إصابة 22 فلسطينيًا وتركية خلال اعتداءات جديدة على المسجد الأقصى

المستوطنون شاركوا قوات الجيش الإسرائيلي.. والقنابل تتسبب في إشعال حرائق فيه

نساء ورجال فلسطينيون يركضون وسط دخان قنابل الغاز التي أطلقتها قوات الجيش الإسرائيلي (رويترز)
نساء ورجال فلسطينيون يركضون وسط دخان قنابل الغاز التي أطلقتها قوات الجيش الإسرائيلي (رويترز)
TT

إصابة 22 فلسطينيًا وتركية خلال اعتداءات جديدة على المسجد الأقصى

نساء ورجال فلسطينيون يركضون وسط دخان قنابل الغاز التي أطلقتها قوات الجيش الإسرائيلي (رويترز)
نساء ورجال فلسطينيون يركضون وسط دخان قنابل الغاز التي أطلقتها قوات الجيش الإسرائيلي (رويترز)

أصيب 22 فلسطينيًا وامرأة تركية، خلال الاعتداءات التي نفذتها الشرطة الإسرائيلية وعشرات المستوطنين على المسجد الأقصى أمس. وتراوحت الإصابات ما بين خفيفة ومتوسطة، نتجت غالبيتها عن حروق تسببت بها القنابل الصوتية التي أطلقت على المصلين المرابطين، وتسببت أيضا، في أضرار كبيرة في المصلى القبلي، الذي كان قد تم ترميمه قبل أيام، بعد قيام جند الاحتلال بإحراقه.
وكانت سلطات الاحتلال قد أعلنت تراجعها عن فتح الأقصى أمام المصلين المسلمين، وذلك بحجة قيامهم بقذف الحجارة على شرطتها. وقد تعمدت إدخال عشرات المستوطنين اليهود إلى باحة الأقصى لأداء الصلاة فيها. وعندما تصدى لهم المرابطون والمرابطات المسلمون قرب المسجد القبلي، هاجمتهم قوات الاحتلال بأساليب قمعية بالغة العنف. إذ أطلق الجنود قنابل الغاز والقنابل الصوتية بكثافة باتجاههم، مما أدى إلى اندلاع حريق على أبواب المصلى، الذي طوقه الجنود بسواتر وجدران متنقلة لفصل المرابطين عن المستوطنين. وقام الجنود برش رذاذ الفلفل باتجاه المصلين داخل المصلى، مما أدى إلى وقوع إصابات بالاختناق والقيء الشديد.
وأعلنت قوات الاحتلال أنها قررت السماح للمستوطنين اليهود بدخول باحات المسجد الأقصى، تحت ستار «حرية الأديان»، وراحوا يقيمون طقوس عيد العرش اليهودي بشكل صريح، وهو ما يعتبر خرقا للأمر الواقع المتفق عليه مع السلطات الأردنية، الذي لا يجيز لهم الصلاة. وفي الوقت نفسه، منعت قوات الاحتلال من هم دون سن الخمسين من الرجال الفلسطينيين من دخول المسجد الأقصى والصلاة فيه، فيما سمحت للنساء من كل الأعمار، فاضطر عشرات المصلين إلى أداء صلاة الفجر على أبوابه. كما أغلقت قوات الاحتلال جميع الطرق المؤدية إلى الأقصى ومحيط البلدة القديمة، ونشرت المئات من قواتها على كل مداخل المدينة، وعلى أبواب الأقصى، وتحديدا بالقرب من باب المغاربة، حيث احتشد المئات من الجنود المدججين بالسلاح متأهبين لاقتحام الحرم القدسي الشريف في أي وقت. ومنع الجنود الصحافيين من التقاط صور للجنود ولما يجري ولعملية اقتحام الأقصى.
