الجمهوريون يتقدمون بمشروع قانون لتشديد عمليات الفحص الأمني للاجئين السوريين

الكونغرس يعترض على خطة أوباما لاستضافة لاجئين سوريين خوفًا من قدوم عناصر إرهابية

الجمهوريون يتقدمون بمشروع قانون لتشديد عمليات الفحص الأمني للاجئين السوريين
TT

الجمهوريون يتقدمون بمشروع قانون لتشديد عمليات الفحص الأمني للاجئين السوريين

الجمهوريون يتقدمون بمشروع قانون لتشديد عمليات الفحص الأمني للاجئين السوريين

أبدى الجمهوريون في الكونغرس الأميركي معارضة كبيرة لخطط إدارة الرئيس باراك أوباما للسماح بدخول آلاف إضافية من اللاجئين إلى الولايات المتحدة.
وطالب المشرعون الجمهوريون بحق مراجعة ورفض هذه الخطط متذرعين بمخاوف من الإرهاب. وأشار المشرعون إلى القلق العميق إزاء عمليات فحص المتقدمين، وفرص قدوم عناصر إرهابية بين القادمين إلى الولايات المتحدة. كما أشاروا إلى التكلفة الباهظة التي تتحملها الولايات المتحدة للقيام بعمليات فحص وتحري سجلات اللاجئين القادمين إلى البلاد.
وقدم رئيس لجنة الأمن الوطني بمجلس النواب مشروع قانون يعطي الكونغرس الرقابة على القضايا الأمنية وعمليات الفرز والتصويت على خطة الإدارة الأميركية بشأن اللاجئين.
وكان وزير الخارجية الأميركي جون كيري قد أعلن يوم الأحد زيادة أعداد اللاجئين الذين تستقبلهم الولايات المتحدة بمقدار 15 ألفا في كل من العامين المقبلين، ليصبح إجمالي عددهم 100 ألف بحلول عام 2017، لكنه لم يذكر عدد اللاجئين الإضافيين من سوريا الذين يتدفقون إلى أوروبا هربا من الحرب الدائرة في سوريا.
ولم تقدم وزارة الخارجية للكونغرس الأميركي تفاصيل عن عمليات التدقيق وتكلفتها. وتتولى وزارة الخارجية مراجعة ومراقبة عمليات إعادة توطين المهاجرين من خلال منظمات غير حكومية تقوم بإجراء المقابلات والفرز المسبق للاجئين وإعداد الملفات لتقديمها إلى وزارة الأمن الداخلي الأميركي وإدارات خدمات الهجرة والمواطنة. ويعتمد قبول اللاجئين وفقا لقانون الهجرة والتجنس الصادر في عام 1952 والذي لم يجر تحديثه منذ أكثر من 25 عاما.
وقدم النائب مايكل مكول، رئيس لجنة الأمن الداخلي بمجلس النواب - وهو من الحزب الجمهوري - مشروع القانون الذي سيسمح للكونغرس بمراجعة خطط إعادة توطين السوريين في الولايات المتحدة ويشدد عمليات الفحص الأمني التي يخضعون لها. وقال مكول، الذي تشرف لجنته على قانون الهجرة الأميركي «سيقيد مشروع القانون خطط الإدارة لإعادة التوطين ويعطي الكونغرس مزيدا من السيطرة على العملية».
وإذا تم إقرار هذا المشروع فسيمنع حكومة أوباما من إدخال اللاجئين لحين موافقة مجلسي النواب والشيوخ على مشروع قانون مشترك يجيز استضافتهم. ويطلب القانون من الحكومة إعطاء أولوية للمسيحيين وغيرهم من المنتمين للأقليات الدينية عند الموافقة على استقبال لاجئين من العراق وسوريا. كما يدعو التشريع الجديد إلى أن تقوم وكالات مثل مكتب التحقيقات الفيدرالي ومكتب الاستخبارات الوطنية ووزارة الأمن الداخلي بتوفير ضمانات أمنية جديدة قبل الاعتراف وقبول اللاجئين والقيام بمراجعة شاملة لسد الثغرات الأمنية في عمليات فرز اللاجئين.
