الأسواق العالمية تترقب إفصاح الفيدرالي الأميركي عن توقيت رفع أسعار الفائدة

تراجع في سعر الذهب.. وارتفاع في معظم بورصات الأسهم

الأسواق العالمية تترقب إفصاح الفيدرالي الأميركي عن توقيت رفع أسعار الفائدة
TT

الأسواق العالمية تترقب إفصاح الفيدرالي الأميركي عن توقيت رفع أسعار الفائدة

الأسواق العالمية تترقب إفصاح الفيدرالي الأميركي عن توقيت رفع أسعار الفائدة

تراجع الذهب أمس الأربعاء صوب أقل مستوى في ثلاثة أسابيع مع ارتفاع الأسهم والدولار، لكن المعدن النفيس لا يزال يتحرك في نطاق ضيق قبل اجتماع مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي) الأميركي الأسبوع المقبل.
وستراقب سوق الذهب عن كثب بيان الاجتماع المقبل لمجلس الاحتياطي يوم 17 سبتمبر (أيلول) بحثا عن دلائل عن توقيت رفع أسعار الفائدة الأميركية.
واستفاد الذهب في السنوات الأخيرة من أسعار الفائدة المتدنية، التي تخفض تكلفة شراء المعدن النفيس، وساعدت التوقعات برفع أسعار الفائدة قريبا في زيادة سعر الذهب خمسة في المائة هذا العام.
ونزل سعر الذهب في المعاملات الفورية 2.‏0 في المائة إلى 41.‏1119 دولار للأوقية (الأونصة) ظهر أمس بتوقيت غرينتش، بينما انخفض سعر الذهب في العقود الأميركية الآجلة تسليم ديسمبر (كانون الأول) دولارين، إلى 1119 دولارا للأوقية.
ورجح ديفيد ويلسون، المحلل في «سيتي» أن تبقى أسعار الذهب في نطاق ضيق حتى يتضح أمر رفع الفائدة الأميركية، بحسب رويترز.
وفيما يتعلق بالمعادن النفيسة الأخرى، انخفضت الفضة 9.‏0 في المائة إلى 68.‏14 دولار للأوقية، ونزل البلاتين 0.‏1 في المائة إلى 75.‏992 دولار للأوقية، والبلاديوم 6.‏0 في المائة إلى 97.‏580 دولار للأوقية.
وعلى صعيد متصل، ارتفعت أسواق الأسهم في الشرق الأوسط أمس في مواكبة للأسهم العالمية، متجاهلة بشكل كبير أسعار النفط التي تراجعت بعدما بددت مكاسبها المبكرة.
وصعدت الأسهم العالمية أمس بقيادة الأسهم اليابانية، التي ارتفعت ثمانية في المائة، مع توقعات بمزيد من التحفيز الاقتصادي في الصين، وهو ما طمأن المستثمرين القلقين من الاضطرابات التي شهدتها السوق في الآونة الأخيرة.
وارتفع المؤشر الرئيسي للسوق السعودية 3.‏2 في المائة مع صعود معظم الأسهم على قائمته. وزاد سهم البنك الأهلي التجاري أكبر مصرف في المملكة 2.‏3 في المائة وكان أحد الداعمين الرئيسيين للمؤشر. وارتفع سهم مصرف الراجحي 6.‏2 في المائة.
وربما يستفيد قطاع البنوك في السعودية من الرفع المرتقب لأسعار الفائدة بالولايات المتحدة في الأشهر القادمة. ولا تدر الودائع تحت الطلب في المملكة أي فائدة وعادة ما تسير السياسة النقدية السعودية على خطى نظيرتها الأميركية نظرا لربط الريال بالدولار.
وقالت البلاد المالية في مذكرة أمس الثلاثاء «ربما يشدد مجلس الاحتياطي الاتحادي سياسته النقدية في الربع الأخير من العام الحالي، وهو ما قد يؤثر إيجابيا على هوامش الائتمان للبنوك السعودية، نظرا لأن الودائع تحت الطلب تشكل 69 في المائة من إجمالي الودائع»، بحسب رويترز.
وارتفع مؤشر سوق دبي 4.‏1 في المائة. وكان سهما داماك العقارية وأملاك للتمويل العقاري الأكثر تداولا في السوق، بعدما قالت داماك إنها أطلقت ثلاثة مشروعات جديدة ووقعت اتفاقا مع أملاك لتقديم قروض عقارية لمشتري عقاراتها.
وصعد سهم أملاك 8.‏3 في المائة، لكن سهم داماك أغلق منخفضا 3.‏0 في المائة بعدما صعد بنحو 2.‏2 في المائة أثناء الجلسة.
وزاد المؤشر العام لسوق أبوظبي اثنين في المائة مع صعود معظم الأسهم على قائمته. وارتفع سهم مؤسسة الإمارات للاتصالات (اتصالات) 4.‏4 في المائة وسهم الدار العقارية ثلاثة في المائة.
وارتفع مؤشر بورصة قطر اثنين في المائة مع صعود الأسهم بشكل عام. وقفز سهم أعمال 2.‏4 في المائة بعدما أعلنت الشركة أنها أطلقت وحدة جديدة لها ستركز على خدمات النقل البحري.
وصعد المؤشر الرئيسي للبورصة المصرية 8.‏1 في المائة مع صعود معظم الأسهم، معوضة خسائر الجلسة السابقة.
وشهدت البورصة المصرية هبوطا حادا أول من أمس الثلاثاء بعد إلقاء القبض على وزير الزراعة في قضية فساد، وهو ما أطلق موجة بيع بفعل تردي المعنويات وليس بسبب العوامل الأساسية.



