واشنطن: طهران انتهكت قرارات أممية بتجربة صاروخ باليستي

مجلس صيانة الدستور يصادق على الاتفاق النووي

واشنطن: طهران انتهكت قرارات أممية بتجربة صاروخ باليستي
TT

واشنطن: طهران انتهكت قرارات أممية بتجربة صاروخ باليستي

واشنطن: طهران انتهكت قرارات أممية بتجربة صاروخ باليستي

صادق مجلس صيانة الدستور الإيراني، أمس، على مشروع قانون يوافق بموجبه على الاتفاقية النووية التي توصلت إليها طهران مع القوى العالمية الست، مفسحًا بذلك المجال أمام الحكومة لتنفيذ بنودها.
وأقر البرلمان الإيراني مشروع القانون الثلاثاء الماضي بأغلبية كبيرة في انتصار يحسب لحكومة الرئيس حسن روحاني على المحافظين المعارضين للاتفاقية التي أبرمت في 14 يوليو (تموز) الماضي والمعروفة بخطة العمل المشتركة الشاملة.
ويتولى المجلس الذي يتألف من ستة علماء دين يعينهم الزعيم الأعلى للجمهورية الإيرانية وستة محامين ينتخبهم البرلمان، التأكد من أن مشاريع القوانين لا تتعارض مع أحكام الشريعة والدستور الإيراني. وفي واشنطن، قالت وزارة الخارجية الأميركية، أول من أمس، إن تجربة إيران صاروخًا باليستيًا جديدًا التي جرت يوم الأحد الماضي تنتهك فيما يبدو قرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، وإن واشنطن ستناقش الحادث في الأمم المتحدة.
وكانت إيران قد أجرت تجربة على صاروخ باليستي موجه بدقة، يوم الأحد الماضي، في تحدٍ لحظر تفرضه الأمم المتحدة، وهو مؤشر على تقدم في المحاولات الإيرانية لتحسين دقة ترسانتها من الصواريخ.
وفي خطوة غير مسبوقة، نشرت «وكالة الأنباء الإيرانية» الرسمية للمرة الأولى صورًا لمجموعة من الصواريخ الباليستية مخبأة في نفق محفور في جبل ما في منطقة غير معروفة في إيران. وأظهرت الصور شاحنات عملاقة تحملها في موقع يبدو عسكريًا، نظرًا لطبيعة جغرافيته وتنظيم خزن هذه الصواريخ.
وتملك طهران أحد أكبر برامج الصواريخ في الشرق الأوسط رغم حظر السلاح الذي تفرضه عليها الأمم المتحدة، لكن فاعليته المحتملة كانت محدودة بسبب ضعف دقة إصابة الهدف.
وعرض التلفزيون الرسمي لقطات لما يبدو أنه إطلاق ناجح للصاروخ الجديد، الذي أطلقت عليه اسم «عماد»، والذي سيكون أول صاروخ إيراني موجه بدقة بمدى قادر على ضرب إسرائيل. وقال وزير الدفاع الإيراني، حسين دهقان، إن «الصاروخ (عماد) قادر على ضرب أهداف بدرجة عالية من الدقة وتدميرها بالكامل.. هذا يزيد كثيرا من قدرة إيران على الردع». ويمنع مجلس الأمن الدولي القوى الأجنبية من مساعدة إيران في تطوير برنامجها الصاروخي بأي شكل من الأشكال، وهو حظر سيظل ساريًا بموجب الاتفاق النووي الموقع في 14 يوليو. كما تمنع الأمم المتحدة إيران من القيام بأي أنشطة مرتبطة بالصواريخ الباليستية التي يمكن أن تحمل رؤوسًا نووية، وهو ما ينطبق على الصاروخ «عماد»، لكنّ مسؤولين إيرانيين كانوا قد وعدوا بتجاهل الحظر. وأوضح دهقان «نحن لا نطلب من أحد إذنا لتعزيز دفاعاتنا وقدراتنا الصاروخية». وأضاف: «قيادتنا وقواتنا المسلحة تصر على تعزيز قوتنا، وهذا لنشر السلام والاستقرار في المنطقة. ليست هناك أي نية عدوانية أو تهديدات في هذه الخطوة».
وتشعر إيران بالقلق من احتمال توجيه إسرائيل ضربة استباقية لمواقعها النووية. في المقابل، تشكك إسرائيل في قدرة الاتفاق النووي الذي أبرمته إيران مع القوى العالمية على منع طهران من تصنيع قنبلة نووية. وكان البرلمان الإيراني وافق أول من أمس على مسودة قانون يقر تنفيذ الاتفاق النووي مع القوى العالمية، في ما يعتبر انتصارًا للحكومة في مواجهة المتشددين الذين يخشون أن يفتح الاتفاق الباب أمام تقارب أوسع نطاقًا مع الغرب. وحصل المشروع فی التصویت النهائي على موافقة 161 نائبًا، مقابل رفض 59 وامتناع 13.
وأجبر محمد جواد ظریف، وزیر الخارجیة الإيراني، ومساعده، مجيد تخت روانجي، على مغادرة جلسة البرلمان قبل إعلان نتيجة التصويت، وذلك بعد هتافات ومشادات كلامية بين النواب المعارضين والمؤيدين للمشروع تحولت إلى اشتباك بالأيدي، وفقًا لوكالة «إسنا».
وأوضح رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية علي أكبر صالحي أن تحرك إيران «على الأرض» لتنفيذ الاتفاق النووي بحاجة إلى شهرين، مشيرًا إلى أن الرئيس الإيراني، حسن روحاني، هو من يقرر زمن تطبيق الاتفاق.
وتؤكد خطة العمل التي صادق عليها البرلمان الإيراني أن أساس تنفيذ الاتفاق النووي يقوم على التعاون والاحترام المتقابل، بينما يحق للمجلس الأعلى للأمن القومي إعادة النظر في تنفيذه عند أي تحرك يهدف إلى الضغط أو التهديد على طهران. كما يلزم المشروع الحكومة الإيرانية بالتدقيق في رفع العقوبات وتطبيق ما ينص عليه الاتفاق واتخاذ التدابير اللازمة ومتابعة التفاصيل التي ينص عليها الاتفاق النووي.



