فريق عمل «ستار تريك» يختار مدينة دبي لتصوير جزء من الفيلم

الإمارة استضافت تصوير 11 فيلمًا خلال العام الحالي

فريق عمل فيلم «ستار تريك» خلال المؤتمر الصحافي أمس في مدينة دبي («الشرق الأوسط»)
فريق عمل فيلم «ستار تريك» خلال المؤتمر الصحافي أمس في مدينة دبي («الشرق الأوسط»)
TT

فريق عمل «ستار تريك» يختار مدينة دبي لتصوير جزء من الفيلم

فريق عمل فيلم «ستار تريك» خلال المؤتمر الصحافي أمس في مدينة دبي («الشرق الأوسط»)
فريق عمل فيلم «ستار تريك» خلال المؤتمر الصحافي أمس في مدينة دبي («الشرق الأوسط»)

«اخترنا دبي لأنها مدينة تمثل المستقبل»، بهذه الكلمات بدأ المنتج العالمي جيفري تشيرنوف حديثه خلال مؤتمر صحافي عقد أمس في مدينة دبي، للحديث عن تصوير فيلم الخيال العلمي «ستار تريك»، والذي يقوم بإخراجه جاستين لين.
وقال تشيرنوف في المؤتمر الذي حضره عدد من المسؤولين في لجنة دبي للإنتاج التلفزيوني والسينمائي وفريق الفيلم، إن تجربته التي مر بها في فيلم «المهمة المستحلية» في الجزء قبل الأخير والذي تم تصويره في دبي، أعطته فكرة عن دبي أنها مدينة عمودية. وأضاف: «نرى أن لدينا خطة لتصوير هذا الفيلم، وقمنا بأبحاث عبر العالم ورأينا أفضل مكان لتصوير الفيلم في دبي، وسنقوم بالكثير من الأعمال مع الخبراء وهنا سنفهم فكرة الحدود في الفيلم».
ومن المفترض تصوير مشاهد الفيلم في دبي خلال شهر أكتوبر (تشرين الأول) الحالي في حين من المنتظر أن يتم عرض الجزء الثالث من «ستار تريك» في الإمارات تزامنًا مع طرحه في دور العرض الأميركية في يوليو (تموز) 2016.
وقال الممثل سايمون بيغ، إنهم يحاولون أن يجسدوا تقاليد «ستار تريك»، حيث كانوا يكتبون قصة الفيلم في عيده الخمسين، وفي الوقت نفسه فإن الفيلم جديد. وأضاف: «نسعى لمزح ما هو تقليدي بحكم تاريخ الفيلم وبين القصة الجديدة، وهو ما يمثل دبي وما هي عليها هذه المدينة الحديثة».
وتقدم دبي فرصًا لشركات الإنتاج السينمائي العربية والعالمية للاستفادة من بنيتها التحتية المتطورة بشكل عام ومن الإمكانات اللوجستية المخصصة لمثل هذا النوع من الأنشطة الاقتصادية ذات الطابع الإبداعي التي أولتها الحكومة اهتمامًا كبيرًا، حيث توفر مدينة دبي للاستوديوهات نحو 22 مليون قدم مربع من الاستوديوهات كاملة التجهيز منها، ومساحات التصوير المفتوحة ومستودعات التخزين والمساحات المكتبية والكثير من الخدمات الداعمة الأخرى.
