علاقة أرماني بالسينما ليست حديثة العهد، فقد بدأت في السبعينات عندما ظهر النجم ريتشارد غير في بدلة أنيقة من تصميمه في فيلم «أميركان جيغولو».
بعدها أصبح بطلا في كثير من الأفلام من دون أن يظهر فيها، فقد كانت تصاميمه فيها جزءا من الحبكة والسيناريو. وسرعان ما امتدت سطوته إلى مناسبات السجاد الأحمر، حيث كان هو الذي أجج الاهتمام بما تلبسه النجمات عند حضورهن حفل توزيع جوائز الأوسكار مثلا. بيد أن أرماني الشاب ليس هو أرماني اليوم، فقد كبر على كل المستويات، بما في ذلك اتساع إمبراطوريته وتفرعها في كل أنحاء العالم. بعبارة أخرى، لم يعد بحاجة إلى الانتشار والتعريف بنفسه، ومع ذلك لا تزال تلك العلاقة الحميمة التي تربطه بالسينما، وتشده إليها قوية، فهي بالنسبة له «نوع من السحر يتملكه ويصعب مقاومته إلى الآن، رغم توفر أشكال جديدة وقوية للتواصل مثل الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي» حسب قوله. ما قام به أن حول حملات دعائية إلى أعمال فنية. خامرته الفكرة في عام 2010 عندما قرر أن يحول فكرة «فرايمز أوف لايف» من حملة ترويجية تقليدية إلى حملة مصورة بالفيديو بالأبيض والأسود، بحيث تستحضر حقبة الأربعينات من القرن الماضي، تطورت لتصبح بالألوان. قوبلت الفكرة بترحيب كبير من كل الأوساط، مما شجعه على تطويرها إلى أعمال سينمائية قصيرة، كان أولها في العام الماضي خلال مهرجان السينما العالمي بتورنتو، وثانيها في مهرجان السينما الأخير بلندن. أطلق عليها عنوان «فيلمز أوف سيتي فرايمز» Films of City Frame، لا بد من التنويه هنا أن كلمة «فرايمز» تعني الإطار، والمقصود بها إطار نظارة شمسية، بحكم أن أحد أهم المشاركين في المشروع شركة «لوكسوتيكا» المتخصصة في صناعة النظارات، ومجموعات دار «أرماني» تحديدا. بموجب هذه المبادرة، يُقدم أرماني تمويلا لأربعة معاهد سينمائية تقوم باختيار ألمع موهبة شابة لديها، يُطلب منها تصوير فيلم قصير يُطلقون فيه العنان لخيالهم وإمكانياتهم على شرط أن يكون البطل هو النظارة، طبية كانت أم شمسية من مجموعته «فرايمز أوف لايف»، وهي فكرة ذكية تجمع الإبداع السينمائي بالتسويق التجاري لإكسسوار يدر الملايين على صناع الموضة، لكن الجميل في الأمر هو كيف تتحول حملة دعائية من التجاري إلى الفني حسب نظرة كل مخرج. فكل واحد منهم تناولها من زاوية مختلفة تمامًا، وصورها في المدينة التي يعيش فيها، وهي سيول، وساو باولو، وتورين وسيدني بتقنيات وزوايا جديدة تنفذ الكليشيهات المرسومة في الأذهان عن هذه المدن، الأمر الذي أثار إعجاب الكل بمن فيهم النجمة المخضرمة هيلين ميرين، سفيرة هذه الدورة التي نوهت بمواهبهم جميعًا. ما شد الانتباه أنهم ابتعدوا عن المحلية وركزوا على قصص إنسانية عالمية بحبكات بسيطة تمس الوجدان، بعضها شخصي تمامًا يتناول إما الحب أو فقدان إنسان عزيز، وبعضها يتناول فكرة الإبداع نفسه بأسلوب مثير وصادق، بحيث تشعر أن كل مخرج صب فيها الكثير من حياته الخاصة وبيئته من دون أن يقع في النمطية والمتوقع.
وهذا ما انتبهت له النجمة هيلين ميرين التي ترأست لجنة ناقشت هذه الأفلام ووصفته بـ«الشاعرية والجميلة لأنها تنبع من القلب». وأضافت: «رائع أن ترى على الشاشة أحاسيس إنسانية بسيطة وصادقة، لأن صناعة الأفلام عملية باهظة الثمن، وأن تكون مخرجا شابا، فأنت تواجه عدة صعاب وعراقيل، لهذا أعتقد بأن تدخل جيورجيو أرماني بكل ثقله لتقديم الدعم لمخرجين مغمورين لم يسمع بهم أحد من قبل، يعد خطوة نبيلة».
جيورجيو أرماني يحول حملات دعائية إلى أفلام سينمائية قصيرة
تغيرت المدن والزوايا وبقي البطل واحدًا.. نظارات طبية وشمسية
جيورجيو أرماني يحول حملات دعائية إلى أفلام سينمائية قصيرة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة