«بورصة» تهريب البشر في تركيا.. السماسرة سوريون وعراقيون والمهربون أتراك

{الشرق الأوسط} ترصد حركتها وتحاور لاجئين في اسطنبول وأزمير * مسؤول تركي: إغراق دول أوروبا الغربية بالمهاجرين للضغط على المجتمع الدولي

طفل سوري يعزف الكمان، فيما يسعى مئات اللاجئين إلى السير نحو الحدود التركية الغربية أمس (أ.ب)
طفل سوري يعزف الكمان، فيما يسعى مئات اللاجئين إلى السير نحو الحدود التركية الغربية أمس (أ.ب)
TT

«بورصة» تهريب البشر في تركيا.. السماسرة سوريون وعراقيون والمهربون أتراك

طفل سوري يعزف الكمان، فيما يسعى مئات اللاجئين إلى السير نحو الحدود التركية الغربية أمس (أ.ب)
طفل سوري يعزف الكمان، فيما يسعى مئات اللاجئين إلى السير نحو الحدود التركية الغربية أمس (أ.ب)

آرام، شاب من مدينة كوباني الكردية في شمال سوريا وصل قبل أيام إلى مدينة إزمير على بحر إيجة مع زوجته وطفلته التي بلغت الشهرين من العمر، وقضت نصف عمرها في رحلة شغلت تفاصيلها العالم بأسره ووضعته في مواجهة أزمة اللاجئين، هي الأكبر منذ الحرب العالمية الثانية.
وآرام وأسرته الصغيرة هم ضمن آلاف اللاجئين غالبيتهم سوريون وعراقيون يفترشون أرصفة إزمير في انتظار أن يأتيهم سمسار يعرض عليهم رحلة خطرة إلى اليونان ومنها إلى دول أوروبا الغربية، «الشرق الأوسط» رصدت حركة بورصة تهريب البشر هذه ميدانيا وحاورت الناشطين فيها بمن فيهم سماسرة ولاجئون.
في مدينة أزمير التركية، التي تبعد عن إسطنبول بـ564 كيلومترا وتقع على بحر إيجه، وبالتحديد في ساحة بصمانه، يفترش السوريون الأرصفة وهم ينتظرون أن ينعم الله عليهم بـ«سمسار» يمكن الوثوق به في الوصول إلى إحدى الجزر اليونانية. يقول آرام: «تعتبر أزمير الممر الأكثر أمانا للمهاجرين بسبب قربها من الجزر اليونانية وانخفاض تكلفة السفر، مقارنة بالسفن التي تبحر من مدينة مرسين باتجاه إيطاليا.. حاليا أزمير تعد هي الممر الأكثر شهرة». ويضيف: «هناك نلتقي الكثير من السماسرة، هم سوريون أو عراقيون عادة، ودورهم هو إقناع النفرات (مصطلح يطلقه المهربون على الفرد المهاجر) بالمهرب الذي يعملون لحسابه، ويروجون له. فيقولون إنه مضمون ويوصل نفراته إلى جزيرة كوس اليونانية، المعروفة بسهولة إجراءاتها بحق المهاجرين، كما ويطلعوننا على تفاصيل الرحلة ومدتها التي لا تتجاوز الساعة بالقارب (قارب مطاطي منفوخ يستخدم في عملية التهريب في عرض البحر، وقطع مسافة تقدر بنحو 8 كيلومترات من الشواطئ التركية إلى أقرب الجزر اليونانية)». ويضيف: «كما يشرحون مواصفات القارب، فهنا يمكنك الاختيار بين القارب الصغير، وطوله نحو أربعة أمتار ويتسع لثمانية أشخاص، أو الكبير، والذي يصل طوله إلى نحو تسعة أمتار ويتسع عادة لأربعين شخصًا، كما هناك رحلات باليخت»، لافتا إلى أن «المهرب الذي يعملون لحسابه تركي. وعادة لا يتم الكشف عن أسماء المهربين إنما يستخدمون أسماء مستعارة، كما أن معظم السماسرة لا يكشفون عن أسمائهم الحقيقية».
وحول سعر الرحلة، يوضح آرام: «يصل أجر القارب إلى نحو 1200 يورو للنفر، أما قارب الصيد الخشبي فهو ما بين 2500 و3000 يورو للنفر الواحد، وكغالبية المهاجرين فقد اخترنا القارب. وتوضع كلفة التهريب عند طرف ثالث، وهو على الأغلب مكتب أمانات يأخذ عمولة 50 دولارا بدل إيداع، ولا يسلم النقود للمهرب إلا بعد اتصال صاحب النقود من اليونان. وبمجرد الاتفاق مع السمسار حول الأجرة يتم تحديد موعد الرحلة، وأن يحين الموعد يحمل المهاجر سترة النجاة متجها إلى المكان الذي حدده له السمسار لتأتي سيارات لنقلنا إلى نقطة الانطلاق التي تبدأ منها الرحلات وتكون ما بين منتصف الليل وأذان الفجر». ويوضح أنه عادة ما يكون هناك اتفاق مسبق بين المهربين والجندرمة التركية، واتفاق آخر بين المهرب وخفر السواحل التركي.. وكان بيننا وبين خفر السواحل التركي فقط مسافة 50 مترا، وكانوا يرسلون لنا إشارات ضوئية لنكمل طريقنا ويرشدوننا إلى الاتجاه الذي علينا اتخاذه، وهذا الأمر ليس خفيا على أحد، فعمليات التهريب تجري تحت أنظار خفر السواحل التركي».