الممثل كريس باين قال خلال مشاركته في المؤتمر الصحافي الخاص ببدء تصوير الجزء الجديد من فيلم «ستار تريك» إنه عند النظر من النافذة من شرفة الفندق في دبي، تعطي هذه المدينة أحياء بأنها من المستقبل، وأضاف: «يسرني أن أكون هنا مع زملائي وأن التقي مع أصدقاء جدد وتجربتي هنا حتى الآن جيدة، خاصة حفاوة الاستقبال».
وأكد أن الأفلام تساهم في مد الجسور بين الثقافات، وأن الجمهور سيحبون فكرة الفيلم وكيفية عيش البشر في العالم دون صرعات، وزاد: «نحن نقدم لمحة عن ثقافة معينة للجيل القادم من الشباب، وهو ما يجعل الأفلام بوابة لعالم جديد».
وبالعودة إلى المنتج العالمي جيفري تشيرنوف قال إن فريق العمل يجهز لاحتياجات الفيلم من مختلف الإعدادات من ممثلين مشاركين، مما يدعم صناعة الأفلام في المنطقة بالتعاون مع منتجي الأفلام المختلفين.
وأضاف تشيرنوف: «يتراوح عدد الممثلين المشاركين في الفيلم بين 200 و250 شخصًا والذين سيعملون على كل المهام الإضافية وسنقوم بالتصوير ليومين أو ثلاثة أيام، وسيكون هناك عدد كبير من الممثلين الإضافيين في هذه الأيام».
من جهته، قال جمال الشريف رئيس لجنة دبي للإنتاج التلفزيوني والسينمائي، إن تاريخ فيلم «ستار تريك» يسهم بشكل كبير في تعزيز صناعة السينما في دبي، وخاصة أن اللجنة يعرض عليها سنويًا ما يقارب 30 إلى 40 فيلمًا، وقال: «اختيارنا لفيلم (ستار تريك) مناسب لحجم وتاريخ ومكانة الفيلم في صناعة السينما».
وأضاف الشريف الذي كان يتحدث لـ«الشرق الأوسط» أمس على هامش المؤتمر الصحافي لفيلم «ستار تريك»: «العلامة التجارية لدبي تتطلع للتعاون مع علامات تجارية كبرى كفيلم «ستار تريك»، مشيرًا إلى أن الفيلم له علاقة بالخيال، ودبي أيضًا مدينة خيالية، وكما قال للمنتج المنفذ: «الخيال الذي أعطته مدينة دبي هو ما كان يحتاجه في الفيلم».
وبين أن فريق العمل في الفيلم اختار مواقع وصفها بأنها ستكون دبي في المستقبل، موضحًا أن كتاب النص أعجبوا بمواقع في دبي، وسيتم تصوير الفيلم ما بين 20 و25 يومًا بوجود نحو 400 شخص، يمثل طاقم العمل المحلي منهم نحو 150 شخصًا.



رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
TT

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»

إنه «فضلو» في «بياع الخواتم»، و«أبو الأناشيد الوطنية» في مشواره الفني، وأحد عباقرة لبنان الموسيقيين، الذي رحل أول من أمس (الأربعاء) عن عمر ناهز 84 عاماً.
فبعد تعرضه لأزمة صحية نقل على إثرها إلى المستشفى، ودّع الموسيقي إيلي شويري الحياة. وفي حديث لـ«الشرق الأوسط» أكدت ابنته كارول أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي قبل أن تعلم به عائلته. وتتابع: «كنت في المستشفى معه عندما وافاه الأجل. وتوجهت إلى منزلي في ساعة متأخرة لأبدأ بالتدابير اللازمة ومراسم وداعه. وكان الخبر قد ذاع قبل أن أصدر بياناً رسمياً أعلن فيه وفاته».
آخر تكريم رسمي حظي به شويري كان في عام 2017، حين قلده رئيس الجمهورية يومها ميشال عون وسام الأرز الوطني. وكانت له كلمة بالمناسبة أكد فيها أن حياته وعطاءاته ومواهبه الفنية بأجمعها هي كرمى لهذا الوطن.
ولد إيلي شويري عام 1939 في بيروت، وبالتحديد في أحد أحياء منطقة الأشرفية. والده نقولا كان يحضنه وهو يدندن أغنية لمحمد عبد الوهاب. ووالدته تلبسه ثياب المدرسة على صوت الفونوغراف الذي تنساب منه أغاني أم كلثوم مع بزوغ الفجر. أما أقرباؤه وأبناء الجيران والحي الذي يعيش فيه، فكانوا من متذوقي الفن الأصيل، ولذلك اكتمل المشوار، حتى قبل أن تطأ خطواته أول طريق الفن.
- عاشق لبنان
غرق إيلي شويري منذ نعومة أظافره في حبه لوطنه وترجم عشقه لأرضه بأناشيد وطنية نثرها على جبين لبنان، ونبتت في نفوس مواطنيه الذين رددوها في كل زمان ومكان، فصارت لسان حالهم في أيام الحرب والسلم. «بكتب اسمك يا بلادي»، و«صف العسكر» و«تعلا وتتعمر يا دار» و«يا أهل الأرض»... جميعها أغنيات شكلت علامة فارقة في مسيرة شويري الفنية، فميزته عن سواه من أبناء جيله، وذاع صيته في لبنان والعالم العربي وصار مرجعاً معتمداً في قاموس الأغاني الوطنية. اختاره ملك المغرب وأمير قطر ورئيس جمهورية تونس وغيرهم من مختلف أقطار العالم العربي ليضع لهم أجمل معاني الوطن في قالب ملحن لا مثيل له. فإيلي شويري الذي عُرف بـ«أبي الأناشيد الوطنية» كان الفن بالنسبة إليه منذ صغره هَوَساً يعيشه وإحساساً يتلمسه في شكل غير مباشر.
عمل شويري مع الرحابنة لفترة من الزمن حصد منها صداقة وطيدة مع الراحل منصور الرحباني. فكان يسميه «أستاذي» ويستشيره في أي عمل يرغب في القيام به كي يدله على الصح من الخطأ.
حبه للوطن استحوذ على مجمل كتاباته الشعرية حتى لو تناول فيها العشق، «حتى لو رغبت في الكتابة عن أعز الناس عندي، أنطلق من وطني لبنان»، هكذا كان يقول. وإلى هذا الحد كان إيلي شويري عاشقاً للبنان، وهو الذي اعتبر حسه الوطني «قدري وجبلة التراب التي امتزج بها دمي منذ ولادتي».
تعاون مع إيلي شويري أهم نجوم الفن في لبنان، بدءاً بفيروز وسميرة توفيق والراحلين وديع الصافي وصباح، وصولاً إلى ماجدة الرومي. فكان يعدّها من الفنانين اللبنانيين القلائل الملتزمين بالفن الحقيقي. فكتب ولحن لها 9 أغنيات، من بينها «مين إلنا غيرك» و«قوم تحدى» و«كل يغني على ليلاه» و«سقط القناع» و«أنت وأنا» وغيرها. كما غنى له كل من نجوى كرم وراغب علامة وداليدا رحمة.
مشواره مع الأخوين الرحباني بدأ في عام 1962 في مهرجانات بعلبك. وكانت أول أدواره معهم صامتة بحيث يجلس على الدرج ولا ينطق إلا بكلمة واحدة. بعدها انتسب إلى كورس «إذاعة الشرق الأدنى» و«الإذاعة اللبنانية» وتعرّف إلى إلياس الرحباني الذي كان يعمل في الإذاعة، فعرّفه على أخوَيه عاصي ومنصور.

