ملكة جمال العالم الروسية تناشد بوتين لمساعدة النمر الآموري

عُثر عليه في أوكرانيا بحوزة عصابة تتاجر بالحيوانات البرية

ملكة جمال العالم الروسية تناشد بوتين لمساعدة النمر الآموري
TT

ملكة جمال العالم الروسية تناشد بوتين لمساعدة النمر الآموري

ملكة جمال العالم الروسية تناشد بوتين لمساعدة النمر الآموري

انضمت الروسية كسينيا سوخينوفا، ملكة جمال العالم عام 2008، إلى حملة حماية النمر الآموري المهدد بالانقراض. وقد وجّهت هذه الجميلة الروسية عبر صفحتها على «فيسبوك» رسالة إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تناشده فيها مساعدة نمر آموري صغير اسمه «مير»، أي «السلام» تمت إعادته مؤخرًا إلى روسيا، بعد أن عُثر عليه في أوكرانيا بحوزة عصابة تتاجر بالحيوانات البرية. وتقول سوخينوفا في رسالتها، إن النمر الآموري «مير» بحال يرثى لها وبحاجة للمساعدة، وهو الآن صغير، لا يحمل أي وثائق، الأمر الذي يحول دون إرساله إلى حديقة الحيوانات أو إلى السيرك، وسرعان ما سينمو وسيحتاج إلى رعاية خاصة.
ويعود الاهتمام بهذا النوع من النمور إلى خطوة قام بها الرئيس الروسي في مايو (أيار) الماضي، ضمن ما يُوصف بأنه «حملة علاقات عامة» وترويج لشخصية بوتين، حين ذهب إلى محمية طبيعية في غابات مقاطعة آمور على الحدود مع الصين وأطلق نمرين صغيرين، الأول اسمه «كوزيا»، والثاني «بوريا»، بينما رفضت الكعثم (أنثى النمر) التي تحمل اسم «إيلونا» مغادرة القفص والانطلاق في الغابات.
منذ ذلك الحين تحولت قضية «كوزيا» و»بوريا» إلى حدث كبير توليه وسائل الإعلام الروسية والعالمية اهتمامًا، ولم يخلُ الأمر من الفكاهة، إذ فرّ أحد النمرين إلى الأراضي الصينية ولاحظه الفلاحون هناك، وحمّلوه مسؤولية هجوم على قن للدجاج في منزل للقرية، الأمر الذي جعل صحفًا تكتب أن «النمر الآموري الذي أطلقه بوتين ينتهك حرمة الأراضي الصينية ويشنّ هجومًا على دجاجات صينيات». ومع التأكيد على أهمية الخطوة كعمل يهدف إلى حماية الأصناف الآيلة للانقراض من الحيوانات، إلا أنها لا تنفصل عن حملات «العلاقات العامة» الموجهة للحفاظ على صورة بوتين كبطل إيجابي لدى الرأي العام الروسي.
ويبدو أن رسالة ملكة جمال العالم كسينيا سوخينوفا لم تبتعد عن هذا السياق، إذا أشادت في رسالتها إلى الرئيس الروسي بكلمته أمام الجمعية العمومية للأمم المتحدة، وكتبت: «إن (مير) بحاجة لمساعدتكم اليوم أكثر من أي وقت مضى، كما هو الأمر بالنسبة للعالم كله». وقالت إن الرئيس الروسي واحد من قادة العالم، يجسد التقدم والإبداع، ويشكّل ضمانة للأمن على الأرض.



ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».