لبنان: أهالي العسكريين المختطفين مجددًا في الشارع بعد دفع الملف إلى أسفل سلم الأولويات

انقطاع أخبار المحتجزين لدى «داعش» منذ 10 أشهر ونصف.. و«النصرة» تمنع الزيارات حاليًا

لبنان: أهالي العسكريين المختطفين مجددًا في الشارع بعد دفع الملف إلى أسفل سلم الأولويات
TT

لبنان: أهالي العسكريين المختطفين مجددًا في الشارع بعد دفع الملف إلى أسفل سلم الأولويات

لبنان: أهالي العسكريين المختطفين مجددًا في الشارع بعد دفع الملف إلى أسفل سلم الأولويات

انضم أهالي العسكريين اللبنانيين المختطفين لدى تنظيمي داعش وجبهة النصرة منذ 13 شهرًا إلى تحرك ناشطي المجتمع المدني يوم أمس (الأربعاء) في وسط العاصمة بيروت بهدف إعادة تسليط الضوء على ملف أبنائهم ودفعه إلى واجهة الاهتمامات الشعبية والسياسية على حد سواء، بعد معلومات عن توقف المفاوضات مع الخاطفين للإفراج عنهم.
وقد استفز الأهالي بعد قرار عدد كبير من اللبنانيين النزول إلى الشارع للتصدي لأزمة النفايات وعقد الحكومة جلسات طارئة لبحث الملف، في وقت تم فيه الدفع بملف العسكريين الـ25 المختطفين إلى أسفل سلم الأولويات، ما استدعى اتخاذ خطوات جديدة لحث الزعماء اللبنانيين الذين يجتمعون أسبوعيًا على طاولة الحوار على وضع الملف بندًا أول على جدول الأعمال.
وقال حسين يوسف، والد العسكري المخطوف لدى تنظيم داعش محمد يوسف لـ«الشرق الأوسط»، إن انضمامهم إلى حراك المجتمع المدني هدفه التصدي لعملية «سرقة الأضواء» من ملف العسكريين وتكريسه رقم 1 على لائحة الاهتمامات المحلية، لافتًا إلى أن الخطوات المقبلة التي سيتخذها الأهالي ستكون على حجم التطورات المرتقبة.
وأشار يوسف إلى أنّه «وعلى الرغم من الجو الإيجابي الذي أشاعه الوسيط اللبناني مدير عام الأمن العام اللواء عباس إبراهيم الأسبوع الماضي، فإن عدم اقتران المواقف والأقوال بالأفعال يجعلنا يومًا بعد يوم نفقد الثقة بدولة أثبتت طوال العام الماضي أنّها لا تتعاطى بالمسؤولية والجدية اللازمة مع ملف يطال كرامتها»، مشددًا على «وجوب السير بأي حل أو مخرج يعيد العسكريين إلى أهاليهم ومهما كان الثمن الذي يتطلبه ذلك».
ولا يزال التعاطي مع ملف المختطفين لدى «النصرة» معزولاً عن ملف المختطفين لدى «داعش»، وهو ما يؤكده يوسف متحدثًا عن «تعتيم وغموض غير مسبوق يسيطر على مصير المختطفين لدى «داعش» والذين لا نعرف شيئًا عنهم منذ 10 أشهر ونصف».
وأعلن اللواء عباس إبراهيم والذي يتولى المفاوضات مع «النصرة» من خلال وسيط قطري، الأسبوع الماضي، أن «الاتصالات أثمرت لدى جبهة النصرة لجهة تبادل المخطوفين بموقوفين، وكل شيء كان معدًا لتنفيذ الاتفاق، غير أن الجبهة توقفت عند هذا الحد»، لافتًا إلى أنه لا اتصالات أو مفاوضات لتحرير المختطفين لدى «داعش».
ونفى أبو إبراهيم الرقاوي الناشط في حركة «الرقة تُذبح بصمت» والتي تراقب عن كثب نشاط تنظيم داعش علمه بمصير العسكريين اللبنانيين المختطفين لدى التنظيم، مستبعدًا أن يكون قد أقدم على تصفيتهم، «باعتبار أنّه عادة ينشر مقاطع فيديو لعمليات إعدام أسرى غير سوريين». وقال الرقاوي لـ«الشرق الأوسط»: «هو قد يكون يحتجزهم في أي مكان، علمًا بأنّه يحتجز في الرقة، معقله الأساسي الأسرى الذين يعتبرهم على قدر من الأهمية».
وأوضحت صابرين، زوجة الرقيب أول في قوى الأمن الداخلي المخطوف لدى «النصرة» زياد عمر، أن أخبار العسكريين المختطفين لدى الجبهة انقطعت منذ اللقاء الأخير معهم في عيد الفطر، لافتة إلى أن الجبهة لم تعد تسمح بزيارات فردية للأهالي للقاء أبنائهم. وقالت لـ«الشرق الأوسط»: «المفاوضات متوقفة، والمعنيون بالملف من جهة الدولة اللبنانية يرفضون حتى لقاءنا لوضعنا في صورة آخر المستجدات».
وأسف الناطق باسم الأهالي خلال الاعتصام الذي نفذوه في وسط بيروت يوم أمس لكون «النفايات حركت السياسيين، ولكن أرواح العسكريين لم تحركهم».
واعتبر نظام مغيط شقيق المعاون أول المختطف لدى «داعش» إبراهيم مغيط، أن «طاولة الحوار التي يجتمع حولها الزعماء هي طاولة تجار يتقاسمون فيها المصالح وطلعت ريحتهم»، وطالب بـ«ذهاب كل المسؤولين إلى منازلهم».
وقد انسحب الأهالي من تحرك المجتمع المدني في ساحة الشهداء إلى ساحة رياض الصلح بعد اندلاع المواجهات بين الناشطين والقوى الأمنية، علمًا بأنّهم كانوا قد أعادوا نصب خيمهم في الساحة المقابلة للسراي الحكومي والتي كانت قد تحطمت في مواجهات سابقة شهدتها المنطقة.



واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
TT

واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)

بعد يوم من تبني الحوثيين المدعومين من إيران مهاجمة أهداف عسكرية إسرائيلية وحاملة طائرات أميركية شمال البحر الأحمر، أعلن الجيش الأميركي، الأربعاء، استهداف منشأتين لتخزين الأسلحة تابعتين للجماعة في ريف صنعاء الجنوبي وفي محافظة عمران المجاورة شمالاً.

وإذ أقرت وسائل الإعلام الحوثية بتلقي 6 غارات في صنعاء وعمران، فإن الجماعة تشن منذ أكثر من 14 شهراً هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، وهجمات أخرى باتجاه إسرائيل، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة، فيما تشن واشنطن ضربات مقابلة للحد من قدرات الجماعة.

وأوضحت «القيادة العسكرية المركزية الأميركية»، في بيان، الأربعاء، أن قواتها نفذت ضربات دقيقة متعددة ضد منشأتين تحت الأرض لتخزين الأسلحة التقليدية المتقدمة تابعتين للحوثيين المدعومين من إيران.

ووفق البيان، فقد استخدم الحوثيون هذه المنشآت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية تابعة للبحرية الأميركية في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن. ولم تقع إصابات أو أضرار في صفوف القوات الأميركية أو معداتها.

وتأتي هذه الضربات، وفقاً للبيان الأميركي، في إطار جهود «القيادة المركزية» الرامية إلى تقليص محاولات الحوثيين المدعومين من إيران تهديد الشركاء الإقليميين والسفن العسكرية والتجارية في المنطقة.

في غضون ذلك، اعترفت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، بتلقي غارتين استهدفتا منطقة جربان بمديرية سنحان في الضاحية الجنوبية لصنعاء، وبتلقي 4 غارات ضربت مديرية حرف سفيان شمال محافظة عمران، وكلا الموقعين يضم معسكرات ومخازن أسلحة محصنة منذ ما قبل انقلاب الحوثيين.

وفي حين لم تشر الجماعة الحوثية إلى آثار هذه الضربات على الفور، فإنها تعدّ الثانية منذ مطلع السنة الجديدة، بعد ضربات كانت استهدفت السبت الماضي موقعاً شرق صعدة حيث المعقل الرئيسي للجماعة.

5 عمليات

كانت الجماعة الحوثية تبنت، مساء الاثنين الماضي، تنفيذ 5 عمليات عسكرية وصفتها بـ«النوعية» تجاه إسرائيل وحاملة طائرات أميركية، باستخدام صواريخ مجنّحة وطائرات مسيّرة، وذلك بعد ساعات من وصول المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى صنعاء حيث العاصمة اليمنية الخاضعة للجماعة.

وفي حين لم يورد الجيشان الأميركي والإسرائيلي أي تفاصيل بخصوص هذه الهجمات المزعومة، فإن يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين، قال إن قوات جماعته نفذت «5 عمليات عسكرية نوعية» استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» وتل أبيب وعسقلان.

الحوثيون زعموا مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» بالصواريخ والمسيّرات (الجيش الأميركي)

وادعى المتحدث الحوثي أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» بصاروخين مجنّحين و4 طائرات مسيّرة شمال البحرِ الأحمر، زاعماً أن الهجوم استبق تحضير الجيش الأميركي لشن هجوم على مناطق سيطرة الجماعة.

إلى ذلك، زعم القيادي الحوثي سريع أن جماعته قصفت هدفين عسكريين إسرائيليين في تل أبيب؛ في المرة الأولى بطائرتين مسيّرتين وفي المرة الثانية بطائرة واحدة، كما قصفت هدفاً حيوياً في عسقلانَ بطائرة مسيّرة رابعة.

تصعيد متواصل

وكانت الجماعة الحوثية تبنت، الأحد الماضي، إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من تلقيها 3 غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

ويشن الحوثيون هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة.

مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري رومان»... (الجيش الأميركي)

وأقر زعيمهم عبد الملك الحوثي في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وقال إن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

كما ردت إسرائيل على مئات الهجمات الحوثية بـ4 موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.