«داعش» يعدم 6 نساء عراقيات لانضمام أبنائهن إلى الجيش

العمليات العسكرية تتقدم نحو الحويجة.. وسكانها يطالبون بممر آمن

آلية عسكرية عراقية تشارك في معارك تحرير بيجي والحويجة أمس (أ.ف.ب)
آلية عسكرية عراقية تشارك في معارك تحرير بيجي والحويجة أمس (أ.ف.ب)
TT

«داعش» يعدم 6 نساء عراقيات لانضمام أبنائهن إلى الجيش

آلية عسكرية عراقية تشارك في معارك تحرير بيجي والحويجة أمس (أ.ف.ب)
آلية عسكرية عراقية تشارك في معارك تحرير بيجي والحويجة أمس (أ.ف.ب)

دخلت محافظة كركوك الواقعة في شمال العراق إلى مسرح الصراع المسلح ضد تنظيم داعش، مع الإعلان عن بدء القوات العراقية المشتركة لعملية عسكرية واسعة النطاق لاستعادة السيطرة على قضاء الحويجة التابع للمحافظة من سيطرة التنظيم المتطرف، بعد أن نجحت تلك القوات في طرد مسلحي التنظيم وتحرير مناطق واسعة في جبال مكحول وحمرين، وتحرير القصور الرئاسية في صلاح الدين، وصولاً إلى الحدود الإدارية لقضاء الشرقاط التابع لمحافظة صلاح الدين، ومن ثم الوصول إلى محافظة نينوى حيث معقل التنظيم.
وشرعت القوات العراقية المشتركة، مدعومة بمقاتلي العشائر والحشد بمدينة كركوك في عملية عسكرية لتحرير القضاء، بدءًا من ناحية الرشاد جنوب غربي المدينة، مرورًا بناحية الرياض وصولاً إلى مركز قضاء لطرد المسلحين منه. وقال عضو المجموعة العربية في مجلس محافظة كركوك محمد خليل الجبوري، إن «عملية تحرير الحويجة من قبضة التنظيم الإرهابي انطلقت صباح الاثنين (أمس) بمشاركة قوات عراقية مشتركة مؤلفة من البيشمركة والحشد العشائري الذي يضم مقاتلين متطوعين من العشائر العربية والمكون التركماني، وباشرت تلك القوات تنفيذ عملية عسكرية واسعة النطاق باتجاه ناحية الرشاد جنوب غربي مدينة كركوك».
وأضاف الجبوري أن «القوات المشتركة حققت تقدمًا ميدانيًا لافتًا، واستعادت سيطرتها على قريتين صغيرتين واقعتين بين ناحيتي الرشاد والرياض، وأن الساعات القليلة المقبلة ستشهد تحرير الناحيتين المذكورتين بالكامل، وصولاً إلى قضاء الحويجة».
من جهته، أكد عضو مجلس النواب العراقي عن المكون العربي في محافظة كركوك، خالد المفرجي، انهيار الخطوط الأمامية لتنظيم داعش في مناطق محاذية لقضاء الحويجة. وقال إن «الاندفاع الكبير في عملية تطهير الأراضي التي سيطر عليها التنظيم، أعطى المقاتلين قوة إضافية تسببت في انهيار تام وسريع للخطوط الأمامية لمسلحي التنظيم خلال عملية تحرير القضاء الذي يعتبر معقلاً مهمًا من معاقله. وشوهد هروب عدد كبير من قادة التنظيم ومسلحيه إلى جهات مجهولة، بمجرد وصول قواتنا الأمنية إلى المنطقة، مما جعل تقدم القطعات العسكرية ضمن مساحات واسعة تجري بيسر».
وشدد المفرجي على وجوب «تعزيز تلك القوات المحررة بزيادة المقاتلين المتطوعين وتسليحهم، من أجل الإسراع بتحرير القضاء والحفاظ على سلامة السكان المدنيين»، داعيًا في الوقت ذاته القيادات الأمنية إلى «الحفاظ على ممتلكات المدنيين الذين لم تتلطخ أيديهم بدماء الأبرياء، مع تأكيد فتح ممر آمن لنقل العائلات والأطفال من تلك المناطق الساخنة إلى داخل المدينة».
وأشار إلى أن «العمليات العسكرية لم تقتصر عند المناطق الواصلة لقضاء الحويجة (55 كيلومترًا جنوب غربي مدينة كركوك) فقط، وإنما شملت مناطق وقرى تقع ضمن حدود قضاء داقوق (40 كيلومترًا جنوبي كركوك)، حيث حوصر المسلحون داخل قضاء الحويجة، خصوصًا بعد أن باشرت القطعات العسكرية قبل أيام بالتحرك من منطقة الفتحة باتجاه الحويجة، التي تمكنت من الدخول في عمق الطريق الرابط بين بيجي وكركوك، متمركزةً في قرية صغيرة تدعى (ذربان)، بعد تحريرها بالكامل وقتل نحو 30 مسلحًا بمعارك شرسة خاضتها هناك».
بدوره، طالب مسؤول عسكري في قيادة قوات البيشمركة الكردية بمحور كركوك بضرورة التنسيق والتعاون بين القوات الأمنية العراقية المشاركة في عمليات تحرير الحويجة، وعدم اتخاذ قرارات عسكرية تضر بالخطط العسكرية الموضوعة مسبقًا. كما دعا «الطيران العسكري التابع للجيش العراقي إلى عدم شن أي غارة جوية على معاقل التنظيم المسلح من دون إعطاء علم مسبق لقطعات البيشمركة المرابطة في بعض القرى الواقعة قرب الحويجة، تفاديًا لأي خطأ قد يحصل خلال القصف الجوي».
