المسؤولية الاجتماعية: «توكيلات الجزيرة للسيارات» تتطلع لتحقيق النجاح والوفاء عبر برامج مبتكرة

تسعى لدعم المجتمع من خلال رعايتها للبرامج التي تقدم القيمة الإضافية لمختلف الشرائح

الأمير سلطان بن سلمان مع عبد الله الكريديس خلال تدشين برنامج «يعطيك خيرها» للقيادة الآمنة
الأمير سلطان بن سلمان مع عبد الله الكريديس خلال تدشين برنامج «يعطيك خيرها» للقيادة الآمنة
TT

المسؤولية الاجتماعية: «توكيلات الجزيرة للسيارات» تتطلع لتحقيق النجاح والوفاء عبر برامج مبتكرة

الأمير سلطان بن سلمان مع عبد الله الكريديس خلال تدشين برنامج «يعطيك خيرها» للقيادة الآمنة
الأمير سلطان بن سلمان مع عبد الله الكريديس خلال تدشين برنامج «يعطيك خيرها» للقيادة الآمنة

ارتبطت سيارات فورد الأميركية بأبناء السعودية منذ أربعينات القرن الماضي حيث أدخلتها شركة أرامكو السعودية، وعندما أهداها الرئيس الأميركي للملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود، من خلال تلك العلاقة المتميزة، ارتبطت سيارات «فورد» بأبناء السعودية، وتأسست شركة «توكيلات الجزيرة للسيارات» عام 1987، بصفتها الوكيل الوحيد المعتمد لسيارات فورد ولينكون في المملكة العربية السعودية، تجربة فريدة تجسد أهمية هذا الخيار، نجحت بامتياز في بناء جسور الثقة المتبادلة مع كافة أطياف المجتمع في المملكة.