وتجمع المصلون عند أبواب حطة والمجلس والسلسلة، إلا أن قوات الاحتلال اعتدت عليهم بوحشية مفرطة، وقامت بدفعهم بالقوة بعيدًا عن الأبواب، في حين وفرت الحماية العسكرية للمستوطنين أثناء خروجهم من باحات المسجد. وأثناء خروجهم من باب السلسلة، حاول المستوطنون، تحت حماية قوات الاحتلال، استفزاز المصلين والاعتداء عليهم، في حين قامت عناصر الاحتلال بالاعتداء على المصلين الذين ردوا بالتكبير والهتافات. وتعرضت النساء للضرب المبرح من قبل قوات الاحتلال، كما داس أفراد هذه القوات على سيدة أوقعوها أرضًا، وتعرض كثير من النساء للشتائم البذيئة واللكمات من قوات الاحتلال والمستوطنين، بالإضافة إلى سيدة تركية أصيبت بحروق من الدرجة الأولى والثانية نتيجة تعرضها لقنبلة صوتية. كما أصيب شاب برصاصة مطاطية في وجهه داخل أسوار المسجد الأقصى.
وأفاد طاقم إسعاف برج اللقلق، أنه أصيب أكثر من 22 شخصا حتى ظهر أمس، بينها إصابة بالفم قد تكون تسببت بكسور في الفك، جراء إطلاق رصاص مطاطي من مسافة قريبة، إضافة إلى إصابات في الرأس. كما تعرضت طواقم الإسعاف والصحافة للاستهداف المباشر. وحتى ساعات الظهر شهد محيط المسجد الأقصى أجواء شديدة التوتر. وفي ساعات بعد الظهر، تبين أن شرطة الاحتلال أوقفت حافلة تقل عربًا (فلسطينيي 48)، توجهت إلى المسجد الأقصى، عند باب العامود، وصادرت بطاقات ركابها، ولاحقتهم واعتدت عليهم بوحشية فور إنزالهم من الحافلة، وامتدت المواجهات بسرعة لتشمل شوارع البلدة القديمة في القدس الشرقية.
وحسب تلخيصات الشرطة الإسرائيلية، فقد دخل من باب المغاربة، الذي يدخله عادة الزوار غير المسلمين، نحو 450 سائحا أجنبيا و24 مستوطنا يهوديا إلى باحات الأقصى. وأصيب بعض السياح إصابات طفيفة.
من جهتها، قالت وزارة الخارجية الفلسطينية، إن السلطات الإسرائيلية حولت القدس وضواحيها إلى سجن كبير ضمن محاولاتها فرض التقسيم الزماني والمكاني في المسجد الأقصى. وأدانت الوزارة في بيان صحافي أمس: «اقتحام مجموعات المستوطنين المتطرفين، بحماية قوات الاحتلال وشرطته لباحات المسجد صبيحة هذا اليوم، في حين تواصل منع المسلمين من الدخول إلى المسجد، وتفرض القيود على حركة التنقل والعبادة». وذكرت الوزارة أنها تواصل اتصالاتها بشكل حثيث لفضح هذه الانتهاكات وتداعياتها، ودعوة العالمين العربي والإسلامي ودول العالم لتوفير الحماية للشعب الفلسطيني ومقدساته.
تجدر الإشارة إلى أن المسجد الأقصى ومحيطه يشهدان توترا كبيرا منذ أسابيع، بسبب عودة المستوطنين اليهود لزيارته والصلاة فيه، وانفجر التوتر على شكل صدامات عندما قام وزير الزراعة الإسرائيلي، أوري ارئيل، أحد قادة المشروع الاستيطاني بزيارته الاستفزازية فصلى هناك ووعد بإعادة بناء الهيكل اليهودي في المكان.



مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
TT

مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)

قالت وزارة الخارجية المصرية، في بيان اليوم (الأحد)، إن الوزير بدر عبد العاطي تلقّى اتصالاً هاتفياً من نظيره الصومالي أحمد معلم فقي؛ لإطلاعه على نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت مؤخراً في العاصمة التركية، أنقرة، بين الصومال وإثيوبيا وتركيا؛ لحل نزاع بين مقديشو وأديس أبابا.

ووفقاً لـ«رويترز»، جاء الاتصال، الذي جرى مساء أمس (السبت)، بعد أيام من إعلان مقديشو وإثيوبيا أنهما ستعملان معاً لحل نزاع حول خطة أديس أبابا لبناء ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية، التي استقطبت قوى إقليمية وهدَّدت بزيادة زعزعة استقرار منطقة القرن الأفريقي.