بمجرد الوصول إلى اليونان، يتم احتجاز المهاجرين ثلاثة أيام يخضعون خلالها إلى الفحص والتحقيق، ثم يتسلمون ورقة طرد من الأراضي اليونانية تلزمهم بالمغادرة خلال شهر. ويقول آرام: «انطلقنا باتجاه العاصمة أثينا، ومن هناك إلى صربيا من ثم هنغاريا التي شهد العالم سوء معاملتها للمهاجرين، إذ أجبرنا بالقوة على أن نبصم هناك ومن يرفض فإنه تتم إهانته وضربه أحيانا. وبعد حادثة الشاحنة التي جعلت قلب الغرب يرأف بحالنا مجددا، فتحت النمسا أبوابها أمامنا إلى أن وصلنا ألمانيا».
من جانبه، يوجد السمسار أبو أيمن، وهو سوري لم يقبل الكشف عن مدينته، بشكل دائم في ساحة أكسراي في مدينة إسطنبول التركية، وهي أحد أبرز الأماكن التي يوجد فيها المهربون ومقصد المهاجرين الرئيسي قبل التوجه إلى أزمير أو بودروم. وبعد إلحاح، قال أبو أيمن «اليوم، كما هو معروف فإن أكثر من يريد الهجرة هم السوريون والعراقيون وهناك أيضا أعداد كبيرة من الفلسطينيين واللبنانيين.. كما هناك مهاجرون من الصومال ومناطق أفريقية أخرى بدءوا يقصدون تركيا بهدف الهجرة من سواحلها. نأخذ عمولتنا على كل نفر، إضافة إلى أتعابنا في تجهيز القارب وتأمين المسافرين إلى نقطة العبور المتفق عليها».
حتى في حال فشلت محاولة العبور بسبب غرق «القارب» أو توقيف المهاجرين من طرف خفر السواحل اليوناني، يوضح أبو أيمن أنه تتم إعادتهم إلى أزمير ويخضعون للتحقيق. وعادة ما يحتجزون ليلة واحدة في السجن، ويخرجون في اليوم التالي. ويتابع: أن «المهرب يتكفل بكل شيء، فيتم تهريبهم في محاولة ثانية وثالثة إلى أن تنجح العملية.. السلطات التركية لا تتخذ أي إجراء بحق من حاول الهجرة غير الشرعية».
كما كشف أن سواحل الدول التي تنشط بها مافيات تهريب البشر هي تركيا وليبيا ومصر، فالسوريون كانوا يقصدون سابقا مصر وليبيا وتركيا للهجرة نحو أوروبا عبر إيطاليا، التي تعتبر أكثر تساهلاً مع المهاجرين. وهذا ما كان يجعل السوريين يفضلونه على اليونان رغم أن الرحلة إلى إيطاليا هي أخطر بسبب المسافة الطويلة عبر البحر المتوسط وصولاً إلى إيطاليا، بالمقارنة مع المسافة القصيرة نسبيًا التي يقطعها المهاجرون عبر البحر المتوسط للوصول إلى اليونان من مدينة أزمير التركية. إلا أن هذا كان في السابق، أي قبل أن يصبح الطريق إلى اليونان سالكا للمهاجرين.
فضلا عن ذلك، فإن الوصول إلى مدينة الإسكندرية المصرية والبيضاء الليبية ليس بالأمر الهين، بسبب إجراءات تأشيرة الدخول، في الوقت الذي يمكن للسوري الدخول إلى تركيا بجواز السفر دون تأشيرة دخول. كما أن رحلة المهاجر من السواحل الليبية نحو أوروبا تكلف أكثر، نحو 3000 دولار أميركي عن الشخص الواحد، وعلى المهاجر اصطحاب كميات كافية من الطعام والماء. ويتم خلالها التنقل بين المراكب الصغيرة والمتوسطة عدة مرات، إلى أن يتم نقل المهاجرين في آخر المطاف إلى مركب خشبي. ويتركون بعد ذلك لمواجهة المجهول وسط البحر، حتى ينتهي الوقود، وكثير من الأوقات يتعطل المحرك وينتظرون أياما إلى أن تصادفهم سفينة تجارية لتقوم بإنقاذهم وفق العرف الملزم في البحار، الذي يلزم السفينة في البحر بإنقاذ ركاب أي سفينة تصادفها في حال كانت بحالة نفاد للوقود أو على وشك الغرق.
وعند مواجهتنا لأبي أيمن بأنه، والمهربين الآخرين، ليسوا أفضل من المهربين الليبيين، دافع عن نفسه قائلا: «ليس هناك مهرب سوري، نحن وسطاء فقط. المهربون هم من الأتراك وهم من يشترون الطريق، أي أنهم يتفقون مع خفر السواحل ومع الأمن لتسهيل عملية التهريب. نحن نكتفي بشراء القوارب، وعادة أسعارها هي بحدود 4000 إلى 10 آلاف دولار أميركي، وغالبية تجار القوارب هم من الأتراك. وحتى سترات النجاة التي يشتريها النفر، هي حكر على الأتراك فقط، وهناك مستودعات مكدسة بهذه السترات في أزمير وبودروم.. وحتى واقيات الهواتف النقالة من البلل هي حكر على التركي، نحن نجمع النفرات ونسير الرحلات فقط».
وأقر أبو أيمن بوجود حالات لتجارة بأعضاء السوريين تتم في الطريق ما بين تركيا واليونان خلال رحلة التهريب، ويقول بهذا الصدد «نعم سمعنا عن أن هناك سماسرة يقومون ببيع أعضاء لسوريين وهم أحياء خلال رحلتهم بين تركيا واليونان، لذا يجب البحث عن مهرب موثوق ومعروف لدى السوريين، وهناك أيضا عصابات نصب واحتيال تتفق مع المهاجرين وتأخذهم إلى مناطق مقطوعة، وتحت تهديد السلاح، تقوم بسلبهم كل ما يملكون من نقود وأجهزة المحمولة».
ويضيف: «توجد في تركيا عدة طرق لتهريب المهاجرين بحرًا وجوًا وبرا، ولكن أرخص الطرق هي التهريب عن طريق البحر، باتجاه إيطاليا. حيث تكلف الرحلة مبلغا يتراوح بين 6000 و7000 دولار للشخص الكبير، ونصفه للصغير دون عشر سنوات. وباتجاه اليونان يكلف مبلغ يتراوح بين 1000 و1300 دولار». أما من لديهم سيولة مالية أكبر، فيختارون الجو، ويعتمدون على جوازات سفر أوروبية مزورة، لكن كثيرا ما تفشل، وإن كانت تكلفة العملية هذه تتراوح بين 11و13 ألف دولار.
وعن وصول السوريين الذين لا يحملون جواز سفر إلى تركيا، يشرح أبو أيمن: «يجوز الوصول إلى تركيا من الشمال السوري عبر المعابر الرسمية دون تأشيرة في حال كان المهاجر يملك جواز سفر، أو عبر طرق التهريب البري بين سوريا وتركيا في حال عدم امتلاكه جواز سفر. كما يمكن لحامل جواز السفر السوري دخول الأراضي التركية قادمًا من أي بلد في العالم ودون تأشيرة مسبقة».
ووفقا لشهادات المتابعين، فإنه لا يمكن إنكار الدور التركي أو تجاهله في إغراق أوروبا باللاجئين. إذ وصف البعض ما يحدث في الجانب التركي من الأزمة بأنه يدير «بورصة» لتهريب البشر تعمل بنظام شبه علني.
ويقول الإعلامي التركي، جاكدار أريان، إن «عمل مكاتب تأمين التي تقوم بحفظ أموال المهاجر غير الشرعي، ثم يسلمها المكتب إلى المهرب بعد وصول المهاجر إلى بلد اللجوء، وذلك وفقًا لكلمة سر يتفق المهاجر حولها مع مكتب التأمين، إنما تعمل وضح النهار والتفاوض بين السماسرة والمهاجرين يتم علنا وسط إسطنبول وأزمير وبدوردم وغيرها».
ويعبر مسؤول تركي، رفض الكشف عن اسمه، عن اعتقاده بأن تدفق اللاجئين الهائل حاليًا من تركيا، إنما هدفه هو الضغط على المجتمع الدولي، في دعم مطالبها بإنشاء منطقة آمنة في سوريا، أو لتسريع حسم الصراع في سوريا وعودة اللاجئين، أو ربما لاستقطاب المزيد من الدعم والمساعدات لميزانية تركيا المرصودة للاجئين، مشيرا إلى أن حكومة طيب رجب إردوغان تعرضت للنقد من قبل المعارضة بسبب تدخلها في الأزمة السورية وتعاونها مع المجموعات «الإرهابية» التي تقاتل في سوريا. ويضيف: «بات واضحا أن ثمة صمتًا تركيًا رسميًا متعمدًا عن مافيات تهريب البشر النشطة في إسطنبول وغيرها من المناطق، وتجاهلاً لأصل المشكلة المنطلقة من تركيا، بعد كل الضحايا في بحر إيجه.. والرد التركي عن الضحايا كان غير منطقي».
