انطلاق الموسم الحادي عشر من برنامج «ستار أكاديمي»

إلياس الرحباني شبه اللوحات الاستعراضية فيه بمسارح لاس فيغاس

أساتذة الأكاديمية وهم كلوديا مرشيليان وماري محفوض وبيتي توتل وإلياس الرحباني وأمير طعيمة
أساتذة الأكاديمية وهم كلوديا مرشيليان وماري محفوض وبيتي توتل وإلياس الرحباني وأمير طعيمة
TT

انطلاق الموسم الحادي عشر من برنامج «ستار أكاديمي»

أساتذة الأكاديمية وهم كلوديا مرشيليان وماري محفوض وبيتي توتل وإلياس الرحباني وأمير طعيمة
أساتذة الأكاديمية وهم كلوديا مرشيليان وماري محفوض وبيتي توتل وإلياس الرحباني وأمير طعيمة

انطلق مساء أمس الموسم الحادي عشر من برنامج الهواة التلفزيوني «ستار أكاديمي». نقل الانطلاقة التي جرت ضمن سهرة استعراضية مباشرة، شاشتا تلفزيوني «إل بي سي آي» اللبنانية و«سي بي سي» المصرية.
أحيا الحفلة المطرب اللبناني وائل كفوري، من خلال ثلاث إطلالات، أدّى فيها أغاني ألبومه الجديد «الغرام المستحيل»، بحيث شاركه في الأولى «صار الحكي» الطالب اللبناني مروان يوسف، فيما شاركه في الثانية «يا بكون» مع التونسي نسيم رايسي، أما الثالثة والأخيرة التي حملت عنوان الألبوم، فقد أداها وحده اثر اقتراب موعد نهاية السهرة.
وتلوّنت الحفلة التي بدأت بلوحة استعراضية راقصة، مستوحاة من المسلسل الأميركي الشهير «لعبة العروش» (Game of thrones)، بلوحات أخرى مختلفة غلبت عليها الألوان والديكورات الضخمة. واعتلى الراقصون المسرح وهم يحملون السيوف ويرتدون أزياء تاريخية، مقدّمين لوحة راقصة سريعة في مرحلة الافتتاح، تخللها مشاهد لألعاب بهلوانية ارتكزت على المشاعل وألسنة النار.
أطلّت مقدمة البرنامج هيلدا خليفة، على كرسي ملكي من ضمن الديكور الذي تألفت منه لوحة الافتتاح، فأعلنت في بداية السهرة عن الموسم الحادي عشر من «ستار أكاديمي». وتم الكشف عن أسماء المرشحين للقب الذين بلغ عددهم 18 فتاة وشابًا ينتمون لجنسيات عربية مختلفة، وهم: مروان يوسف ورافاييل جبور وشانتال جعجع ومابيل شديد (من لبنان)، وهايدي موسى ومحمد سعد ومحمد عباس ودينا عادل (من مصر)، وحنان الخضر وسكينة شكاوي وإيهاب أمير (من المغرب)، وسهيلة بن لشهب وأنيس بورحلة (من الجزائر)، وتيم رايس (من تونس)، ويوسف درويش (من سوريا)، وفاتن عبد الحميد (من البحرين)، ومرتضى (من العراق)، وعلي الفيصل (من السعودية).