وبموجب القانون الحالي، لا تتطلب خطط الحكومة الديمقراطية لاستقبال المزيد من اللاجئين موافقة الكونغرس، لكن يجب أن يخصص مجلسا النواب والشيوخ اللذان يهيمن عليهما الجمهوريون الأموال اللازمة لسداد تكلفة استقبال الأعداد الإضافية، ولن يكون ذلك سهلا لأن الكثير من المشرعين ومنهم بعض الديمقراطيين يخشون أن يتنكر متشددون من تنظيم داعش على أنهم لاجئون ليتسللوا إلى الولايات المتحدة.
وقد أشار مسؤولو الاستخبارات الأميركية إلى القلق من قدوم عناصر من تنظيم داعش متنكرين في شكل لاجئين. وقال النائب الجمهوري عن ولاية فيرجينيا بوب جودلايت، والسيناتور تشاك غراسلس عن ولاية أيوا، في بيان مشترك، إن مقاتلي المنظمات الإرهابية وتنظيم داعش جعلوا من الواضح تماما أنهم سيستخدمون أزمة اللاجئين في محاولة لدخول الولايات المتحدة.
وقال السيناتور الجمهوري جيف سيشنز، رئيس اللجنة الفرعية للهجرة في مجلس الشيوخ، وهو من منتقدي سياسة أوباما الخاصة بالهجرة، إن خطط الحكومة في هذا الشأن باهظة التكاليف ومحفوفة بالمخاطر. وقال سيشنز: «مدارسنا وأسواق العمل عندنا ومواردنا العامة تتعرض بالفعل لضغوط شديدة، وحتى بالمعدلات الحالية ليست لدينا القدرة على فحص القادمين لبيان ذوي المعتقدات المتطرفة».
وكانت الولايات المتحدة سمحت بدخول 70 ألف لاجئ العام الماضي بتكلفة بلغت 1.1 مليار دولار، وهي ثمن عمليات الفحص والتحري عن اللاجئين، وخدمات إعادة التوطين لمدة تصل إلى خمس سنوات. ويقول نشطاء حقوقيون إن حكومة أوباما لا تفعل ما فيه الكفاية لتخفيف الأزمة التي أجبرت نصف سكان سوريا على ترك ديارهم، وانتقل مئات الآلاف منهم إلى أوروبا لا سيما ألمانيا. ويرد المسؤولون الأميركيون على هذه الانتقادات بقولهم إن واشنطن هي أكبر مانح للمساعدات الإنسانية.
وأعلنت واشنطن مساء الاثنين أنها ستقدم 419 مليون دولار أخرى ليصل مجموع المساعدات الإنسانية الأميركية إلى أكثر من 4.5 مليار دولار خلال الأزمة.
وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جوش إرنست إن أوباما يريد زيادة عدد اللاجئين الذين يسمح بدخولهم الولايات المتحدة، لكن المخاوف الأمنية والتكاليف تعني أنه سيتعين أن يؤيد الكونغرس خطة زيادة أعداد اللاجئين.
وكتب الأعضاء الجمهوريون بمجلس الشيوخ شيلي مور كابيتو ومارك كيرك وجوني إرنست ومايك راوندز وروجر ويكر إلى جانب السيناتور الديمقراطي جو مانشين رسالة إلى كيري وجيه جونسون وزير الأمن الداخلي الأسبوع الماضي، عبروا فيها عن مخاوفهم، ودعوا واشنطن إلى التحري عن جميع اللاجئين بدقة شديدة.
وتطبق الولايات المتحدة حاليا قواعد صارمة للتحري عن المهاجرين القادمين من سوريا، ونتيجة لذلك تم السماح بدخول 1500 لاجئ فقط إلى البلاد منذ بدء الحرب الأهلية قبل أربعة أعوام ونصف العام.