رئيس وكالة إغاثية: تخفيض التمويل لأفغانستان هو أكبر تهديد يضر بمساعدة النساء

الأمين العام لـ«المجلس النرويجي للاجئين» يان إيغلاند يستمع سؤالاً خلال مقابلة مع وكالة «أسوشييتد برس» في كابل بأفغانستان يوم 8 يناير 2023 (أ.ب)
الأمين العام لـ«المجلس النرويجي للاجئين» يان إيغلاند يستمع سؤالاً خلال مقابلة مع وكالة «أسوشييتد برس» في كابل بأفغانستان يوم 8 يناير 2023 (أ.ب)
TT

رئيس وكالة إغاثية: تخفيض التمويل لأفغانستان هو أكبر تهديد يضر بمساعدة النساء

الأمين العام لـ«المجلس النرويجي للاجئين» يان إيغلاند يستمع سؤالاً خلال مقابلة مع وكالة «أسوشييتد برس» في كابل بأفغانستان يوم 8 يناير 2023 (أ.ب)
الأمين العام لـ«المجلس النرويجي للاجئين» يان إيغلاند يستمع سؤالاً خلال مقابلة مع وكالة «أسوشييتد برس» في كابل بأفغانستان يوم 8 يناير 2023 (أ.ب)

حذر رئيس إحدى وكالات الإغاثة الكبرى، الأحد، بأن تخفيض التمويل المخصص لأفغانستان يمثل التهديد الأكبر المُضِرّ بمساعدة النساء في البلاد.

أفغانيات في معهد للتطريز (متداولة)

وصرَّح يان إيغلاند، الأمين العام لـ«المجلس النرويجي للاجئين»، بأن النساء والفتيات يتحملن العبء الأكبر نتيجة التراجع في الدعم المالي للمنظمات غير الحكومية والمساعدات الإنسانية الموجهة إلى أفغانستان، وفق تقرير من وكالة «أسوشييتد برس».

أفغانيات يتظاهرن بسبب حرمانهن من حق التوظيف (أرشيفية - متداولة)

وفي عام 2022، قدَّم «المجلس النرويجي للاجئين» المساعدة إلى 772 ألفاً و484 أفغانياً، لكن هذا العدد انخفض إلى 491 ألفاً و435 في عام 2023، وفي العام الماضي قدمت الوكالة المساعدة إلى 216 ألفاً و501 شخص؛ نصفهم من النساء.

مقاتلون من «طالبان» يقفون حراساً في كابل يوم 26 ديسمبر 2022 (أ.ب)

وقال إيغلاند، الذي أجرى زيارات عدة إلى أفغانستان منذ عام 2021: «نشهد تراجع كثير من المنظمات عن برامجها وتقليص عدد موظفيها خلال العامين الماضيين. أكبر تهديد للبرامج التي تساعد النساء الأفغانيات هو تخفيض التمويل، وأكبر تهديد لمستقبل النساء الأفغانيات هو غياب التعليم».