* نجاحات واستراتيجيات
* حققت الشركة في السنوات الماضية نجاحات أبهرت الجميع، واستطاعت تسويق كافة أنواع سياراتها بأعداد فاقت كل التوقعات، وحصلت على العديد من المراكز المتقدمة والجوائز، ففي عامي 2012 و2013 على سبيل المثال لا الحصر نالت شركة توكيلات الجزيرة للسيارات المركز الأول كأكبر وكيل لمبيعات فورد إكسبدشن، وأكبر وكيل لمبيعات سيارات فورد بشكل عام في العالم وكذلك المركز الأول كأكبر وكيل لمبيعات قطع الغيار في العالم، إضافة إلى عدد يفوق الحصر من الجوائز والشهادات التي نالتها الشركة خلال مسيرتها الطويلة.
وتعمل شركة توكيلات الجزيرة للسيارات وفق رؤية استراتيجية واضحة منذ إنشائها، تعتمد مبدأ الجودة الشاملة وخدمة العملاء وإرضائهم والوجود معهم أينما كانوا، ويغطي نشاطها معظم مناطق المملكة؛ حيث تمتلك الشركة أكثر من 203 نقاط بيع تنتشر في كافة أرجاء المملكة، وهي موزعة على 22 صالة عرض لسيارات فورد ولينكون، و48 مركز صيانة، و60 مركز قطع غيار، وأربعة مستودعات مركزية متكاملة، و73 مركز صيانة تخدم عملاء التأجير التشغيلي.
كما شكلت تنمية الموارد البشرية خيارا استراتيجيا في سياسة الشركة، فاستقطبت كفاءات وطنية مميزة، بلغت 40 في المائة من إجمالي عدد العاملين بالشركة، كما نجحت في إبرام العديد من الاتفاقيات مع الجامعات والمعاهد وصندوق الموارد البشرية، لنقل التقنية وتوطينها، وتقدم برامج تدريب ودورات تأهيل بانتظام وبشكل دوري لتأهيل جيل من الشباب، من أجل غد مشرق.
وضعت شركة توكيلات الجزيرة للسيارات في السعودية رؤية مبتكرة لها في أن تحقق شراكتها مع «فورد» العالمية هدف أن تكون أكبر وكيل سيارات في العالم من حيث المبيعات والأرباح، من خلال شراكتها الحقيقية والصادقة مع موظفيها والعملاء والموردين والمجتمع الذي تعمل داخله.
وتتطلع «توكيلات الجزيرة» إلى أن تكافح لتصبح بنجاح وكيل السيارات الأول من حيث إرضاء العميل عن طريق تقديم أفضل موديلات السيارات وأفضل خدمات ما بعد البيع، مع الاستثمار في تدريب الموظفين وتطويرهم.
ووضعت الخطة تحقيق ذلك استنادا إلى إيمانها بأن النجاح يعتمد على قدرات ومهارات وأفكار الموظفين، وما تسهم به كمجموعة عاملين من تنوع يعد جانبا حيويا لكل علاقات العمل الإيجابية والإنتاجية لموظفيها وللعملاء والموردين وكل من تتعامل الشركة معهم.
وتعلم «توكيلات الجزيرة» أهمية مهمتها ومدى الثقة التي يضعها لها الموظفون والعملاء والموردون وكل من تتعامل معهم، وأنها لا تدخر جهدا، واضعة نصب أعينها هذه الثقة، لتأدية ما عليها بشكل جيد في ما يتعلق بكل جوانب العمل، ومواجهة كل التحديات بإصرار على النجاح.
شركة توكيلات الجزيرة للسيارات استطاعت أن تحقق نموذجا رائدا في العلاقة مع شركة السيارات الكبرى في العالم «فورد» لتعزيز حصتها في السوق السعودية، حيث عملت على عدد من المحاور لتحقيق ذلك، تتضمن إيجاد بيئة عمل مثالية للموظفين، وتحقيق أعلى مستويات الرضا للعملاء، مما حقق لها النجاح من خلال العلاقة المثمرة.
أولت «شركة توكيلات الجزيرة» خدمات ما بعد البيع اهتماما خاصا، وجاءت خدمة الصيانة المتنقلة في المقدمة، حيث يوجد فريق فني متخصص يقدم خدماته اللازمة لسيارات عملائها الذين لا يمكنهم نقلها لمراكز الصيانة، كما يقوم الفريق بواجب المساندة لمختلف الجهات الحكومية سواء كانت أمنية أو صحية في المشاعر المقدسة أثناء موسم الحج أو أي مواقع أخرى حسب حاجة عملائها.
أما الخدمات السريعة، فهي الوجه الآخر لهذه الصورة المشرقة، حيث تشكل ضرورة يومية ملحة، بفرق فنية متخصصة تقدم خدماتها المتميزة في أسرع وقت ممكن وبأعلى مستوى من الجودة والإتقان الذي يجنب عملاءها عناء الانتظار.
في الشركة أيضا قسم خاص بالمبيعات الحكومية والشركات، يقوم بتقديم كافة التسهيلات والخدمات لعملائها كما يوفر خدمة التعديل على السيارات المطلوبة لعملاء الشركة من القطاع الحكومي أو الخاص، كل حسب احتياجه، كما أنشأت الشركة قسما خاصا بالاستبدال والسيارات المستعملة.
مشوار «شركة توكيلات الجزيرة» لم يكن سهلا ولا مفروشا بالورود، كان صورة لربع قرن من الجهد والتحدي من أجل بناء هذا الصرح الشامخ الذي يطال مجده عنان السماء، ومثل هذا النجاح الذي تحقق ليس النهاية بل بداية لنجاح جديد يسهم في ارتفاع حصتها في السوق المحلية، ويحافظ على بقائها في القمة عملاقة على مر تاريخ تجارة السيارات في المملكة.
تغطي شركة توكيلات الجزيرة للسيارات شبكة واسعة من نقاط البيع التي تغطي كافة أنحاء المملكة العربية السعودية، وتضم العديد من صالات عرض السيارات ومراكز الصيانة ومراكز بيع قطع الغيار. وبها أكبر صالات عرض لسيارات فورد في العالم في كل من مدينتي جدة والدمام، كما تعد مستودعات شركة توكيلات الجزيرة للسيارات لقطع الغيار هي الأكبر في العالم حيث تحتوي على أكثر من 80 ألف قطعة، وكذلك مستودعات الشركة لسيارات فورد هي الأكبر أيضا على مستوى العالم، حيث تبلغ مساحتها أكثر من 400 ألف متر مربع.