ومن ثمّ تم التعريف بأعضاء لجنة الحكم والأساتذة المشرفين على صفوف الأكاديمية، ككلوديا مرشيليان (مديرة الأكاديمية)، والموسيقي إلياس الرحباني، والممثلة وأستاذة المسرح بيتي توتل، والشاعر المصري أمير طعيمة، وأستاذة الفوكاليز ماري محفوض. وكان لكل منهم تعليقه حول لوحة الافتتاح بحيث وصفها إلياس الرحباني بأنها «غريبة عجيبة تشبه عروض مسارح لاس فيغاس»، فيما أكد أمير طعيمة أن برنامج «ستار أكاديمي» بحد ذاته، هو البرنامج الأكثر استمرارية من بين برامج هواة الغناء التلفزيونية، وأنه إنجاز بحد ذاته، واصفا إياه بـ«الأب الروحي» لبرامج اكتشاف المواهب عامة. وكانت مديرة الأكاديمية قد استهلّت الكلام بالقول إن هدف برنامج «ستار أكاديمي» هو ارتفاع صوت الموسيقى على أصوات القذائف والمدافع والانفجارات، في البلدان التي يأتي منها المشتركون بمختلف جنسياتهم العربية.
وتلوّنت السهرة الأولى بلوحات استعراضية ضخمة، فبهرت الجمهور الحاضر في الصالة، حيث كان يصفق بحرارة لكل منها، وللانطباع الإيجابي الذي كانت تتركه لديه. واستهلّت بميدلاي طربي بأغنيات «ابعتلي جواب» و«مالك يا حلوة» و«يا طيرة طيري»، مع المشتركين إيهاب أمير ومحمد سعد ومحمد عباس. فيما أطل الثلاثي حنان الخضر وسكينة شكاوي وسهيلة بن لشهب، في ميدلاي طربي آخر تضمن أغاني «انت عمري» و«يا جميل» و«خايف أقول».
كما حرص القيمون على البرنامج الذي تنتجه شركة «اندمول» الفرنسية، على تقديم لوحات غناء خليجية، شارك فيها كل من علي الفيصل ومرتضى النجم في أغنية «يا حبّ»، فيما أدّت الطالبة فاتن عبد الحميد أغنية «هذا منّو».
وتوالت اللوحات الاستعراضية التي تخللت السهرة الأولى من البرنامج. فمن لوحة الافتتاح اللافتة، إلى لوحة «censer» مع الطالبتين شانتال جعجع ودينا عادل اللتين غنتا «ما رح ازعل عاشي»، وصولا إلى لوحة الأجنحة (The wings)، مع المشتركة هايدي موسى في أغنية «أنا كلّي ملكك»، ولوحة «راديو» مع الديو مابيل شديد وأنيس بورحلة، الذي برع في أداء أغنية (we will rock you)، إلى حين وقوف الطالبان رفاييل جبّور ويوسف درويش على المسرح ليؤدي كل منهما «على رمش عيونها» و«قلبي عاشقها». واختتمت السهرة بكلمة للمقدمة هيلدا خليفة أكدت فيها أن الموسم الحادي عشر من برنامج «ستار أكاديمي» سيحمل في طيّاته مفاجآت ولوحات استعراضية مميزة ونجومًا عربًا مشهورين لطالما انتظرهم الجمهور العربي. ثم طالبت المشاهدين بملاقاتها في أول حلقة من البرنامج اليومي «يوميات الطلاب»، بعد أن دخلوا بيت الأكاديمية الذين سيمضون فيه نحو الثلاثة أشهر، إلى حين فوز أحدهم باللقب في الحلقة الأخيرة من البرنامج.



رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
TT

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»

إنه «فضلو» في «بياع الخواتم»، و«أبو الأناشيد الوطنية» في مشواره الفني، وأحد عباقرة لبنان الموسيقيين، الذي رحل أول من أمس (الأربعاء) عن عمر ناهز 84 عاماً.
فبعد تعرضه لأزمة صحية نقل على إثرها إلى المستشفى، ودّع الموسيقي إيلي شويري الحياة. وفي حديث لـ«الشرق الأوسط» أكدت ابنته كارول أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي قبل أن تعلم به عائلته. وتتابع: «كنت في المستشفى معه عندما وافاه الأجل. وتوجهت إلى منزلي في ساعة متأخرة لأبدأ بالتدابير اللازمة ومراسم وداعه. وكان الخبر قد ذاع قبل أن أصدر بياناً رسمياً أعلن فيه وفاته».
آخر تكريم رسمي حظي به شويري كان في عام 2017، حين قلده رئيس الجمهورية يومها ميشال عون وسام الأرز الوطني. وكانت له كلمة بالمناسبة أكد فيها أن حياته وعطاءاته ومواهبه الفنية بأجمعها هي كرمى لهذا الوطن.
ولد إيلي شويري عام 1939 في بيروت، وبالتحديد في أحد أحياء منطقة الأشرفية. والده نقولا كان يحضنه وهو يدندن أغنية لمحمد عبد الوهاب. ووالدته تلبسه ثياب المدرسة على صوت الفونوغراف الذي تنساب منه أغاني أم كلثوم مع بزوغ الفجر. أما أقرباؤه وأبناء الجيران والحي الذي يعيش فيه، فكانوا من متذوقي الفن الأصيل، ولذلك اكتمل المشوار، حتى قبل أن تطأ خطواته أول طريق الفن.
- عاشق لبنان
غرق إيلي شويري منذ نعومة أظافره في حبه لوطنه وترجم عشقه لأرضه بأناشيد وطنية نثرها على جبين لبنان، ونبتت في نفوس مواطنيه الذين رددوها في كل زمان ومكان، فصارت لسان حالهم في أيام الحرب والسلم. «بكتب اسمك يا بلادي»، و«صف العسكر» و«تعلا وتتعمر يا دار» و«يا أهل الأرض»... جميعها أغنيات شكلت علامة فارقة في مسيرة شويري الفنية، فميزته عن سواه من أبناء جيله، وذاع صيته في لبنان والعالم العربي وصار مرجعاً معتمداً في قاموس الأغاني الوطنية. اختاره ملك المغرب وأمير قطر ورئيس جمهورية تونس وغيرهم من مختلف أقطار العالم العربي ليضع لهم أجمل معاني الوطن في قالب ملحن لا مثيل له. فإيلي شويري الذي عُرف بـ«أبي الأناشيد الوطنية» كان الفن بالنسبة إليه منذ صغره هَوَساً يعيشه وإحساساً يتلمسه في شكل غير مباشر.
عمل شويري مع الرحابنة لفترة من الزمن حصد منها صداقة وطيدة مع الراحل منصور الرحباني. فكان يسميه «أستاذي» ويستشيره في أي عمل يرغب في القيام به كي يدله على الصح من الخطأ.
حبه للوطن استحوذ على مجمل كتاباته الشعرية حتى لو تناول فيها العشق، «حتى لو رغبت في الكتابة عن أعز الناس عندي، أنطلق من وطني لبنان»، هكذا كان يقول. وإلى هذا الحد كان إيلي شويري عاشقاً للبنان، وهو الذي اعتبر حسه الوطني «قدري وجبلة التراب التي امتزج بها دمي منذ ولادتي».
تعاون مع إيلي شويري أهم نجوم الفن في لبنان، بدءاً بفيروز وسميرة توفيق والراحلين وديع الصافي وصباح، وصولاً إلى ماجدة الرومي. فكان يعدّها من الفنانين اللبنانيين القلائل الملتزمين بالفن الحقيقي. فكتب ولحن لها 9 أغنيات، من بينها «مين إلنا غيرك» و«قوم تحدى» و«كل يغني على ليلاه» و«سقط القناع» و«أنت وأنا» وغيرها. كما غنى له كل من نجوى كرم وراغب علامة وداليدا رحمة.
مشواره مع الأخوين الرحباني بدأ في عام 1962 في مهرجانات بعلبك. وكانت أول أدواره معهم صامتة بحيث يجلس على الدرج ولا ينطق إلا بكلمة واحدة. بعدها انتسب إلى كورس «إذاعة الشرق الأدنى» و«الإذاعة اللبنانية» وتعرّف إلى إلياس الرحباني الذي كان يعمل في الإذاعة، فعرّفه على أخوَيه عاصي ومنصور.