وسط تحديات مناخية… كيف أصبحت السعودية أكبر منتج للمياه المحلاة عالمياً؟ 

وسط تحديات مناخية… كيف أصبحت السعودية أكبر منتج للمياه المحلاة عالمياً؟ 
TT

وسط تحديات مناخية… كيف أصبحت السعودية أكبر منتج للمياه المحلاة عالمياً؟ 

وسط تحديات مناخية… كيف أصبحت السعودية أكبر منتج للمياه المحلاة عالمياً؟ 

قبل أكثر من مائة عام، بدأت رحلة السعودية ذات المناخ الصحراوي والجاف مع تحلية المياه بآلة «الكنداسة» على شواطئ جدة (غرب المملكة)، قبل أن تصبح اليوم أكبر منتج للمياه المحلاة في العالم، وحاصلة على 9 شهادات قياسية من «غينيس».

وسميت «الكنداسة» اشتقاقاً من اسمها اللاتيني (Condenser) والتي تعني المكثف، هذه الآلة كانت تعمل بالفحم الحجري لتكثيف وتقطير مياه البحر لتنتج المياه العذبة.

وفي عام 1926، وبسبب معاناة الحجاج والمعتمرين من قلة المياه العذبة عند وصولهم إلى جدة، إذ كانت بالكاد تكفي السكان، أمر الملك المؤسس عبد العزيز آل سعود باستيراد آلتين كبيرتين لتقطير مياه البحر لتأمين احتياجهم من الماء.

أما نقطة التحول فكانت في 1974، العام الذي أنشئت فيه المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة في السعودية (الهيئة السعودية للمياه حالياً). وتدير حالياً 33 محطة تحلية، من بينها 8 محطات على ساحل الخليج العربي و25 محطة على ساحل البحر الأحمر.

وتنتج هذه المحطات 5.6 مليون متر مكعب من المياه العذبة يومياً، ما يعادل نحو 70 في المائة من إنتاج المياه المحلاة في المملكة، ما يجعلها أكبر منتج للمياه المحلاة في العالم.

وقد سجّلت في فبراير (شباط) الماضي المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة تسعة أرقام قياسية سعودية جديدة في موسوعة «غينيس» العالمية، وذلك لإنتاجها ما يزيد على 11.5 مليون متر مكعب يومياً.

استثمارات ضخمة

أصبحت السعودية من كبرى الدول في العالم من حيث حجم الاستثمارات في تحلية المياه، إذ ضخت استثمارات كبيرة في بناء محطات التحلية، بحسب وكيل الرئيس للشراكات الاستراتيجية والمحتوى المحلي في الهيئة السعودية للمياه المهندس محمد آل الشيخ، خلال حديثه في مؤتمر الأطراف (كوب 16) المقام حالياً في الرياض.

وأوضح آل الشيخ أن العاصمة الرياض على سبيل المثال تحصل على المياه المحلاة من بحر الخليج العربي عبر خط أنابيب يمتد لمسافة 500 كيلومتر، وهو نظام نقل مياه متطور لنقل المياه المحلاة، مضيفاً أن هناك استثمارات في البنية التحتية قد تمت على مدار أكثر من أربعة عقود.

ووفقاً لآخر الأرقام المعلنة، فقد رصدت البلاد ميزانية تجاوزت 80 مليار دولار لتنفيذ مئات المشاريع المائية خلال السنوات المقبلة.

تعميم التجربة

ولم تدخر السعودية الخبرات التي جمعتها منذ أن تحولت تحلية المياه من «الكنداسة» إلى أكبر منتج للمياه المحلاة في العالم.

