بارزاني يبحث مع مبعوث أوباما إلى التحالف الدولي التدخل الروسي في سوريا

«داعش» يفخخ منارة الحدباء في الموصل تمهيدًا لتفجيرها

رئيس إقليم كردستان العراق مسعود بارزاني (رويترز)
رئيس إقليم كردستان العراق مسعود بارزاني (رويترز)
TT

بارزاني يبحث مع مبعوث أوباما إلى التحالف الدولي التدخل الروسي في سوريا

رئيس إقليم كردستان العراق مسعود بارزاني (رويترز)
رئيس إقليم كردستان العراق مسعود بارزاني (رويترز)

بحث رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني أمس مع جون آلن الممثل الخاص للرئيس الأميركي باراك أوباما في التحالف الدولي ضد «داعش» آخر تطورات الحرب ضد التنظيم خاصة بعد التدخل الروسي في سوريا، وعبر المبعوث الأميركي عن قلقه من تصاعد وتيرة الأحداث وتعمقها في المنطقة بعد الضربات الروسية، مؤكدا مخاوفه من بدء موجة جديدة من النزوح إثر ذلك.
وقال المستشار الإعلامي في مكتب رئيس الإقليم، كفاح محمود، لـ«الشرق الأوسط»: «أبدى الجنرال جون آلن أثناء لقائه رئيس الإقليم مسعود بارزاني مخاوفه من تعقيد الوضع في سوريا بعد التدخل الروسي، وأكد على ضرورة التنسيق بين كل الذين يحاربون (داعش)، والتوصل إلى عمل مشترك بين كل هذه القوى»، مضيفا أن مبعوث الرئيس أوباما «جدد موقف واشنطن من الوقوف مع إقليم كردستان دائما وتحت كل الظروف، وأن الولايات المتحدة الأميركية لن تتخلى عن الإقليم وأمنه».
من ناحية ثانية، تواصل وزارة البيشمركة العمل من أجل تزويد مقاتليها بالتجهيزات الخاصة بالوقاية من الأسلحة الكيماوية، وذلك بعد تعرض قواتها لعدد من الهجمات بهذه الأسلحة خلال الأشهر الماضية من قبل مسلحي «داعش» حيث أكد خبراء في التحالف الدولي في وقت سابق تعرض البيشمركة لهجمات بغاز الخردل شنها مسلحو «داعش».
وبين اللواء صلاح فيلي، المسؤول في وزارة البيشمركة أن الوزارة «طلبت عدة مرات من التحالف الدولي تزويدها بتجهيزات خاصة بالوقاية من الهجمات الكيماوية، ودورات تدريبية حول كيفية التعامل مع هذه الهجمات، والتحالف الدولي دائما يعد بتوفيرها لكن تطبيق تلك الوعود يكون دائما متأخرا وصعبا، لذا لم تصل حتى الآن أي تجهيزات خاصة بذلك، فيما فتحت بعض المنظمات الدولية دورات تدريبية خاصة لتوعية البيشمركة حول كيفية التعامل مع الهجمات الكيماوية، بالإضافة إلى الدورات التي فتحها عدد من المتطوعين الأجانب الذين انضموا إلى صفوف البيشمركة».
من جانبها ذكرت مصادر كردية أمس أن تنظيم داعش أبلغ سكان عدد من الأحياء الواقعة في الجانب الأيسر من مدينة الموصل بإخلائها من أجل بدء تفخيخها، بينما فخخ التنظيم أمس منارة الحدباء التاريخية التي تقع في الجانب الأيمن من المدينة وأبلغ الأهالي أنه سيفجرها قريبا. وقال مسؤول إعلام الفرع الرابع عشر للحزب الديمقراطي الكردستاني في الموصل، سعيد مموزيني: «أبلغ مسلحو داعش أمس سكان أحياء التحرير والبكر والرشيد في الجانب الأيسر من مدينة الموصل التي تحاذي مناطق إقليم كردستان بإخلاء أحيائهم فورا، وبحسب معلوماتنا التنظيم يريد تفخيخ هذه المناطق بالكامل لأنها تقع بالقرب من إقليم كردستان والمناطق الخاضعة لسيطرة قوات البيشمركة للحؤول دون تقدم البيشمركة أثناء شن الهجوم لتحرير الموصل».
من جهته كشف مسؤول إعلام مركز تنظيمات الاتحاد الوطني الكردستاني، في محافظة نينوى، غياث سورجي، أن التنظيم فخخ منارة الحدباء التاريخية في مدينة الموصل استعدادا لتفجيرها. وقال سورجي: «أبلغ مسلحو داعش من خلال مكبرات الصوت أهالي الموصل بالتجمع بالقرب من منارة الحدباء التاريخية التي تقع داخل سور جامع الموصل الكبير في الجانب الأيمن في المدينة لغرض تفجيرها، لكن عددا كبيرا من الأهالي رفضوا فيما قاد التنظيم بالقوة مجموعة منهم إلى منطقة المنارة، وبحسب معلومات لم يفجر داعش حتى الآن هذه المنارة، لكنه فخخها منذ يومين».



بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
TT

بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)

على الرغم من ابتلاع مياه البحر نحو 500 مهاجر من القرن الأفريقي باتجاه السواحل اليمنية، أظهرت بيانات أممية حديثة وصول آلاف المهاجرين شهرياً، غير آبهين لما يتعرضون له من مخاطر في البحر أو استغلال وسوء معاملة عند وصولهم.