مع أفراد عائلته عند تقلده وسام الأرز الوطني عام 2017

ويروي عن هذه المرحلة: «الدخول على عاصي ومنصور الرحباني يختلف عن كلّ الاختبارات التي يمكن أن تعيشها في حياتك. أذكر أن منصور جلس خلف البيانو وسألني ماذا تحفظ. فغنيت موالاً بيزنطياً. قال لي عاصي حينها؛ من اليوم ممنوع عليك الخروج من هنا. وهكذا كان».
أسندا إليه دور «فضلو» في مسرحية «بياع الخواتم» عام 1964. وفي الشريط السينمائي الذي وقّعه يوسف شاهين في العام التالي. وكرّت السبحة، فعمل في كلّ المسرحيات التي وقعها الرحابنة، من «دواليب الهوا» إلى «أيام فخر الدين»، و«هالة والملك»، و«الشخص»، وصولاً إلى «ميس الريم».
أغنية «بكتب اسمك يا بلادي» التي ألفها ولحنها تعد أنشودة الأناشيد الوطنية. ويقول شويري إنه كتب هذه الأغنية عندما كان في رحلة سفر مع الراحل نصري شمس الدين. «كانت الساعة تقارب الخامسة والنصف بعد الظهر فلفتني منظر الشمس التي بقيت ساطعة في عز وقت الغروب. وعرفت أن الشمس لا تغيب في السماء ولكننا نعتقد ذلك نحن الذين نراها على الأرض. فولدت كلمات الأغنية (بكتب اسمك يا بلادي عالشمس الما بتغيب)».
- مع جوزيف عازار
غنى «بكتب اسمك يا بلادي» المطرب المخضرم جوزيف عازار. ويخبر «الشرق الأوسط» عنها: «ولدت هذه الأغنية في عام 1974 وعند انتهائنا من تسجيلها توجهت وإيلي إلى وزارة الدفاع، وسلمناها كأمانة لمكتب التوجيه والتعاون»، وتابع: «وفوراً اتصلوا بنا من قناة 11 في تلفزيون لبنان، وتولى هذا الاتصال الراحل رياض شرارة، وسلمناه شريط الأغنية فحضروا لها كليباً مصوراً عن الجيش ومعداته، وعرضت في مناسبة عيد الاستقلال من العام نفسه».
يؤكد عازار أنه لا يستطيع اختصار سيرة حياة إيلي شويري ومشواره الفني معه بكلمات قليلة. ويتابع لـ«الشرق الأوسط»: «لقد خسر لبنان برحيله مبدعاً من بلادي كان رفيق درب وعمر بالنسبة لي. أتذكره بشوشاً وطريفاً ومحباً للناس وشفافاً، صادقاً إلى أبعد حدود. آخر مرة التقيته كان في حفل تكريم عبد الحليم كركلا في الجامعة العربية، بعدها انقطعنا عن الاتصال، إذ تدهورت صحته، وأجرى عملية قلب مفتوح. كما فقد نعمة البصر في إحدى عينيه من جراء ضربة تلقاها بالغلط من أحد أحفاده. فضعف نظره وتراجعت صحته، وما عاد يمارس عمله بالشكل الديناميكي المعروف به».
ويتذكر عازار الشهرة الواسعة التي حققتها أغنية «بكتب اسمك يا بلادي»: «كنت أقفل معها أي حفل أنظّمه في لبنان وخارجه. ذاع صيت هذه الأغنية، في بقاع الأرض، وترجمها البرازيليون إلى البرتغالية تحت عنوان (أومينا تيرا)، وأحتفظ بنصّها هذا عندي في المنزل».
- مع غسان صليبا
مع الفنان غسان صليبا أبدع شويري مرة جديدة على الساحة الفنية العربية. وكانت «يا أهل الأرض» واحدة من الأغاني الوطنية التي لا تزال تردد حتى الساعة. ويروي صليبا لـ«الشرق الأوسط»: «كان يعد هذه الأغنية لتصبح شارة لمسلسل فأصررت عليه أن آخذها. وهكذا صار، وحققت نجاحاً منقطع النظير. تعاونت معه في أكثر من عمل. من بينها (كل شيء تغير) و(من يوم ما حبيتك)». ويختم صليبا: «العمالقة كإيلي شويري يغادرونا فقط بالجسد. ولكن بصمتهم الفنية تبقى أبداً ودائماً. لقد كانت تجتمع عنده مواهب مختلفة كملحن وكاتب ومغنٍ وممثل. نادراً ما نشاهدها تحضر عند شخص واحد. مع رحيله خسر لبنان واحداً من عمالقة الفن ومبدعيه. إننا نخسرهم على التوالي، ولكننا واثقون من وجودهم بيننا بأعمالهم الفذة».
لكل أغنية كتبها ولحنها إيلي شويري قصة، إذ كان يستمد موضوعاتها من مواقف ومشاهد حقيقية يعيشها كما كان يردد. لاقت أعماله الانتقادية التي برزت في مسرحية «قاووش الأفراح» و«سهرة شرعية» وغيرهما نجاحاً كبيراً. وفي المقابل، كان يعدها من الأعمال التي ينفذها بقلق. «كنت أخاف أن تخدش الذوق العام بشكل أو بآخر. فكنت ألجأ إلى أستاذي ومعلمي منصور الرحباني كي يرشدني إلى الصح والخطأ فيها».
أما حلم شويري فكان تمنيه أن تحمل له السنوات الباقية من عمره الفرح. فهو كما كان يقول أمضى القسم الأول منها مليئة بالأحزان والدموع. «وبالقليل الذي تبقى لي من سنوات عمري أتمنى أن تحمل لي الابتسامة».