بولوارتي تضع البيرو في مواجهة مع حكومات المنطقة

رئيسة البيرو الجديدة دينا بولوارتي قبيل مؤتمر صحافي في ليما، في 24 يناير الحالي (أ.ب)
رئيسة البيرو الجديدة دينا بولوارتي قبيل مؤتمر صحافي في ليما، في 24 يناير الحالي (أ.ب)
TT

بولوارتي تضع البيرو في مواجهة مع حكومات المنطقة

رئيسة البيرو الجديدة دينا بولوارتي قبيل مؤتمر صحافي في ليما، في 24 يناير الحالي (أ.ب)
رئيسة البيرو الجديدة دينا بولوارتي قبيل مؤتمر صحافي في ليما، في 24 يناير الحالي (أ.ب)

بعد التدهور الأخير في الأوضاع الأمنية التي تشهدها البيرو، بسبب الأزمة السياسية العميقة التي نشأت عن عزل الرئيس السابق بيدرو كاستيو، وانسداد الأفق أمام انفراج قريب بعد أن تحولت العاصمة ليما إلى ساحة صدامات واسعة بين القوى الأمنية والجيش من جهة، وأنصار الرئيس السابق المدعومين من الطلاب من جهة أخرى، يبدو أن الحكومات اليسارية والتقدمية في المنطقة قررت فتح باب المواجهة السياسية المباشرة مع حكومة رئيسة البيرو الجديدة دينا بولوارتي، التي تصرّ على عدم تقديم موعد الانتخابات العامة، وتوجيه الاتهام للمتظاهرين بأنهم يستهدفون قلب النظام والسيطرة على الحكم بالقوة.
وبدا ذلك واضحاً في الانتقادات الشديدة التي تعرّضت لها البيرو خلال القمة الأخيرة لمجموعة بلدان أميركا اللاتينية والكاريبي، التي انعقدت هذا الأسبوع في العاصمة الأرجنتينية بوينوس آيريس، حيث شنّ رؤساء المكسيك والأرجنتين وكولومبيا وبوليفيا هجوماً مباشراً على حكومة البيرو وإجراءات القمع التي تتخذها منذ أكثر من شهر ضد المتظاهرين السلميين، والتي أدت حتى الآن إلى وقوع ما يزيد عن 50 قتيلاً ومئات الجرحى، خصوصاً في المقاطعات الجنوبية التي تسكنها غالبية من السكان الأصليين المؤيدين للرئيس السابق.
وكان أعنف هذه الانتقادات تلك التي صدرت عن رئيس تشيلي غابرييل بوريتش، البالغ من العمر 36 عاماً، والتي تسببت في أزمة بين البلدين مفتوحة على احتمالات تصعيدية مقلقة، نظراً لما يحفل به التاريخ المشترك بين البلدين المتجاورين من أزمات أدت إلى صراعات دموية وحروب دامت سنوات.
كان بوريتش قد أشار في كلمته أمام القمة إلى «أن دول المنطقة لا يمكن أن تدير وجهها حيال ما يحصل في جمهورية البيرو الشقيقة، تحت رئاسة ديما بولوارتي، حيث يخرج المواطنون في مظاهرات سلمية للمطالبة بما هو حق لهم ويتعرّضون لرصاص القوى التي يفترض أن تؤمن الحماية لهم».
وتوقّف الرئيس التشيلي طويلاً في كلمته عند ما وصفه بالتصرفات الفاضحة وغير المقبولة التي قامت بها الأجهزة الأمنية عندما اقتحمت حرم جامعة سان ماركوس في العاصمة ليما، مذكّراً بالأحداث المماثلة التي شهدتها بلاده إبّان ديكتاتورية الجنرال أوغوستو بينوتشي، التي قضت على آلاف المعارضين السياسيين خلال العقود الثلاثة الأخيرة من القرن الماضي.
وبعد أن عرض بوريتش استعداد بلاده لمواكبة حوار شامل بين أطياف الأزمة في البيرو بهدف التوصل إلى اتفاق يضمن الحكم الديمقراطي واحترام حقوق الإنسان، قال «نطالب اليوم، بالحزم نفسه الذي دعمنا به دائماً العمليات الدستورية في المنطقة، بضرورة تغيير مسار العمل السياسي في البيرو، لأن حصيلة القمع والعنف إلى اليوم لم تعد مقبولة بالنسبة إلى الذين يدافعون عن حقوق الإنسان والديمقراطية، والذين لا شك عندي في أنهم يشكلون الأغلبية الساحقة في هذه القمة».
تجدر الإشارة إلى أن تشيلي في خضمّ عملية واسعة لوضع دستور جديد، بعد أن رفض المواطنون بغالبية 62 في المائة النص الدستوري الذي عرض للاستفتاء مطلع سبتمبر (أيلول) الفائت.
كان رؤساء المكسيك وكولومبيا والأرجنتين وبوليفيا قد وجهوا انتقادات أيضاً لحكومة البيرو على القمع الواسع الذي واجهت به المتظاهرين، وطالبوها بفتح قنوات الحوار سريعاً مع المحتجين وعدم التعرّض لهم بالقوة.
وفي ردّها على الرئيس التشيلي، اتهمت وزيرة خارجية البيرو آنا سيسيليا جيرفاسي «الذين يحرّفون سرديّات الأحداث بشكل لا يتطابق مع الوقائع الموضوعية»، بأنهم يصطادون في الماء العكر. وناشدت المشاركين في القمة احترام مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للبلدان الأخرى، والامتناع عن التحريض الآيديولوجي، وقالت «يؤسفني أن بعض الحكومات، ومنها لبلدان قريبة جداً، لم تقف بجانب البيرو في هذه الأزمة السياسية العصيبة، بل فضّلت تبدية التقارب العقائدي على دعم سيادة القانون والنصوص الدستورية». وأضافت جيرفاسي: «من المهين القول الكاذب إن الحكومة أمرت باستخدام القوة لقمع المتظاهرين»، وأكدت التزام حكومتها بصون القيم والمبادئ الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان وسيادة القانون، رافضة أي تدخّل في شؤون بلادها الداخلية، ومؤكدة أن الحكومة ماضية في خطتها لإجراء الانتخابات في الموعد المحدد، ليتمكن المواطنون من اختيار مصيرهم بحرية.
ويرى المراقبون في المنطقة أن هذه التصريحات التي صدرت عن رئيس تشيلي ليست سوى بداية لعملية تطويق إقليمية حول الحكومة الجديدة في البيرو بعد عزل الرئيس السابق، تقوم بها الحكومات اليسارية التي أصبحت تشكّل أغلبية واضحة في منطقة أميركا اللاتينية، والتي تعززت بشكل كبير بعد وصول لويس إينياسيو لولا إلى رئاسة البرازيل، وما تعرّض له في الأيام الأخيرة المنصرمة من هجمات عنيفة قام بها أنصار الرئيس السابق جاير بولسونارو ضد مباني المؤسسات الرئيسية في العاصمة برازيليا.