أنطونيو بانديراس طالب في معهد الفن والتصميم بلندن

أخيرًا نجم يدخل مجال الموضة من بابه الصحيح

أنطونيو بانديراس ونيكول كيمبل في حفل خيري أقيم في ماربيا
أنطونيو بانديراس ونيكول كيمبل في حفل خيري أقيم في ماربيا
TT

أنطونيو بانديراس طالب في معهد الفن والتصميم بلندن

أنطونيو بانديراس ونيكول كيمبل في حفل خيري أقيم في ماربيا
أنطونيو بانديراس ونيكول كيمبل في حفل خيري أقيم في ماربيا

الموضة صناعة مربحة أو هذا على الأقل الانطباع الذي يعطيه لنا النجوم أو النجمات الذين يدخلون مضمارها متسلحين فقط ببريق أسمائهم وشهرتهم. فلو لم تكن كذلك، لما ضيعوا وقتهم خصوصا أنهم يحققون أرباحا لا تحصى من وراء أفلامهم؟. الكل يعرف أن الكثير من الأسماء التحقت بركب الموضة، أحيانا بتشجيع من بيوت الأزياء، عندما يقتصر الأمر على تعاونات صغيرة تستقطب لهم زبائن جددا، وأحيانا رغما عن أنف المصممين ومن دون رضاهم، وهم محقون في غضبهم واستهجانهم. فقد قضوا سنوات يدرسون فن التصميم وأصوله، ومع ذلك لا يزالون ينحتون على الحجر لكي يرسخوا مكانتهم، بينما يأتي هؤلاء من دون دراسة أو علم ويحققوا خبطات إعلامية لا يستهان بها، بدءا من فيكتوريا بيكام، وإن كانت قد أثبتت نفسها في هذا العالم رغم أنها لم تدرسه، إلى الأختين ماري كايت وآشلي أولسن، وسارة جيسيكا باركر وكيني ويست وغيرهم.
الممثل الإسباني أنطونيو بانديراس بطل أفلام ناجحة مثل «زورو» و«ديسبيرادو» ينوي تغيير الرأي أن النجوم دخلاء على المهنة بالدراسة. فقد انخرط كطالب في «كوليدج أوف لندن للفن والتصميم» وهو نفس المعهد الذي درست فيه كل من ستيلا ماكارتني، ألكسندر ماكوين وكريستوفر كاين وغيرهم. هذا لا يعني أنه سيدرس لسنوات وبنفس الوتيرة التي درس بها هؤلاء، بل فقط لفترة قصيرة من خلال دروس مكثفة.
بيد أنه سيكون أول شخصية مشهورة تدرس هذا المجال قبل الغوص فيه، رغم أنه لم يصرح بعد بنواياه وأهدافه. الوحيد الذي أبدى اهتماما لكن لم ينتج عن شيء، هو كيني ويست الذي تداولت الأخبار في عام 2011 أنه يفكر جديا في الانخراط في معهد سانترال سانت مارتنز، وتأكد الخبر بعد أن قابل البروفسور الراحلة لويس ويلسون التي تخرج على يدها معظم المصممين في بريطانيا، لكن لم يتحقق الأمر. في حال بانديراس، فإنه سيصبح واقعا، لأنه هو من أعلنه في برنامج تلفزيوني، وهذا يعني أننا سنرى ثمرته في المستقبل القريب.
بالنظر إلى ذوقه الخاص وأناقته الهادئة التي لا تصرخ بأنه إيقونة موضة، يمكننا أن نجازف بالقول بأنه سيكون مصمما لا بأس به وبأنه سيقدم أزياء معقولة، قد لا ترتقي إلى مستوى الابتكار الفني لكنها ستكون تجارية. ما يُحسب له أنه لا يتعامل مع التصميم باستخفاف، على أنه لعبة ألوان أو مهمة فريق عمل يعمل وراء الكواليس بينما يكون هو واجهته، وقرر أن يدرس حتى يعطي اسمه الشرعية وفي الوقت ذاته يمنح نفسه فرصة النجاح، لا سيما أن سوق النجوم الذين دخلوا عالم تصميم الأزياء مزدحمة بالأسماء والمنافسة بينهم على أشدها. ثم إن ما يجعل خطوته ذكية أن المؤشرات تشير إلى أنه يدرك أنه ليس في مقتبل العمر، كما أن اسمه لا يلمع بنفس البريق الذي كان عليه منذ سنوات، وبات يحتاج إلى صقل وعمل جاد، على العكس من المنافسة. فمعظم النجوم الآخرين لا يزالون في عز الشباب أو في أوج شهرتهم، وبالتالي لا يحتاجون سوى إلى وضع أسمائهم على هذه الأزياء أو العطور لكي تبيع لشريحة المراهقين والشباب المهووسين بهم.