فقد وقّعت في يوليو (تموز) 2024 اتفاقية مع البنك الدولي تهدف في أحد بنودها إلى تعميم تجربة المملكة الناجحة في قطاع المياه إلى الدول الأقل نمواً.

وتشمل أيضاً نقل المعرفة وتبادل الخبرات في إدارة الموارد المائية وتقليل التكاليف التشغيلية للمرافق.

وتسعى البلاد إلى مساعدة الدول الأخرى في تحسين كفاءة قطاع المياه وتطوير حلول مستدامة، ما يحقق الهدف السادس لهيئة الأمم المتحدة: «المياه النظيفة والنظافة الصحية»، وفق البيان.

تقنيات الطاقة

وفيما يخص التقنيات المتطورة في تحلية المياه، تحدث آل الشيخ عن التوجهات المستقبلية لتحسين تقنيات التحلية، إذ انتقلت المملكة من استخدام تقنيات التحلية الحرارية إلى تقنيات أكثر كفاءة وأقل استهلاكاً للطاقة بنسب تصل في توفير الطاقة لأكثر من 80 في المائة، وتهدف إلى أن تصبح 83 في المائة من مياه البحر المحلاة، وتعتمد على تقنية التناضح العكسي، وهو ما يمثل خطوة مهمة نحو تحقيق الاستدامة.

وتُستخدم تقنية التناضح العكسي بشكل واسع في تحلية مياه البحر للحصول على مياه صالحة للشرب، وفي معالجة مياه الصرف الصحي، وكذلك في العديد من التطبيقات الصناعية التي تحتاج إلى مياه نقية وخالية من الشوائب.

آل الشيخ متحدثاً للحضور خلال إحدى الجلسات على هامش مؤتمر (كوب 16) بالرياض (الشرق الأوسط)

وأشار آل الشيخ إلى أن المملكة قامت بتنفيذ تجارب مبتكرة، مثل المشروع التجريبي في مدينة حقل (شمال غربي السعودية)، من خلال إنشاء محطة هجينة تعتمد على الطاقة الشمسية والرياح والطاقة التقليدية.

و«قد أثبت المشروع أن هذه التكنولوجيا يمكن أن تساهم في تقليل استهلاك الطاقة في تشغيل محطات التحلية، حيث يمكن للطاقة المتجددة أن تساهم في تشغيل المحطات بنسبة تصل إلى 60 في المائة في بعض الفصول».

انخفاض تكلفة الإنتاج

وفيما يتعلق بتكاليف الإنتاج، أكد آل الشيخ أن تكلفة تحلية المياه قد انخفضت بشكل ملحوظ، إذ كانت تكاليف إنتاج متر مكعب واحد من الماء تتجاوز 4 ريالات (1.06 دولار) في الماضي، بينما الآن لا تتجاوز التكلفة 2.5 ريال (نحو 0.67 دولار)، مع توقعات بتحقيق انخفاض أكبر في المستقبل.

وخلال الجلسة الحوارية على هامش «كوب 16»، قال المدير العالمي لقطاع الممارسات العالمية للمياه بمجموعة البنك الدولي ساروج كومار جاه إن الدول التي تعاني من ندرة المياه يجب أن تسعى إلى إعادة استخدام كل قطرة مياه في البلاد عدة مرات.

وأشار إلى أن سنغافورة تعد نموذجاً في هذا المجال، حيث تعيد استخدام كل قطرة مياه 2.7 مرة. وفيما يتعلق بالسعودية، ذكر أن المملكة تستخدم المياه مرتين تقريباً، مع إمكانية تحسين هذه النسبة بشكل أكبر في المستقبل.

المدير العالمي لقطاع الممارسات العالمية للمياه بمجموعة البنك الدولي ساروج كومار خلال الجلسة الحوارية (الشرق الأوسط)

وفيما يخص تكلفة تحلية المياه، قال إنها انخفضت بنسبة 80 في المائة تقريباً عالمياً، بفضل استخدام الطاقة الشمسية وتطور التقنيات المستخدمة في التحلية، مما يجعل هذه الطريقة أكثر جدوى في البلدان مثل السعودية التي تقل فيها معدلات هطول الأمطار.

ولفت كومار جاه إلى زيارته الأخيرة منطقة أنتوفاغاستا في تشيلي، وهي الأشد جفافاً في العالم، إذ لا تسقط فيها الأمطار على الإطلاق.

ورغم ذلك، تُعد هذه المنطقة من أكثر المناطق الاقتصادية ازدهاراً في العالم، بفضل تبني تقنيات تحلية المياه وإعادة استخدامها، مما يعكس إمكانية بناء المرونة المائية في المناطق الجافة مثل السعودية، بحسب كومار جاه.