* خدماتها المتنوعة
* تسعى «شركة توكيلات الجزيرة للسيارات» من خلال التميز بخدمات متنوعة خاصة خدمات ما بعد البيع حيث تحظى باهتمام خاص، نحو الأفضل في خدمة عملائها وإرضائهم.

* الصيانة المتنقلة
* توفر الشركة فرقا فنية متخصصة تقدم الصيانة اللازمة لسيارات العملاء الذين لا يمكنهم نقلها لمراكز الصيانة في أي مكان وأينما كانوا، كما تقوم هذه الفرق بواجب المساندة للجهات الحكومية في المشاعر المقدسة أثناء مواسم الحج أو المناسبات الوطنية حسب حاجة العملاء.

* الخدمة السريعة
* من أهم الخدمات الفنية التي تقدمها الشركة لعملائها سعيا منها لإرضائهم، خدمات متميزة ومتكاملة وسريعة وعلى أعلى مستوى من الجودة، تجنب العملاء عناء الانتظار، وتنتشر هذه المراكز في كافة أرجاء المملكة.
وإيمانا من الشركة بأهمية التواصل مع عملائها لمعرفة مدى رضاهم عن خدماتها وكذلك لتقديم خدمات وتسهيلات أخرى للعملاء فقد جرى إنشاء مركز خدمة العملاء بالرياض وقد جرى تجهيزه بكامل التجهيزات الفنية والتقنية اللازمة ليسهل عملية التواصل المباشر مع العملاء لتقديم أفضل الخدمات لهم كحجز مواعيد الصيانة أو الإجابة عن أي استفسارات للعملاء، وجرى إسناد إدارته للعنصر النسائي الوطني اعترافا من الشركة بأهمية عمل المرأة.

