نائب وزير الخارجية المصري لـ {الشرق الأوسط}: الانتخابات ستجرى بمتابعة كافة المنظمات الدولية

رئيس لجنة «المصريين بالخارج» أكد استعدادها لتنظيم «تصويت نزيه» في 139 بعثة بالعالم

السفير حمدي سند لوزا («الشرق الأوسط»)
السفير حمدي سند لوزا («الشرق الأوسط»)
TT

نائب وزير الخارجية المصري لـ {الشرق الأوسط}: الانتخابات ستجرى بمتابعة كافة المنظمات الدولية

السفير حمدي سند لوزا («الشرق الأوسط»)
السفير حمدي سند لوزا («الشرق الأوسط»)

قال السفير حمدي سند لوزا، نائب وزير الخارجية المصري، رئيس اللجنة المعنية بإعداد عملية تصويت المصريين بالخارج في الانتخابات البرلمانية المقبلة، لـ«الشرق الأوسط» أمس، إن اللجنة العليا للانتخابات رحبت بمشاركة كافة المنظمات الدولية في متابعة الانتخابات التي تنطلق في أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، وعلى رأسها الاتحاد الأوروبي والجامعة العربية والاتحاد الأفريقي، وكافة منظمات المجتمع المدني الدولية، خاصة الذين تم التنسيق معهم للمتابعة في مارس (آذار) الماضي، قبل أن تؤجل العملية الانتخابية لأكتوبر، مشددًا على حرص السلطات المصرية على إجراء انتخابات نزيهة تحت أعين ومراقبة العالم أجمع.
ومن المقرر أن تجرى انتخابات مجلس النواب المصري على مرحلتين خلال شهري أكتوبر ونوفمبر (تشرين الثاني) المقبلين. ويبدأ تصويت المصريين في الخارج في المرحلة الأولى يوم 17 أكتوبر.
وأكد السفير لوزا أن اللجنة بدأت عملها بتكليف من وزير الخارجية سامح شكري، في مراجعة احتياجات السفارات التي ستستضيف مقار اللجان الفرعية، وبحثت كل الإمكانات البشرية واللوجيستية الواجب توافرها لإتمام العملية الانتخابية، متعهدا بتيسير العملية الانتخابية على المواطنين المغتربين، وتنظيم عملية تصويت «نزيهة» تؤدي إلى إيصال أصواتهم بأمانة.
وأكد لوزا أن وزير الخارجية طالب بالإسراع بتشكيل لجان الانتخاب الفرعية المشرفة على تصويت المصريين بالخارج في 139 بعثة دبلوماسية حول العالم، وبإعداد خطة متكاملة لتعزيز البعثات ذات الكثافة التصويتية المرتفعة، مشيرا إلى أن البعثات المصرية في دول الخليج العربي على رأس الأولويات، نظرا للمشاركة الواسعة التي ظهرت في كافة الانتخابات السابقة منذ ثورة 25 يناير 2011.
وبحسب آخر إحصاء أُجري خلال الاستفتاء على دستور 2014، بلغ إجمالي عدد المصريين بالخارج الذين يحق لهم التصويت 681 ألفا و346 شخصا، من بين نحو ثمانية ملايين مصري مغترب، يقيم 80 في المائة منهم في خمس دول هي السعودية والكويت والإمارات العربية المتحدة وقطر والولايات المتحدة. ويتوقع المراقبون مشاركة قوية في تلك الانتخابات.
وشدد السفير على أن اللجنة تراجع حاليا احتياجات السفارات التي ستستضيف مقار اللجان الفرعية، وبحثت كل الإمكانات البشرية واللوجيستية الواجب توافرها لإتمام العملية الانتخابية، مؤكدا أن وزير الخارجية أصدر توجيهاته إلى البعثات الدبلوماسية في الخارج بضرورة التزام الحيادية الكاملة خلال العملية الانتخابية.
وأشار إلى أن اللجنة ستشارك خلال الفترة المقبلة في اجتماعات تنسيقية مع اللجنة العليا للانتخابات وأجهزة الدولة المعنية بالعملية الانتخابية لوضع اللمسات الأخيرة لمشاركة المصريين في الخارج.
وحول المتابعة الدولية للانتخابات، قال نائب وزير الخارجية إن السلطات المصرية ممثلة في اللجنة العليا للانتخابات، المعنية بالإشراف وتنظيم الحدث الديمقراطي، أبدت ترحيبا بكافة المنظمات والهيئات الدولية بمتابعة العملية الانتخابية، لكي تنقل الصورة للعالم أجمع، مشيرا إلى أن أبرز الجهات الدولية المتوقع وجودها هي الاتحاد الأوروبي والأفريقي وكذلك جامعة الدول العربية.
وأوضح السفير لوزا أن تجمع السوق المشتركة لدول جنوب وشرق أفريقيا (كوميسا) قرر إيفاد بعثة متابعة للانتخابات البرلمانية برئاسة فيليكس موتاتي عضو لجنة حكماء الكوميسا وزير التجارة الأسبق في زامبيا، مضيفا أن البعثة ستضم نحو 70 مراقبًا من المسؤولين الحكوميين رفيعي المستوى بالدول الأعضاء بالتجمع، إلى جانب ممثلين عن هيئات إدارة الانتخابات ومنظمات المجتمع المدني المعتمدة بالدول الأعضاء في الكوميسا.
ووفقا لقرار اللجنة العليا للانتخابات يسمح لمنظمات المجتمع المدني الأجنبية والدولية العاملة في مجال متابعة الانتخابات وحقوق الإنسان ودعم الديمقراطية، وهيئات ومفوضيات الانتخابات الأجنبية، بمتابعة انتخابات مجلس النواب بعد الحصول على تصريح بذلك من اللجنة وفقًا للضوابط الواردة بهذا القرار، على أن يتوافر في المنظمات المتقدمة عدة شروط منها الخبرة السابقة في مجال متابعة الانتخابات.
وكانت اللجنة العليا للانتخابات برئاسة المستشار أيمن عباس رئيس اللجنة، قد أعلنت أن عدد الراغبين في الترشح في انتخابات مجلس النواب المقبلة، وفقا لبيان أصدرته مساء أول من أمس، قد بلغ 3924 شخصا، منذ فتح باب الترشيح في الأول من سبتمبر (أيلول) الجاري.
ويستمر فتح الباب أمام الترشح إلى يوم السبت المقبل، تمهيدًا لإعلان لائحة المرشحين وانطلاق الدعاية الانتخابية.
وقال المستشار عمر مروان المتحدث الرسمي للجنة العليا للانتخابات إن قائمة واحدة عن دائرة شمال ووسط وجنوب الصعيد، وهي قائمة (نداء مصر)، تقدمت بطلبها إلى لجنة انتخابات المحافظة بمحكمة الجيزة الابتدائية. والانتخابات البرلمانية هي الخطوة الأخيرة في خارطة المستقبل التي توافق عليها الجيش وقوى سياسية، عقب عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي في يوليو (تموز) 2013، إثر احتجاجات حاشدة على حكمه.