وجاء في بيان وزارة الخارجية المصرية: «أكد السيد وزير خارجية الصومال على تمسُّك بلاده باحترام السيادة الصومالية ووحدة وسلامة أراضيها، وهو ما أمَّن عليه الوزير عبد العاطي مؤكداً على دعم مصر الكامل للحكومة الفيدرالية (الاتحادية) في الصومال الشقيق، وفي مكافحة الإرهاب وتحقيق الأمن والاستقرار».

وقال زعيما الصومال وإثيوبيا إنهما اتفقا على إيجاد ترتيبات تجارية للسماح لإثيوبيا، التي لا تطل على أي مسطح مائي، «بالوصول الموثوق والآمن والمستدام من وإلى البحر» بعد محادثات عُقدت يوم الأربعاء، بوساطة الرئيس التركي رجب طيب إردوغان.

وهذا الاجتماع هو الأول منذ يناير (كانون الثاني) عندما قالت إثيوبيا إنها ستؤجر ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية بشمال الصومال مقابل الاعتراف باستقلال المنطقة.

ورفضت مقديشو الاتفاق، وهدَّدت بطرد القوات الإثيوبية المتمركزة في الصومال لمحاربة المتشددين الإسلاميين.

ويعارض الصومال الاعتراف الدولي بأرض الصومال ذاتية الحكم، والتي تتمتع بسلام واستقرار نسبيَّين منذ إعلانها الاستقلال في عام 1991.

وأدى الخلاف إلى تقارب بين الصومال ومصر، التي يوجد خلافٌ بينها وبين إثيوبيا منذ سنوات حول بناء أديس أبابا سداً مائيّاً ضخماً على نهر النيل، وإريتريا، وهي دولة أخرى من خصوم إثيوبيا القدامى.

وتتمتع تركيا بعلاقات وثيقة مع كل من إثيوبيا والصومال، حيث تُدرِّب قوات الأمن الصومالية، وتُقدِّم مساعدةً إنمائيةً مقابل موطئ قدم على طريق شحن عالمي رئيسي.

وأعلنت مصر وإريتريا والصومال، في بيان مشترك، في أكتوبر (تشرين الأول) أن رؤساء البلاد الثلاثة اتفقوا على تعزيز التعاون من أجل «تمكين الجيش الفيدرالي الصومالي الوطني من التصدي للإرهاب بصوره كافة، وحماية حدوده البرية والبحرية»، وذلك في خطوة من شأنها فيما يبدو زيادة عزلة إثيوبيا في المنطقة.

وذكر بيان وزارة الخارجية المصرية، اليوم (الأحد)، أن الاتصال بين الوزيرين تطرَّق أيضاً إلى متابعة نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت في أسمرة في العاشر من أكتوبر.

وأضاف: «اتفق الوزيران على مواصلة التنسيق المشترك، والتحضير لعقد الاجتماع الوزاري الثلاثي بين وزراء خارجية مصر والصومال وإريتريا؛ تنفيذاً لتوجيهات القيادات السياسية في الدول الثلاث؛ لدعم التنسيق والتشاور بشأن القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك».

وفي سبتمبر (أيلول)، قال مسؤولون عسكريون واثنان من عمال المواني في الصومال إن سفينةً حربيةً مصريةً سلَّمت شحنةً كبيرةً ثانيةً من الأسلحة إلى مقديشو، تضمَّنت مدافع مضادة للطائرات، وأسلحة مدفعية، في خطوة من المرجح أن تفاقم التوتر بين البلدين من جانب، وإثيوبيا من جانب آخر.

وأرسلت القاهرة طائرات عدة محملة بالأسلحة إلى مقديشو بعد أن وقَّع البلدان اتفاقيةً أمنيةً مشتركةً في أغسطس (آب).

وقد يمثل الاتفاق الأمني مصدر إزعاج لأديس أبابا التي لديها آلاف الجنود في الصومال، يشاركون في مواجهة متشددين على صلة بتنظيم «القاعدة».