قاتل بن لادن: قادر على الدفاع عن نفسي

بعد تلقيه تهديدات

قاتل بن لادن: قادر على الدفاع عن نفسي
TT

قاتل بن لادن: قادر على الدفاع عن نفسي

قاتل بن لادن: قادر على الدفاع عن نفسي

بعد نشر معلومات عنه في مواقع التواصل الاجتماعي التي يديرها متطرفون، منها مكان سكنه، وخطط لقتله، ومع تبني تنظيم «داعش» مسؤولية قتله، قال روبرت أونيل، الذي ادعى بأنه كان أول من أطلق رصاصة لقتل بن لادن، بأنه قادر على الدفاع عن نفسه. وقال، يوم الأربعاء في تلفزيون «فوكس»: «أعرف كيف أدافع عن نفسي. ظللت مستعدا لمثل هذه التهديدات منذ أن قتلت بن لادن». حسب صحيفة «مونتانا ستاندارد»، يقيم أونيل في باتسيلفربو (ولاية مونتانا). وحسب تصريحات مسؤولين في الشرطة هناك، يتمتع أونيل بحماية خاصة. وكان أحد مؤيدي «داعش»، بريطاني الجنسية، نشر في الإنترنت، اسم وعنوان أونيل. ودعا الجهاديين الأميركيين لقتله. ثم انضم إليه آخرون، وأعلن واحد منهم: «نعرف أين يسكن الملعون. لننتقم منه، ولنحيي ذكرى بن لادن».
حسب موقع «سايت»، الذي يتابع نشاطات الإرهابيين في الإنترنت، تجري، منذ شهور، محادثات بين جهاديين على مواقع التواصل الاجتماعي حول أونيل. وتطوع أشخاص، ونشروا ملفا كاملا عن أونيل، وحياته، وخلفيته، ونشاطاته. وأيضا، نشروا تعليمات وإرشادات عن وسائل الوصول إليه.
ومؤخرا، ظهر هاشتاغ «ايفيل» (شرير) حيث أعاد المتطرفون نشر المعلومات الخاصة بأونيل. وأعلنت شركات تواصل اجتماعي أميركية أنها تبذل كل جهودها لعرقلة نشاطات هؤلاء المتطرفين.
جاء في رسالة الجهادي البريطاني، الذي لم ينشر اسمه الحقيقي: «أنشر هذه المعلومات عن روبرت أونيل لإخواني، ولمؤيدي منظمة القاعدة في الولايات المتحدة. هذا هو الهدف رقم واحد. تجب مطاردته، وقتله».
في العام الماضي، نشر أونيل معلومات عن قتل بن لادن، وقال فيها بأنه لعب دورا رئيسيا في القتل. وكان أحد الذين قتلوا بالرصاص بن لادن خلال غارة قوات البحرية على مقره في باكستان في عام 2011. ويبلغ أونيل من العمر 39 عاما. وكانت أخبار قالت: إنه طلق زوجته بسبب قلقه على سلامته. وكانت زوجته قالت، قبل الطلاق: «نبحث فعلا في تغيير أسماء من قتلوا بن لادن».
منذ أن قتلت القوات الأميركية بن لادن حرص الجنرالات الأميركيون على عدم الكشف عن الذين وجهوا نيران بنادقهم نحوه، بهدف عدم التمييز بين المشتركين في القتل، وبهدف عدم خلق «بطل»، يريد أوسمة ومكافآت. لكن، في عام 2014. نشرت صحيفة «واشنطن بوست» تصريحات واحد من المشتركين، روبرت أونيل، قال: إنه هو الذي قتل بن لادن مباشرة، وإنه هو الذي أطلق «الرصاصة القاتلة»، وإنه هو «البطل».
وفي الحال، هب مشتركون آخرون، وقالوا: إنهم هم الذين قتلوا بن لادن مباشرة، أو نفوا ادعاء أونيل.
في تصريحات أونيل، أقر بأن لادن تعرض لإطلاق النار من اثنين آخرين على الأقل من أعضاء الفريق منهم ماثيو بيسونيت، وهو عضو سابق في القوات الخاصة. وكان بيسونيت كتب كتابا في عام 2012 عن الهجوم الذي قتل فيه بن لادن بعنوان «ليس يوما سهلا». ولم يحدد الكتاب صاحب «الرصاصة القاتلة». في ذلك الوقت، نقل تلفزيون «إن بي سي» عن بيسونيت قوله: «شخصان مختلفان يحكيان روايتين مختلفتين لسببين مختلفين.



بولوارتي تضع البيرو في مواجهة مع حكومات المنطقة

رئيسة البيرو الجديدة دينا بولوارتي قبيل مؤتمر صحافي في ليما، في 24 يناير الحالي (أ.ب)
رئيسة البيرو الجديدة دينا بولوارتي قبيل مؤتمر صحافي في ليما، في 24 يناير الحالي (أ.ب)
TT

بولوارتي تضع البيرو في مواجهة مع حكومات المنطقة

رئيسة البيرو الجديدة دينا بولوارتي قبيل مؤتمر صحافي في ليما، في 24 يناير الحالي (أ.ب)
رئيسة البيرو الجديدة دينا بولوارتي قبيل مؤتمر صحافي في ليما، في 24 يناير الحالي (أ.ب)