ضربات في صعدة... والحوثيون يطلقون صاروخاً اعترضته إسرائيل

عناصر حوثيون يحملون صاروخاً وهمياً خلال مظاهرة في صنعاء ضد الولايات المتحدة وإسرائيل (أ.ب)
عناصر حوثيون يحملون صاروخاً وهمياً خلال مظاهرة في صنعاء ضد الولايات المتحدة وإسرائيل (أ.ب)
TT

ضربات في صعدة... والحوثيون يطلقون صاروخاً اعترضته إسرائيل

عناصر حوثيون يحملون صاروخاً وهمياً خلال مظاهرة في صنعاء ضد الولايات المتحدة وإسرائيل (أ.ب)
عناصر حوثيون يحملون صاروخاً وهمياً خلال مظاهرة في صنعاء ضد الولايات المتحدة وإسرائيل (أ.ب)

تبنّت الجماعة الحوثية إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من اعترافها بتلقي ثلاث غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

وفي حين أعلن الجيش الإسرائيلي اعتراض الصاروخ الحوثي، يُعد الهجوم هو الثاني في السنة الجديدة، حيث تُواصل الجماعة، المدعومة من إيران، عملياتها التصعيدية منذ نحو 14 شهراً تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

وادعى يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الجماعة الحوثية، في بيان مُتَلفز، أن جماعته استهدفت بصاروخ فرط صوتي من نوع «فلسطين 2» محطة كهرباء «أوروت رابين» جنوب تل أبيب، مع زعمه أن العملية حققت هدفها.

من جهته، أعلن الجيش الإسرائيلي، في بيان، أنه «بعد انطلاق صفارات الإنذار في تلمي اليعازر، جرى اعتراض صاروخ أُطلق من اليمن قبل عبوره إلى المناطق الإسرائيلية».

ويوم الجمعة الماضي، كان الجيش الإسرائيلي قد أفاد، في بيان، بأنه اعترض صاروخاً حوثياً وطائرة مُسيّرة أطلقتها الجماعة دون تسجيل أي أضرار، باستثناء ما أعلنت خدمة الإسعاف الإسرائيلية من تقديم المساعدة لبعض الأشخاص الذين أصيبوا بشكل طفيف خلال هروعهم نحو الملاجئ المحصَّنة.

