الأطراف المنافسة لحزب بارزاني تُعد ورقة للتوافق بشأن أزمة الرئاسة

تتضمن تحديد صلاحيات رئيس الإقليم.. وطريقة انتخابه

الأطراف المنافسة لحزب بارزاني  تُعد ورقة للتوافق بشأن أزمة الرئاسة
TT

الأطراف المنافسة لحزب بارزاني تُعد ورقة للتوافق بشأن أزمة الرئاسة

الأطراف المنافسة لحزب بارزاني  تُعد ورقة للتوافق بشأن أزمة الرئاسة

توصلت الأطراف الأربعة المنافسة للحزب الديمقراطي الكردستاني، والمتمثلة بـ«الاتحاد الوطني الكردستاني وحركة التغيير والاتحاد الإسلامي والجماعة الإسلامية»، أمس، وبعد اجتماعات طويلة استمرت يومين متتاليين بين قياداتها في مدينة السليمانية بإقليم كردستان، إلى ورقة توافقية لحل أزمة الرئاسة في الإقليم، وذلك من أجل تقديمها إلى الحزب الديمقراطي الكردستاني خلال الاجتماع الثامن للأطراف الرئيسية الخمسة، المقرر انعقاده غدًا (الخميس).
وقال شوان قليساني، عضو غرفة العلاقات الخارجية في حركة التغيير، إن «الاجتماعات التي عقدتها الأحزاب الأربعة كانت بهدف إعداد ورقة جديدة للتوافق مع الحزب الديمقراطي الكردستاني، إذ تتضمن هذه الورقة تحديد صلاحيات رئيس الإقليم حسب آلية انتخابه، سواء انتخب داخل البرلمان أو من قبل الشعب، فالحزب الديمقراطي الكردستاني ما زال متمسكًا بآلية انتخاب الرئيس من قبل الشعب»، إلا أن قليساني تكهن في ذات الوقت بعدم توصل الأطراف الخمسة إلى حل للأزمة في الاجتماع المقبل.
وكانت الأحزاب الكردية الخمسة قد بدأت منذ أغسطس (آب) الماضي اجتماعات مكثفة، بلغ عددها حتى الآن سبعة اجتماعات، لكنها لم تتوصل إلى أي حل للأزمة، بعد أن شكلت آلية انتخاب الرئيس خلافًا جوهريًا بينها. فالحزب الديمقراطي الكردستاني، الذي يتزعمه رئيس الإقليم مسعود بارزاني، يؤكد على ضرورة انتخاب الرئيس من قبل الشعب، ويبدي استعداده لبحث كل الملفات الخاصة بشأن مسألة الرئاسة على طاولة الحوار مع الأطراف الأخرى، بينما تطالب الأحزاب الأربعة الأخرى بانتخابه داخل البرلمان، وبتقليص صلاحياته بحيث تكون بروتوكولية.
من جهته، قال ريبوار حمد، الناطق الرسمي بإسم الجماعة الإسلامية في كردستان: «أعددنا في الأحزاب الأربعة خلال اليومين الماضيين خيارين للخروج من الأزمة، وهما يجمعان مطالب الأحزاب الأربعة والحزب الديمقراطي الكردستاني معًا، ونحن لم نعد هذه الورقة للمفاوضات، بل أعددناها للتوافق، ونرى أنها أساس للتوافق وتجاوز هذه الأزمة، وسنمنح الحزب الديمقراطي الكردستاني حرية اختيار أحد الخيارين، فإذا وافق الحزب الديمقراطي على إحدهما، فإن الأحزاب الأربعة ستوافق هي الأخرى عليه، والتوصل إلى نتيجة مرتبط بموقف الحزب الديمقراطي».
في غضون ذلك، عبر فرست صوفي، النائب عن الحزب الديمقراطي الكردستاني في برلمان الإقليم، وأحد أعضاء وفد الديمقراطي المفاوض مع الأحزاب الأخرى، عن تفاؤله بالتوصل إلى حل للأزمة، وتابع موضحًا: «أنا متفائل بأننا سنصل إلى اتفاق، لكن لا أعلم متى سنتوصل إليه، فخلال الاجتماع السابق أبلغ الحزب الديمقراطي الكردستاني رسالته بوضوح إلى الأحزاب الأخرى، وهذه الأحزاب سترد على رسالته بوضوح خلال اجتماع الخميس».



