حياة الرئيس الراحل «الحريري» في مسلسل تلفزيوني

شكري أنيس: كتبته بأمانة ولست خائفًا من رد فعل المشاهد

كاتب مسلسل «رفيق» شكري أنيس فاخوري  -  بطلة المسلسل مذيعة الأخبار ديانا فاخوري
كاتب مسلسل «رفيق» شكري أنيس فاخوري - بطلة المسلسل مذيعة الأخبار ديانا فاخوري
TT

حياة الرئيس الراحل «الحريري» في مسلسل تلفزيوني

كاتب مسلسل «رفيق» شكري أنيس فاخوري  -  بطلة المسلسل مذيعة الأخبار ديانا فاخوري
كاتب مسلسل «رفيق» شكري أنيس فاخوري - بطلة المسلسل مذيعة الأخبار ديانا فاخوري

رغم وصول فريق العمل إلى مرحلة انتهاء التصوير، فإنه لم يتم بعد تحديد الموعد المحدد للبدء في عرض المسلسل التلفزيوني «رفيق». هذا المسلسل الذي يحكي قصة حياة الرئيس «الشهيد» رفيق الحريري كتبه للتلفزيون شكري أنيس فاخوري، وتلعب بطولته الإعلامية دينا فاخوري والممثل علاء علاء الدين، ينقل القصة الحقيقية للرئيس الراحل التي تتضمن أهم مراحل حياته منذ لحظة ولادته وترعرعه طفلا في مدينة صيدا (مسقط رأسه)، إلى حين «استشهاده» في 14 فبراير (شباط) من عام 2005، وستحمل هذه الواقعة الأليمة المشهد الأخير للمسلسل حيث تكتب كلمة النهاية.
ويقول كاتب العمل شكري أنيس فاخوري في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «هو عمل لا يشبه غيره لأنه يتناول شخصا غير عادي، كان يلاقيه إمبراطور اليابان شخصيا عند أول درجة من سلم الطائرة التي تحطّ به في تلك البلاد، وكان يتصّل بالرئيس الفرنسي شيراك قائلا له (جاك أنا واصل لعندك)، ويقول للرئيس الأميركي بوش (في أي ساعة تريد أن نلتقي معا؟) دون أي كلفة تذكر. فهذا الشخص بغضّ النظر عمن كان يحبّه أو العكس ترك أثره الكبير في الناس ولا يمكن نسيانه».
وحسب ما ذكر لنا كاتب المسلسل، فإن الفكرة لا تعود له، بل هناك من أوعز إليه بكتابتها على طريقته بعدما تمّ تزويده بالأخبار والمادة اللازمتين.
ويتكتّم شكري أنيس فاخوري عن المعلومات كي لا يفقد هذا العمل وهجه قبل عرضه ويقول في سياق حديثه: «لا أستطيع أن أصرح بالكثير ولكني أعدكم بأنكم ستعرفون كل شيء في حينه، من خلال مؤتمر صحافي سيعقد لإطلاق هذا العمل».
وأشار فاخوري إلى أن العمل يصبّ في خانة القصّة الحقيقية وليس في تلك المعروفة بالواقعية، وشرح الأمر قائلا: «عندما نكتب قصّة واقعية فإننا نستوحيها من الواقع ونمزجها مع الخيال، أما القصة الحقيقية فهي ترتكز على معلومات موثّقة ومؤرّخة كونها تحكي (بيوغرافيا) شخص معيّن». وعن متطلبات كتابة هذا النوع من الأعمال يقول: «هي أعمال تتطلّب البحث واستقصاء المعلومات والأمانة في نقلهما. وكل ما ننقله على الورق يكون من خلفية حقيقية، تترك لقلم الكاتب مساحة صغيرة من الخيال، حتى يستطيع ترجمتها بطريقة سلسة فلا تكون مجرّد كلام». ويعطي الكاتب مثلا عن ذلك ويقول: «هناك مثلا واقعة حصلت مع الرئيس الراحل عندما كان متوجّها لممارسة هواية الصيد. فقد قال لي أحدهم إنه التقى بالرئيس الراحل أثناء ذلك وتعرّف إليه وإنه (أي الرئيس) كان يحب هذه الهواية. فصحيح أنني التزمت بمسارها، إلا أنني اضطررت أن أترك لقلمي العنان لأن أحدا لن ينقل لك واقعة ما بحذافيرها، فينقصها دائما بعض الخيال لتصبح جميلة».
