نظم جديدة للتمتع بالعروض السينمائية في المنزل

توفر مزايا الأصوات في القاعات الكبيرة

سماعة «بلاي بار» الأفقية من «سونوس»
سماعة «بلاي بار» الأفقية من «سونوس»
TT

نظم جديدة للتمتع بالعروض السينمائية في المنزل

سماعة «بلاي بار» الأفقية من «سونوس»
سماعة «بلاي بار» الأفقية من «سونوس»

عندما يتعلق الأمر بالحصول على صوت تلفزيوني هائل، فمن الطبيعي ألا يكون للضعف مكان. في الوقت الذي تعد فيه أجهزة التلفزيون ذات الشاشة المسطحة التي يزداد عمقها انخفاضا مع الوقت، وذات الجودة العالية، مثالية من الناحية الجمالية، تزداد السماعات الداخلية بها ضعفا.
الصوت الصادر عن أكثر أجهزة التلفزيون الحديثة ذات السعر المعقول لا يزال ضعيفا ومضطربا، ولا يستطيع التماشي مع إيقاع الإثارة البصرية لمباراة كرة قدم عالية الجودة أو فيلم مغامرات ملحمي. وأفضل طريقة للحصول على هذا الصوت هو استخدام سماعات خارجية، ووضعها أمام أو خلف المشاهدين، على نحو يشبه الوضع في قاعة عرض سينمائي.

* سماعات رفيعة
وفي العادة، فإن نظام العرض السينمائي في المنزل يتضمن خمس سماعات وجهازا خاصا للصوت الجهوري بالترددات المنخفضة subwoofer «صب ووفر»، ويعرف النظام ككل باسم نظام صوت «5.1». مع ذلك لمن لا يريدون كل هذه الجلبة، ربما تكون السماعات المستطيلة الرفيعة bars، هي الحل.
ويمكن لهذا النوع من السماعات، التي صممت بحيث تكون وحدة أفقية واحدة، تحسين الصوت الصادر عن جهاز التلفزيون، مما يسمح للمستمعين بالإصغاء إلى الموسيقى، والمؤثرات الصوتية، التي لا يمكن الاستماع إليها دونها. ويمكن لتلك السماعات إحداث تأثير أكبر لأنظمة السماعات الخارجية المتعددة، ويمكن كذلك استخدامها وحدها، ويمكن لكثيرين العمل مع «صب ووفر» خارجي، وهو عبارة عن سماعة تستطيع تعزيز الترددات المنخفضة، مثل الانفجارات، وأنغام طبقة القرار، من أجل إضافة مزيد من الواقعية على التجربة.
وتتراوح أسعار السماعات الرفيعة بين مائة دولار وألف دولار، وتكون الوحدات الأعلى سعرا أثقل وزنا وتستخدم بها مواد وإلكترونيات أفضل لنقل الصوت. كذلك تتنوع في قدرتها على إنتاج ترددات متنوعة، وعلى سبيل المثال، مع بعض الوحدات ربما لا تستطيع سماع أصوات الرجال العميقة بوضوح دون الاستعانة بـ«صب ووفر» إضافي.
وتشتمل تلك السماعات على مستقبلات بلوتوث، مما يسمح للمستخدم بالاستماع إلى الموسيقى المسجلة على الجوال الذكي أو بتوصيل الجهاز اللوحي مباشرة بالسماعات. وتقبل بعض النماذج بلوتوث «أبت إكس» aptX Bluetooth، وهو نظام ضغط يهدف إلى تقديم تجربة صوت أكثر نقاء. مع ذلك، لكي يعمل هذا النظام، يجب أن يكون الجهاز، الذي ينقل الموسيقى، قادرا على قراءة «أبت إكس». وفي الوقت الذي تتمتع فيه بعض الأجهزة، التي تعمل بنظام «آندرويد»، بهذه القدرة، لا يتمتع بها جهاز «آي فون» من «آبل». كذلك تقدم تلك السماعات نظاما بسيطا لا يحتاج إلى أسلاك توصيل معقدة. ومن أجل تسهيل الأمر، يوصي أكثر المصنعين بتوصيل مصادر الترفيه كافة المجمعة الموجودة داخل نظام واحد: مشغل أسطوانات، وجهاز ألعاب، وجهاز استقبال إشارات قمر صناعي، أو جهاز محطات الكابل بالتلفزيون مباشرة. وبعد ذلك يمكن توصيل تلك السماعات المتصلة بجهاز تلفزيون عالي الجودة، بوحدة الإخراج الصوتية الضوئية المقابلة داخل السماعات باستخدام وحدة الإخراج الضوئية الصوتية في التلفزيون.