* المسؤولية الاجتماعية
* أما العمل الاجتماعي فتؤكد الشركة أنها استطاعت أن تكون رائدة في هذا الجانب، بجهود متواصلة بلا حدود في كافة المجالات، اجتماعية وثقافية وتوعوية ورياضية، حيث تسعى الشركة إلى دعم المجتمع من خلال رعايتها للبرامج التي تقدم القيمة الإضافية لمختلف شرائح المجتمع، في حين تتطلع إلى تقديم مفهوم مختلف في ما يتعلق بالمسؤولية الاجتماعية، عبر انتقاء البرامج التي تشارك فيها بعد دراسة وافية لتحقيقها الأهداف التي تخدم المجتمع السعودي.
تأتي شراكات «توكيلات الجزيرة» ضمن برامج المسؤولية الاجتماعية، حيث ستساهم الشركة بدورها مع شركائها الآخرين من الجهات الرسمية والخاصة في المبادرات الجديدة، والتي تهدف إلى نشر ثقافة الشراكة بين القطاع الخاص والمجتمع وآثارها على الفرد والبيئة والاقتصاد الوطني.
وتتضمن رعاية توكيلات الجزيرة لبرامج المسؤولية الاجتماعية رؤية مختلفة، حيث تسعى من خلالها إلى تحقيق الأهداف لتلك البرامج، وعلى سبيل المثال لا الحصر، جاءت رعاية شركة توكيلات الجزيرة للسيارات للمهرجان الوطني للتراث والثقافة (الجنادرية) خلال السنوات الماضية، حيث جاءت هذه الرعاية ضمن خطط الشركة المستمرة لدعم الفعاليات الوطنية والثقافية في المملكة، وإسهاما منها في المحافظة على قيم وتراث المملكة وإبراز مكانتها التاريخية تعزيزا للانتماء الوطني في الأجيال القادمة.
وتبنت الشركة عدة مشاريع متنوعة؛ كتوعية المجتمع بالإصابات الناتجة عن حوادث السيارات بالتعاون مع الجمعية السعودية للأطفال المعوقين، وهذه الشراكة ضمن برامج شركة توكيلات الجزيرة للسيارات للمسؤولية الاجتماعية، حيث قامت بتوعية وتثقيف ملاك السيارات الجديدة من عملاء فورد إلى جانب تبني حملة توعوية لمدة عام كامل وهي مدة البرنامج.
كما كان لشركة توكيلات الجزيرة دور في مشروع المعارض المتنقلة لتوعية الشباب بأضرار المخدرات مع اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات، تمثل في تقديم سيارات مجهزة للتوعية لاستعمالها في البرامج الوقائية المتنقلة التي تقدمها اللجنة للمجتمع من خلال مشاركتها في المعارض التوعوية المتنقلة والندوات والمؤتمرات والملتقيات داخل منطقة الرياض وخارجها.
وتنفذ الشركة أيضا العديد من برامج التدريب والتأهيل لشباب الوطن وذلك من خلال توقيعها للعديد من البرامج المشتركة مع المؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب التقني وكذلك مع صندوق الموارد البشرية، حيث تهدف هذه البرامج إلى إعداد وتأهيل القوى الوطنية بما يناسب احتياجات سوق العمل بالمملكة، وقامت الشركة بتجهيز ثلاث قاعات متكاملة بكليات التقنية بكل من الرياض وجدة والدمام تحمل اسم «قاعة الجزيرة - فورد»، وجرى تجهيزها بأحدث الأجهزة والتقنيات المتقدمة لتدريب الكوادر الوطنية ومن ثم إتاحة الفرصة لهم للعمل لدى شركة توكيلات الجزيرة بعد التخرج. وللشركة أيضا مشاركات عديدة في دعم الجمعيات التعاونية النسائية مثل جمعية النهضة وجمعية زهرة والعديد من الجمعيات الأخرى. وفي المجال الرياضي، تنوعت برامج الدعم المقدمة من الشركة لفئة الشباب، حيث شملت كرة القدم، والتنس الأرضي، والفروسية، ورياضة السيارات، ورياضات أخرى مختلفة، وإيمانا من الشركة بضرورة دعم الشباب الطموح فقد أنشأت شركة توكيلات الجزيرة فريق الجزيرة ريسنغ للسيارات الذي تجاوزت إنجازاته حدود المملكة، وقد تأسس فريق الجزيرة ريسنغ للسيارات بشكل رسمي في عام 2011، وتخصص في الأساس لمشاركات الدرفت التي تقام محليا وإقليميا ودوليا، وحقق نجاحات خارجية عديدة بقيادة عدد من الشباب السعودي الطموح.
ويأتي هذا الدعم من شركة توكيلات الجزيرة لدعم الشباب السعودي الموهوب بقيادة السيارات، إضافة إلى دعم هذه الرياضة التي تعد الثانية من حيث الجماهيرية، وذلك لتعود إيجابيا على تطوير رياضة السيارات في السعودية، وإتاحة الفرصة لاكتشاف وتطوير مهارات الشباب السعودي في بيئة آمنة ومجهزة لهذه النشاطات بعيدا عن الطرقات العامة والمخاطر التي قد تصاحب رياضة السيارات حين تمارس في الطرق العامة.
حصدت شركة توكيلات الجزيرة جوائز متعددة، فقد حصلت على جائزة الوكيل رقم واحد في المبيعات في العالم، حيث تجاوزت مبيعاتها 14 ألف سيارة في المملكة العربية السعودية عام 2003، كما حصلت على الوكيل رقم واحد في تصدير ومبيعات قطع الغيار عام 2007، والوكيل رقم واحد في المبيعات بالعالم 2007، والوكيل رقم واحد في المبيعات بالعالم، حيث تجاوزت مبيعاتها 19 ألف سيارة في المملكة العربية السعودية عام 2008.
كما حصدت جائزة التفوق والامتياز في إجراءات رضاء العميل وممارسات العمل والمبيعات في 1997، وجائزة في الصيانة وقطع الغيار في 2006، واجتياز منافسة رضاء العميل، وجائزة «فورد - الشرق الأوسط» بمناسبة تجاوز أهداف ومبيعات قطع الغيار لعام 2004.
وحصدت أيضا جائزة الامتياز في خدمة الصيانة في منافسة استشاريي الصيانة والمهارات التقنية في بطولة كأس العالم 2008، وجائزة ثاني أفضل فني في نهائيات كأس العالم 2007، وأكبر وكيل مبيعات ومشتريات قطع غيار 2010 من «فورد - الشرق الأوسط»، واجتياز برنامج الامتياز لقسم السمكرة في السلي عام 2010 بنجاح، ووكيل معتمد في الامتياز في خدمة الصيانة، ووكيل معتمد للصيانة 2007، والوكيل رقم واحد في العالم كبائع لسيارات كروان فيكتوريا من 1997 وحتى 2005.
يذكر أن شركة توكيلات الجزيرة للسيارات سجلت نجاحات متتالية، وذلك لعدة سنوات، عبر تحقيق لقب أكبر وكيل فورد في العالم، وساهمت بشكل مباشر في تحقيق فورد العالمية لمبيعات قياسية خلال السنوات الماضية، خاصة أن ذلك يأتي بفضل الاستثمار المتواصل في توسيع شبكة الشركة في مختلف أنحاء المملكة والحرص على تطوير وصقل مهارات الموظفين.



