السيسي يصدر عفوًا رئاسيًا عن مائة من الشبان المسجونين بسبب خرق قانون التظاهر

عشية توجهه إلى نيويورك للمشاركة في اجتماعات الأمم المتحدة

السيسي يصدر عفوًا رئاسيًا عن مائة من الشبان المسجونين بسبب خرق قانون التظاهر
TT

السيسي يصدر عفوًا رئاسيًا عن مائة من الشبان المسجونين بسبب خرق قانون التظاهر

السيسي يصدر عفوًا رئاسيًا عن مائة من الشبان المسجونين بسبب خرق قانون التظاهر

عشية توجهه إلى نيويورك للمشاركة في اجتماعات الدورة 70 للجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث يلقي بيان مصر حول مجمل تطورات الأوضاع السياسية والاقتصادية، أصدر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أمس عفوا رئاسيا عن مائة من المحبوسين بسبب خرق قانون تنظيم التظاهر، من بينهم الشابتان الناشطتان يارا سلام وسناء سيف، والشاعر عمر حاذق، كما شمل القرار الإفراج عن صحافيي «الجزيرة» محمد فهمي ومحمد باهر، المدانين ضمن «خلية الماريوت».
وكانت السلطات المصرية قد ألقت القبض على آلاف الشبان المتظاهرين، في أعقاب عزل مرسي مطلع يوليو (تموز) 2013، في محاولة منها للسيطرة على الاحتجاجات التي تنظمها جماعة الإخوان، لكن عمليات الضبط والمحاكمات شملت أيضًا نشطاء مدنيين من قوى سياسية أخرى، وذلك بعد صدور قانون لتحجيم المظاهرات، اشترط الموافقة الأمنية المسبقة عليها.
وتتعرض مصر لانتقادات كبيرة من منظمات حقوقية دولية، ودولاً غربية بسبب تلك الاعتقالات، إلا أن موجة المظاهرات السياسية تراجعت كثيرا في الآونة الأخيرة بسبب الإجراءات الصارمة التي تتبعها السلطات المصرية، بحسب مراقبين، بينما تقول الحكومة إن هدفها ضبط الشارع، والحد من أعمال العنف.
وجاء في القرار الرئاسي رقم 368 العفو عن مائة من الشبان المحبوسين، من بينهم 16 فتاة، والصادر بحقهم أحكام نهائية بالحبس. وشمل القرار أيضًا مجموعة صدرت في حقهم أحكام تتعلق بخرق قانون التظاهر، وعددا من الحالات المرضية والإنسانية من العناصر النسائية. وذكرت مصادر بالرئاسة المصرية أن هذه الدفعة الجديدة من الشباب المعفو عنهم تأتي في إطار مبادرة الرئيس السيسي للإفراج عن مجموعات من الشبان، التي أطلقها خلال لقائه بمجموعة «شباب الإعلاميين» في ديسمبر (كانون الأول) من العام الماضي، حيث تخرجت دفعة مطلع شهر رمضان الماضي.
وأوضحت المصادر أن من أبرز القضايا التي أفرج فيها عن شبان صدرت ضدهم أحكام فيها، قضية خرق قانون تنظيم التظاهر في محيط قصر الاتحادية، إذ تم الإفراج عن 33 متهما، أبرزهم الناشطتان البارزتان ثناء سيف ويارا سلام، ثم قضية خرق قانون التظاهر بمحيط مجلس الشورى، وتم الإفراج عن 18 شابا، أبرزهم هاني الجمل وبيتر جلال يوسف. وأكدت المصادر أن القضايا تشمل أيضًا قضية التعدي على قوات الشرطة بمحيط قسم شرطة الرمل في الإسكندرية، وأبرز المفرج عنهم الناشط عمر حاذق. وفي القضية المعروفة إعلاميا بـ«خلية الماريوت» تم الإفراج عن ثلاثة متهمين، أبرزهم الصحافيان بقناة «الجزيرة» القطرية محمد باهر، ومحمد فهمي الذي يحمل الجنسية الكندية.