* إحاطة صوتية
وبمجرد اختيار مشغل «بلو راي»، أو إشارة قمر صناعي للتشغيل من خلال التلفزيون، سوف تتصل الإشارة الصوتية المناسبة تلقائيا بالسماعات. ونقطة الضعف هي أن كثيرا من أجهزة التلفزيون غير قادرة على تمرير إشارة نظام الصوت الخارجي لقناة «دولبي ديجيتال 5.1» من خلال وحدة الإخراج الضوئية، حيث يرسل بدلا من ذلك إشارة لفتحتين.
ويتم استخدام الخوارزميات في أكثر السماعات من أجل إحداث تأثير صوتي محاك محيط، لكن الأذن الواعية القادرة سوف تميز الاختلاف. ويستخدم بعض مصنعي السماعات وحدات إدخال في واجهة متعددة الوسائط عالية الجودة في المنتجات، مما يسمح للمستخدمين بتوصيل مشغل «بلو راي»، وجهاز استقبال إشارات قمر صناعي، أو جهاز محطات الكابل مباشرة بالسماعات، لينتج بعد ذلك إشارة «دولبي 5.1». ولعرض الصورة الجديدة عالية الجودة من أسطوانات «بلو راي 4 كيه»، والمحتوى، على أجهزة تلفزيون عالية الجودة «4 كيه»، يجب ضمان توافق وصلة واجهة متعددة الوسائط عالية الجودة مع معايير حقوق ملكية أحدث نسخة لـ«واجهة متعددة الوسائط 2.0» و«حماية عرض نطاق المحتوى الرقمي 2.2».
إذا كان كل هذا يبدو معقدا، فيمكن ببساطة توصيل كل ما لديك من أجهزة بجهاز التلفزيون، ثم توصيل وحدة الصوت في التلفزيون بالسماعة، وبذلك يكون العمل قد انتهى. وتقدم جهات مصنعة متنوعة تلك السماعات ومنها: «بوز»، و«ديفينيتيف تكنولوجي»، و«باناسونيك»، و«سامسونغ»، و«سونوس»، و«فيزيو»، وآخرون. وقال روب سابين، رئيس تحرير مجلة «ساوند آند فيجين»: «اختر العلامة التجارية التي تقدمها جهة تصنيع سماعات معروفة». وأضاف أنه «على المرء أن يتأكد من تركيب السماعات بشكل سليم في خزانة ثقيلة مصممة لزيادة صدى الصوت والتأكد من أنها تعيد إنتاج الصوت جيدا عندما تستمتع إلى الموسيقى، وكذلك عندما تشاهد الأفلام».