وفي سياق متصل، ناشد السكان المحليون من أهالي القضاء الواقع تحت سيطرة «داعش»، عبر مذكرة أرسلوها إلى القوات الأمنية العراقية، طالبوا فيها الرفق بأحوالهم والتمييز بين السكان الأصليين المغلوب على أمرهم وبين المتعاونين مع التنظيم.
وقال السكان في المذكرة: «نطالب بالحفاظ على أرواح المدنيين من سكان القضاء، والحفاظ أيضًا على ممتلكاتهم. فالكل هنا أسرى عند التنظيم الإرهابي الذي قتل الكثير من أبنائنا بحجة التعاون مع القوات الأمنية، ولا بد أن يتم التمييز بين السكان الأصليين وبين من تعاون مع (داعش)، نحن بانتظار دخول قواتنا الأمنية لتحريرنا من سطوة هذا التنظيم، وسنكون عونًا وداعمًا لكم».
وأضافوا: «إننا نطالب من قواتنا الأمنية فتح ممر آمن لخروج العائلات، فهناك مئات من الأطفال والنساء وكبار السن من مرضى وعاجزين يتوجب تأمين خروجهم قبل بدء العمليات العسكرية».
إلى ذلك، قال مصدر أمني عراقي طلب عدم الكشف عن اسمه، إن «القوات المشتركة تمكنت خلال المعارك من تحرير قريتي الرمل وأنور العاصي في ناحية الرشاد. وكبدت التنظيم خسائر فادحة في الأرواح والمعدات». وأكد «عزم القوات العراقية على تحرير جميع الأراضي المحتلة جنوب غربي كركوك، واستثمار حالة انهيار مسلحي التنظيم الإرهابي في مناطق صلاح الدين لصالحها».
وأشار إلى أن «قوات تابعة إلى الفرقة الخامسة للجيش العراقي وصلت إلى سلسلة جبال حمرين، باتجاه منطقة الزركة للمشاركة بتطهير طريق تكريت - طوز خورماتو، واخترقت القوات خطوط دفاعات التنظيم في سلسلة جبال حمرين، وتمكنت من التوغل مسافة 10 كيلومترات». وأوضح المصدر أن «طيران الجيش قام بتمشيط سلسلة جبال حمرين، وأسفرت المعارك عن مقتل العشرات من (داعش) بينهم شيشانيون وعرب».
على صعيد آخر، اغتيل مدير شعبة التحقيقات في هيئة نزاهة محافظة كركوك فائز عبد الواحد، أمس، في هجوم مسلح من قبل مجهولين، استهدفه وسط المدينة. وقال مدير شرطة الأقضية والنواحي بكركوك العميد سرحد قادر، إن «مسلحين أطلقوا النار صباح اليوم باتجاه سيارة يستقلها مدير شعبة التحقيقات في هيئة نزاهة كركوك فائز عبد الواحد لدى مروره في حي القادسية شرقي المدينة، في طريقه إلى مقر عمله، مما أدى إلى مقتله في الحال».
وفي محافظة الأنبار، ذكر مصدر أمني أن القوات العراقية أحبطت محاولة تسلل لمسلحي «داعش» إلى خلف قطعات الشرطة المحلية في منطقة التأميم المحررة داخل مدينة الرمادي وقتلت انتحاريين خلال الاشتباكات. وقال المصدر إن «قائد شرطة المحافظة اللواء هادي رزيج نجا من نيران مسلحي التنظيم، بعد أن حاصر مسلحوه موكب رزيج في منطقة حي التأميم الذي تم تحريره من قبل القوات الأمنية قبل أيام قليلة، وتحديدًا بقرب العمارات السكنية».
وأضاف أن الأفواج القتالية تمكنت من فك الحصار وإنقاذه، بعد معركة شرسة استمرت لأكثر من 6 ساعات، تدخل بها جهاز مكافحة الإرهاب وسلاح الجو، وتمكن من مساعدة أفواج الشرطة المحلية وفك الحصار عن رزيج. وفي مدينة هيت غربي مركز محافظة الأنبار، أقدم مسلحو «داعش» على قتل ست من النساء العراقيات من أهالي المدينة، يعمل أبناؤهن جنودًا في الجيش، ويشاركون في عمليات تحرير المحافظة، بينما شرعت عناصر التنظيم في حفر ملاجئ وأنفاق داخل منازل القرى الريفية التي تتقدم القوات العراقية لتحريرها من قبضتهم. وقالت مصادر محلية إن «عصابات التنظيم الإجرامي قامت بقتل 6 نساء و4 رجال وعدد من الأطفال أمام أنظار المواطنين في قضاء هيت، بدعوى أن ذويهم يعملون جنودًا في الجيش، ويشاركون في عمليات عسكرية ضد التنظيم».
وأضافت: «هناك معلومات توفرت لدينا تؤكد قيام مسلحي التنظيم بحفر ملاجئ داخل القرى الريفية، تبدأ من داخل المنازل لتصل إلى مسافات بعيدة في مناطق الطرابشة والبو نمر والبو عساف والبو علي الجاسم، تحسبًا لدخول القوات الأمنية المشتركة. وأن مسلحي التنظيم يمرون بحالة من الارتباك والتخبط على خلفية الانتصارات المتحققة في الرمادي والبغدادي».
في غضون ذلك، قالت خلية الإعلام الحربي إن «طيران التحالف وجه ضربة أسفرت عن قتل الكثير من عناصر (داعش) وتدمير زورق بمنطقة البو ريشة».



بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
TT

بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)

على الرغم من ابتلاع مياه البحر نحو 500 مهاجر من القرن الأفريقي باتجاه السواحل اليمنية، أظهرت بيانات أممية حديثة وصول آلاف المهاجرين شهرياً، غير آبهين لما يتعرضون له من مخاطر في البحر أو استغلال وسوء معاملة عند وصولهم.

ووسط دعوات أممية لزيادة تمويل رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي، أفادت بيانات المنظمة الدولية بأن ضحايا الهجرة غير الشرعية بلغوا أكثر من 500 شخص لقوا حتفهم في رحلات الموت بين سواحل جيبوتي والسواحل اليمنية خلال العام الحالي، حيث يعد اليمن نقطة عبور رئيسية لمهاجري دول القرن الأفريقي، خاصة من إثيوبيا والصومال، الذين يسعون غالباً إلى الانتقال إلى دول الخليج.

وذكرت منظمة الهجرة الدولية أنها ساعدت ما يقرب من 5 آلاف مهاجر عالق في اليمن على العودة إلى بلدانهم في القرن الأفريقي منذ بداية العام الحالي، وقالت إن 462 مهاجراً لقوا حتفهم أو فُقدوا خلال رحلتهم بين اليمن وجيبوتي، كما تم توثيق 90 حالة وفاة أخرى للمهاجرين على الطريق الشرقي في سواحل محافظة شبوة منذ بداية العام، وأكدت أن حالات كثيرة قد تظل مفقودة وغير موثقة.