حفل استقبال في السفارة السعودية بباريس بمناسبة اليوم العالمي للتضامن الإنساني

سفير المملكة السعودية في باريس فهد الرويلي مع ضيوف الحفل الذي أقامته السفارة بمناسبة اليوم الدولي للتضامن الإنساني (الشرق الأوسط)
سفير المملكة السعودية في باريس فهد الرويلي مع ضيوف الحفل الذي أقامته السفارة بمناسبة اليوم الدولي للتضامن الإنساني (الشرق الأوسط)
TT

حفل استقبال في السفارة السعودية بباريس بمناسبة اليوم العالمي للتضامن الإنساني

سفير المملكة السعودية في باريس فهد الرويلي مع ضيوف الحفل الذي أقامته السفارة بمناسبة اليوم الدولي للتضامن الإنساني (الشرق الأوسط)
سفير المملكة السعودية في باريس فهد الرويلي مع ضيوف الحفل الذي أقامته السفارة بمناسبة اليوم الدولي للتضامن الإنساني (الشرق الأوسط)

اغتنم سفير المملكة السعودية في باريس، فهد الرويلي، مناسبة حفل الاستقبال الذي دعا إليه في دارته بمناسبة اليوم الدولي للتضامن الإنساني، الذي يحل كل عام في العشرين من شهر ديسمبر (كانون الأول)، ليؤكد أن المملكة العربية السعودية «تضع التضامن الإنساني والحوار في صميم عملها الوطني والدولي» بعدّهما «قيماً متجذّرة بعمق في ثقافتها ومبادئها الدينية، وتشكّل ركيزة أساسية في رؤيتها المستقبلية الجديدة، رؤية السعودية 2030». واستطرد السفير السعودي قائلاً «إن التضامن الإنساني ليس مجرد مبدأ أخلاقي، بل هو مسؤولية جماعية تقوم على الاحترام والتعاون والتكافل بين الشعوب دون تمييز»، حيث إن «إنسانيتنا مشتركة ومستقبلنا واحد».

انطلاقاً من هذه المبادئ، أشار السفير الرويلي إلى ما تقدمه المملكة من مساعدات عبر العالم «دون تمييز على أساس الأصل أو الدين»، حيث يلعب مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية «دوراً رائداً في تقديم المساعدات الغذائية، والرعاية الطبية، والتعليم، والمساعدات الطارئة في زمن الأزمات، كما يقوم الصندوق السعودي للتنمية بتمويل 741 مشروعاً في 93 دولة عبر العالم».

سفير المملكة السعودية في باريس فهد الرويلي في حفل الاستقبال (الشرق الأوسط)

ونوه السفير الرويلي بالدور الذي تقوم به المنظمات والجمعيات السعودية في مختلف مجالات العمل الإنساني، ذاكراً منها مؤسسة الأمير سلطان بن عبد العزيز الخيرية أو رابطة العمل الإسلامي التي تتخذ من مكة المكرمة مقراً لها وهي تعمل بشكل خاص على «مكافحة التطرف والتشدد وخطابات الكراهية». وقد أثبتت الرابطة أهليتها، ما يعكس اعتراف الأمم المتحدة بدورها وتسميتها عضواً استشارياً ومراقباً لدى المجلس الاقتصادي والاجتماعي للأمم المتحدة. كما أشار السفير الرويلي لدور المملكة في تقديم المساعدات في مناطق عديدة للمدنيين في غزة، وسوريا، ولبنان، وصولاً إلى أوكرانيا وغيرها.

