الغجر الإسبان ينجحون في تعديل تعريف كلمة «الغجري»

الأكاديمية الملكية تبدل «غشاش مخادع» بـ «محتال»

الأديب فيديريكو غارسيا لوركا
الأديب فيديريكو غارسيا لوركا
TT

الغجر الإسبان ينجحون في تعديل تعريف كلمة «الغجري»

الأديب فيديريكو غارسيا لوركا
الأديب فيديريكو غارسيا لوركا

بعد جهود سنوات طويلة قامت بها العديد من الشخصيات والمنظمات الثقافية من أجل حذف تعريف كلمة «الغجري» الذي ورد في القاموس السابق للأكاديمية الملكية للغة الإسبانية، وهو المعجم الرسمي في إسبانيا، حيث جاء في وصف الغجري بأنه «الشخص الذي يغش يخدع»، قبلت اللجنة المشرفة على القاموس إعادة النظر في تعريف مصطلح «غجري»، وصدرت طبعة عام 2014 لتحذف كلمتي «يغش ويخدع»، وتكتب بدلهما كلمة «محتال».
وقد أثار التعريف الجديد غضب الغجر مرة أخرى، واحتجوا لدى الأكاديمية، فردت الأكاديمية بأن هذه الكلمات هي من وضع الشارع، وأن الأكاديمية تعكس ما يقوله الناس. ثم تقدم الغجر باحتجاج لدى «دائرة محامي المجتمع»، لشرح شكواهم، وقد أبدت الدائرة تفهمها وتعاطفها مع الغجر، وقامت بمراسلة الأكاديمية الملكية طالبة حل هذه المعضلة، وبعد جهود طويلة ومضنية لم توافق الأكاديمية على حذف كلمة «محتال»، لكنها وافقت على إضافة جملة مكملة لها، في طبعة القاموس على الإنترنت، تقول إن «هذا التعبير (أي تعبير محتال) مهين ويحط من منزلتهم». وقد رأى الغجر أن هذا التعديل لا بأس به، لأنه على الأقل ينبه إلى أنه تعبير مهين، لكنهم لا يزالون يصرون على أن استعمال كلمة «محتال» غير مناسب لقاموس رسمي لإسبانيا، وطالبوا الأكاديمية بإعادة النظر كليا في مصطلح «الغجر». وقد ردت المحامية سارا خيمينيز، في دفاعها عن الغجر، بأن «تعريفا يعتمد تمييز البعض ويحط من منزلتهم، سيؤدي إلى تصديق الناس لهذا التعريف».
معلوم أن تعداد الغجر في إسبانيا يبلغ نحو ربع مليون نسمة، ويعيش الكثير منهم في مجتمعات منعزلة، ويزداد تعدادهم في إقليم الأندلس (جنوب إسبانيا)، وهم يهتمون كثيرا بالفن والموسيقى والفلامنكو، وينظر إليهم البعض نظرة دونية، حتى أصبحت كلمة «غجري» تعني بدائيا وغير متعلم.
وليس التعاطف مع الغجر مسألة جديدة، فقد وقفت إلى جانبهم الكثير من الشخصيات، لعل أبرزهم الأديب فيديريكو غارسيا لوركا المعرف بوقوفه إلى جانب المهمشين، والذي كتب ديوانا شعريا باسم «أغان غجرية»، وهو الديوان الذي حاز شهرة واسعة، حتى ظن البعض أن لوركا من أصل غجري.
وجاءت في وسائل الاتصال الاجتماعي تعليقات كثيرة حول استعمال كلمة «محتال» لوصف الغجر، منها ما قاله فيليكس «في رأيي أن قاموس الأكاديمية ما كان عليه أن يتطرق إلى موضوع كهذا، مهما يقل الناس ومهما يرددوا، ذلك أنه من واجب الأكاديمية أن تكون المثل الأعلى في اللغة، لا أن تساعد على نشر الاستعمال السيئ للكلمات»، وقال خوان «أنا أفضل أن تقوم الأكاديمية بسحب الكلمات المهينة لبعض الفئات من المجتمع، وبذلك تمهد الطريق لإزالة مثل هذه الكلمات من لسان الناس». ورد آخر بأن «الأكاديمية تقتصر على الإشارة إلى الكلمات المستعملة والمتداولة بين الناس، فالأكاديمية لا تخترعها، لكن البعض يريد إنكار الحقائق، لمجرد أنها لا تعجبه».



الذكاء الصناعي يهدد مهناً ويغير مستقبل التسويق

روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)
روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)
TT

الذكاء الصناعي يهدد مهناً ويغير مستقبل التسويق

روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)
روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)

في السنوات الأخيرة، أثّر الذكاء الصناعي على المجتمع البشري، وأتاح إمكانية أتمتة كثير من المهام الشاقة التي كانت ذات يوم مجالاً حصرياً للبشر، ومع كل ظهور لمهام وظيفية مبدعةً، تأتي أنظمة الذكاء الصناعي لتزيحها وتختصر بذلك المال والعمال.
وسيؤدي عصر الذكاء الصناعي إلى تغيير كبير في الطريقة التي نعمل بها والمهن التي نمارسها. وحسب الباحث في تقنية المعلومات، المهندس خالد أبو إبراهيم، فإنه من المتوقع أن تتأثر 5 مهن بشكل كبير في المستقبل القريب.