* منتجات مطورة
بعض المنتجات التي يمكن التفكير فيها: - «بارادايم» تعد السماعات «ساوند سكيب» Soundscape من «بارادايم» Paradigm الأقل تكلفة، والتي تحتوي على سماعات داخلية ذات تردد منخفض من أجل ضخ أصوات جهورية، من السماعات الأقل سعرا. ولمن يود استخدام «صب ووفر» خارجي، يوجد مستقبل لاسلكي متصل بأي وحدة «صب ووفر» موجودة. وتقدم «ساوند سكيب»، التي يبلغ طولها 42 بوصة، صوتا جهوريا غنيا مميزا. وعندما تجربه تسمع موسيقى كنت قد افتقدتها؛ حيث لا تقدمها السماعات الداخلية في جهاز التلفزيون. وهناك نمطان من أنماط الاستماع؛ أحدهما للأفلام، والآخر لموسيقى القناتين.
- «سونوس» أنتجت الشركة، التي صنعت اسما لنفسها بأنظمة صوتية تشغل بأناقة محتوى من الأجهزة والإنترنت، السماعة «بلاي بار» Playbar من «سونوس» Sonos
ثمنها 700 دولار. ويمكن استخدام المنتج وحده أو مع «صب ووفر»، وعدة وحدات تشغيل من أجل توفير نظام خارجي متعدد السماعات. ويبلغ طول «بلاي بار» 36 بوصة وتزن نحو 12 رطلا، وتشتمل على ست سماعات متوسطة المدى، وثلاث سماعات خارجية. ويعد الـ«صب ووفر» اللاسلكي الموصى به من الكماليات الاختيارية، ويبلغ سعره 700 دولار. ومثل باقي منتجات «سونوس»، فإن طريقة تركيبه بسيطة وبديهية. ويمكن استخدام جهاز التحكم عن بعد الخاص بالتلفزيون للتحكم في صوت «بلاي بار»، ويستخدم تطبيق «سونوس» لتشغيل محتوى من الإنترنت، والأجهزة الموجودة. ويقبل «بلاي بار» صوت «دولبي ديجيتال 5.1». وإذا لم يتمكن جهاز التلفزيون من تمريره، فسيخلق نظام «بلاي بار» مجالا صوتيا خارجيا.
- «فيزيو» تزيد مبيعات هذه الشركة للسماعات عن مبيعات أي شركة مصنعة أخرى حسب مجموعة «إن بي دي» لأبحاث السوق، حيث تتراوح الأسعار بين 80 و399 دولارا. ويتراوح طول السماعات بين 29 و54 بوصة. ويمكن لسماعة «فيزيو» Vizio إعادة إنتاج تكنولوجيا «دولبي ديجيتال 5.1» ونظام الصوت «دي تي إس» وذلك يعتمد على الطراز. وتتضمن بعض السماعات «صب ووفر» لاسلكيا، وسماعات خارجية خلفية، وتستطيع فك شفرة وحدة صوت بلوتوث «أبت إكس»، وبه وحدات إدخال واجهة تفاعلية عالية الجودة.
* خدمة «نيويورك تايمز»



«مايكروسوفت» ترسم ملامح مستقبل الذكاء الاصطناعي: من الوكلاء إلى التحليل التنبؤي

ساتيا ناديلا الرئيس التنفيذي لـ«مايكروسوفت» يستعرض «وكلاء كوبايلوت»
ساتيا ناديلا الرئيس التنفيذي لـ«مايكروسوفت» يستعرض «وكلاء كوبايلوت»
TT

«مايكروسوفت» ترسم ملامح مستقبل الذكاء الاصطناعي: من الوكلاء إلى التحليل التنبؤي

ساتيا ناديلا الرئيس التنفيذي لـ«مايكروسوفت» يستعرض «وكلاء كوبايلوت»
ساتيا ناديلا الرئيس التنفيذي لـ«مايكروسوفت» يستعرض «وكلاء كوبايلوت»

في قلب ثورة الذكاء الاصطناعي، تخطو «مايكروسوفت» خطوات متسارعة نحو مستقبل يتسم بالتحليل التنبؤي و«وكلاء الذكاء الاصطناعي» الذين يزدادون ذكاء كل 6 أشهر.

وفي هذا السياق، تحدثت «الشرق الأوسط» حصرياً مع اثنين من أبرز خبراء «مايكروسوفت» في الذكاء الاصطناعي: تشارلز لامانا، وجيسيكا هوك، في حوار معمق خلال زيارة لهما إلى المملكة العربية السعودية، يكشف عن آفاق هذه التقنيات الثورية وتطبيقاتها الواسعة في القطاعين العام والخاص؛ خصوصاً في السعودية التي تشهد تحولاً رقمياً غير مسبوق. ونذكر ملخص الحوار.

تشارلز لامانا نائب رئيس قطاع المؤسسات و«كوبايلوت» للأعمال والصناعة

«مساعدون شخصيون» لكل فرد

تحدثت «الشرق الأوسط» مع تشارلز لامانا، Charles Lamanna، نائب رئيس قطاع المؤسسات و«كوبايلوت» للأعمال والصناعة الذي قال بأن «كوبايلوت» Copilot هو نظام ذكاء اصطناعي شخصي خاص، يفهم كيف ومع من يعمل المستخدم وكيف يتواصل، وهو قادر على المساعدة في زيادة وتوسيع ما يفعله المستخدم كل يوم. ويساعد «كوبايلوت» في كتابة رسالة البريد الإلكتروني، وإنشاء المستندات والعروض التقديمية، وإجراء الأبحاث، والتحضير للاجتماعات المختلفة. وهذا هو السبب في أنه طيار «مساعد»، وتبقى مهمة القيادة على عاتق المستخدم، تماماً مثل قبطان الطائرة ومساعده في قمرة القيادة.

