روسيا تروّج لـ«موسكو 3» تمهيدًا لـ«جنيف 3».. والائتلاف: لا تبدّل في المواقف الدولية لجهة الأسد

مروة: يحاولون إعادة تعويمه عن طريق العسكرة والشعب لن يقبل أن يحكم مجرم سوريا

روسيا تروّج لـ«موسكو 3» تمهيدًا لـ«جنيف 3».. والائتلاف: لا تبدّل في المواقف الدولية لجهة الأسد
TT

روسيا تروّج لـ«موسكو 3» تمهيدًا لـ«جنيف 3».. والائتلاف: لا تبدّل في المواقف الدولية لجهة الأسد

روسيا تروّج لـ«موسكو 3» تمهيدًا لـ«جنيف 3».. والائتلاف: لا تبدّل في المواقف الدولية لجهة الأسد

في وقت تتجّه فيه الأنظار إلى اللقاء الرباعي الذي سيعقد اليوم الجمعة حول سوريا في جنيف، بعد الزيارة المفاجئة للرئيس السوري بشار الأسد إلى موسكو، تؤكّد المعارضة رفضها أي حل سياسي يتخطّى «بيان جنيف» متسلحّة كذلك بتطمينات حصلت عليها من دول أصدقاء سوريا تؤكد عدم تغيّر مواقفها الرافضة لبقاء الأسد في السلطة.
وهو ما أشار إليه نائب رئيس الائتلاف الوطني، هشام مروة، قائلاً: «كل الكلام الذي تحاول روسيا من خلاله الإيحاء بأن بعض الدول بدّلت مواقفها لجهة القبول بأن يكون للأسد دور في المرحلة الانتقالية، ليس إلا انطباعات لم يتم تأكيدها من أي طرف، وخير دليل على ذلك ما أعلنه وزير الخارجية السعودي اليوم (أمس) عادل الجبير بتأكيده أن القضاء على تنظيم داعش يتطلب إبعاد الأسد عن السلطة».
في المقابل، يقول عبد السلام علي ممثل «حزب الاتحاد الديمقراطي» الكردي في روسيا، لـ«الشرق الأوسط» إنّ «الحراك الروسي اليوم» يهدف إلى تهيئة الأجواء لعقد مؤتمر «موسكو 3» في ظل عدم القدرة على تطبيق مقررات مؤتمر جنيف، وبالتالي استحالة عقد «جنيف 3» لتباعد وجهات النظر والاختلافات بين طرفي النزاع فيما يتعلّق بتطبيق البنود ولا سيما تلك المتعلقة بالمرحلة الانتقالية، لافتًا إلى أن «موسكو 3» من الممكن أن يمهد الطريق أمام مؤتمر «جنيف 3».
لكن الائتلاف، وعلى لسان مروة، يقول إنه لا علم لديه حول الترويج الروسي لـ«موسكو 3»، كما أنه لم يتلقَ أي دعوة في هذا الإطار، مشيرًا إلى أن المشاركة مستبعدة «استمرارًا لموقف الائتلاف الرافض للمشاركة منذ مؤتمر (موسكو 2) والدخول العسكري الروسي في سوريا».
وكان عدد من المسوؤلين الروس والسوريين، أشاروا إلى أهمية انعقاد مؤتمر «موسكو 3» قبل فترة، كما قال الأسد منذ أكثر من شهر، إن دمشق «تنتظر» عقد لقاء ثالث في موسكو، يمكن أن يكون تمهيدًا «لجنيف 3» ويمكن أن يحلّ «خلافات جوهرية»، تتعلق ببند الهيئة الانتقالية، معتبرًا أن نجاح الثاني يتطلّب نجاح الأول.
وأشار عبد السلام علي إلى «أن الروس الذين باتوا تحت ضغط اليوم بعد دخولهم إلى سوريا، يعتبرون أن الحلّ العسكري يجب أن يترافق مع حلّ سياسي لعدم قدرتهم على الاستمرار وقتًا طويلا في الحرب بسوريا». وأضاف: «يبدو واضحًا أنّ ما يطرحونه على طاولة البحث اليوم هو بقاء الأسد في المرحلة الانتقالية من دون تحديد الفترة، على أن يتم بعد ذلك إجراء انتخابات رئاسية بهدف المحافظة على مؤسسات الدولة».
وأوضح مروة أنّ «مشروع موسكو واضح، هم يحاولون التسويق لحل سياسي يقوم على أن يختار الشعب السوري رئيسهم، وهو ما يتناقض مع مقررات جنيف التي شاركت روسيا في صياغته». وأضاف: «يحاولون إعادة تعويم الأسد عن طريق العسكرة في وقت لم ولن يقبل الشعب السوري بأن يعود مجرم متورط في جرائم ضدّه أن يحكم مع عصابته سوريا».
وأشار مروة إلى أن موسكو كانت قد بدأت بالتواصل مع شخصيات سورية بشأن الحلّ السياسي الذي تعمل عليه، ما يدّل على أنّهم يبحثون عن بدائل، كاللقاء الذي جمع نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف مع العميد مناف طلاس، أحد قيادات الحرس الجمهوري الذي كان مقربًا من الأسد، وانشق عن النظام عام 2012 مغادرًا سوريا من دون أن يعلن انضمامه إلى المعارضة. واستبعد مروة في الوقت عينه أن يقبل طلاس أو شخصيات أخرى تعتبر مقربة من روسيا مثل قدري جميل بالحل الذي تقدمه موسكو.
وكانت وزارة الخارجية الروسية أعلنت أن بوغدانوف التقى في 19 سبتمبر (أيلول) الماضي مع عضو قيادة جبهة التغيير والتحرير السورية المعارضة قدري جميل، لافتة إلى أن المباحثات تركزت على مهام التصدي لمخاطر الإرهاب المتمثلة في تنظيم داعش والتسوية السياسية للأزمة السورية في أقرب وقت على أساس بيان جنيف.