أما على صعيد الحوار، فقد شرح السفير الرويلي دور بلاده الفاعل في تعزيز ثقافة الحوار خصوصاً بين الأديان والثقافات ودعمها الدائم «للمبادرات الرامية إلى تعزيز التفاهم المتبادل، ومكافحة التطرف، وترسيخ قيم التعايش السلمي بين الشعوب»، فيما تعكس رؤية 2030 «تشجيع الانفتاح، والتعاون الدولي، والشراكات المتعددة الأطراف، من أجل بناء مجتمعات أكثر عدلاً وتسامحاً وقدرة على الصمود».

وشدد السفير على أن «التضامن الإنساني والحوار الصادق يشكّلان ركيزتين أساسيتين لتحقيق السلام والاستقرار والازدهار على مستوى العالم»، خصوصاً أن نظرة فاحصة تبين كم أن عالم اليوم يعاني من أزمات ونزاعات وإرهاب... الأمر الذي يبين الحاجة إلى التضامن البشري والإنساني لغرض «صون السلام والاستقرار والكرامة الإنسانية».

وفي السياق عينه، أبرز السفير الرويلي التزام بلاده بـ«تعزيز التنمية المستدامة، والتعاون الدولي، والحوار بين الثقافات»، وأنها «تؤمن إيماناً راسخاً بأن التضامن الإنساني ركيزة أساسية لبناء عالم أكثر عدلاً وأمناً وازدهاراً». ومن من الفعاليات التي أقامتها الرياض في هذا السياق انعقاد «المنتدى العالمي الحادي عشر لتحالف الحضارات التابع للأمم المتحدة»، مؤخراً، بحضور الأمين العام للأمم المتحدة وعدد من كبار المسؤولين والشخصيات المرموقة من مختلف أنحاء العالم، الذي يهدف إلى تعزيز الاحترام والتفاهم بين الثقافات والأديان.

حضرت الحفل شخصيات دبلوماسية ودينية واجتماعية وإعلامية عربية وأجنبية مرموقة ومتعددة المشارب، ما يعكس بمعنى ما، صورة مصغرة عن التلاقي والتضامن الإنسانيين.


الرئيس الفرنسي في زيارة مزدوجة الأهداف إلى أبو ظبي

الرئيس ماكرون مع رئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد بقصر الإليزيه في فبراير الماضي (أ.ف.ب)
الرئيس ماكرون مع رئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد بقصر الإليزيه في فبراير الماضي (أ.ف.ب)
TT

الرئيس الفرنسي في زيارة مزدوجة الأهداف إلى أبو ظبي

الرئيس ماكرون مع رئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد بقصر الإليزيه في فبراير الماضي (أ.ف.ب)
الرئيس ماكرون مع رئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد بقصر الإليزيه في فبراير الماضي (أ.ف.ب)

ما بين لبنان والإمارات العربية المتحدة، اختار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أبو ظبي للقيام بالزيارة التقليدية للقوات الفرنسية المنتشرة خارج البلاد بمناسبة أعياد نهاية السنة. كان الخياران مطروحين، ففي جنوب لبنان، تشارك وحدة فرنسية من 700 رجل في قوة «اليونيفيل» المنتشرة جنوب لبنان. وتعد فرنسا من أقدم الدول التي أسهمت في القوة الدولية بمسمياتها المختلفة منذ عام 1978.