«الوكلاء» Agents، نوع من نماذج الذكاء الاصطناعي يعمل من خلال التوجيهات والأهداف والتعليمات، ويتصل بالبيانات، ويمكنه استخدام الأدوات لفتح متصفح أو تشغيل تطبيق أو تحديث سجلات قاعدة البيانات، مثلًا. وهو أشبه بأعضاء فريق الشركة.

رؤية «مايكروسوفت» لاستخدام الوكلاء داخلياً، هي أن لدى الشركة مائتي ألف موظف، وسيكون لكل منهم مساعد شخصي ذكي خاص به، وملايين الوكلاء بعد ذلك. بعضها بسيط جداً للمساعدة في تسجيل الإيصالات بعد رحلة عمل، وبعضها متطور جداً للمساعدة في عمليات البيع، وحتى إبرام الصفقات مع العملاء بأنفسهم.

ويستطيع الوكلاء -مثلًا- تسوية المعاملات، مثل الذهاب إلى حسابك المصرفي، وإلى نظام تخطيط موارد المؤسسات الخاص بك، ولديك جميع أوامر الشراء والأموال التي يتم إيداعها أو سحبها، وعليك مطابقتها. وتتم هذه العملية بتوافق الطلب مع أمر الشراء والفاتورة، وهي أمور يستطيع وكيل التسوية المصرفية الذي أصدرته «مايكروسوفت» أخيراً القيام به كعمل مكتبي كلاسيكي.

أما المجال الذي لم يصبح الوكلاء فيه جيدين بعد، فهو ما يحتاج إلى متطلبات الرياضيات الصعبة. ونظراً لأن الوكلاء نماذج لغوية كبيرة، فإنها تتحسن طوال الوقت، ولكنها لا تملك قدرات حسابات طبيعية مدمجة فيها؛ بل يجب استخدام الأدوات اللازمة أو كتابة التعليمات البرمجية للقيام بالعمل الرياضي المطلوب. والمجال الآخر هو إجراء تحليل للميزانية أو تحليل التباين.

وترى «مايكروسوفت» أن الوكلاء سيصبحون أكثر قدرة كل 6 أشهر على مدى السنوات الخمس إلى العشر القادمة.

وكلاء للمهام لا للوظائف

فيما يتعلق بالمسؤوليات المقدمة للوكلاء، فيتم تقسيم العالم إلى وظائف ومهام. وإذا كانت لديك وظيفة ما، فقد تقوم بنحو 30 مهمة مختلفة. الوكلاء أدوات جيدة في القيام بالمهام وليس الوظيفة في الوقت الحالي. لذا، إن كان لديك 30 مهمة، فربما تنتقل 10 من هذه المهام إلى الوكلاء، وتبقى 20 مهمة للمستخدم.

ولدى سؤال تشارلز حول كيفية عمل وكلاء عدة بعضهم مع بعض لإيجاد شيء أكبر مما يمكن لأحدهم القيام به، قال بأن الوكلاء مثل فريق من الأشخاص؛ حيث يمكن لخمسة أشخاص يعملون معاً بانسجام القيام بأكثر بكثير من شخص واحد يعمل بمفرده. ولكل وكيل تخصص أو هدف مختلف يجعل من الممكن لهم العمل معاً بسهولة وإنتاج نتيجة أفضل. وعلى سبيل المثال، قد يكون لدينا وكيل لإنشاء محتوى، مثل محتوى تسويقي، ثم سيكون لدينا وكيل آخر وظيفته التحقق من عدم الدقة الواقعية أو الأخطاء أو التحقق من الامتثال. هذان وكيلان، أحدهما ينشئ العمل والآخر يتحقق منه، ويؤديان المطلوب بشكل مبهر. يضاف إلى ذلك وكيل يراقب ما يفعله الوكلاء الآخرون للتأكد من أنهم يقومون بالمهام بأمان.

