حزم سلمان.. إلا الحرمين

تحميل {بن لادن} جزءا من المسؤولية في حادثة الحرم وإيقاف تصنيف المجموعة ومنع أعضائها من السفر * تعويضات مالية لذوي {الشهداء} والمصابين

خادم الحرمين الشريفين لدى تسليمه كسوة الكعبة المشرفة لسادن البيت الحرام (واس)
خادم الحرمين الشريفين لدى تسليمه كسوة الكعبة المشرفة لسادن البيت الحرام (واس)
TT

حزم سلمان.. إلا الحرمين

خادم الحرمين الشريفين لدى تسليمه كسوة الكعبة المشرفة لسادن البيت الحرام (واس)
خادم الحرمين الشريفين لدى تسليمه كسوة الكعبة المشرفة لسادن البيت الحرام (واس)

بعد أقل من أسبوع على وقوع حادثة الحرم المكي، أصدر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، أمس، حزمة من القرارات النافذة، بعد تسلمه تقرير لجنة التحقيق، في الحادث الذي أودى بحياة 107 من الحجاج وإصابة 238 آخرين. وتقضي القرارات بصرف تعويضات بالملايين لذوي المتوفين والمصابين، وإيقاف تصنيف «مجموعة بن لادن السعودية»، المصنفة كإحدى الشركات الكبرى الرائدة في مجال المقاولات في السعودية، ومنعها من الدخول في أي منافسات أو مشاريع جديدة. ولا يرفع الإيقاف إلا بعد استكمال التحقيقات وصدور الأحكام القضائية، وتكليف وزارة المالية بمراجعة جميع المشاريع الحكومية الحالية التي تنفذها الشركة.
وانتهى تقرير اللجنة المكلفة التحقيق في الحادث، إلى انتفاء الشبهة الجنائية، وأن السبب الرئيس لسقوط الرافعة، هو تعرضها لرياح قوية بينما هي «في وضعية خاطئة» مخالفة لتعليمات التشغيل المعدة من قبل المصنع، والتي تنص على إنزال الذراع الرئيسية عند عدم الاستخدام أو عند هبوب الرياح. كما أوصت اللجنة بتحميل المقاول (مجموعة بن لادن السعودية) جزءاً من المسؤولية عما حدث.
وبناء على ذلك، أصدر خادم الحرمين الشريفين أمره القاضي بإحالة نتائج التحقيق، وكافة ما يتعلق بهذا الموضوع، إلى هيئة التحقيق والادعاء العام لاستكمال إجراءات التحقيق مع «مجموعة بن لادن السعودية» لإعداد لائحة الاتهام وتقديمها للقضاء، إلى جانب منع سفر جميع أعضاء مجلس إدارة المجموعة، والمهندس بكر بن محمد بن لادن وكبار المسؤولين التنفيذيين فيها «حتى الانتهاء من التحقيقات وصدور الأحكام القضائية بهذا الشأن».
وبشأن الضحايا الذين سقطوا في الحادث، قرر خادم الحرمين مساعدة ذوي المتوفين وصرف مبلغ مليون ريال (أكثر من ربع مليون دولار) لذوي كل «شهيد»، ومثلها لكل مصاب بإصابة بليغة، نتج عنها إعاقة دائمة، كما قرر صرف مبلغ 500 ألف ريال لبقية المصابين.
في سياق متصل، سلم خادم الحرمين الشريفين كسوة الكعبة الجديدة، في قصر السلام بجدة أمس, إلى الدكتور صالح بن زين العابدين الشيبي، كبير سدنة بيت الله الحرام، تمهيدا لإلباسها الكعبة المشرفة، صبيحة التاسع من ذي الحجة من الشهر الحالي.
...المزيد



دمشق: رئيسي يلتقي اليوم ممثلي الفصائل الفلسطينية

الأسد مستقبلاً رئيسي (إ.ب.أ)
الأسد مستقبلاً رئيسي (إ.ب.أ)
TT

دمشق: رئيسي يلتقي اليوم ممثلي الفصائل الفلسطينية

الأسد مستقبلاً رئيسي (إ.ب.أ)
الأسد مستقبلاً رئيسي (إ.ب.أ)