مع أفراد عائلته عند تقلده وسام الأرز الوطني عام 2017

ويروي عن هذه المرحلة: «الدخول على عاصي ومنصور الرحباني يختلف عن كلّ الاختبارات التي يمكن أن تعيشها في حياتك. أذكر أن منصور جلس خلف البيانو وسألني ماذا تحفظ. فغنيت موالاً بيزنطياً. قال لي عاصي حينها؛ من اليوم ممنوع عليك الخروج من هنا. وهكذا كان».
أسندا إليه دور «فضلو» في مسرحية «بياع الخواتم» عام 1964. وفي الشريط السينمائي الذي وقّعه يوسف شاهين في العام التالي. وكرّت السبحة، فعمل في كلّ المسرحيات التي وقعها الرحابنة، من «دواليب الهوا» إلى «أيام فخر الدين»، و«هالة والملك»، و«الشخص»، وصولاً إلى «ميس الريم».
أغنية «بكتب اسمك يا بلادي» التي ألفها ولحنها تعد أنشودة الأناشيد الوطنية. ويقول شويري إنه كتب هذه الأغنية عندما كان في رحلة سفر مع الراحل نصري شمس الدين. «كانت الساعة تقارب الخامسة والنصف بعد الظهر فلفتني منظر الشمس التي بقيت ساطعة في عز وقت الغروب. وعرفت أن الشمس لا تغيب في السماء ولكننا نعتقد ذلك نحن الذين نراها على الأرض. فولدت كلمات الأغنية (بكتب اسمك يا بلادي عالشمس الما بتغيب)».
- مع جوزيف عازار
غنى «بكتب اسمك يا بلادي» المطرب المخضرم جوزيف عازار. ويخبر «الشرق الأوسط» عنها: «ولدت هذه الأغنية في عام 1974 وعند انتهائنا من تسجيلها توجهت وإيلي إلى وزارة الدفاع، وسلمناها كأمانة لمكتب التوجيه والتعاون»، وتابع: «وفوراً اتصلوا بنا من قناة 11 في تلفزيون لبنان، وتولى هذا الاتصال الراحل رياض شرارة، وسلمناه شريط الأغنية فحضروا لها كليباً مصوراً عن الجيش ومعداته، وعرضت في مناسبة عيد الاستقلال من العام نفسه».
يؤكد عازار أنه لا يستطيع اختصار سيرة حياة إيلي شويري ومشواره الفني معه بكلمات قليلة. ويتابع لـ«الشرق الأوسط»: «لقد خسر لبنان برحيله مبدعاً من بلادي كان رفيق درب وعمر بالنسبة لي. أتذكره بشوشاً وطريفاً ومحباً للناس وشفافاً، صادقاً إلى أبعد حدود. آخر مرة التقيته كان في حفل تكريم عبد الحليم كركلا في الجامعة العربية، بعدها انقطعنا عن الاتصال، إذ تدهورت صحته، وأجرى عملية قلب مفتوح. كما فقد نعمة البصر في إحدى عينيه من جراء ضربة تلقاها بالغلط من أحد أحفاده. فضعف نظره وتراجعت صحته، وما عاد يمارس عمله بالشكل الديناميكي المعروف به».
ويتذكر عازار الشهرة الواسعة التي حققتها أغنية «بكتب اسمك يا بلادي»: «كنت أقفل معها أي حفل أنظّمه في لبنان وخارجه. ذاع صيت هذه الأغنية، في بقاع الأرض، وترجمها البرازيليون إلى البرتغالية تحت عنوان (أومينا تيرا)، وأحتفظ بنصّها هذا عندي في المنزل».
- مع غسان صليبا
مع الفنان غسان صليبا أبدع شويري مرة جديدة على الساحة الفنية العربية. وكانت «يا أهل الأرض» واحدة من الأغاني الوطنية التي لا تزال تردد حتى الساعة. ويروي صليبا لـ«الشرق الأوسط»: «كان يعد هذه الأغنية لتصبح شارة لمسلسل فأصررت عليه أن آخذها. وهكذا صار، وحققت نجاحاً منقطع النظير. تعاونت معه في أكثر من عمل. من بينها (كل شيء تغير) و(من يوم ما حبيتك)». ويختم صليبا: «العمالقة كإيلي شويري يغادرونا فقط بالجسد. ولكن بصمتهم الفنية تبقى أبداً ودائماً. لقد كانت تجتمع عنده مواهب مختلفة كملحن وكاتب ومغنٍ وممثل. نادراً ما نشاهدها تحضر عند شخص واحد. مع رحيله خسر لبنان واحداً من عمالقة الفن ومبدعيه. إننا نخسرهم على التوالي، ولكننا واثقون من وجودهم بيننا بأعمالهم الفذة».
لكل أغنية كتبها ولحنها إيلي شويري قصة، إذ كان يستمد موضوعاتها من مواقف ومشاهد حقيقية يعيشها كما كان يردد. لاقت أعماله الانتقادية التي برزت في مسرحية «قاووش الأفراح» و«سهرة شرعية» وغيرهما نجاحاً كبيراً. وفي المقابل، كان يعدها من الأعمال التي ينفذها بقلق. «كنت أخاف أن تخدش الذوق العام بشكل أو بآخر. فكنت ألجأ إلى أستاذي ومعلمي منصور الرحباني كي يرشدني إلى الصح والخطأ فيها».
أما حلم شويري فكان تمنيه أن تحمل له السنوات الباقية من عمره الفرح. فهو كما كان يقول أمضى القسم الأول منها مليئة بالأحزان والدموع. «وبالقليل الذي تبقى لي من سنوات عمري أتمنى أن تحمل لي الابتسامة».