وفي سياق متصل، وحول حادثة غرق الطفل السوري إيلان، عاتب إردوغان والد الطفل إيلان: «ليتكم لم تبحروا، وكنتم ضيوفنا!!»، بينما اكتفى رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو بالتعليق على غرق الطفل، قائلاً: إن «الإنسانية جمعاء هي الخاسرة، وكذلك المجتمع الدولي الذي لم يقم بما هو مطلوب»، دون أن يشير إلى مسؤولية الدولة في محاربة تجارة تهريب البشر.
وكانت السلطات الفرنسية علقت مهام قنصلها الفخري في مدينة بودروم شمال غربي ‏تركيا، فرونسواس أولجاي، على خلفية تبين أنها تبيع الزوارق للاجئين المتوجهين إلى الجزر اليونانية تمهيدًا للتوجه إلى أوروبا.
وظهرت القنصل في تسجيل مصور عبر كاميرا خفية خلال برنامج تلفزيوني بث على قناة «فرانس 2»، وهي تقول داخل متجرها: «إن لم أبع للاجئين هذه القوارب فإن المتاجر الأخرى ستبيعها لهم، وبالتالي لن يغير ذلك شيئًا. وإن السلطات التركية على علم بما يجري، وسبق وطلبت منهم منعهم من المغادرة لكن دون جدوى. العمدة يشارك في هذه التجارة وكذلك قائد الميناء، إضافة إلى المحافظ ونائبه، الجميع على علم بالأمر».
وقال عبد الله شنو الكردي، والد الطفلين الغريقين إيلان وغالب، إنه «سيصل إلى المهرب الذي تسبب في فاجعته بفقدانه ولديه وزوجته ريحانا. وأثارت صورة جثة الطفل إيلان، البالغ الثالثة من العمر وهو ممدد على بطنه على رمال شاطئ بودروم جنوب غربي تركيا، صدمة حقيقية وموجة تأثر في العالم. ووجّه القضاء التركي التهمة رسميا إلى أربعة سوريين يشتبه بأنهم مهربو مهاجرين، وأودعوا إلى السجن إثر حادث الغرق الذي أدى إلى مقتل 12 مهاجرا، بينهم الطفل إيلان الكردي».
ويعقب والد إيلان على خبر سجن السلطات التركية سوريين متهمين بمسؤوليتهم عن الحادثة، قائلا، في تصريحات خص بها «الشرق الأوسط»: «ليس واحد من السوريين الأربعة هو المهرب أو السمسار الذي اتفقت معه لتهريبنا»، مشددا: أن «السماسرة، رغم أنه تقع عليهم المسؤولية ولكن المسؤولية الأكبر يتحملها المهرب التركي.. فهو من يأمر بشراء القارب ونوعه وهو من يحدد تفاصيل الرحلة». وكشف عن أنه لا يعرف أيا من السوريين الذين أعلن القضاء التركي عنهم، وأن السمسار كان يدعى أبو حسين وكانت لكنته تشبه لكنة أهل الساحل السوري. ويصرّ عبد الله: «السوري لا يقتل السوري.. كلنا ضحايا. المسؤولون هم المهربون الأتراك»، كما نفى نفيا قاطعا كل ما جاء في خبر نشرته إحدى وكالات الأنباء الدولية حول أنه كان يعمل مهربا، وهو من قاد القارب الذي ذهب ضحيته أفراد أسرته، واعتبرها «افتراءات، لا أساس لها، مثلها مثل إشاعة أنه كان ينوي السفر لعلاج الأسنان».
كما أكد أن المهرب أو السمسار لا يقود القارب، بل يوكلون قيادته إلى أحد المهاجرين مقابل ألا يدفع تكلفة الرحلة ويزودونه بجهاز من خلاله يمكنه قراءة الإحداثيات، مشددا أن يديه لم تلمسا مقود القارب، بل اضطر إلى الإمساك به بعد أن رمى الشخص بنفسه إلى البحر ليقوم هو بمحاولة القيادة، ففشل لارتفاع الأمواج.. وانقلب القارب.
وكان المركب قد انطلق بالمهاجرين في الأول من سبتمبر (أيلول) من جزيرة بودروم باتجاه جزيرة كوس اليونانية، وانقلب «القارب» نتيجة ارتفاع موج البحر، مما أدى إلى غرق الطفلين غالب عبد الله البالغ من العمر (5 سنوات)، وإيلان عبد الله، (3 سنوات)، مع أمهم، بينما تمكن الوالد من النجاة. ودفن الطفل إيلان وشقيقه ووالدته في مدينة كوباني ذات الغالبية الكردية، والتي تقع على الحدود التركية، التي كانت العائلة غادرتها للجوء إلى تركيا هربا من أعمال العنف قبل أن تقرر الهجرة إلى أوروبا.