ولفرنسا في الإمارات قاعدتان عسكريتان بحرية وجوية {الظفرة) وقوة برية من 900 رجل. وأفاد الإليزيه بأن زيارة الرئيس الفرنسي ستكون ليومين (الأحد والاثنين)، ومن شقين: الأول، زيارة رسمية مخصصة للعلاقات الثنائية بين باريس وأبو ظبي، وسيتوِّجها اجتماع مرتقب، الأحد، بين ماكرون ورئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد لبحث الملفات المشتركة. ويقوم بين الطرفين حوار استراتيجي ــ سياسي رفيع المستوى. والشق الثاني لتفقد القوة العسكرية الفرنسية؛ حيث من المقرر أن يتوجه بخطاب إلى العسكريين بهذه المناسبة سيعقبه عشاء تكريمي أعده تحديداً مطبخ الإليزيه. وسترافق ماكرون وزيرة الدفاع كاترين فوترين. ومن ضمن برنامج الزيارة، حضور ماكرون نشاطاً عسكرياً في إحدى القواعد الصحراوية للقوة الفرنسية، ويرجح أن تشارك فيها قوة إماراتية على غرار التمارين العسكرية المشتركة بين الطرفين لتنسيق المواقف إزاء الأزمات الإقليمية والملفات الساخنة.

جنود فرنسيون يقومون بمناورة بدبابات من طراز «لوكلير» في مدينة زايد العسكرية 20 ديسمبر 2025 (أ.ف.ب)

باريس وأبو ظبي تعاون وثيق

ترتبط فرنسا والإمارات بعلاقات استراتيجية قوية ومتنوعة؛ إذ تشمل الجوانب السياسية والدفاعية والاقتصادية والتجارية والثقافية. ومنذ عام 2009 وقّعت باريس وأبو ظبي اتفاقاً دفاعياً ما زال قائماً، ويرفده تعاون وثيق في مجال التسليح، حيث وُقِّعت بين الطرفين عقود بالغة الأهمية آخرها عقد حصول الإمارات على 80 طائرة قتالية من طراز «رافال» التي تصنعها «شركة داسو». ووُقّع العقد في ديسمبر (كانون الأول) من عام 2021، وتبلغ قيمته الإجمالية مع الصيانة والتدريب 16.6 مليار يورو. ومن المنتظر أن تتسلم القوات الجوية الإماراتية أول النماذج بدءاً من عام 2026، بينما تنتهي عملية التسليم في عام 2031. ويشمل التعاون الدفاعي القيام بتمارين عسكرية مشتركة غرضها تسهيل التعاون بين جيشي البلدين. وما يدفع في هذا الاتجاه أن القوات الإماراتية تستخدم كثيراً من الأسلحة والمعدات التي تستخدمها القوات الفرنسية في قطاعي الطيران والعربات المصفحة والدبابات.

ليس القطاع الدفاعي والاستراتيجي وحده يستأثر بالتعاون الثنائي؛ فالطرفان يرتبطان بشراكة استراتيجية في قطاع الطاقة الذي يشمل، إلى جانب النفط، الطاقات المتجددة والنووية والهيدروجين, وبالتوازي، ثمة تعاون في قطاع الذكاء الاصطناعي.

كما طور الطرفان التعاون الأكاديمي (جامعة السوربون)، والثقافي (متحف اللوفر أبو ظبي) والصحي. ومن الجانب التجاري، تعد الإمارات الشريك الأول لفرنسا في منطقة الخليج؛ حيث بلغت قيمة المبادلات، العام الماضي، 8.5 مليار يورو. وتتركز المشتريات الإماراتية على الطائرات والتجهيزات والمكونات الكيميائية والعطور والمستحضرات الطبية والتجميلية والثياب والأقمشة. وتفيد وزارة الاقتصاد بأن ما لا يقل عن 600 شركة فرنسية تعمل في الإمارات، وتوفر فرصاً لآلاف المتخصصين والعمال.

صورة لأحد التمرينات العسكرية التي قام بها الجنود الفرنسيون المرابطون في دولة الإمارات بمناسبة المناورات التي تُجرى سنوياً (أ.ف.ب)