بعد التدهور الأخير في الأوضاع الأمنية التي تشهدها البيرو، بسبب الأزمة السياسية العميقة التي نشأت عن عزل الرئيس السابق بيدرو كاستيو، وانسداد الأفق أمام انفراج قريب بعد أن تحولت العاصمة ليما إلى ساحة صدامات واسعة بين القوى الأمنية والجيش من جهة، وأنصار الرئيس السابق المدعومين من الطلاب من جهة أخرى، يبدو أن الحكومات اليسارية والتقدمية في المنطقة قررت فتح باب المواجهة السياسية المباشرة مع حكومة رئيسة البيرو الجديدة دينا بولوارتي، التي تصرّ على عدم تقديم موعد الانتخابات العامة، وتوجيه الاتهام للمتظاهرين بأنهم يستهدفون قلب النظام والسيطرة على الحكم بالقوة.
وبدا ذلك واضحاً في الانتقادات الشديدة التي تعرّضت لها البيرو خلال القمة الأخيرة لمجموعة بلدان أميركا اللاتينية والكاريبي، التي انعقدت هذا الأسبوع في العاصمة الأرجنتينية بوينوس آيريس، حيث شنّ رؤساء المكسيك والأرجنتين وكولومبيا وبوليفيا هجوماً مباشراً على حكومة البيرو وإجراءات القمع التي تتخذها منذ أكثر من شهر ضد المتظاهرين السلميين، والتي أدت حتى الآن إلى وقوع ما يزيد عن 50 قتيلاً ومئات الجرحى، خصوصاً في المقاطعات الجنوبية التي تسكنها غالبية من السكان الأصليين المؤيدين للرئيس السابق.
وكان أعنف هذه الانتقادات تلك التي صدرت عن رئيس تشيلي غابرييل بوريتش، البالغ من العمر 36 عاماً، والتي تسببت في أزمة بين البلدين مفتوحة على احتمالات تصعيدية مقلقة، نظراً لما يحفل به التاريخ المشترك بين البلدين المتجاورين من أزمات أدت إلى صراعات دموية وحروب دامت سنوات.
كان بوريتش قد أشار في كلمته أمام القمة إلى «أن دول المنطقة لا يمكن أن تدير وجهها حيال ما يحصل في جمهورية البيرو الشقيقة، تحت رئاسة ديما بولوارتي، حيث يخرج المواطنون في مظاهرات سلمية للمطالبة بما هو حق لهم ويتعرّضون لرصاص القوى التي يفترض أن تؤمن الحماية لهم».
وتوقّف الرئيس التشيلي طويلاً في كلمته عند ما وصفه بالتصرفات الفاضحة وغير المقبولة التي قامت بها الأجهزة الأمنية عندما اقتحمت حرم جامعة سان ماركوس في العاصمة ليما، مذكّراً بالأحداث المماثلة التي شهدتها بلاده إبّان ديكتاتورية الجنرال أوغوستو بينوتشي، التي قضت على آلاف المعارضين السياسيين خلال العقود الثلاثة الأخيرة من القرن الماضي.
وبعد أن عرض بوريتش استعداد بلاده لمواكبة حوار شامل بين أطياف الأزمة في البيرو بهدف التوصل إلى اتفاق يضمن الحكم الديمقراطي واحترام حقوق الإنسان، قال «نطالب اليوم، بالحزم نفسه الذي دعمنا به دائماً العمليات الدستورية في المنطقة، بضرورة تغيير مسار العمل السياسي في البيرو، لأن حصيلة القمع والعنف إلى اليوم لم تعد مقبولة بالنسبة إلى الذين يدافعون عن حقوق الإنسان والديمقراطية، والذين لا شك عندي في أنهم يشكلون الأغلبية الساحقة في هذه القمة».
تجدر الإشارة إلى أن تشيلي في خضمّ عملية واسعة لوضع دستور جديد، بعد أن رفض المواطنون بغالبية 62 في المائة النص الدستوري الذي عرض للاستفتاء مطلع سبتمبر (أيلول) الفائت.
كان رؤساء المكسيك وكولومبيا والأرجنتين وبوليفيا قد وجهوا انتقادات أيضاً لحكومة البيرو على القمع الواسع الذي واجهت به المتظاهرين، وطالبوها بفتح قنوات الحوار سريعاً مع المحتجين وعدم التعرّض لهم بالقوة.
وفي ردّها على الرئيس التشيلي، اتهمت وزيرة خارجية البيرو آنا سيسيليا جيرفاسي «الذين يحرّفون سرديّات الأحداث بشكل لا يتطابق مع الوقائع الموضوعية»، بأنهم يصطادون في الماء العكر. وناشدت المشاركين في القمة احترام مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للبلدان الأخرى، والامتناع عن التحريض الآيديولوجي، وقالت «يؤسفني أن بعض الحكومات، ومنها لبلدان قريبة جداً، لم تقف بجانب البيرو في هذه الأزمة السياسية العصيبة، بل فضّلت تبدية التقارب العقائدي على دعم سيادة القانون والنصوص الدستورية». وأضافت جيرفاسي: «من المهين القول الكاذب إن الحكومة أمرت باستخدام القوة لقمع المتظاهرين»، وأكدت التزام حكومتها بصون القيم والمبادئ الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان وسيادة القانون، رافضة أي تدخّل في شؤون بلادها الداخلية، ومؤكدة أن الحكومة ماضية في خطتها لإجراء الانتخابات في الموعد المحدد، ليتمكن المواطنون من اختيار مصيرهم بحرية.
ويرى المراقبون في المنطقة أن هذه التصريحات التي صدرت عن رئيس تشيلي ليست سوى بداية لعملية تطويق إقليمية حول الحكومة الجديدة في البيرو بعد عزل الرئيس السابق، تقوم بها الحكومات اليسارية التي أصبحت تشكّل أغلبية واضحة في منطقة أميركا اللاتينية، والتي تعززت بشكل كبير بعد وصول لويس إينياسيو لولا إلى رئاسة البرازيل، وما تعرّض له في الأيام الأخيرة المنصرمة من هجمات عنيفة قام بها أنصار الرئيس السابق جاير بولسونارو ضد مباني المؤسسات الرئيسية في العاصمة برازيليا.