بارزاني يسعى لإقناع أنقرة و{العمال الكردستاني} بالجلوس إلى طاولة الحوار

بعد إطلاق الحزب 20 موظفاً تركياً

بارزاني يسعى لإقناع أنقرة و{العمال الكردستاني} بالجلوس إلى طاولة الحوار
TT

بارزاني يسعى لإقناع أنقرة و{العمال الكردستاني} بالجلوس إلى طاولة الحوار

بارزاني يسعى لإقناع أنقرة و{العمال الكردستاني} بالجلوس إلى طاولة الحوار

نفت منظومة المجتمع الديمقراطي الكردستاني التي تضم تحت جناحها حزب العمال الكردستاني وأحزابا ومنظمات كردية أخرى في تركيا حدوث أي اجتياح بري تركي في إقليم كردستان العراق من قبل القوات التركية، بينما علمت «الشرق الأوسط» من مسؤولين أكراد أن رئيس الإقليم مسعود بارزاني يقود مبادرة لحل الأزمة بين الجانبين وإعادتهما إلى طاولة الحوار.
وقال الناطق الرسمي باسم منظومة المجتمع الديمقراطي الكردستاني، دمهات عكيد: «الجيش التركي لم ينفذ أي عملية اجتياح لحدود إقليم كردستان، والقوات التركية تعرضت لهزيمة كبيرة على يد مقاتلينا في منطقة كفر بكردستان تركيا (جنوب شرقي تركيا)، وأنقرة أعلنت أنها نفذت عملية اجتياح لحدود الإقليم لكي تغطي على هذه الهزيمة، والمعارك تدور داخل أراضي كردستان تركيا».
وكان مسؤولون عسكريون أتراك أعلنوا أول من أمس أن قوات خاصة تركية اجتاحت حدود إقليم كردستان العراق لتنفيذ عملية عسكرية ضد مقاتلي قوات حماية الشعب الجناح العسكري لحزب العمال الكردستاني، مبينين أن «القوة عادت إلى قواعدها بعد الانتهاء من العملية».
بدوره، أوضح المستشار الإعلامي في مكتب رئيس الإقليم، كفاح محمود، أن «دخول القوات التركية إلى أراضي الإقليم ليس الأول ولن يكون الأخير أيضا، فقد نفذ الجيش التركي منذ عام 1984 وحتى الآن العشرات من هذه الحملات العسكرية، وأكثر هذه الحملات تعتمد على الاتفاقية المبرمة بين حكومة الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين والحكومة التركية، وفشلت الحكومات العراقية المتعاقبة ومجلس النواب العراقي منذ عام 2005 وحتى الآن في إبطال هذه الاتفاقية أو إلغائها أو تجميدها، ومن يدفع الثمن من هذه الاختراقات هم المدنيون من أهالي القرى التي يوجد فيها مقاتلو حزب العمال الكردستاني»، مضيفا أن «الإقليم يواصل جهوده من أجل إعادة الطرفين إلى طاولة الحوار». وقال: «الوساطة التي قام بها إقليم كردستان قبل يومين بين أنقرة والعمال الكردستاني والتي تمخض عنها إطلاق سراح (20) موظفا تركيا كان قد احتجزهم حزب العمال في وقت سابق، تعتبر بادرة إيجابية لإعادة الطرفين إلى الحوار بدلا من التصعيد العسكري».
من جانبه كشف النائب عن الحزب الديمقراطي الكردستاني في برلمان الإقليم، فرحان جوهر، أن رئيس الإقليم مسعود بارزاني أطلق مبادرة لإعادة الطرفين إلى طاولة الحوار، مضيفا أن «المحاولات متواصلة من أجل إيقاف الحرب، ومعالجة المشكلات بين أنقرة وحزب العمال بشكل سلمي، والآن هناك تجاوب فعلي من قبل الجانبين وهناك محادثات بين الطرفين أيضا، لكن من الآن وحتى إجراء الانتخابات المبكرة في تركيا لن يكون هناك أي حل»، مشيرا إلى أن الحرب التي اندلعت بين الجانبين مؤخرا ألحقت أضرارا كبيرة بسكان القرى الواقعة على طرفي الحدود.
وأعلن حزب العمال الكردستاني في نهاية يوليو (تموز) الماضي، عن انتهاء الهدنة بينه وبين أنقرة التي استمرت عامين، مؤكدا أن القصف التركي الذي استهدف مواقعه في إقليم كردستان العراق، وما تعرض له الناشطون السياسيون الأكراد في تركيا من عمليات اعتقال من قبل الدولة التركية جعلت من عملية السلام بين الطرفين لا معنى منها. واشترط العمال الكردستاني في أغسطس (آب) الماضي للعودة إلى طاولة الحوار أن يكون هناك التزام بعملية السلام من قبل الجانبين، وإطلاق سراح زعيم الحزب المعتقل لدى تركيا عبد الله أوجلان.



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.