مهمات القوة الفرنسية في الإمارات

تؤكد مصادر الإليزيه أن اختيار أبو ظبي يعود لرغبة فرنسية في إظهار أن باريس، رغم تركيزها على الأزمة الأوكرانية التي تهم أمنها وأمن القارة الأوروبية، ما زالت «تواصل جهودها العسكرية، السياسية والدبلوماسية، على مستوى العالم بأسره، في كل مكان ترى فيه تهديداً لمصالحها وقيمها». ومن جانب آخر، ترى باريس أنها معنية بالأزمات والتحديات الأمنية القائمة في المنطقة سواء كان من بينها أمن الخليج والممرات المائية والتحديات التي يمثلها الحوثيون أو الإرهاب ممثلاً بتنظيم «داعش» الذي عاد إلى البروز في الشهر الأخيرة. وفي هذا السياق، تشير المصادر العسكرية في الإليزيه إلى أن القوات الفرنسية تشارك في «عملية شمال»، وهي جزء من التحالف الدولي في الحرب على الإرهاب. كذلك، فإنها جزء من «العملية الأوروبية أسبيدس» المنخرطة في حماية حركة الملاحة البحرية من هجمات الحوثيين.

من هذه الزاوية، يمكن تفهُّم حرص ماكرون على التوجه إلى الإمارات التي تعد، وفق مصادر الأليزيه «موقعاً محورياً تتقاطع حوله الأزمات كما يعكس اهتمامنا الكبير بهذه المنطقة الجغرافية الرئيسية من أجل الاستقرار الإقليمي وحماية الحركة الملاحية وأمن العراق والعلاقة مع إيران ومكافحة الإرهاب». وتشير المصادر الفرنسية إلى الحرب مع إيران، وللدور الذي قامت به الطائرات الفرنسية في محاربة «داعش» زمن احتلالها جزءاً من العراق، فضلاً عن محاربة أنشطة المرتزقة البحرية في المنطقة. وركزت المصادر المشار إليها على وجود «هيئة أركان فرنسية مشتركة» يرأسها الأميرال هيوغ لين، قائد القوة الفرنسية في الإمارات، ولكن أيضاً القوة الفرنسية العاملة في المحيط الهندي لمحاربة عمليات القرصنة والتهريب متعدد الأنواع.


عبدالله بن زايد يشدد على وقف فوري لإطلاق النار بالسودان

الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الإماراتي (وام)
الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الإماراتي (وام)
TT

عبدالله بن زايد يشدد على وقف فوري لإطلاق النار بالسودان

الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الإماراتي (وام)
الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الإماراتي (وام)

جدّد الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الإماراتي، التأكيد على أن الوقف الفوري لإطلاق النار في السودان، وضمان وصول إنساني آمن من دون عوائق إلى المدنيين، يمثلان أولوية قصوى في ظل تفاقم الاحتياجات الإنسانية واتساع دائرة المعاناة.

ورحّب الشيخ عبد الله بن زايد بتصريحات وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو بشأن السودان، التي شدد فيها على أن الهدف العاجل لواشنطن يتمثل في وقف الأعمال العدائية مع دخول العام الجديد بما يسمح للمنظمات الإنسانية بإيصال المساعدات إلى مختلف أنحاء البلاد.

وأثنى وزير الخارجية الإماراتي على ما تضمنته التصريحات الأميركية من تركيز على دفع مسار التهدئة الإنسانية والتخفيف من وطأة الأزمة، مؤكداً أن أي تقدم عملي يبدأ بوقف إطلاق النار على نحو عاجل، بما يوفر حماية للمدنيين ويؤسس لتهيئة بيئة سياسية أكثر قابلية للحل. كما رأى أن تثبيت الهدنة الإنسانية وفتح الممرات أمام الإغاثة «يمهدان الطريق» لمسار سياسي يفضي إلى انتقال مدني مستقل يحقق تطلعات السودانيين في الأمن والاستقرار والسلام.

وفي هذا السياق، أكد الشيخ عبد الله بن زايد التزام دولة الإمارات بالعمل مع المجموعة الرباعية بقيادة الولايات المتحدة، ضمن جهود تستهدف دعم مسار سياسي مدني مستدام يضع مصلحة الشعب السوداني فوق كل اعتبار.

وكان روبيو قد قال في مؤتمر صحافي إن بلاده منخرطة «بشكل مكثف» مع أطراف إقليمية، لافتاً إلى محادثات أجرتها واشنطن مع مسؤولين في الإمارات والسعودية ومصر، وبالتنسيق مع المملكة المتحدة، في إطار الدفع نحو هدنة إنسانية تسمح بتوسيع عمليات الإغاثة.