وجاءت عملية تبنِّي إطلاق الصاروخ وإعلان اعتراضه، عقب اعتراف الجماعة الحوثية باستقبال ثلاث غارات وصفتها بـ«الأميركية البريطانية»، قالت إنها استهدفت موقعاً شرق مدينة صعدة، دون إيراد أي تفاصيل بخصوص نوعية المكان المستهدَف أو الأضرار الناجمة عن الضربات.

مقاتلة أميركية على متن حاملة طائرات في البحر الأحمر (أ.ب)

وإذ لم يُعلق الجيش الأميركي على الفور، بخصوص هذه الضربات، التي تُعد الأولى في السنة الجديدة، كان قد ختتم السنة المنصرمة في 31 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، باستهداف منشآت عسكرية خاضعة للحوثيين في صنعاء بـ12 ضربة.

وذكرت وسائل الإعلام الحوثية حينها أن الضربات استهدفت «مجمع العرضي»؛ حيث مباني وزارة الدفاع اليمنية الخاضعة للجماعة في صنعاء، و«مجمع 22 مايو» العسكري؛ والمعروف شعبياً بـ«معسكر الصيانة».

106 قتلى

مع ادعاء الجماعة الحوثية أنها تشن هجماتها ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، في سياق مناصرتها للفلسطينيين في غزة، كان زعيمها عبد الملك الحوثي قد اعترف، في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وأن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

وكانت الولايات المتحدة قد أنشأت، في ديسمبر 2023، تحالفاً سمّته «حارس الازدهار»؛ ردّاً على هجمات الحوثيين ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، قبل أن تشنّ ضرباتها الجوية ابتداء من 12 يناير (كانون الثاني) 2024، بمشاركة بريطانيا في بعض المرات؛ أملاً في إضعاف قدرات الجماعة الهجومية.

دخان يتصاعد من موقع عسكري في صنعاء خاضع للحوثيين على أثر ضربة أميركية (أ.ف.ب)

واستهدفت الضربات مواقع في صنعاء وصعدة وإب وتعز وذمار، في حين استأثرت الحديدة الساحلية بأغلبية الضربات، كما لجأت واشنطن إلى استخدام القاذفات الشبحية، لأول مرة، لاستهداف المواقع الحوثية المحصَّنة، غير أن كل ذلك لم يمنع تصاعد عمليات الجماعة التي تبنّت مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ نوفمبر 2023.

وأدّت هجمات الحوثيين إلى إصابة عشرات السفن بأضرار، وغرق سفينتين، وقرصنة ثالثة، ومقتل 3 بحارة، فضلاً عن تقديرات بتراجع مرور السفن التجارية عبر باب المندب، بنسبة أعلى من 50 في المائة.

4 ضربات إسرائيلية

رداً على تصعيد الحوثيين، الذين شنوا مئات الهجمات بالصواريخ والطائرات المُسيرة باتجاه إسرائيل، ردّت الأخيرة بأربع موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة الحوثية بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

كذلك تضررت مدرسة إسرائيلية بشكل كبير، جراء انفجار رأس صاروخ، في 19 ديسمبر الماضي، وإصابة نحو 23 شخصاً جراء صاروخ آخر انفجر في 21 من الشهر نفسه.

زجاج متناثر في مطار صنعاء الدولي بعد الغارات الجوية الإسرائيلية (أ.ب)

واستدعت هذه الهجمات الحوثية من إسرائيل الرد، في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وفي 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، قصفت إسرائيل مستودعات للوقود في كل من الحديدة وميناء رأس عيسى، كما استهدفت محطتيْ توليد كهرباء في الحديدة، إضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات، وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً.

وتكررت الضربات، في 19 ديسمبر الماضي؛ إذ شنّ الطيران الإسرائيلي نحو 14 غارة على مواني الحديدة الثلاثة، الخاضعة للحوثيين غرب اليمن، وعلى محطتين لتوليد الكهرباء في صنعاء؛ ما أدى إلى مقتل 9 أشخاص، وإصابة 3 آخرين.

وفي المرة الرابعة من الضربات الانتقامية في 26 ديسمبر الماضي، استهدفت تل أبيب، لأول مرة، مطار صنعاء، وضربت في المدينة محطة كهرباء للمرة الثانية، كما استهدفت محطة كهرباء في الحديدة وميناء رأس عيسى النفطي، وهي الضربات التي أدت إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة أكثر من 40، وفق ما اعترفت به السلطات الصحية الخاضعة للجماعة.