وكانت محكمة جنايات القاهرة قد حكمت بالسجن المشدد لمدة 3 سنوات لكل منهما، في ختام إعادة محاكمتهما بقضية إدانتهما بارتكاب جرائم التحريض على البلاد من خلال قناة «الجزيرة»، واصطناع مشاهد وأخبار كاذبة وبثها عبر القناة.
من جهة أخرى، يصل الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم الخميس إلى نيويورك للمشاركة في اجتماعات الدورة الـ70 للجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث سيلقي بيان مصر أمام الجمعية العامة، ويستعرض من خلاله مجمل تطورات الأوضاع السياسية والاقتصادية في مصر، فضلاً عن المواقف المصرية إزاء القضايا الإقليمية بمنطقة الشرق الأوسط، والتأكيد على الرؤية المصرية لمكافحة الإرهاب.
وقال السفير علاء يوسف، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، إن البيان سيطرح أفكار ومبادرات جديدة، تتقدم بها مصر إرساء لدعائم الأمن والاستقرار وتحقيقًا لواقع عالمي أفضل، مضيفا أن السيسي سيستهل فعاليات اليوم الأول لزيارته إلى نيويورك بالمشاركة في الجلسة الافتتاحية لقمة الأمم المتحدة لاعتماد أجندة التنمية لما بعد عام 2015، والتي ستشهد حضورًا مكثفًا لرؤساء الدول والحكومات، حيث سيشارك فيها ما يربو على مائة رئيس دولة، فضلاً عما يناهز خمسين من رؤساء الوزراء.
وتابع المتحدث قائلا إن الرئيس «سيلقي خلال تلك الجلسة بيان مصر، الذي يعكس اهتمام مصر بصياغة الأهداف التنموية لما بعد عام 2015 وحتى عام 2030، وهي الأهداف التي ساهمت مصر بفاعلية في صياغتها من أجل النهوض بأوضاع كثير من الدول والشعوب التي تتطلع إلى تحقيق التنمية المستدامة في شتى المجالات، كما صاغت مصر خطتها التنموية بالتناسق مع تلك الأهداف».
وذكر السفير يوسف أن الرئيس سيرأس اجتماع لجنة رؤساء الدول والحكومات الأفارقة المعنية بتغير المناخ، وذلك في ضوء الرئاسة الدورية لمصر لهذه اللجنة، وكذا لمؤتمر وزراء البيئة الأفارقة. ومن المقرر أن يشهد الاجتماع إطلاق عدد من المبادرات ذات الصلة بمكافحة آثار تغير المناخ، وارتباطها بقطاع الطاقة في القارة الأفريقية.
وسيشارك السيسي أيضًا في عدد من الفعاليات رفيعة المستوى التي ستُعقد على هامش اجتماعات الجمعية العامة، من بينها جلسة نقاش رفيعة المستوى حول التعاون بين دول الجنوب، فضلاً عن قمة مكافحة تنظيم داعش، والتطرف العنيف تلبية لدعوة من الرئيس الأميركي باراك أوباما.
وأضاف المتحدث أن زيارة السيسي إلى نيويورك ستشهد نشاطًا مكثفًا على الصعيد الاقتصادي، إذ سيلتقي عددا من قيادات كبريات الشركات الأميركية، ورؤساء صناديق الاستثمار وبيوت المال، فضلاً عن لفيف من الشخصيات ذات الثقل والتأثير في المجتمع الأميركي.
وذكر السفير علاء يوسف أن جدول أعمال الزيارة يضم أيضًا لقاءات مكثفة للسيسي مع لفيف من رؤساء الدول والحكومات، حيث سيلتقي بهم السيسي لبحث سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين مصر ودولهم، فضلاً عن تبادل الرؤى ووجهات النظر إزاء كثير من المواضيع الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.