ووسط دعوات أممية لزيادة تمويل رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي، أفادت بيانات المنظمة الدولية بأن ضحايا الهجرة غير الشرعية بلغوا أكثر من 500 شخص لقوا حتفهم في رحلات الموت بين سواحل جيبوتي والسواحل اليمنية خلال العام الحالي، حيث يعد اليمن نقطة عبور رئيسية لمهاجري دول القرن الأفريقي، خاصة من إثيوبيا والصومال، الذين يسعون غالباً إلى الانتقال إلى دول الخليج.

وذكرت منظمة الهجرة الدولية أنها ساعدت ما يقرب من 5 آلاف مهاجر عالق في اليمن على العودة إلى بلدانهم في القرن الأفريقي منذ بداية العام الحالي، وقالت إن 462 مهاجراً لقوا حتفهم أو فُقدوا خلال رحلتهم بين اليمن وجيبوتي، كما تم توثيق 90 حالة وفاة أخرى للمهاجرين على الطريق الشرقي في سواحل محافظة شبوة منذ بداية العام، وأكدت أن حالات كثيرة قد تظل مفقودة وغير موثقة.

المهاجرون الأفارقة عرضة للإساءة والاستغلال والعنف القائم على النوع الاجتماعي (الأمم المتحدة)

ورأت المنظمة في عودة 4.800 مهاجر تقطعت بهم السبل في اليمن فرصة لتوفير بداية جديدة لإعادة بناء حياتهم بعد تحمل ظروف صعبة للغاية. وبينت أنها استأجرت لهذا الغرض 30 رحلة طيران ضمن برنامج العودة الإنسانية الطوعية، بما في ذلك رحلة واحدة في 5 ديسمبر (كانون الأول) الحالي من عدن، والتي نقلت 175 مهاجراً إلى إثيوبيا.

العودة الطوعية

مع تأكيد منظمة الهجرة الدولية أنها تعمل على توسيع نطاق برنامج العودة الإنسانية الطوعية من اليمن، مما يوفر للمهاجرين العالقين مساراً آمناً وكريماً للعودة إلى ديارهم، ذكرت أن أكثر من 6.300 مهاجر من القرن الأفريقي وصلوا إلى اليمن خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وهو ما يشير إلى استمرار تدفق المهاجرين رغم تلك التحديات بغرض الوصول إلى دول الخليج.

وأوضح رئيس بعثة منظمة الهجرة في اليمن، عبد الستار إيسوييف، أن المهاجرين يعانون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء والرعاية الصحية والمأوى الآمن. وقال إنه ومع الطلب المتزايد على خدمات العودة الإنسانية، فإن المنظمة بحاجة ماسة إلى التمويل لضمان استمرار هذه العمليات الأساسية دون انقطاع، وتوفير مسار آمن للمهاجرين الذين تقطعت بهم السبل في جميع أنحاء البلاد.

توقف رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي بسبب نقص التمويل (الأمم المتحدة)

ووفق مدير الهجرة الدولية، يعاني المهاجرون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء، والرعاية الصحية، والمأوى الآمن. ويضطر الكثيرون منهم إلى العيش في مأوى مؤقت، أو النوم في الطرقات، واللجوء إلى التسول من أجل البقاء على قيد الحياة.

ونبه المسؤول الأممي إلى أن هذا الضعف الشديد يجعلهم عرضة للإساءة، والاستغلال، والعنف القائم على النوع الاجتماعي. وقال إن الرحلة إلى اليمن تشكل مخاطر إضافية، حيث يقع العديد من المهاجرين ضحية للمهربين الذين يقطعون لهم وعوداً برحلة آمنة، ولكنهم غالباً ما يعرضونهم لمخاطر جسيمة. وتستمر هذه المخاطر حتى بالنسبة لأولئك الذين يحاولون مغادرة اليمن.

دعم إضافي

ذكر المسؤول في منظمة الهجرة الدولية أنه ومع اقتراب العام من نهايته، فإن المنظمة تنادي بالحصول على تمويل إضافي عاجل لدعم برنامج العودة الإنسانية الطوعية للمهاجرين في اليمن.

وقال إنه دون هذا الدعم، سيستمر آلاف المهاجرين بالعيش في ضائقة شديدة مع خيارات محدودة للعودة الآمنة، مؤكداً أن التعاون بشكل أكبر من جانب المجتمع الدولي والسلطات ضروري للاستمرار في تنفيذ هذه التدخلات المنقذة للحياة، ومنع المزيد من الخسائر في الأرواح.

الظروف البائسة تدفع بالمهاجرين الأفارقة إلى المغامرة برحلات بحرية خطرة (الأمم المتحدة)

ويقدم برنامج العودة الإنسانية الطوعية، التابع للمنظمة الدولية للهجرة، الدعم الأساسي من خلال نقاط الاستجابة للمهاجرين ومرافق الرعاية المجتمعية، والفرق المتنقلة التي تعمل على طول طرق الهجرة الرئيسية للوصول إلى أولئك في المناطق النائية وشحيحة الخدمات.

وتتراوح الخدمات بين الرعاية الصحية وتوزيع الأغذية إلى تقديم المأوى للفئات الأكثر ضعفاً، وحقائب النظافة الأساسية، والمساعدة المتخصصة في الحماية، وإجراء الإحالات إلى المنظمات الشريكة عند الحاجة.

وعلى الرغم من هذه الجهود فإن منظمة الهجرة الدولية تؤكد أنه لا تزال هناك فجوات كبيرة في الخدمات، في ظل قلة الجهات الفاعلة القادرة على الاستجابة لحجم الاحتياجات.