط الساخن لوزارة الاقتصاد أو التبليغ عبر تطبيقها الإلكتروني.
وأكّدت مايا الحاج حسن (طالبة في كلية الإعلام في الجامعة اللبنانية الدولية LIU)، كاتبة النصّ للإعلان الفائز بالمرتبة الثانية في حديث لـ«الشرق الأوسط»، أن أكثر ما أخذته في عين الاعتبار خلال كتابتها، هو الوضع الذي يعيشه اللبناني في الواقع. وأضافت: «هو يشعر أنه يموت يوميا بسبب ضيق حالته المادية، أو معاناته مع انقطاع الكهرباء والمياه، وغيرها من المشاكل التي يصادفها في حياته اليومية. فتلقفّت هذا الشعور على طريقتين والذي هو برأيي أقسى ما يمكن أن يساور إنسان ما، ووضعتها في قالب كوميدي يلفت المشاهد، لا سيما أن بداية الإعلان لا تكشف عن منتوجه إلا قبيل انتهائه بلحظات، الأمر الذي يمكنه أن يشدّ الانتباه منذ المشهد الأول للإعلان».
أما سعد محمد القادري الفائز بالجائزة عن المرتبة الأولى، فأشار في سياق حديثه لـ«الشرق الأوسط»، أنه اعتمد البساطة الكاملة في تأليف النص، ليتم استيعابه بسرعة من أكبر شريحة ممكنة لمشاهديه.
أما الشكاوى التي يمكن التبليغ عنها من قبل المستهلك، فتدور في فلك المواد الغذائية الفاسدة أو منتهية الصلاحية، وعن إعلان مخادع أو مضلّل، أو بضائع مقلّدة ومزوّرة، إضافة إلى سلع وخدمات غير مطابقة للمواصفات والغشّ في محطات الوقود وفاتورة بغير السعر المعلن عنه وأدوات كيل مغشوشة.
ومن بين الشروط التي تضمنتها مسابقة أفضل إعلان مصوّر للتوعية حول حقوق المستهلك، بحيث لا تتعدّى مدّة الإعلان نصف الدقيقة، وأن يكون العمل من جهد المتسابق وغير مقتبس، وأن تختتم بالصورة المتوفّرة على الموقع الرسمي للوزارة والتي تضمّ شعارها وشعار الجامعة الممولة للعمل.
وذكرت مديرة عام وزارة الاقتصاد عليا عباس، أنه يتم التعاون حاليا مع 400 طالب جامعي، تبرّعوا بوقتهم للمشاركة في مراقبة الأسواق والقيام بعمليات الكشف على المطاعم والمحلات لمعاونة وزارة الاقتصاد في إطار حملاتها للحدّ من انتشار المواد الفاسدة ومنتهية الصلاحية. وأشارت عباس إلى أن غالبية هؤلاء الطلّاب يقومون بعملهم هذا ضمن فترة تدريبية مؤقتة.



بارود «النار بالنار» موهبة صاعدة لفتت المشاهد

عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)
عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)
TT

بارود «النار بالنار» موهبة صاعدة لفتت المشاهد

عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)
عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)