15 ألف طالب يمني في تعز تسربوا خلال فصل دراسي واحد

المعلمون في تعز يواصلون احتجاجاتهم المطالبة بزيادة الأجور (إعلام محلي)
المعلمون في تعز يواصلون احتجاجاتهم المطالبة بزيادة الأجور (إعلام محلي)
TT

15 ألف طالب يمني في تعز تسربوا خلال فصل دراسي واحد

المعلمون في تعز يواصلون احتجاجاتهم المطالبة بزيادة الأجور (إعلام محلي)
المعلمون في تعز يواصلون احتجاجاتهم المطالبة بزيادة الأجور (إعلام محلي)

في حين يواصل المعلمون في محافظة تعز اليمنية (جنوب غرب) الإضراب الشامل للمطالبة بزيادة رواتبهم، كشفت إحصائية حديثة أن أكثر من 15 ألف طالب تسربوا من مراحل التعليم المختلفة في هذه المحافظة خلال النصف الأول من العام الدراسي الحالي.

وعلى الرغم من قيام الحكومة بصرف الرواتب المتأخرة للمعلمين عن شهري نوفمبر (تشرين الثاني) وديسمبر (كانون الأول)، فإن العملية التعليمية لا تزال متوقفة في عاصمة المحافظة والمناطق الريفية الخاضعة لسيطرة الحكومة الشرعية بسبب الإضراب.

ويطالب المعلمون بإعادة النظر في رواتبهم، التي تساوي حالياً أقل من 50 دولاراً، حيث يُراعى في ذلك الزيادة الكبيرة في أسعار السلع، وتراجع قيمة العملة المحلية أمام الدولار. كما يطالبون بصرف بدل الغلاء الذي صُرف في بعض المحافظات.

الأحزاب السياسية في تعز أعلنت دعمها لمطالب المعلمين (إعلام محلي)

ووفق ما ذكرته مصادر عاملة في قطاع التعليم لـ«الشرق الأوسط»، فإن محافظتي عدن ومأرب أقرتا صرف حافز شهري لجميع المعلمين يقارب الراتب الشهري الذي يُصرف لهم، إلا أن هذه المبادرة لم تُعمم على محافظة تعز ولا بقية المحافظات التي لا تمتلك موارد محلية كافية، وهو أمر من شأنه - وفق مصادر نقابية - أن يعمق الأزمة بين الحكومة ونقابة التعليم في تلك المحافظات، وفي طليعتها محافظة تعز.