الأمم المتحدة تدعو «طالبان» إلى السماح للأفغانيات بالعمل في مكاتبها

دعت الأمم المتحدة الأحد سلطات «طالبان» إلى رفع حظر تفرضه منذ 3 أشهر على عمل موظفاتها الأفغانيات في مقراتها في أفغانستان (أ.ف.ب)
دعت الأمم المتحدة الأحد سلطات «طالبان» إلى رفع حظر تفرضه منذ 3 أشهر على عمل موظفاتها الأفغانيات في مقراتها في أفغانستان (أ.ف.ب)
TT

الأمم المتحدة تدعو «طالبان» إلى السماح للأفغانيات بالعمل في مكاتبها

دعت الأمم المتحدة الأحد سلطات «طالبان» إلى رفع حظر تفرضه منذ 3 أشهر على عمل موظفاتها الأفغانيات في مقراتها في أفغانستان (أ.ف.ب)
دعت الأمم المتحدة الأحد سلطات «طالبان» إلى رفع حظر تفرضه منذ 3 أشهر على عمل موظفاتها الأفغانيات في مقراتها في أفغانستان (أ.ف.ب)

دعت الأمم المتحدة، الأحد، سلطات «طالبان» إلى رفع حظر تفرضه منذ 3 أشهر على عمل موظفاتها الأفغانيات في مقراتها في أفغانستان، محذّرة من أن هذا الإجراء يهدد «خدمات مساعدة حيوية».

ووفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية، قالت ممثلة هيئة الأمم المتحدة للمرأة في أفغانستان، سوزان فيرغسون، في بيان: «ندعو إلى رفع الحظر المفروض على دخول الموظفات الأفغانيات في الأمم المتحدة ومتعاقداتها إلى مقرات الأمم المتحدة، و(إتاحة) الوصول الآمن إلى المكاتب وفي الميدان، حتى يتسنى للمساعدات أن تصل إلى النساء والفتيات الأكثر احتياجاً إليها».

فرضت سلطات «طالبان» التي تطبق تفسيراً متشدداً للشريعة الإسلامية، هذا الحظر قبل 3 أشهر. ووفق مصادر أممية، أثّر هذا الحظر على مئات الموظفات الأفغانيات.

منذ عودة «طالبان» إلى السلطة عام 2021، منعت الأفغانيات من ممارسة كثير من الوظائف، ومن زيارة الحدائق وصالونات التجميل، ومن ارتياد المدارس بعد سن 12 عاماً.

وأوضحت الأمم المتحدة أن موظفاتها واصلن «عملهن الحيوي من أجل الشعب الأفغاني» عن بعد لمدة 3 أشهر، خصوصاً لتقديم المساعدة لضحايا الزلازل المميتة التي ضربت أفغانستان في الأشهر الأخيرة، وللمهاجرين الأفغان الذين أعيدوا بشكل جماعي من باكستان وإيران.

