البنعلي في سطور

البنعلي في سطور
TT

البنعلي في سطور

البنعلي في سطور

* البنعلي هو أبو سفيان السلمي، كما يحب أن يلقب نفسه، كما تتعدد ألقابه، ومن بينها: أبو همام الأثري، وأبو حذيفة البحريني، وهو منظر «داعش» الشرعي في الخطب والمحاضرات، كما أنه له إنتاج فكري في تأليف الكتيبات والرسائل، ولعل أبرز إنتاجه الفكري «الأقوال المهدية»، وهو بالتأكيد يتسق مع منهج تنظيم داعش، ويتحدث المؤلف عن حكم العمليات الانتحارية والرد على المخالفين في ذلك. واسمه أيضا أبو همام الأثري، وأبو حذيفة محمد بن عبد الرحمن البحريني، وأبو حزم السلفي، وأبو الحسن الأزدي، وحاتم المقبل، وأبو الفداء، وأبو ضرغام، وغيرها من الأسماء. ويقول حول ذلك في كتابه «زبالة الملل والنحل»: وليُعلم أن مسألة استخدام الكنى أو الأسماء المستعارة للتخفي عن الطغاة أو الظلمة لا شيء فيها شرعًا، فقد لزمت المعاريض والتورية لمن يسألني عن حقيقة الاسم، فكنت أقول: أنا تركي بن مبارك البنعلي، وكنيتي: أبو سفيان السلمي.
التحق تركي البنعلي بالجماعات المتطرفة في سوريا في مطلع عام 2014، حينها طفا على السطح وجود شباب بحرينيين في الجماعات المتطرفة التي تقاتل في سوريا، وتم تداول بعض الأخبار عن مقتل بحرينيين في المعارك الدائرة في سوريا، ليظهر البنعلي في يوليو (تموز) من عام 2014 وهو يخطب في العشرات من جنود «داعش» ويلقنهم عبارات البيعة لخليفة «داعش» أبو بكر البغدادي.
صعد نجم تركي البنعلي بقوة في سماء «داعش»، فقد ترأس جهاز الحسبة في تنظيم داعش بعد بسط نفوذه على أجزاء واسعة من العراق وسوريا، وقيل إن التنظيم وجّه البنعلي أو أبو سفيان السلمي، كما يلقب في كثير من الأحيان، لتجنيد العلماء، إلا أن الأكيد أن البنعلي يحتل مرتبة متقدمة في التنظيم، حيث كان مفاوضا عن «داعش» حول الرهينة الأميركية كاسيغ.
والبنعلي من (مواليد 1984) من منطقة البسيتين في مدينة المحرق، وله الكثير من الأسماء المستعارة الأخرى التي استخدمها على فترات متفرقة. وقد كشف عن معظمها بنفسه، مثل أبو همام الأثري، وأبو حذيفة محمد بن عبد الرحمن البحريني، وأبو حزم السلفي، وأبو الحسن الأزدي، وحاتم المقبل، وأبو الفداء، وأبو ضرغام، وغيرها من الأسماء. ويقول حول ذلك في كتابه زبالة الملل والنحل: وليُعلم أن مسألة استخدام الكنى أو الأسماء المستعارة للتخفي عن الطغاة أو الظلمة لا شيء فيها شرعًا (...) فقد لزمت المعاريض والتورية لمن يسألني عن حقيقة الاسم، فكنت أقول: أنا تركي بن مبارك البنعلي، وكنيتي: أبو سفيان السلمي؛ والأمر كما قلت: فهذا اسمي الذي سماني به والداي، وهذه كنيتي التي اخترتها لنفسي. ويشار هنا إلى أنني في استخدامي لتلك الكنى والأسماء لم أنتسب قط لغير والدي، وحاشا! فمرة قلت: ابن عبد الرحمن، ومرة قلت: ابن عبد العزيز؛ وكل إنسان عبد لله طوعًا أو كرهًا. ومرة قلت: البحريني؛ وأنا بحريني الولادة والنشأة، ومرة قلت: الأثري؛ وأنا من مدرسة الأثر المهتمة بآثار الصحابة والتابعين ومن بعدهم. ومرة قلت: حاتم المقبل؛ ومقبل جدي الأكبر، وهو فخذ من الأفخاذ العريقة في قبيلة البنعلي.