ظروف صعبة

وفق بيانات وزعتها مؤسسة «ألف» لدعم وحماية التعليم، فإنه وفي ظل الظروف الصعبة التي يمر بها قطاع التعليم في مدينة تعز وعموم مناطق سيطرة الحكومة الشرعية المعترف بها دولياً، ازدادت تداعيات انقطاع الرواتب والإضراب المفتوح الذي دعت إليه نقابة المعلمين، مع إحصاء تسرب أكثر من 15 ألفاً و300 حالة من المدارس خلال النصف الأول من العام الدراسي الحالي.

وقال نجيب الكمالي، رئيس المؤسسة، إن هذا الرقم سُجل قبل بدء الإضراب المفتوح في جميع المدارس، وتعذر استئناف الفصل الدراسي الثاني حتى اليوم، معلناً عن تنظيم فعالية خاصة لمناقشة هذه الأزمة بهدف إيجاد حلول عملية تسهم في استمرار العملية التعليمية، ودعم الكادر التربوي، حيث ستركز النقاشات في الفعالية على الأسباب الجذرية لانقطاع الرواتب، وتأثيرها على المعلمين والمؤسسات التعليمية، وتداعيات الإضراب على الطلاب، ومستقبل العملية التعليمية، ودور المجتمع المدني والمنظمات المحلية والدولية في دعم قطاع التعليم.

المعلمون في عدن يقودون وقفة احتجاجية للمطالبة بتحسين الأجور (إعلام محلي)

وإلى جانب ذلك، يتطلع القائمون على الفعالية إلى الخروج بحلول مستدامة لضمان استمرارية التعليم في ظل الأزمات، ومعالجة الأسباب التي تقف وراء تسرب الأطفال من المدارس.

ووجهت الدعوة إلى الأطراف المعنية كافة للمشاركة في هذه الفعالية، بما في ذلك نقابة المعلمين اليمنيين، والجهات الحكومية المعنية بقطاع التعليم، ومنظمات المجتمع المدني المحلية والدولية.

آثار مدمرة

كانت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) قد ذكرت منتصف عام 2024، أن أكثر من 4.5 مليون طفل في اليمن خارج المدرسة بسبب تداعيات سنوات من الصراع المسلح. وأفادت بأن شركاء التعليم يعيدون تأهيل وبناء الفصول الدراسية، ويقدمون المساعدة التعليمية للملايين، ويعملون على إعادة الآخرين إلى المدارس، وعدّت أن الاستثمار في التعليم هو استثمار في مستقبل الأجيال.

وتقول المنظمة إنه منذ بداية الحرب عقب انقلاب الحوثيين على السلطة الشرعية، خلفت الهجمات التي تعرض لها أطفال المدارس والمعلمون والبنية التحتية التعليمية آثاراً مدمرة على النظام التعليمي في البلاد، وعلى فرص الملايين من الأطفال في الحصول على التعليم.

1.3 مليون طفل يمني يتلقون تعليمهم في فصول دراسية مكتظة (الأمم المتحدة)

وأكدت المنظمة الأممية أن للنزاع والتعطيل المستمر للعملية التعليمية في جميع أنحاء البلاد، وتجزئة نظام التعليم شبه المنهار أصلاً، تأثيراً بالغاً على التعلم والنمو الإدراكي والعاطفي العام والصحة العقلية للأطفال كافة في سن الدراسة البالغ عددهم 10.6 مليون طالب وطالبة في اليمن.

ووفق إحصاءات «اليونيسيف»، فإن 2,916 مدرسة (واحدة على الأقل من بين كل أربع مدارس) قد دمرت أو تضررت جزئياً أو تم استخدامها لأغراض غير تعليمية نتيجة سنوات من النزاع الذي شهده اليمن.

كما يواجه الهيكل التعليمي مزيداً من العوائق، تتمثل في عدم حصول أكثر من ثلثي المعلمين (ما يقرب من 172 ألف معلم ومعلمة) على رواتبهم بشكل غير منتظم منذ عام 2016، أو انقطاعهم عن التدريس بحثاً عن أنشطة أخرى مدرة للدخل.