يجري الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي محادثات في دمشق اليوم (الخميس)، في اليوم الثاني من زيارته البارزة التي أكد خلالها دعم بلاده المتجدد لسوريا وتخللها توقيع مذكرة تفاهم لتعاون استراتيجي طويل المدى في مجالات عدّة بين البلدين.
وزيارة رئيسي إلى دمشق على رأس وفد وزاري رفيع هي الأولى لرئيس إيراني منذ أكثر من 12 عاماً، رغم الدعم الاقتصادي والسياسي والعسكري الكبير، الذي قدّمته طهران لدمشق وساعد في تغيير مجرى النزاع لصالح القوات الحكومية. وتأتي هذه الزيارة في خضمّ تقارب بين الرياض وطهران اللتين أعلنتا في مارس (آذار) استئناف علاقاتهما بعد طول قطيعة، بينما يسجَّل انفتاح عربي، سعودي خصوصاً، تجاه دمشق التي قاطعتها دول عربية عدة منذ عام 2011.
https://twitter.com/aawsat_News/status/1654027328727711744
وبعدما أجرى محادثات سياسية موسّعة مع نظيره السوري بشار الأسد الأربعاء، يلتقي رئيسي في اليوم الثاني من زيارته وفداً من ممثلي الفصائل الفلسطينية، ويزور المسجد الأموي في دمشق، على أن يشارك بعد الظهر في منتدى لرجال أعمال من البلدين.
وأشاد رئيسي الأربعاء بـ«الانتصار»، الذي حقّقته سوريا بعد 12 عاماً من نزاع مدمر، «رغم التهديدات والعقوبات» المفروضة عليها، مؤكّداً أنّ العلاقة بين البلدين «ليست فقط علاقة سياسية ودبلوماسية، بل هي أيضاً علاقة عميقة واستراتيجية».
ووقّع الرئيسان، وفق الإعلام الرسمي، مذكرة تفاهم لـ«خطة التعاون الاستراتيجي الشامل الطويل الأمد»، التي تشمل مجالات عدة بينها الزراعة والسكك الحديد والطيران المدني والنفط والمناطق الحرة. وقال رئيسي إنه «كما وقفت إيران إلى جانب سوريا حكومة وشعباً في مكافحة الإرهاب، فإنها ستقف إلى جانب أشقائها السوريين في مجال التنمية والتقدم في مرحلة إعادة الإعمار».
ومنذ سنوات النزاع الأولى أرسلت طهران إلى سوريا مستشارين عسكريين لمساندة الجيش السوري في معاركه ضدّ التنظيمات «المتطرفة» والمعارضة، التي تصنّفها دمشق «إرهابية». وساهمت طهران في دفع مجموعات موالية لها، على رأسها «حزب الله» اللبناني، للقتال في سوريا إلى جانب القوات الحكومية.
وهدأت الجبهات في سوريا نسبياً منذ 2019. وإن كانت الحرب لم تنته فعلياً. وتسيطر القوات الحكومية حالياً على غالبية المناطق التي فقدتها في بداية النزاع. وبات استقطاب أموال مرحلة إعادة الإعمار أولوية لدمشق بعدما أتت الحرب على البنى التحتية والمصانع والإنتاج.
وزار الأسد طهران مرتين بشكل معلن خلال السنوات الماضية، الأولى في فبراير (شباط) 2019 والثانية في مايو (أيار) 2022، والتقى خلالها رئيسي والمرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية علي خامنئي.
وكان الرئيس الإيراني الأسبق محمود أحمدي نجاد زار دمشق في 18 سبتمبر (أيلول) 2010. قبل ستة أشهر من اندلاع النزاع، الذي أودى بأكثر من نصف مليون سوري، وتسبب في نزوح وتهجير أكثر من نصف عدد السكان داخل البلاد وخارجها.