الحوثيون يكثفون انتهاكاتهم بحق الأكاديميين في الجامعات

فعالية حوثية داخل جامعة صنعاء تضامناً مع «حزب الله» (إعلام حوثي)
فعالية حوثية داخل جامعة صنعاء تضامناً مع «حزب الله» (إعلام حوثي)
TT

الحوثيون يكثفون انتهاكاتهم بحق الأكاديميين في الجامعات

فعالية حوثية داخل جامعة صنعاء تضامناً مع «حزب الله» (إعلام حوثي)
فعالية حوثية داخل جامعة صنعاء تضامناً مع «حزب الله» (إعلام حوثي)

كثّفت الجماعة الحوثية استهدافها مدرسي الجامعات والأكاديميين المقيمين في مناطق سيطرتها بحملات جديدة، وألزمتهم بحضور دورات تعبوية وزيارات أضرحة القتلى من قادتها، والمشاركة في وقفات تنظمها ضد الغرب وإسرائيل، بالتزامن مع الكشف عن انتهاكات خطيرة طالتهم خلال فترة الانقلاب والحرب، ومساعٍ حثيثة لكثير منهم إلى الهجرة.

وذكرت مصادر أكاديمية في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن مدرسي الجامعات العامة والخاصة والموظفين في تلك الجامعات يخضعون خلال الأسابيع الماضية لممارسات متنوعة؛ يُجبرون خلالها على المشاركة في أنشطة خاصة بالجماعة على حساب مهامهم الأكاديمية والتدريس، وتحت مبرر مواجهة ما تسميه «العدوان الغربي والإسرائيلي»، ومناصرة فلسطينيي غزة.

وتُلوّح الجماعة بمعاقبة مَن يتهرّب أو يتخلّف من الأكاديميين في الجامعات العمومية، عن المشاركة في تلك الفعاليات بالفصل من وظائفهم، وإيقاف مستحقاتهم المالية، في حين يتم تهديد الجامعات الخاصة بإجراءات عقابية مختلفة، منها الغرامات والإغلاق، في حال عدم مشاركة مدرسيها وموظفيها في تلك الفعاليات.

أكاديميون في جامعة صنعاء يشاركون في تدريبات عسكرية أخضعهم لها الحوثيون (إعلام حوثي)

وتأتي هذه الإجراءات متزامنة مع إجراءات شبيهة يتعرّض لها الطلاب الذين يجبرون على حضور دورات تدريبية قتالية، والمشاركة في عروض عسكرية ضمن مساعي الجماعة لاستغلال الحرب الإسرائيلية على غزة لتجنيد مقاتلين تابعين لها.

انتهاكات مروّعة

وكان تقرير حقوقي قد كشف عن «انتهاكات خطيرة» طالت عشرات الأكاديميين والمعلمين اليمنيين خلال الأعوام العشرة الماضية.

وأوضح التقرير الذي أصدرته «بوابة التقاضي الاستراتيجي»، التابعة للمجلس العربي، بالتعاون مع الهيئة الوطنية للأسرى والمختطفين، قبل أسبوع تقريباً، وغطّي الفترة من مايو (أيار) 2015، وحتى أغسطس (آب) الماضي، أن 1304 وقائع انتهاك طالت الأكاديميين والمعلمين في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية التي اتهمها باختطافهم وتعقبهم، ضمن ما سمّاها بـ«سياسة تستهدف القضاء على الفئات المؤثرة في المجتمع اليمني وتعطيل العملية التعليمية».

أنشطة الجماعة الحوثية في الجامعات طغت على الأنشطة الأكاديمية والعلمية (إكس)

ووثّق التقرير حالتي وفاة تحت التعذيب في سجون الجماعة، وأكثر من 20 حالة إخفاء قسري، منوهاً بأن من بين المستهدفين وزراء ومستشارين حكوميين ونقابيين ورؤساء جامعات، ومرجعيات علمية وثقافية ذات تأثير كبير في المجتمع اليمني.

وتضمن التقرير تحليلاً قانونياً لمجموعة من الوثائق، بما في ذلك تفاصيل جلسات التحقيق ووقائع التعذيب.

ووفق تصنيف التقرير للانتهاكات، فإن الجماعة الحوثية نفّذت 1046 حالة اختطاف بحق مؤثرين، وعرضت 124 منهم للتعذيب، وأخضعت اثنين من الأكاديميين و26 من المعلمين لمحاكمات سياسية.