وسألناه حول ما الذي سيحدث في حال وجود اختلاف «وجهات نظر» بين الوكلاء، وكيفية فض النزاع بينها؛ حيث يتم جلب وكيل إضافي للتصويت، أو ليكون فاصلاً بينها. كما يمكن منح أولوية لبعض الوكلاء، بحيث يتم تجاوز رأي الوكيل ذي الأولوية الأقل في حال حدوث اختلاف بينها، وكأنه «مدير الوكلاء» أو حكيمهم. كما يمكن إرسال رسالة إلى الموظف لتقييم حالة الخلاف وتصويب المسار، حسب متطلبات العمل والخبرة الموجودة لديه.

قراءة المستقبل بالذكاء الاصطناعي

وتحدث لـ«الشرق الأوسط» حول تطور طريقة التفاعل مع الكومبيوترات من خلال الوكلاء؛ حيث إنها نقلة نوعية لم نشهدها منذ تطوير الفأرة وواجهات الاستخدام المرئية، نظراً لأن المستخدمين أصبحوا يتحدثون مع الكمبيوتر بلغاتهم ولهجاتهم للقيام بالمهام والوظائف المطولة. وقال تشارلز بأن هذه هي المرحلة الأولى في تطوير آلية التفاعل؛ حيث يستطيع المستخدمون شرح طلبهم للحصول على النتيجة، ولكن سيكون بالإمكان القيام بذلك باستخدام الأوامر الصوتية وباللهجات المحلية المختلفة قريباً.

هذا، وأعلنت الشركة في الخريف الماضي عن دعم اللغة العربية في استوديو «كوبايلوت» لتطوير الوكلاء، بعد كثير من الاختبارات والتحقق من صحة التفاعل الصوتي، كما عملت على مدى العامين الماضيين في اليابان للتأكد من أن اللغة اليابانية تعمل بشكل صحيح داخل «كوبايلوت» بشكل طبيعي، ودعم جميع أشكال النص الياباني المكتوب وحروفه المختلفة.

ذكاء اصطناعي للجوال بلغات عديدة

ولسد الفجوة الرقمية بين الدول المتقدمة وتلك النامية فيما يتعلق بتبني تقنيات الذكاء الاصطناعي، ترى «مايكروسوفت» أن الاعتماد على استخدام هذه التقنيات من خلال الهواتف الجوالة المختلفة المنتشرة بين كثير من الناس حتى في الدول النامية هو أمر حتمي، إلى جانب تخصيص النماذج لتتماشى مع اللغات المختلفة واللهجات المحلية. تضاف إلى ذلك شراكة كبرى شركات التقنية مع الدول لجلب الحوسبة والإنترنت إلى مزيد من المناطق حول العالم. كما يمكن للمبرمجين الذهاب إلى كثير من صفحات «غيت هاب» GitHub للتعرف على منصات الوكلاء المختلفة مفتوحة المصدر، لقراءة نصها البرمجي وتطوير ما يلزم منها ليتناسب مع احتياجات كل مستخدم.

التحليل التنبؤي: عصر جديد لصنع القرار

وتحدثت «الشرق الأوسط» أيضاً مع جيسيكا هوك، Jessica Hawk، نائبة رئيس قطاع المؤسسات وتسويق المنتجات والبرامج الرقمية والذكاء الاصطناعي والبيانات، والتي تُعد مسؤولة عن البيانات والتطبيقات، وهي الطبقة الموجودة أعلى البنية التحتية الأساسية التي تشمل كل شيء من قواعد البيانات إلى حلول التحليل، مثل: Fabric وAzure Databricks ومنصة Azure AI Foundry التي تقدم البنية التحتية اللازمة لبناء تقنيات الذكاء الاصطناعي، اعتماداً على بنية Fabric للبيانات. وقد تغيرت قواعد العمل منذ عقدين؛ حيث كانت البيانات الضخمة هي الأساس، وكان تحليل البيانات هو الذكاء. أما الآن فأصبح التركيز على البيانات التنبؤية لصنع القرار في الشركات، وهو ما تسميه الموسم الأول من عصر الذكاء الاصطناعي (في إشارة إلى المرحلة الأولى).