سارة أول روبوت سعودي يتحدث باللهجة العامية

ومن أكثر المهن، التي كانت وما زالت تخضع لأنظمة الذكاء الصناعي لتوفير الجهد والمال، مهن العمالة اليدوية. وحسب أبو إبراهيم، فإنه في الفترة المقبلة ستتمكن التقنيات الحديثة من تطوير آلات وروبوتات قادرة على تنفيذ مهام مثل البناء والتنظيف بدلاً من العمالة اليدوية.
ولفت أبو إبراهيم إلى أن مهنة المحاسبة والمالية ستتأثر أيضاً، فالمهن التي تتطلب الحسابات والتحليل المالي ستتمكن التقنيات الحديثة من تطوير برامج حاسوبية قادرة على إجراء التحليل المالي وإعداد التقارير المالية بدلاً من البشر، وكذلك في مجال القانون، فقد تتأثر المهن التي تتطلب العمل القانوني بشكل كبير في المستقبل.
إذ قد تتمكن التقنيات الحديثة من إجراء البحوث القانونية وتحليل الوثائق القانونية بشكل أكثر فاعلية من البشر.
ولم تنجُ مهنة الصحافة والإعلام من تأثير تطور الذكاء الصناعي. فحسب أبو إبراهيم، قد تتمكن التقنيات الحديثة من إنتاج الأخبار والمعلومات بشكل أكثر فاعلية وسرعة من البشر، كذلك التسويق والإعلان، الذي من المتوقع له أن يتأثر بشكل كبير في المستقبل. وقد تتمكن أيضاً من تحديد احتياجات المستهلكين ورغباتهم وتوجيه الإعلانات إليهم بشكل أكثر فاعلية من البشر.
وأوضح أبو إبراهيم أنه على الرغم من تأثر المهن بشكل كبير في العصر الحالي، فإنه قد يكون من الممكن تطوير مهارات جديدة وتكنولوجيات جديدة، تمكن البشر من العمل بشكل أكثر فاعلية وكفاءة في مهن أخرى.

الروبوت السعودية سارة

وفي الفترة الأخيرة، تغير عالم الإعلان مع ظهور التقنيات الجديدة، وبرز الإعلان الآلي بديلاً عملياً لنموذج تأييد المشاهير التقليدي الذي سيطر لفترة طويلة على المشهد الإعلاني. ومن المرجح أن يستمر هذا الاتجاه مع تقدم تكنولوجيا الروبوتات، ما يلغي بشكل فعال الحاجة إلى مؤيدين من المشاهير.
وأتاحت تقنية الروبوتات للمعلنين إنشاء عروض واقعية لعلاماتهم التجارية ومنتجاتهم. ويمكن برمجة هذه الإعلانات الآلية باستخدام خوارزميات معقدة لاستهداف جماهير معينة، ما يتيح للمعلنين تقديم رسائل مخصصة للغاية إلى السوق المستهدفة.
علاوة على ذلك، تلغي تقنية الروبوتات الحاجة إلى موافقات المشاهير باهظة الثمن، وعندما تصبح الروبوتات أكثر واقعية وكفاءة، سيجري التخلص تدريجياً من الحاجة إلى مؤيدين من المشاهير، وقد يؤدي ذلك إلى حملات إعلانية أكثر كفاءة وفاعلية، ما يسمح للشركات بالاستثمار بشكل أكبر في الرسائل الإبداعية والمحتوى.
يقول أبو إبراهيم: «يقدم الذكاء الصناعي اليوم إعلانات مستهدفة وفعالة بشكل كبير، إذ يمكنه تحليل بيانات المستخدمين وتحديد احتياجاتهم ورغباتهم بشكل أفضل. وكلما ازداد تحليل الذكاء الصناعي للبيانات، كلما ازدادت دقة الإعلانات وفاعليتها».
بالإضافة إلى ذلك، يمكن للذكاء الصناعي تحليل سجلات المتصفحين على الإنترنت لتحديد الإعلانات المناسبة وعرضها لهم. ويمكن أن يعمل أيضاً على تحليل النصوص والصور والفيديوهات لتحديد الإعلانات المناسبة للمستخدمين.
ويمكن أن تكون شركات التسويق والإعلان وأصحاب العلامات التجارية هم أبطال الإعلانات التي يقدمها الذكاء الصناعي، بحيث يستخدمون تقنياته لتحليل البيانات والعثور على العملاء المناسبين وعرض الإعلانات المناسبة لهم. كما يمكن للشركات المتخصصة في تطوير البرمجيات والتقنيات المرتبطة به أن تلعب دوراً مهماً في تطوير الإعلانات التي يقدمها.