فتيات بالمدرسة خلال اليوم الأول من العام الدراسي الجديد في كابل بأفغانستان يوم 25 مارس 2023 (أ.ب)

وأدى استيلاء حركة «طالبان» الأفغانية على السلطة في أغسطس (آب) 2021 إلى دفع ملايين الأشخاص إلى الفقر والجوع بعد توقف المساعدات الخارجية بشكل شبه كامل.

وأدت العقوبات المفروضة على الحكام الجدد في كابل، ووقف التحويلات البنكية، وتجميد مليارات الدولارات من احتياطات العملة الأفغانية، إلى قطع الوصول إلى المؤسسات العالمية والتمويل الخارجي الذي كان يدعم الاقتصاد المعتمد على المساعدات قبل انسحاب القوات الأميركية وقوات «حلف شمال الأطلسي (ناتو)».

أفغانيات في طابور للمساعدات الإنسانية بالعاصمة كابل (أ.ب)

وكانت الأمم المتحدة وغيرها من المنظمات قد حثت المجتمع الدولي على مواصلة دعم هذا البلد المنكوب، وساعدت منظمات، مثل «المجلس النرويجي للاجئين»، في استمرار توفير الخدمات العامة من خلال برامج التعليم والرعاية الصحية؛ بما في ذلك التغذية والتطعيم.

أفغانية تغادر مدرسة تحت الأرض في كابل يوم 30 يوليو 2022 (أ.ب)

لكن النساء والفتيات يواجهن مزيداً من العقبات في الوصول إلى الرعاية الصحية والتعليم؛ بسبب القيود التي تفرضها السلطات والنقص المستمر في وجود العاملات بمجال الرعاية الصحية، وهي مشكلة تفاقمت بسبب قرارات «طالبان». وقال إيغلاند إن النساء والفتيات الأفغانيات لم يَنسَين وعود قادة العالم بأن «التعليم وحقوق الإنسان» سيكونان «أولوية قصوى».

وأضاف، في مقابلة أجراها عبر الهاتف مع وكالة «أسوشييتد برس» الأميركية، من مقاطعة هيرات الغربية: «الآن لا يمكننا حتى تمويل برامج سبل العيش للأرامل والأمهات العازبات».

وأوضح أن المجتمع الدولي قدَّم مساعدات إنسانية في كثير من الدول رغم معارضته السياسات المحلية فيها.

لكنه أشار إلى أن معارضة سياسات «طالبان»، إلى جانب «نقص التمويل العام» للمساعدات من كثير من الدول، أديا إلى تفاقم العجز في أفغانستان.

وذكر إيغلاند أن معظم محادثاته مع مسؤولي «طالبان» خلال زيارته تركزت على ضرورة استئناف تعليم الفتيات والنساء.

واختتم قائلاً: «ما زالوا يصرون على أن ذلك سيحدث، لكن الظروف غير مواتية الآن»، لافتاً إلى أنهم يقولون إنهم «بحاجة إلى الاتفاق على ماهية هذه الظروف».

وفي سياق آخر، دعا القائم بأعمال نائب وزير الخارجية في إدارة «طالبان» كبارَ مسؤولي الحركة، التي تتولى السلطة في أفغانستان، إلى فتح مدارس للفتيات بالبلاد، وذلك في واحد من أقوى الانتقادات العلنية لسياسة الإدارة التي ساهمت في عزلها دولياً. وقال شير محمد عباس ستانيكزاي، في كلمة ألقاها مطلع هذا الأسبوع، إن القيود المفروضة على تعليم الفتيات والنساء لا تتفق مع الشريعة الإسلامية. وكان ستانيكزاي قد قاد سابقاً فريقاً من المفاوضين بالمكتب السياسي لـ«طالبان» في الدوحة قبل انسحاب القوات الأميركية من أفغانستان عام 2021. ونقلت قناة «طلوع» الأفغانية عن ستانيكزاي القول: «نطلب من قادة الإمارة الإسلامية فتح أبواب التعليم»، مستخدماً الاسم الذي أطلقته «طالبان» على إدارتها. وأضاف: «اليوم؛ من أصل 40 مليون نسمة، نرتكب ظلماً بحق 20 مليون إنسان»، في إشارة إلى عدد الإناث بأفغانستان.

وتشكل هذه التعليقات أحد أقوى الانتقادات العلنية التي يطلقها مسؤول في إدارة «طالبان» خلال السنوات القليلة الماضية بشأن إغلاق المدارس. وقالت مصادر من «طالبان» ودبلوماسيون لـ«رويترز» في وقت سابق إن زعيم الحركة، هبة الله آخوند زاده، هو الذي اتخذ القرار على الرغم من بعض الخلافات الداخلية.