انقلابيو اليمن يرغمون الموظفين العموميين على حمل السلاح

الحوثيون أرغموا شرائح المجتمع كافّة على الالتحاق بالتعبئة العسكرية (إ.ب.أ)
الحوثيون أرغموا شرائح المجتمع كافّة على الالتحاق بالتعبئة العسكرية (إ.ب.أ)
TT

انقلابيو اليمن يرغمون الموظفين العموميين على حمل السلاح

الحوثيون أرغموا شرائح المجتمع كافّة على الالتحاق بالتعبئة العسكرية (إ.ب.أ)
الحوثيون أرغموا شرائح المجتمع كافّة على الالتحاق بالتعبئة العسكرية (إ.ب.أ)

أرغم الحوثيون جميع الموظفين في مناطق سيطرتهم، بمن فيهم كبار السن، على الالتحاق بدورات تدريبية على استخدام الأسلحة، ضمن ما يقولون إنها استعدادات لمواجهة هجوم إسرائيلي محتمل.

جاء ذلك في وقت انضم فيه موظفون بمدينة تعز (جنوب غرب) الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية إلى إضراب المعلمين، مطالبين بزيادة في الرواتب.

وذكرت مصادر محلية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، أن الحوثيين، وعلى الرغم من أنهم لا يصرفون الرواتب لمعظم الموظفين، فإنهم وجّهوا بإلزامهم، حتى من بلغوا سن الإحالة إلى التقاعد، بالالتحاق بدورات تدريبية على استخدام الأسلحة، ضمن الإجراءات التي تتخذها الجماعة لمواجهة ما تقول إنه هجوم إسرائيلي متوقع، يرافقه اجتياح القوات الحكومية لمناطق سيطرتهم.

وبيّنت المصادر أن هناك آلاف الموظفين الذين لم يُحالوا إلى التقاعد بسبب التوجيهات التي أصدرها الرئيس السابق عبد ربه منصور هادي بوقف الإحالة إلى التقاعد، إلى حين معالجة قضايا المبعدين الجنوبيين من أعمالهم في عهد سلفه علي عبد الله صالح، وأن هؤلاء تلقوا إشعارات من المصالح التي يعملون بها للالتحاق بدورات التدريب على استخدام الأسلحة التي شملت جميع العاملين الذكور، بوصف ذلك شرطاً لبقائهم في الوظائف، وبحجة الاستعداد لمواجهة إسرائيل.

تجنيد كبار السن

ويقول الكاتب أحمد النبهاني، وهو عضو في قيادة اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين، إنه طلب شخصياً إعادة النظر في قرار تدريب الموظفين على السلاح، لأنه وحيد أسرته، بالإضافة إلى أنه كبير في العمر؛ إذ يصل عمره إلى 67 عاماً، واسمه في قوائم المرشحين للإحالة إلى التقاعد، بعد أن خدم البلاد في سلك التربية والتعليم واللجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم لما يقارب الأربعين عاماً.

ومع تأكيده وجود الكثير من الموظفين من كبار السن، وبعضهم مصابون بالأمراض، قال إنه من غير المقبول وغير الإنساني أن يتم استدعاء مثل هؤلاء للتدريب على حمل السلاح، لما لذلك من مخاطر، أبرزها وأهمها إعطاء ذريعة «للعدو» لاستهداف مؤسسات الدولة المدنية بحجة أنها تؤدي وظيفة عسكرية.

حتى كبار السن والمتقاعدون استدعتهم الجماعة الحوثية لحمل السلاح بحجة مواجهة إسرائيل (إ.ب.أ)

القيادي في اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين ذكر أنه لا يستبعد أن يكون وراء هذا القرار «أطراف تحمل نيات سيئة» تجاه المؤسسات المدنية، داعياً إلى إعادة النظر بسرعة وعلى نحو عاجل.

وقال النبهاني، في سياق انتقاده لسلطات الحوثيين: «إن كل دول العالم تعتمد على جيوشها في مهمة الدفاع عنها، ويمكنها أن تفتح باب التطوع لمن أراد؛ بحيث يصبح المتطوعون جزءاً من القوات المسلحة، لكن الربط بين الوظيفة المدنية والوظيفة العسكرية يُعطي الذريعة لاستهداف العاملين في المؤسسات المدنية».

توسع الإضراب

وفي سياق منفصل، انضم موظفون في مدينة تعز الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية إلى الإضراب الذي ينفّذه المعلمون منذ أسبوع؛ للمطالبة بزيادة الرواتب مع تراجع سعر العملة المحلية أمام الدولار وارتفاع أسعار السلع.

ووفقاً لما قالته مصادر في أوساط المحتجين لـ«الشرق الأوسط»، فقد التقى محافظ تعز، نبيل شمسان، مع ممثلين عنهم، واعداً بترتيب لقاء مع رئيس الحكومة أحمد عوض بن مبارك؛ لطرح القضايا الحقوقية المتعلقة بالمستحقات المتأخرة وهيكلة الأجور والمرتبات وتنفيذ استراتيجية الأجور، لكن ممثلي المعلمين تمسكوا بالاستمرار في الإضراب الشامل حتى تنفيذ المطالب كافّة.

المعلمون في تعز يقودون إضراب الموظفين لتحسين الأجور (إعلام محلي)

وشهدت المدينة (تعز) مسيرة احتجاجية جديدة نظّمها المعلمون، وشارك فيها موظفون من مختلف المؤسسات، رفعوا خلالها اللافتات المطالبة بزيادة المرتبات وصرف جميع الحقوق والامتيازات التي صُرفت لنظرائهم في محافظات أخرى.

وتعهّد المحتجون باستمرار التصعيد حتى الاستجابة لمطالبهم كافّة، وأهمها إعادة النظر في هيكل الأجور والرواتب، وصرف المستحقات المتأخرة للمعلمين من علاوات وتسويات وبدلات ورواتب وغلاء معيشة يكفل حياة كريمة للمعلمين.