تشاور سعودي ـ روسي حول الطلب على النفط وفائض المعروض قبل اجتماع نوفمبر

قال وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك للصحافيين أمس الثلاثاء إن موسكو والرياض ناقشتا الوضع في سوق النفط الأسبوع الماضي واتفقتا على مواصلة التشاور وتبادل وجهات النظر بشأن الطلب على النفط والإنتاج والنفط الصخري.
ورغم تراجع أسعار النفط إلى النصف منذ العام الماضي بسبب تخمة المعروض رفضت روسيا - أكبر منتج للنفط في العالم - التعاون مع منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) التي تتصدر السعودية قائمة منتجيها. وعلى العكس تزيد أوبك وروسيا الإنتاج في تحرك تسعى كل منهما من خلاله إلى حماية حصتها السوقية. وقال نوفاك أمس السبت إن بلاده مستعدة للقاء منتجين من أوبك ومن خارجها لمناقشة السوق. وأعطت تصريحاته دعما للأسعار.
وقال نوفاك الذي زار تركيا الأسبوع الماضي لحضور اجتماع وزراء الطاقة في دول مجموعة العشرين إنه ناقش مع وزير البترول السعودي علي النعيمي أسواق النفط العالمية.
وقال نوفاك «ناقشنا الموقف في السوق في إسطنبول وأجرينا مشاورات وتبادلنا وجهات النظر بخصوص الطلب -على النفط- والإنتاج وثورة النفط الصخري واتفقنا على مواصلة التشاور».
أضاف أنه من المقرر عقد اجتماع للجنة الحكومية الروسية السعودية نهاية أكتوبر (تشرين الأول) أو بداية نوفمبر (تشرين الثاني). وقال الأمين العام لمنظمة أوبك عبد الله البدري أمس الثلاثاء إن المنظمة يتعين عليها العمل مع المنتجين من خارجها لمعالجة قضية فائض المعروض في أسواق النفط العالمية.
وقال نائب وزير الطاقة الروسي أليكسي تيكسلر الأسبوع الماضي إن موسكو ستبقى على عزمها عدم التعاون مع أوبك.
بينما تماسكت أسعار النفط الخام في العقود الآجلة أمس الثلاثاء بعد أن سجل مكاسب كبيرة في الجلسة السابقة وسط دلائل على احتمال تبني أكبر منتجين للنفط في العالم تحركا مشتركا لدعم الأسعار التي انخفضت لأقل من النصف العام الماضي. وجرى تداول مزيج برنت الخام مرتفعا ثمانية سنتات عند 33.‏49 دولار للبرميل. وكان قد ارتفع 3.‏2 في المائة أمس الاثنين.
وزاد خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 16 سنتا إلى 10.‏46 دولار للبرميل إضافة إلى مكاسبه أمس وبلغت 8.‏1 في المائة. وقال كارستن فريتش كبير محللي النفط في كومرتس بنك «من المرجح أن تكون حركة السوق نتيجة التكهنات باتفاق المنتجين في أوبك ومن خارجها على التعاون».
وقال الأمين العام لأوبك عبد الله البدري في مؤتمر في لندن إنه ينبغي للمنتجين من أوبك وخارجها أن يتعاونوا للحد من تخمة المعروض.
وقال بن فان بيوردن الرئيس التنفيذي لرويال داتش شل أمس الثلاثاء إن أسواق النفط بدأت تتعافى لكن حجم فائض المعروض العالمي يعني أن الأسعار قد ترتفع ببطء. وقال بيوردن في مؤتمر لصناعة النفط في لندن «أرى علامات أولية متباينة على تعافي أسعار النفط. لكن بعدما اتضح أن إنتاج النفط الصخري في الولايات المتحدة أكثر مرونة مما كنا نعتقد إضافة إلى وجود مخزونات كبيرة من الخام.. فإن توازن العرض والطلب سيستغرق مزيدا من الوقت».
وانهارت أسعار النفط على مدى العام السابق في مواجهة فائض ضخم في المعروض وهبط خام القياس العالمي مزيج برنت لأقل من 50 دولارا للبرميل بعدما تجاوز سعره 115 دولارا في يونيو (حزيران) 2014.
ورفعت منظمة أوبك بقيادة السعودية الإنتاج في محاولة للحفاظ على نصيبها من السوق وهو ما دفع بعض المنتجين الآخرين ومن بينهم شركات النفط الصخري في الولايات المتحدة إلى الإنتاج بتكلفة تتجاوز الإيرادات.
وقال بيوردن إن كثيرا من منتجي النفط في الولايات المتحدة سيجدون صعوبة في إعادة تمويل أنشطتهم إذا ظلت الأسعار عند مستويات منخفضة إلى هذا الحد ما يقود إلى خفض الإنتاج في المستقبل مضيفا «يتطلع المنتجون الآن لسيولة جديدة لمواصلة العمل وسيواجهون صعوبات على الأرجح في الحصول عليها».
وتابع أن هناك مخاطر على الأجل الطويل بأن تؤدي المستويات المنخفضة للإنتاج العالمي إلى قفزة في أسعار النفط.
وأضاف أنه إذا ظلت الأسعار عند مستويات منخفضة لوقت طويل وتراجع الإنتاج من خارج أوبك ومن الولايات المتحدة نظرا لهبوط الإنفاق الرأسمالي فلن تبقى هناك أي طاقة إنتاج زائدة كبيرة.
وقال بيوردن «ربما يدفع ذلك الأسعار للصعود لتبدأ دورة جديدة من النمو القوي في إنتاج النفط الصخري الأميركي وما يعقبه من تقلبات».