«التحالف» ينفي قصفه حفل زفاف في قرية بغرب اليمن

عسيري: قواتنا لم تحلق فوق سماء المنطقة منذ 3 أيام

العميد أحمد عسيري
العميد أحمد عسيري
TT

«التحالف» ينفي قصفه حفل زفاف في قرية بغرب اليمن

العميد أحمد عسيري
العميد أحمد عسيري

نفت قوات التحالف العربي، التي تدافع عن الشرعية اليمنية، قتل عملياتها الجوية 131 شخصا بينهم نساء وأطفال، أثناء حفل زفاف في قرية المخا في جنوب غربي اليمن، وأكدت أن طائراتها الجوية لم تشن غارات في تلك المنطقة خلال الأيام الثلاثة الماضية.
وأوضح العميد الركن أحمد عسيري، المتحدث باسم قوات التحالف، المستشار في مكتب وزير الدفاع السعودي، أن طائرات تحالف إعادة الأمل لم تشن غارات خلال الثلاثة الأيام الماضية في قرية المخا، وأن المعلومات التي تنسب القصف إلى التحالف «خاطئة تماما»، مشيرا إلى أن التحالف «يقر على الدوام بأخطائه في حال ارتكبها».
وقال العميد عسيري في تصريحات صحافيه، إنه من غير الصحيح أن كل انفجار يحصل في اليمن سببه التحالف، وسنعترف إن ارتكب التحالف خطأ، لكن الصراع اليمني تعمه الفوضى وينشط فيه عدد كبير من الجماعات المسلحة، ولا يفرق المدنيون في بعض الأحيان بين نيران المدافع والمورتر وصواريخ الكاتيوشا.
بينما أكد الطبيب مياز الحمادي الذي يعمل في المستشفى الريفي الذي نقلت إليه جثث القتلى هذا العدد، وصرح «قتل 131 شخصا، من بينهم نساء وأطفال»، وأشار لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» إلى أن الكثير من الجثث ملقاة على الأرض، لأن المستشفى ليست لديه القدرة على استيعاب هذا العدد الكبير من القتلى.
وكانت الميليشيات الحوثية، وأتباع الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، يحاولون الاختباء بين السكان في المدن، وكذلك إخفاء الأسلحة والصواريخ في المنازل، والمدارس، وكذلك في المستشفيات والفنادق، لمعرفتهم بأن سياسة قوات التحالف منذ أن بدأت عاصفة الحزم في 26 مارس (آذار) الماضي، لن تستهدف السكان في المدن والقرى.
وكان العميد عسيري، المتحدث باسم قوات التحالف، المستشار في مكتب وزير الدفاع السعودي، أكد في وقت سابق، أن قوات التحالف، تستهدف مراكز العمليات الحوثية وأتباع الرئيس المخلوع صالح، وكذلك مخازن الأسلحة في الجبال، ومدارج الطائرات في القواعد العسكرية، وذلك بناء على المعلومات الاستخباراتية على الأرض، وتحليلها، والتأكد منها، ثم استهدافها. وأضاف: «لدينا في قوات التحالف، خططنا العسكرية في تحديد المواقع والأهداف بدقة عالية، وليست لنا مصلحة في استهداف المساكن بشكل عام».
وطالب عسيري أكثر من مرة من خلال المؤتمرات الصحافية، بأي لجنة لتقصي الحقائق، وذلك للتحقيق أو التأكيد في نوعية الاستهداف، إذ إن الإنسان قادر في اللحظة الأولى أن يفرق بين استهداف المواقع بقذيفة هاون، أو بواسطة طائرة حربية.



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.