لكن سوزان فيرغسون أكّدت أن «إطالة أمد هذه القيود تعرّض خدمات مساعدة حيوية لخطر متزايد»، مشيرة إلى أن هذا الحظر «ينتهك مبادئ حقوق الإنسان والمساواة التي ينصّ عليها ميثاق الأمم المتحدة».

وقالت ممثلة هيئة الأمم المتحدة للمرأة: «بفضل هؤلاء النساء فقط تتمكن الأمم المتحدة من الوصول إلى النساء والفتيات» في أفغانستان.

ولم يتسنَّ التواصل على الفور مع سلطات «طالبان» للحصول على تعليق.

في منتصف سبتمبر (أيلول)، اضطرت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إلى تعليق المساعدات المقدمة للمهاجرين الأفغان في مراكز توزيع المساعدات النقدية.

وبرّرت المفوضية هذا القرار باستحالة «إجراء مقابلات وجمع معلومات عن 52 في المائة من المهاجرين العائدين إلى البلاد، وهم من النساء، دون وجود موظفات».


موجة أمطار جديدة تضاعف معاناة الملايين في سريلانكا وإندونيسيا

عناصر من القوات الجوية الإندونيسية يستعدون لإسقاط مساعدات في المناطق المتضررة يوم 7 ديسمبر (أ.ب)
عناصر من القوات الجوية الإندونيسية يستعدون لإسقاط مساعدات في المناطق المتضررة يوم 7 ديسمبر (أ.ب)
TT

موجة أمطار جديدة تضاعف معاناة الملايين في سريلانكا وإندونيسيا

عناصر من القوات الجوية الإندونيسية يستعدون لإسقاط مساعدات في المناطق المتضررة يوم 7 ديسمبر (أ.ب)
عناصر من القوات الجوية الإندونيسية يستعدون لإسقاط مساعدات في المناطق المتضررة يوم 7 ديسمبر (أ.ب)

ارتفعت حصيلة ضحايا العواصف الاستوائية والأمطار الموسمية التي ضربت إندونيسيا وسريلانكا وماليزيا وتايلاند وفيتنام، إلى ما لا يقل عن 1800 شخص. وتضرَّر نحو 11 مليون شخص، وفق تقييم الأمم المتحدة، بينهم نحو 1.2 مليون أُجبروا على مغادرة منازلهم إلى الملاجئ، بينما جرفت السيول الطرق والخدمات العامة والأراضي الزراعية.

وأصدرت السلطات السريلانكية، الأحد، تحذيرات جديدة من انهيارات أرضية، بسبب أمطار غزيرة في مناطق دمَّرتها أصلاً الفيضانات وانزلاقات التربة، بينما تحاول إندونيسيا تكثيف عمليات إيصال المساعدات.

صورة جوية لانزلاقات التربة من جرَّاء الفيضانات في قرية باندونغ الإندونيسية يوم 7 ديسمبر (أ.ف.ب)

وفي سريلانكا، ضربت الأمطار الغزيرة مجدداً مناطق دمَّرها إعصار عنيف، ما رفع عدد القتلى إلى 627 شخصاً، حسب أحدث حصيلة للحكومة التي أفادت أيضاً بأنَّ 190 شخصاً لا يزالون في عداد المفقودين، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

العاصفة الأسوأ

وتضرر أكثر من مليوني سريلانكي، أي نحو 10% من السكان، من تداعيات الإعصار «ديتواه» الذي ضرب البلاد الأسبوع الماضي، ويُعدّ أسوأ عاصفة تشهدها الدولة الجزرية منذ مطلع القرن. وأفاد مركز إدارة الكوارث، الأحد، بأن العواصف الموسمية تتسبب بمزيد من الأمطار وتجعل المنحدرات غير مستقرة، خصوصا في المنطقة الجبلية الوسطى والمناطق الداخلية الشمالية الغربية.

القوات الجوية الإندونيسية تستعد لإسقاط مساعدات في المناطق المتضررة يوم 7 ديسمبر (أ.ف.ب)

​واستخدمت السلطات مروحيات وطائرات لإيصال مساعدات إلى مناطق في وسط البلاد عزلتها الانزلاقات الأرضية. كما أعلنت القوات الجوية السريلانكية وصول طائرة محملة بمساعدات إنسانية من ميانمار، بعد أن طلبت كولومبو مساعدة دولية. وأشار مركز إدارة الكوارث إلى أنَّ عدد المقيمين في مخيمات اللاجئين الحكومية، الذي بلغ ذروته عند 225 ألف شخص، انخفض إلى 90 ألفاً مع انحسار مياه الفيضانات.