إسرائيل تعترض صاروخاً حوثياً عشية «هدنة غزة»

عنصر حوثي يحمل مجسم صاروخ وهمي خلال تجمع في جامعة صنعاء (أ.ف.ب)
عنصر حوثي يحمل مجسم صاروخ وهمي خلال تجمع في جامعة صنعاء (أ.ف.ب)
TT

إسرائيل تعترض صاروخاً حوثياً عشية «هدنة غزة»

عنصر حوثي يحمل مجسم صاروخ وهمي خلال تجمع في جامعة صنعاء (أ.ف.ب)
عنصر حوثي يحمل مجسم صاروخ وهمي خلال تجمع في جامعة صنعاء (أ.ف.ب)

اعترضت إسرائيل صاروخين باليستيين أطلقتهما الجماعة الحوثية في سياق مزاعمها مناصرة الفلسطينيين في غزة، السبت، قبل يوم واحد من بدء سريان الهدنة بين تل أبيب وحركة «حماس» التي ادّعت الجماعة أنها تنسق معها لمواصلة الهجمات في أثناء مراحل تنفيذ الاتفاق في حال حدوث خروق إسرائيلية.

ومنذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تشن الجماعة المدعومة من إيران هجمات ضد السفن في البحرين الأحمر والعربي، وتطلق الصواريخ والمسيرات باتجاه إسرائيل، وتهاجم السفن الحربية الأميركية، ضمن مزاعمها لنصرة الفلسطينيين.

وقال المتحدث العسكري باسم الجماعة الحوثية، يحيى سريع، في بيان متلفز، عصر السبت، بتوقيت صنعاء، إن جماعته نفذت عملية عسكرية نوعية استهدفت وزارة الدفاع الإسرائيلية في تل أبيب بصاروخ باليستي من نوع «ذو الفقار»، وإن الصاروخ وصل إلى هدفه «بدقة عالية وفشلت المنظومات الاعتراضية في التصدي له»، وهي مزاعم لم يؤكدها الجيش الإسرائيلي.

وأضاف المتحدث الحوثي أن قوات جماعته تنسق مع «حماس» للتعامل العسكري المناسب مع أي خروق أو تصعيد عسكري إسرائيلي.

من جهته، أفاد الجيش الإسرائيلي باعتراض الصاروخ الحوثي، ونقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» أن صافرات الإنذار والانفجارات سُمعت فوق القدس قرابة الساعة 10.20 (الساعة 08.20 ت غ). وقبيل ذلك دوّت صافرات الإنذار في وسط إسرائيل رداً على إطلاق مقذوف من اليمن.

وبعد نحو ست ساعات، تحدث الجيش الإسرائيلي عن اعتراض صاروخ آخر قبل دخوله الأجواء، قال إنه أُطلق من اليمن، في حين لم يتبنّ الحوثيون إطلاقه على الفور.

ومع توقع بدء الهدنة وتنفيذ الاتفاق بين إسرائيل و«حماس»، من غير المعروف إن كان الحوثيون سيتوقفون عن مهاجمة السفن المرتبطة بإسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا في البحر الأحمر، وخليج عدن؛ إذ لم تحدد الجماعة موقفاً واضحاً كما هو الحال بخصوص شن الهجمات باتجاه إسرائيل، والتي رهنت استمرارها بالخروق التي تحدث للاتفاق.

1255 صاروخاً ومسيّرة

زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي استعرض، الخميس، في خطبته الأسبوعية إنجازات جماعته و«حزب الله» اللبناني والفصائل العراقية خلال الـ15 شهراً من الحرب في غزة.

وقال الحوثي إنه بعد بدء سريان اتفاق الهدنة، الأحد المقبل، في غزة ستبقى جماعته في حال «مواكبة ورصد لمجريات الوضع ومراحل تنفيذ الاتفاق»، مهدداً باستمرار الهجمات في حال عودة إسرائيل إلى التصعيد العسكري.

