«المرصد السوري»: الكاهن الإيطالي باولو في الرقة بيد «داعش»

قال إنه على قيد الحياة ومحتجز في سجن الأوزبك

«المرصد السوري»: الكاهن الإيطالي باولو في الرقة بيد «داعش»
TT

«المرصد السوري»: الكاهن الإيطالي باولو في الرقة بيد «داعش»

«المرصد السوري»: الكاهن الإيطالي باولو في الرقة بيد «داعش»

قال مدير «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، رامي عبد الرحمن، لـ«الشرق الأوسط»، إن منشقين اثنين عن تنظيم داعش، أبلغا «المرصد السوري» أنهما شاهدا الكاهن الإيطالي المحتجز لدى التنظيم باولو دالوليو في سجن في الرقة، لتكون أول رواية من نوعها تلي الأنباء التي سرت في الصيف الماضي، عن أن التنظيم قتل الكاهن.
ونقل عبد الرحمن عن القياديين المنشقين عن «داعش»، أانهما شاهدا الأب باولو في سجن يحرسه المقاتلون الأوزبك التابعين لتنظيم داعش، في غرب الرقة، أواخر شهر أغسطس (آب) الماضي، مشيرًا إلى أن المنشقين الاثنين «يمتلكان معلومات كثيرة عن انتهاكات (داعش) في سوريا».
وتعتبر هذه الرواية الأولى من نوعها، بعد تردد أنباء، في الصيف الماضي، عن أن التنظيم قتل الكاهن الإيطالي، وسط تضارب للمعلومات، نظرًا لأن ناقلها كان من اتباع تنظيم جبهة النصرة المناهض لـ«داعش».
وتغيب المعلومات عن الأب باولو، منذ اختفائه في محافظة الرقة السورية إثر دخولها في 29 يوليو (تموز) 2013. وتنفي مصادر كنسيّة سورية لـ«الشرق الأوسط»، تلقيها أي معلومات مرتبطة به، قائلة إن «جلّ ما عرفناه عنه كان من مواقع التواصل الاجتماعي، التي ذكرت أنه أعدم في سجنه».
ويقول الباحث في شؤون الأقليات السورية سليمان يوسف، لـ«الشرق الأوسط»، إن المعلومة الأخيرة عن وجود الكاهن باولو في الرقة «ليست جديدة، لكن أحدًا لم يقدم أي دليل يثبت ذلك، بل اقتصر الأمر على روايات»،.
واللافت في قضية الأب باولو، وكاهنين سوريين آخرين، هما مطرانا حلب يوحنا إبراهيم وبولس اليازجي، يُعتقد أن تنظيم داعش اختطفهما، أنه «لم تصدر أي فيديوهات موثقة تثبت وجودهما على قيد الحياة، كما أنه لم يدخل أحد في مفاوضات سياسية أو يطلب أحد فدية لقاء الإفراج عنهم»، كما يقول يوسف، معربًا عن اعتقاده أن «غياب أي مطالب سياسية أو فدية مالية، تبعث على الاعتقاد أن الكهنة تم قتلهم». ويشير يوسف إلى أن هذا الاعتقاد «ينطلق من كون (داعش)، فاوض مثلاً على المحتجزين الآشوريين لديه»، موضحًا أن آخر الإجراءات المرتبطة بهم التي اتخذها «كانت قبل أيام حين أعدم ثلاثة منهم، وجدد مطالبته بفدية تبلغ 12 مليون دولار، لقاء الإفراج عن 181 آخرين ما زالوا محتجزين لديهم»، وهم من أصل 230 رهينة احتجزهم «داعش» إثر سيطرته على قرى حوض الخابور، وأطلق سراح بعضهم على دفعات، وأعدم آخرين، قبل أن يستقر العدد الباقي على 181.
والأب باولو، المؤيد لحراك الشعب السوري ضد نظام الرئيس بشار الأسد، كان دخل الرقة من الحدود التركية في أواخر يوليو الماضي، وشارك في تظاهرة مناهضة للنظام السوري، قبل أن يطلب لقاء مع قياديين في تنظيم داعش الذي لم يكن بعد قد أعلن سيطرته على المدينة، وذلك للتوسط للإفراج عن صحافيين أجانب. وذكر ناشطون حينها أن الكاهن الإيطالي دخل مركز «داعش» ولم يخرج منه منذ ذلك الوقت.



واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
TT

واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)

بعد يوم من تبني الحوثيين المدعومين من إيران مهاجمة أهداف عسكرية إسرائيلية وحاملة طائرات أميركية شمال البحر الأحمر، أعلن الجيش الأميركي، الأربعاء، استهداف منشأتين لتخزين الأسلحة تابعتين للجماعة في ريف صنعاء الجنوبي وفي محافظة عمران المجاورة شمالاً.

وإذ أقرت وسائل الإعلام الحوثية بتلقي 6 غارات في صنعاء وعمران، فإن الجماعة تشن منذ أكثر من 14 شهراً هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، وهجمات أخرى باتجاه إسرائيل، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة، فيما تشن واشنطن ضربات مقابلة للحد من قدرات الجماعة.

وأوضحت «القيادة العسكرية المركزية الأميركية»، في بيان، الأربعاء، أن قواتها نفذت ضربات دقيقة متعددة ضد منشأتين تحت الأرض لتخزين الأسلحة التقليدية المتقدمة تابعتين للحوثيين المدعومين من إيران.

ووفق البيان، فقد استخدم الحوثيون هذه المنشآت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية تابعة للبحرية الأميركية في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن. ولم تقع إصابات أو أضرار في صفوف القوات الأميركية أو معداتها.

وتأتي هذه الضربات، وفقاً للبيان الأميركي، في إطار جهود «القيادة المركزية» الرامية إلى تقليص محاولات الحوثيين المدعومين من إيران تهديد الشركاء الإقليميين والسفن العسكرية والتجارية في المنطقة.

في غضون ذلك، اعترفت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، بتلقي غارتين استهدفتا منطقة جربان بمديرية سنحان في الضاحية الجنوبية لصنعاء، وبتلقي 4 غارات ضربت مديرية حرف سفيان شمال محافظة عمران، وكلا الموقعين يضم معسكرات ومخازن أسلحة محصنة منذ ما قبل انقلاب الحوثيين.

وفي حين لم تشر الجماعة الحوثية إلى آثار هذه الضربات على الفور، فإنها تعدّ الثانية منذ مطلع السنة الجديدة، بعد ضربات كانت استهدفت السبت الماضي موقعاً شرق صعدة حيث المعقل الرئيسي للجماعة.

5 عمليات

كانت الجماعة الحوثية تبنت، مساء الاثنين الماضي، تنفيذ 5 عمليات عسكرية وصفتها بـ«النوعية» تجاه إسرائيل وحاملة طائرات أميركية، باستخدام صواريخ مجنّحة وطائرات مسيّرة، وذلك بعد ساعات من وصول المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى صنعاء حيث العاصمة اليمنية الخاضعة للجماعة.

وفي حين لم يورد الجيشان الأميركي والإسرائيلي أي تفاصيل بخصوص هذه الهجمات المزعومة، فإن يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين، قال إن قوات جماعته نفذت «5 عمليات عسكرية نوعية» استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» وتل أبيب وعسقلان.

الحوثيون زعموا مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» بالصواريخ والمسيّرات (الجيش الأميركي)

وادعى المتحدث الحوثي أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» بصاروخين مجنّحين و4 طائرات مسيّرة شمال البحرِ الأحمر، زاعماً أن الهجوم استبق تحضير الجيش الأميركي لشن هجوم على مناطق سيطرة الجماعة.

إلى ذلك، زعم القيادي الحوثي سريع أن جماعته قصفت هدفين عسكريين إسرائيليين في تل أبيب؛ في المرة الأولى بطائرتين مسيّرتين وفي المرة الثانية بطائرة واحدة، كما قصفت هدفاً حيوياً في عسقلانَ بطائرة مسيّرة رابعة.

تصعيد متواصل

وكانت الجماعة الحوثية تبنت، الأحد الماضي، إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من تلقيها 3 غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

ويشن الحوثيون هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة.

مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري رومان»... (الجيش الأميركي)

وأقر زعيمهم عبد الملك الحوثي في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وقال إن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

كما ردت إسرائيل على مئات الهجمات الحوثية بـ4 موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.