وأعلنت الحكومة الجمعة عن حزمة تعويضات ضخمة، لإعادة بناء أكثر من 80 ألف منزل متضرر ومساعدة الشركات. وقدَّرت السلطات أن تكلفة إعادة الإعمار قد تصل إلى 7 مليارات دولار. وأعلن صندوق النقد الدولي أنه يدرس طلباً من كولومبو للحصول على مساعدات بقيمة 200 مليون دولار لإعادة الإعمار.

استياء شعبي

وفي إندونيسيا؛ حيث وصل عدد قتلى العواصف المدمرة إلى 916 شخصاً، بينما لا يزال 274 في عداد المفقودين، زار الرئيس برابوو سوبيانتو إقليم آتشيه شمال غربي جزيرة سومطرة التي تأثرت بشدة بالكارثة.

متطوعون يوزعون المساعدات على المتضررين من الفيضانات والأعاصير في سومطرة بإندونيسيا يوم 7 ديسمبر (أ.ف.ب)

وقال سياهرول -وهو رجل يبلغ 35 عاماً- لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» إنَّ زيارة الرئيس «تبدو كأنها رحلة سياحية للكوارث». وفي إقليم آتشيه، رفع سياهرول وآخرون لافتات تحضُّ الرئيس على بذل مزيد من الجهود، لا مجرَّد «التجول» في منطقتهم المنكوبة. في المقابل، أفادت وزارة أمانة الدولة بأنَّ هذه الزيارة تهدف إلى «تسريع جهود الاستجابة للطوارئ، وإعادة الإعمار في المناطق المتضررة».

سيدة تتفقد الأضرار التي لحقت بمنزلها في شمال مقاطعة سومطرة يوم 7 ديسمبر (رويترز)

وتتجاهل الحكومة الإندونيسية حتى الآن ضغوط السكان المتضررين الذين يُطالبون بإعلان حالة الكارثة الوطنية، الأمر الذي من شأنه أن يُوفِّر مزيداً من الموارد، ويسمح للوكالات الحكومية بتنسيق أعمالها. وبعيد وصوله إلى باندا آتشيه، وعد سوبيانتو «بإصلاح كل الجسور في غضون أسبوع إلى أسبوعين إن أمكن». وأكدت وزارة أمانة الدولة في بيان أن «إدارة الفيضانات في آتشيه هي أولوية وطنية» للحكومة.

تفشي الأمراض

في غياب مياه الشرب النظيفة، يواجه الإندونيسيون في مناطق الفيضانات المحيطة بجزيرة آتشيه تاميانغ تفاقماً في انتشار الأمراض، ونقصاً في الرعاية الطبية؛ إذ يكافح العاملون لمساعدة عشرات السكان في المستشفى الوحيد بالمنطقة.

موظفو إغاثة يخرجون جثمان أحد الضحايا من مستشفى بآتشيه تاميانغ يوم 7 ديسمبر (رويترز)

ومع فقدان السكان منازلهم بسبب بِرَك الطين والحطام، تفاقم انتشار الأمراض، وفق «رويترز». وقالت وزارة الصحة الإندونيسية الأسبوع الماضي، إن الأمراض شملت الإسهال والحمى والألم العضلي الناجم عن «سوء البيئة وأماكن الإقامة بعد الكارثة». وفي المستشفى الوحيد في آتشيه تاميانغ، تحدثت مريضة وعاملون في قطاع الصحة مع «رويترز» عن تفاقم الأمراض هناك. وقال شهود إن المعدات الطبية مغطاة بالطين، والحقن مبعثرة على الأرض، كما جرفت الفيضانات الأدوية.

تسببت انزلاقات التربة في إتلاف أدوية ومعدات طبية في آتشيه تاميانغ يوم 7 ديسمبر (رويترز)

وقالت ممرضة تبلغ من العمر 42 عاماً، إن العمل في المستشفى أصيب بالشلل التام تقريباً، بسبب نقص الأدوية. وحاول عاملون إنقاذ أجهزة تنفس صناعي في وحدة العناية المركزة للأطفال الرضع، ولكنهم لم ينجحوا في ذلك؛ لأن المياه المتصاعدة غمرتهم. وقالت إن رضيعاً توفي بينما نجا ستة، وعبرت عن أملها في إعادة تشغيل المستشفى، مضيفة: «هذه كارثة استثنائية. الدمار طال كل شيء».