منذ الحلقة الأولى لمسلسل «النار بالنار» لفت تيم عزيز المشاهد في دور (بارود). فهو عرف كيف يتقمص شخصية بائع اليانصيب (اللوتو) بكل أبعادها. فألّف لها قالباً خاصاً، بدأ مع قَصة شعره ولغة جسده وصولاً إلى أدائه المرفق بمصطلحات حفظها متابع العمل تلقائياً.
البعض قال إن دخول تيم عزيز معترك التمثيل هو نتيجة واسطة قوية تلقاها من مخرج العمل والده محمد عبد العزيز، إلا أن هذا الأخير رفض بداية مشاركة ابنه في العمل وحتى دخوله هذا المجال. ولكن المخرج المساعد له حسام النصر سلامة هو من يقف وراء ذلك بالفعل. ويقول تيم عزيز لـ«الشرق الأوسط»: «حتى أنا لم أحبذ الفكرة بداية. لم يخطر ببالي يوماً أن أصبح ممثلاً. توترت كثيراً في البداية وكان همي أن أثبت موهبتي. وفي اليوم الخامس من التصوير بدأت ألمس تطوري».
يحدثك باختصار ابن الـ15 سنة ويرد على السؤال بجواب أقصر منه. فهو يشعر أن الإبحار في الكلام قد يربكه ويدخله في مواقف هو بغنى عنها. على بروفايل حسابه الإلكتروني «واتساب» دوّن عبارة «اخسر الجميع واربح نفسك»، ويؤكد أن على كل شخص الاهتمام بما عنده، فلا يضيع وقته بما قد لا يعود ربحاً عليه معنوياً وفي علاقاته بالناس. لا ينكر أنه بداية، شعر بضعف في أدائه ولكن «مو مهم، لأني عرفت كيف أطور نفسي».
مما دفعه للقيام بهذه التجربة كما يذكر لـ«الشرق الأوسط» هو مشاركة نجوم في الدراما أمثال عابد فهد وكاريس بشار وجورج خباز. «كنت أعرفهم فقط عبر أعمالهم المعروضة على الشاشات. فغرّني الالتقاء بهم والتعاون معهم، وبقيت أفكر في الموضوع نحو أسبوع، وبعدها قلت نعم لأن الدور لم يكن سهلاً».
بنى تيم عزيز خطوط شخصيته (بارود) التي لعبها في «النار بالنار» بدقة، فتعرف إلى باعة اليناصيب بالشارع وراقب تصرفاتهم وطريقة لبسهم وأسلوب كلامهم الشوارعي. «بنيت الشخصية طبعاً وفق النص المكتوب ولونتها بمصطلحات كـ(خالو) و(حظي لوتو). حتى اخترت قصة الشعر، التي تناسب شخصيتي، ورسمتها على الورق وقلت للحلاق هكذا أريدها».
واثق من نفسه يقول تيم عزيز إنه يتمنى يوماً ما أن يصبح ممثلاً ونجماً بمستوى تيم حسن. ولكنه في الوقت نفسه لا يخفي إعجابه الكبير بالممثل المصري محمد رمضان. «لا أفوت مشاهدة أي عمل له فعنده أسلوبه الخاص بالتمثيل وبدأ في عمر صغير مثلي. لم أتابع عمله الرمضاني (جعفر العمدة)، ولكني من دون شك سأشاهد فيلمه السينمائي (هارلي)».
لم يتوقع تيم عزيز أن يحقق كل هذه الشهرة منذ إطلالته التمثيلية الأولى. «توقعت أن أطبع عين المشاهد في مكان ما، ولكن ليس إلى هذا الحد. فالناس باتت تناديني باسم بارود وتردد المصطلحات التي اخترعتها للمسلسل».
بالنسبة له التجربة كانت رائعة، ودفعته لاختيار تخصصه الجامعي المستقبلي في التمثيل والإخراج. «لقد غيرت حياتي وطبيعة تفكيري، صرت أعرف ماذا أريد وأركّز على هدف أضعه نصب عيني. هذه التجربة أغنتني ونظمت حياتي، كنت محتاراً وضائعاً أي اختصاص سأدرسه مستقبلاً».
يرى تيم في مشهد الولادة، الذي قام به مع شريكته في العمل فيكتوريا عون (رؤى) وكأنه يحصل في الواقع. «لقد نسيت كل ما يدور من حولي وعشت اللحظة كأنها حقيقية. تأثرت وبكيت فكانت من أصعب المشاهد التي أديتها. وقد قمنا به على مدى يومين فبعد نحو 14 مشهداً سابقاً مثلناه في الرابعة صباحاً صورنا المشهد هذا، في التاسعة من صباح اليوم التالي».
أما في المشهد الذي يقتل فيه عمران (عابد فهد) فترك أيضاً أثره عنده، ولكن هذه المرة من ناحية الملاحظات التي زوده بها فهد نفسه. «لقد ساعدني كثيراً في كيفية تلقف المشهد وتقديمه على أفضل ما يرام. وكذلك الأمر بالنسبة لكاريس بشار فهي طبعتني بحرفيتها. كانت تسهّل علي الموضوع وتقول لي (انظر إلى عيني). وفي المشهد الذي يلي مقتلها عندما أرمي الأوراق النقدية في الشارع كي يأخذها المارة تأثرت كثيراً، وكنت أشعر كأنها في مقام والدتي لاهتمامها بي لآخر حد»
ورغم الشهرة التي حصدها، فإن تيم يؤكد أن شيئاً لم يتبدل في حياته «ما زلت كما أنا وكما يعرفني الجميع، بعض أصدقائي اعتقد أني سأتغير في علاقتي بهم، لا أعرف لماذا؟ فالإنسان ومهما بلغ من نجاحات لن يتغير، إذا كان معدنه صلباً، ويملك الثبات الداخلي. فحالات الغرور قد تصيب الممثل هذا صحيح، ولكنها لن تحصل إلا في حال رغب فيها».
يشكر تيم والده المخرج محمد عبد العزيز لأنه وضع كل ثقته به، رغم أنه لم يكن راغباً في دخوله هذه التجربة. ويعلق: «استفدت كثيراً من ملاحظاته حتى أني لم ألجأ إلا نادراً لإعادة مشهد ما. لقد أحببت هذه المهنة ولم أجدها صعبة في حال عرفنا كيف نعيش الدور. والمطلوب أن نعطيها الجهد الكبير والبحث الجدّي، كي نحوّل ما كتب على الورق إلى حقيقة».
ويشير صاحب شخصية بارود إلى أنه لم ينتقد نفسه إلا في مشاهد قليلة شعر أنه بالغ في إبراز مشاعره. «كان ذلك في بداية المسلسل، ولكن الناس أثنت عليها وأعجبت بها. وبعدما عشت الدور حقيقة في سيارة (فولسفاكن) قديمة أبيع اليانصيب في الشارع، استمتعت بالدور أكثر فأكثر، وصار جزءاً مني».
تيم عزيز، الذي يمثل نبض الشباب في الدراما اليوم، يقول إن ما ينقصها هو تناول موضوعات تحاكي المراهقين بعمره. «قد نجدها في أفلام أجنبية، ولكنها تغيب تماماً عن أعمالنا الدرامية العربية».