لا يخاف الكاتب شكري أنيس فاخوري من هذه التجربة كما قال، فهو مسلّح بالحقيقة وبرضا أصحاب العلاقة ولا سيما آل الحريري، وإلا لما استطاع أن يقوم بهذه المهمّة. وعمّا إذا هو ينتظر رد فعل عكسيا إثر عرض المسلسل، تماما كما حصل بعد عرض مسلسلات مشابهة تناولت قصص حياة فنانين معروفين أمثال صباح وسعاد حسني وعبد الحليم حافظ وأسمهان وغيرهم أجاب: «هي قصّة جميلة سيستمتع المشاهد بمتابعتها». وعن سبب تعلّق الناس حسب رأيه بالقصص الحقيقية أكثر من غيرها، حتى إنهم يفضّلون تلك الموقّعة بعبارة، أجاب: «لطالما جذبت القصص الحقيقية الناس، لأنهم يجدون فيها تفاصيل لا يعرفونها وتلامسهم عن قرب، فيستمتعون بمشاهدتها».
ويشير الكاتب اللبناني الذي سبق وكتب عدة مسلسلات ناجحة، وكان أول من أغرى المشاهد بمتابعة المسلسلات اللبنانية الطويلة من خلال «العاصفة تهبّ مرّتين»، أنه لم يعد إليه اختيار المخرج نديم مهنا، بل إن هذا الأخير هو الذي اتصّل به معربا عن رغبته في التعاون معه. وعن أبطال المسلسل قال: «طبعا لقد كان لي رأي في هذا الموضوع، والبطلان ديانا فاخوري وعلاء علاء الدين، جسّدا الشخصيتين المطلوبتين منهما بجدارة».
والمعروف أن الإعلامية ومذيعة نشرات الأخبار في قناة «إم تي في» اللبنانية ديانا فاخوري، سيشكّل هذا العمل باكورة أعمالها في مجال التمثيل، وستجسدّ فيه شخصية السيدة نازك الحريري. فيما سيتقمّص وبشكل رائع الممثل علاء علاء الدين شخصية الرئيس الراحل رفيق الحريري.
أما موعد عرض المسلسل كما ذكر لنا الكاتب فهو لم يحدد بعد، ورغم أنه تلكّأ في أجابته عن اسم القناة التي ستباشر في ذلك فور الانتهاء من عملية المونتاج مرددا كلمة «لا أعلم»، فإنه يبدو أن قناة «المستقبل» هي التي ستحوز على هذه الفرصة.
وأشار شكري أنيس فاخوري الكاتب الذي ما زال متمسّكا بالورقة والقلم عند كتابة أعماله بعيدا عن وسائل التكنولوجيا الحديثة، بأن المسلسل سيلقي الضوء على جوانب عدة من شخصية الرئيس الراحل، وسينقل مراحل انخراطه في العمل السياسي وكيف بدأ حياته المهنية وتنقّل بين بلدان عدة لإنجاحها. كما ستتضمن اهتماماته الشخصية والسياسية ومرحلة اتفاق الطائف وغيرها من التفاصيل التي تهمّ المشاهد. أما مواقع التصوير التي اختارها المخرج في لبنان فقد حصدت مدينة صيدا قسما منها، كونها مسقط رأس الرئيس رفيق الحريري حيث أمضى فيها لحظات جميلة من طفولته.



هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
TT

هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز

يعتمد الموسيقار المصري هشام خرما طريقة موحّدة لتأليف موسيقاه، تقتضي البحث في تفاصيل الموضوعات للخروج بـ«ثيمات» موسيقية مميزة. وهو يعتزّ بكونه أول موسيقار عربي يضع موسيقى خاصة لبطولة العالم للجمباز، حيث عُزفت مقطوعاته في حفل الافتتاح في القاهرة أخيراً.
يكشف خرما تفاصيل تأليف مقطوعاته الموسيقية التي عُزفت في البطولة، إلى جانب الموسيقى التصويرية لفيلم «يوم 13» المعروض حالياً في الصالات المصرية، فيعبّر عن فخره لاختياره تمثيل مصر بتقديم موسيقى حفلِ بطولة تشارك فيها 40 دولة من العالم، ويوضح: «أمر ممتع أن تقدّم موسيقى بشكل إبداعي في مجالات أخرى غير المتعارف عليها، وشعور جديد حين تجد متلقين جدداً يستمعون لموسيقاك».
ويشير الموسيقار المصري إلى أنه وضع «ثيمة» خاصة تتماشى مع روح لعبة الجمباز: «أردتها ممزوجة بموسيقى حماسية تُظهر بصمتنا المصرية. عُزفت هذه الموسيقى في بداية العرض ونهايته، مع تغييرات في توزيعها».
ويؤكد أنّ «العمل على تأليف موسيقى خاصة للعبة الجمباز كان مثيراً، إذ تعرّفتُ على تفاصيل اللعبة لأستلهم المقطوعات المناسبة، على غرار ما يحدث في الدراما، حيث أشاهد مشهداً درامياً لتأليف موسيقاه».
ويتابع أنّ هناك فارقاً بين وضع موسيقى تصويرية لعمل درامي وموسيقى للعبة رياضية، إذ لا بدّ أن تتضمن الأخيرة، «مقطوعات موسيقية حماسية، وهنا أيضاً تجب مشاهدة الألعاب وتأليف الموسيقى في أثناء مشاهدتها».
وفي إطار الدراما، يعرب عن اعتزازه بالمشاركة في وضع موسيقى أول فيلم رعب مجسم في السينما المصرية، فيقول: «خلال العمل على الفيلم، أيقنتُ أنّ الموسيقى لا بد أن تكون مجسمة مثل الصورة، لذلك قدّمناها بتقنية (Dolby Atmos) لمنح المُشاهد تجربة محيطية مجسمة داخل الصالات تجعله يشعر بأنه يعيش مع الأبطال داخل القصر، حيث جرى التصوير. استعنتُ بالآلات الوترية، خصوصاً الكمان والتشيللو، وأضفتُ البيانو، مع مؤثرات صوتية لجعل الموسيقى تواكب الأحداث وتخلق التوتر المطلوب في كل مشهد».
يشرح خرما طريقته في التأليف الموسيقي الخاص بالأعمال الدرامية: «أعقدُ جلسة مبدئية مع المخرج قبل بدء العمل على أي مشروع درامي؛ لأفهم رؤيته الإخراجية والخطوط العريضة لاتجاهات الموسيقى داخل عمله، فأوازن بين الأشكال التي سيمر بها العمل من أكشن ورومانسي وكوميدي. عقب ذلك أضع استراتيجية خاصة بي من خلال اختيار الأصوات والآلات الموسيقية والتوزيعات. مع الانتهاء المبدئي من (الثيمة) الموسيقية، أعقد جلسة عمل أخرى مع المخرج نناقش فيها ما توصلت إليه».
ويرى أنّ الجمهور المصري والعربي أصبح متعطشاً للاستمتاع وحضور حفلات موسيقية: «قبل بدء تقديمي الحفلات الموسيقية، كنت أخشى ضعف الحضور الجماهيري، لكنني لمستُ التعطّش لها، خصوصاً أن هناك فئة عريضة من الجمهور تحب الموسيقى الحية وتعيشها. وبما أننا في عصر سريع ومزدحم، باتت الساعات التي يقضيها الجمهور في حفلات الموسيقى بمثابة راحة يبتعد فيها عن الصخب».
وأبدى خرما إعجابه بالموسيقى التصويرية لمسلسلَي «الهرشة السابعة» لخالد الكمار، و«جعفر العمدة» لخالد حماد، اللذين عُرضا أخيراً في رمضان.