من جانبه، قال طبيب سافر بالقارب للوصول إلى آتشيه تاميانغ، إن الجسور المدمرة جعلت من المستحيل تقريباً على العاملين في القطاع الطبي التنقل في أنحاء المنطقة، مضيفاً أن غرف الطوارئ لن تعمل قبل يوم الاثنين.


اليابان تطلب من أميركا دعماً أقوى لها وسط التوترات مع الصين

ترمب وتاكايتشي خلال حفل توقيع وثيقة بشأن تنفيذ اتفاقية التجارة بين أميركا واليابان في طوكيو... أكتوبر الماضي (أرشيفية - رويترز)
ترمب وتاكايتشي خلال حفل توقيع وثيقة بشأن تنفيذ اتفاقية التجارة بين أميركا واليابان في طوكيو... أكتوبر الماضي (أرشيفية - رويترز)
TT

اليابان تطلب من أميركا دعماً أقوى لها وسط التوترات مع الصين

ترمب وتاكايتشي خلال حفل توقيع وثيقة بشأن تنفيذ اتفاقية التجارة بين أميركا واليابان في طوكيو... أكتوبر الماضي (أرشيفية - رويترز)
ترمب وتاكايتشي خلال حفل توقيع وثيقة بشأن تنفيذ اتفاقية التجارة بين أميركا واليابان في طوكيو... أكتوبر الماضي (أرشيفية - رويترز)

طلبت اليابان من الولايات المتحدة تعزيز دعمها لها، في ظل تصاعد التوترات مع الصين، بعد تصريحات رئيسة الوزراء ساناي تاكايتشي بشأن تايوان، بحسب ما ذكرته صحيفة «فاينانشال تايمز»، اليوم (الأحد).

وأفادت وكالة «بلومبرغ» للأنباء، اليوم (الأحد)، بأن طوكيو أعربت عن استيائها؛ بسبب صمت واشنطن إلى حد كبير، لتجنب تعريض اتفاقيتها التجارية مع بكين للخطر.

وأعربت اليابان عن خيبة أملها؛ بسبب رد فعل الولايات المتحدة، الذي اقتصر على إصدار بيانات من السفارة، وبث منشور على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث أعطى الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الأولوية للاتفاقية التجارية مع الصين، متجنباً الدعم المعلن القوي لليابان، بحسب ما أوردته «بلومبرغ».

وياتى هذا في الوقت الذي قال فيه وزير الدفاع الياباني، شينغيرو كويزومي، إن مقاتلات صينية وجَّهت الرادار الذي يتحكم في إطلاق النار إلى مقاتلات يابانية فوق المياه الدولية، أمس (السبت)، بالقرب من جزر أوكيناوا اليابانية في واقعتين منفصلتين وصفهما الوزير بأنهما «خطرتان».

وأضاف كويزومي، في منشور على موقع «إكس»: «تجاوزت إضاءة الرادار ما هو ضروري للطيران الآمن للطائرات»، مشيراً إلى أن اليابان قدمت احتجاجاً إلى الصين بشأن الواقعة «المؤسفة».

يعد قفل رادار التحكم على وضع إطلاق النار أحد أكثر الأعمال التي يمكن أن تقوم بها طائرة عسكرية تهديداً؛ لأنه يشير إلى هجوم محتمل، مما يجبر الطائرة المستهدفة على اتخاذ إجراءات مراوغة.

يذكر أن اليابان قد أعلنت أنها ستنشر وحدة دفاع جوي للحرب الإلكترونية في جزيرة يوناغوني في عام 2026، مما يضع قدرات تشويش رادار جديدة، على بعد 110 كيلومترات فقط من تايوان. وقال شيمو كوزو، مدير التخطيط في مكتب الدفاع في جزيرة أوكيناوا إن تعزيز الوضع الدفاعي للمنطقة الجنوبية الغربية أمر ملح، وإن وحدات الحرب الإلكترونية ستعزز حماية الجزر النائية، حسب موقع «تايوان نيوز» الإخباري، السبت. وشدَّد على أن هذه المعدات «لا تستهدف مهاجمة دول أخرى»، وحثَّ السكان على تفهم أن إظهار قدرة اليابان على الدفاع عن النفس، يعدّ بمثابة رادع. وقالت وزارة الدفاع اليابانية إن الوحدة ستجري تشويشاً برياً ضد طائرات العدو المقتربة، مما يضعف أو يعطل الرادار على طائرات الإنذار المبكر وغيرها من المنصات. ومن المقرر نشرها في حاميتي يوناجوني وكينغون في العام المالي 2026، ثم حامية ناها في العام المالي 2027.