غادر هادي سليمان «سيلين» وهي تعبق بالدفء والجمال

توسعت الدار مؤخراً في كل ما يتعلق بالأناقة واللياقة لخلق أسلوب حياة متكامل (سيلين)
توسعت الدار مؤخراً في كل ما يتعلق بالأناقة واللياقة لخلق أسلوب حياة متكامل (سيلين)
TT

غادر هادي سليمان «سيلين» وهي تعبق بالدفء والجمال

توسعت الدار مؤخراً في كل ما يتعلق بالأناقة واللياقة لخلق أسلوب حياة متكامل (سيلين)
توسعت الدار مؤخراً في كل ما يتعلق بالأناقة واللياقة لخلق أسلوب حياة متكامل (سيلين)

بعد عدة أشهر من المفاوضات الشائكة، انتهى الأمر بفض الشراكة بين المصمم هادي سليمان ودار «سيلين». طوال هذه الأشهر انتشرت الكثير من التكهنات والشائعات حول مصيره ومستقبله. ولحد الآن لا يُحدد المصمم هذا المستقبل. لكن المؤكد أنه ضاعف مبيعات «سيلين» خلال الست سنوات التي قضاها فيها مديراً إبداعياً. غادرها وهي قوية ومخلفاً إرثاً لا يستهان به، يتمثل في تأسيسه قسماً جديداً للعطور ومستحضرات التجميل. فهو لم يكن يعتبر نفسه مسؤولاً عن ابتكار الأزياء والإكسسوارات فحسب، بل مسؤولاً على تجميل صورتها من كل الزوايا، ومن ثم تحسين أدائها.

العطور ومستحضرات التجميل جزء من الحياة ولا يمكن تجاهلهما وفق هادي سليمان (سيلين)

نجح وفق تقديرات المحللين في رفع إيراداتها من 850 مليون دولار حين تسلمها في عام 2018، إلى ما يقرب من 3.27 مليار دولار عندما غادرها. الفضل يعود إلى أسلوبه الرشيق المتراقص على نغمات الروك أند رول من جهة، وإدخاله تغييرات مهمة على «لوغو» الدار وإكسسواراتها من جهة أخرى. هذا عدا عن اقتحامه مجالات أخرى باتت جزءاً لا يتجزأ من الحياة المترفة تعكس روح «سيلين» الباريسية، مثل التجميل واللياقة البدنية.

اجتهد في رسم جمال الدار في عام 2023 وكأنه كان يعرف أن الوقت من ذهب (سيلين)

بعد عام تقريباً من تسلمه مقاليد «سيلين» بدأ يفكر في التوسع لعالم الجمال. طرح فعلاً مجموعة من العطور المتخصصة استوحاها من تجاربه الخاصة والأماكن التي عاش أو عمل فيها. استعمل فيها مكونات مترفة، ما ساهم في نجاحها. هذا النجاح شجعه على تقديم المزيد من المنتجات الأخرى، منها ما يتعلق برياضة الـ«بيلاتيس» زينها بـ«لوغو» الدار.

يعمل هادي سليمان على إرساء أسلوب حياة يحمل بصماته ونظرته للجمال (سيلين)

مستحضرات التجميل كان لها جُزء كبير في خطته. كان لا بد بالنسبة له أن ترافق عطوره منتجات للعناية بالبشرة والجسم تُعزز رائحتها وتأثيرها. هنا أيضاً حرص أن تشمل كل جزئية في هذا المجال، من صابون معطر يحمل رائحة الدار وكريمات ترطيب وتغذية إلى بخاخ عطري للشعر وهلم جرا.

في عام 2019 طرح مجموعة عطور متخصصة أتبعها بمنتجات للعناية بالبشرة والجسم (سيلين)

كانت هذه المنتجات البداية فقط بالنسبة له، لأنه سرعان ما أتبعها بمستحضرات ماكياج وكأنه كان يعرف أن وقته في الدار قصير. كان أول الغيث منها أحمر شفاه، قدمته الدار خلال أسبوع باريس الأخير. من بين ميزاته أنه أحمر شفاه يرطب ويلون لساعات من دون أن يتزحزح من مكانه. فهو هنا يراعي ظروف امرأة لها نشاطات متعددة وليس لديها الوقت الكافي لتجدده في كل ساعة.

بدأ بأحمر شفاه واحد حتى يجس نبض الشعر ويُتقن باقي الألوان لتليق باسم «سيلين» (سيلين)

حتى يأتي بالجودة المطلوبة، لم تتسرع الدار في طرح كل الألوان مرة واحدة. اكتفت بواحد هو Rouge Triomphe «روج تريومف» على أن تُتبعه بـ15 درجات ألوان أخرى تناسب كل البشرات بحلول 2025 إضافة إلى ماسكارا وأقلام كحل وبودرة وظلال خدود وغيرها. السؤال الآن هو هل ستبقى الصورة التي رسمها هادي سليمان لامرأة «سيلين» وأرسى بها أسلوب حياة متكامل يحمل نظرته للجمال، ستبقى راسخة أم أن خليفته، مايكل رايدر، سيعمل على تغييرها لكي يضع بصمته الخاصة. في كل الأحوال فإن الأسس موجودة ولن يصعب عليه ذلك.