جزء من حطام صاروخ حوثي وقع فوق سقف منزل في إسرائيل (أ.ف.ب)

وتوعّد زعيم الجماعة المدعومة من إيران بالاستمرار في تطوير القدرات العسكرية، وقال إن جماعته منذ بدء تصعيدها أطلقت 1255 صاروخاً وطائرة مسيرة، بالإضافة إلى العمليات البحرية، والزوارق الحربية.

وأقر الحوثي بمقتل 106 أشخاص وإصابة 328 آخرين في مناطق سيطرة جماعته، جراء الضربات الغربية والإسرائيلية، منذ بدء التصعيد.

وفي وقت سابق من يوم الجمعة، أعلن المتحدث الحوثي خلال حشد في أكبر ميادين صنعاء، تنفيذ ثلاث عمليات ضد إسرائيل، وعملية رابعة ضد حاملة الطائرات «يو إس إس ترومان» شمال البحر الأحمر، دون حديث إسرائيلي عن هذه المزاعم.

وادعى المتحدث سريع أن قوات جماعته قصفت أهدافاً حيوية إسرائيلية في إيلات بـ4 صواريخ مجنحة، كما قصفت بـ3 مسيرات أهدافاً في تل أبيب، وبمسيرة واحدة هدفاً حيوياً في منطقة عسقلان، مدعياً أن العمليات الثلاث حقّقت أهدافها.

كما زعم أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «ترومان» شمال البحر الأحمر، بعدد من الطائرات المسيرة، وهو الاستهداف السابع منذ قدومها إلى البحر الأحمر.

5 ضربات انتقامية

تلقت الجماعة الحوثية، في 10 يناير (كانون الثاني) 2025، أعنف الضربات الإسرائيلية للمرة الخامسة، بالتزامن مع ضربات أميركية - بريطانية استهدفت مواقع عسكرية في صنعاء وعمران ومحطة كهرباء جنوب صنعاء وميناءين في الحديدة على البحر الأحمر غرباً.

وجاءت الضربات الإسرائيلية الانتقامية على الرغم من التأثير المحدود للمئات من الهجمات الحوثية، حيث قتل شخص واحد فقط في تل أبيب جراء انفجار مسيّرة في شقته يوم 19 يوليو (تموز) 2024.

مطار صنعاء الخاضع للحوثيين تعرض لضربة إسرائيلية انتقامية (أ.ف.ب)

وإلى جانب حالات الذعر المتكررة بسبب صفارات الإنذار وحوادث التدافع في أثناء الهروب للملاجئ، تضررت مدرسة إسرائيلية بشكل كبير، جراء انفجار رأس صاروخ حوثي، في 19 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، كما أصيب نحو 20 شخصاً جراء صاروخ آخر انفجر في الـ21 من الشهر نفسه.

واستدعت الهجمات الحوثية أول رد من إسرائيل، في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وفي 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، قصفت إسرائيل مستودعات للوقود في كل من الحديدة وميناء رأس عيسى، كما استهدفت محطتَي توليد كهرباء في الحديدة، إضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات، وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً.

دخان يتصاعد في صنعاء الخاضعة للحوثيين إثر ضربات غربية وإسرائيلية (أ.ف.ب)

وتكررت الضربات، في 19 ديسمبر الماضي؛ إذ شنّ الطيران الإسرائيلي نحو 14 غارة على مواني الحديدة الثلاثة، الخاضعة للحوثيين غرب اليمن، وعلى محطتين لتوليد الكهرباء في صنعاء، ما أدى إلى مقتل 9 أشخاص، وإصابة 3 آخرين.

وفي المرة الرابعة من الضربات الانتقامية في 26 ديسمبر 2024، استهدفت تل أبيب، لأول مرة، مطار صنعاء، وضربت في المدينة محطة كهرباء للمرة الثانية، كما استهدفت محطة كهرباء في الحديدة وميناء رأس عيسى النفطي، وهي الضربات التي أدت إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة أكثر من 40، وفق ما اعترفت به السلطات الصحية الخاضعة للجماعة.