المهاجرون الأفارقة عرضة للإساءة والاستغلال والعنف القائم على النوع الاجتماعي (الأمم المتحدة)

ورأت المنظمة في عودة 4.800 مهاجر تقطعت بهم السبل في اليمن فرصة لتوفير بداية جديدة لإعادة بناء حياتهم بعد تحمل ظروف صعبة للغاية. وبينت أنها استأجرت لهذا الغرض 30 رحلة طيران ضمن برنامج العودة الإنسانية الطوعية، بما في ذلك رحلة واحدة في 5 ديسمبر (كانون الأول) الحالي من عدن، والتي نقلت 175 مهاجراً إلى إثيوبيا.

العودة الطوعية

مع تأكيد منظمة الهجرة الدولية أنها تعمل على توسيع نطاق برنامج العودة الإنسانية الطوعية من اليمن، مما يوفر للمهاجرين العالقين مساراً آمناً وكريماً للعودة إلى ديارهم، ذكرت أن أكثر من 6.300 مهاجر من القرن الأفريقي وصلوا إلى اليمن خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وهو ما يشير إلى استمرار تدفق المهاجرين رغم تلك التحديات بغرض الوصول إلى دول الخليج.

وأوضح رئيس بعثة منظمة الهجرة في اليمن، عبد الستار إيسوييف، أن المهاجرين يعانون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء والرعاية الصحية والمأوى الآمن. وقال إنه ومع الطلب المتزايد على خدمات العودة الإنسانية، فإن المنظمة بحاجة ماسة إلى التمويل لضمان استمرار هذه العمليات الأساسية دون انقطاع، وتوفير مسار آمن للمهاجرين الذين تقطعت بهم السبل في جميع أنحاء البلاد.

توقف رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي بسبب نقص التمويل (الأمم المتحدة)

ووفق مدير الهجرة الدولية، يعاني المهاجرون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء، والرعاية الصحية، والمأوى الآمن. ويضطر الكثيرون منهم إلى العيش في مأوى مؤقت، أو النوم في الطرقات، واللجوء إلى التسول من أجل البقاء على قيد الحياة.

ونبه المسؤول الأممي إلى أن هذا الضعف الشديد يجعلهم عرضة للإساءة، والاستغلال، والعنف القائم على النوع الاجتماعي. وقال إن الرحلة إلى اليمن تشكل مخاطر إضافية، حيث يقع العديد من المهاجرين ضحية للمهربين الذين يقطعون لهم وعوداً برحلة آمنة، ولكنهم غالباً ما يعرضونهم لمخاطر جسيمة. وتستمر هذه المخاطر حتى بالنسبة لأولئك الذين يحاولون مغادرة اليمن.

دعم إضافي

ذكر المسؤول في منظمة الهجرة الدولية أنه ومع اقتراب العام من نهايته، فإن المنظمة تنادي بالحصول على تمويل إضافي عاجل لدعم برنامج العودة الإنسانية الطوعية للمهاجرين في اليمن.

وقال إنه دون هذا الدعم، سيستمر آلاف المهاجرين بالعيش في ضائقة شديدة مع خيارات محدودة للعودة الآمنة، مؤكداً أن التعاون بشكل أكبر من جانب المجتمع الدولي والسلطات ضروري للاستمرار في تنفيذ هذه التدخلات المنقذة للحياة، ومنع المزيد من الخسائر في الأرواح.

الظروف البائسة تدفع بالمهاجرين الأفارقة إلى المغامرة برحلات بحرية خطرة (الأمم المتحدة)

ويقدم برنامج العودة الإنسانية الطوعية، التابع للمنظمة الدولية للهجرة، الدعم الأساسي من خلال نقاط الاستجابة للمهاجرين ومرافق الرعاية المجتمعية، والفرق المتنقلة التي تعمل على طول طرق الهجرة الرئيسية للوصول إلى أولئك في المناطق النائية وشحيحة الخدمات.

وتتراوح الخدمات بين الرعاية الصحية وتوزيع الأغذية إلى تقديم المأوى للفئات الأكثر ضعفاً، وحقائب النظافة الأساسية، والمساعدة المتخصصة في الحماية، وإجراء الإحالات إلى المنظمات الشريكة عند الحاجة.

وعلى الرغم من هذه الجهود فإن منظمة الهجرة الدولية تؤكد أنه لا تزال هناك فجوات كبيرة في الخدمات، في ظل قلة الجهات الفاعلة القادرة على الاستجابة لحجم الاحتياجات.