وتشمل الانتهاكات التي رصدها التقرير، الاعتقال التعسفي والإخفاء القسري والتعذيب الجسدي والنفسي والمحاكمات الصورية وأحكام الإعدام.

عشرات الأكاديميين لجأوا إلى طلب الهجرة بسبب سياسات الإقصاء الحوثية وقطع الرواتب (إكس)

وسبق أن كشف تقرير تحليلي لأوضاع الأكاديميين اليمنيين عن زيادة في طلبات العلماء والباحثين الجامعيين للهجرة خارج البلاد، بعد تدهور الظروف المعيشية، واستمرار توقف رواتبهم، والانتهاكات التي تطال الحرية الأكاديمية.

وطبقاً للتقرير الصادر عن معهد التعليم الدولي، ارتفعت أعداد الطلبات المقدمة من باحثين وأكاديميين يمنيين لصندوق إنقاذ العلماء، في حين تجري محاولات لاستكشاف الطرق التي يمكن لقطاع التعليم الدولي من خلالها مساعدة وتغيير حياة من تبقى منهم في البلاد إلى الأفضل.

إقبال على الهجرة

يؤكد المعهد الدولي أن اليمن كان مصدر غالبية الطلبات التي تلقّاها صندوق إنقاذ العلماء في السنوات الخمس الماضية، وتم دعم أكثر من ثلثي العلماء اليمنيين داخل المنطقة العربية وفي الدول المجاورة، بمنحة قدرها 25 ألف دولار لتسهيل وظائف مؤقتة.

قادة حوثيون يتجولون في جامعة صنعاء (إعلام حوثي)

لكن تحديات التنقل المتعلقة بالتأشيرات وتكلفة المعيشة والاختلافات اللغوية الأكاديمية والثقافية تحد من منح الفرص للأكاديميين اليمنيين في أميركا الشمالية وأوروبا، مقابل توفر هذه الفرص في مصر والأردن وشمال العراق، وهو ما يفضله كثير منهم؛ لأن ذلك يسمح لهم بالبقاء قريباً من عائلاتهم وأقاربهم.

وخلص التقرير إلى أن العمل الأكاديمي والبحثي داخل البلاد «يواجه عراقيل سياسية وتقييداً للحريات ونقصاً في الوصول إلى الإنترنت، ما يجعلهم يعيشون فيما يُشبه العزلة».

وأبدى أكاديمي في جامعة صنعاء رغبته في البحث عن منافذ أخرى قائمة ومستمرة، خصوصاً مع انقطاع الرواتب وضآلة ما يتلقاه الأستاذ الجامعي من مبالغ، منها أجور ساعات تدريس محاضرات لا تفي بالاحتياجات الأساسية، فضلاً عن ارتفاع الإيجارات.

إجبار الأكاديميين اليمنيين على المشاركة في الأنشطة الحوثية تسبب في تراجع العملية التعليمية (إكس)

وقال الأكاديمي الذي طلب من «الشرق الأوسط» التحفظ على بياناته خوفاً على سلامته، إن الهجرة ليست غاية بقدر ما هي بحث عن وظيفة أكاديمية بديلة للوضع المأساوي المعاش.

ويقدر الأكاديمي أن تأثير هذه الأوضاع أدّى إلى تدهور العملية التعليمية في الجامعات اليمنية بنسبة تتجاوز نصف الأداء في بعض الأقسام العلمية، وثلثه في أقسام أخرى، ما أتاح المجال لإحلال كوادر غير مؤهلة تأهيلاً عالياً، وتتبع الجماعة الحوثية التي لم تتوقف مساعيها الحثيثة للهيمنة على الجامعات ومصادرة قرارها، وصياغة محتوى مناهجها وفقاً لرؤية أحادية، خصوصاً في العلوم الاجتماعية والإنسانية.

وفي حين فقدت جامعة صنعاء -على سبيل المثال- دورها التنويري في المجتمع، ومكانتها بصفتها مؤسسة تعليمية، تُشجع على النقد والتفكير العقلاني، تحسّر الأكاديمي اليمني لغياب مساعي المنظمات الدولية في تبني حلول لأعضاء هيئة التدريس، سواء في استيعابهم في مجالات أو مشروعات علمية، متمنياً ألا يكون تخصيص المساعدات لمواجهة المتطلبات الحياتية للأكاديميين غير مشروط أو مجاني، وبما لا يمس كرامتهم.