جيسيكا هوك نائب رئيس قطاع المؤسسات وتسويق المنتجات والبرامج الرقمية والذكاء الاصطناعي والبيانات

وبسبب قدرات التحليل العميق للذكاء الاصطناعي، لم يعد عامل تجانس وتنظيم البيانات أمراً أساسياً؛ حيث يمكن للذكاء الاصطناعي التعرف على الروابط بين البيانات المخزنة في قواعد بيانات مختلفة دون الحاجة لترتيبها بشكل موحد، وهو ما كان يستغرق مدة زمنية كبيرة للإعداد في السابق. كما أصبحت صيغة البيانات غير مهمة لتحليلها؛ حيث يمكن تحليل النصوص والصور والفيديوهات والتسجيلات الصوتية والخروج بمعلومات مهمة وذات معنى، وهو أمر كان بالغ التعقيد قبل 15 عاماً فقط.

وتضيف منصة Fabric القدرة على تحليل المعلومات الضخمة بسهولة، ومنها معلومات إنترنت الأشياء Internet of Things التي تقدم بيانات ضخمة جداً يمكن تخزينها وتحليلها سحابياً، واستخدام أجهزة بسيطة للاتصال بتلك الأجهزة السحابية لعرض النتائج والتفاعل مع البيانات بكل سهولة، الأمر الذي يخفض من تكاليف البنية التحتية للشركات والحكومات بشكل كبير.

وتقدم منصة Fabric قدرات فريدة تسمح للمستخدم بتحليل البيانات باستخدام الذكاء الاصطناعي بسرعة، ودون الحاجة لتطوير حلول برمجية معقدة لإجراء ذلك، ومن ثم استخراج المعلومات المهمة لأداء الأعمال حالياً والتنبؤ بمستقبلها، وذلك بهدف تقديم عملية تحول رقمي متقنة بسهولة بالغة للشركات والحكومات، وتجاوز أعوام من التطوير.

وتستطيع منصة Azure AI Foundry تقديم أدوات تقوم بتحليل البرامج، وتوجد ملخصات نصية غير تقنية لقطاع الأعمال، ولمتخصصي السياسات والحوكمة والأمن الرقمي والقانون في الشركات، لفهم آفاق تلك البرامج وتحليلها حسب احتياجات كل قسم، وبكل سهولة، وذلك لاتخاذ قرار تعديلها أو إطلاقها إلى الجماهير المستهدفة، في حال استوفت جميع الضوابط والشروط اللازمة.

وحول خصوصية البيانات المقدمة للذكاء الاصطناعي، قامت «مايكروسوفت» ببناء مبادئ الذكاء الاصطناعي المسؤول (العدل و«الأمان والموثوقية» و«الأمن والخصوصية» والشمولية والشفافية والمسؤولية) التي يتم استخدامها لإحكام تنفيذ الذكاء الاصطناعي في تصميم واستخدام أي برنامج تقدمه الشركة. كما تقوم «مايكروسوفت» بإجراء الحوارات مع الحكومات والهيئات التنظيمية في جميع أنحاء العالم، لطلب المشورة وفهم كيفية سن الضوابط والتنظيمات المرتبطة بالذكاء الاصطناعي، وتقديم التوجيه في بعض الأحيان، مثل قانون تنظيم الذكاء الاصطناعي للاتحاد الأوروبي الذي دخل حيز التنفيذ بداية شهر فبراير (شباط) الماضي. وتقدم الشركة معيار الذكاء الاصطناعي المسؤول للشركات والحكومات حول العالم لاستخدامه مخططاً لممارساتهم الخاصة.

كما تدعم منصات الشركة للذكاء الاصطناعي (مثل Azure OpenAI Service وAzure AI Foundry) أكثر من 1800 نموذج ذكاء اصطناعي، يشمل OpenAi o3-mini وDeepSeek R1.

تعاون مع السعودية لتعزيز فهم اللغة العربية

ولم يقتصر الحوار على استعراض تقنيات الذكاء الاصطناعي الخاصة بالشركة؛ بل تناول أيضاً التعاون المثمر مع المملكة العربية السعودية؛ حيث عملت الشركة مع المركز الوطني للذكاء الاصطناعي في المملكة العربية السعودية، التابع للهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي، لدفع قدرات الذكاء الاصطناعي وتطوير نموذج ALLaM-2-7B لتعزيز قدرات الذكاء الاصطناعي، لفهم اللغة العربية باستخدام 7 مليارات معامل مختلف، مستخدماً بنية Azure للذكاء الاصطناعي.