الأردن يقرر عدم اعتماد شهادات «الثانوية العامة المدرسية» المحصل عليها من بعض الدول

القرار يقضي بعدم معادلة الشهادات التي لم تخضع لامتحان وطني

الأردن يقرر عدم اعتماد شهادات «الثانوية العامة المدرسية» المحصل عليها من بعض الدول
TT

الأردن يقرر عدم اعتماد شهادات «الثانوية العامة المدرسية» المحصل عليها من بعض الدول

الأردن يقرر عدم اعتماد شهادات «الثانوية العامة المدرسية» المحصل عليها من بعض الدول

أثار قرار وزارة التربية والتعليم الأردنية بخصوص عدم اعتماد الشهادات الثانوية المدرسية من دول عربية وأخرى أجنبية الكثير من الالتباس. البعض فسرها على أن الأردن لا يعترف بشهادات الثانوية العامة الوطنية الصادرة عن بعض الدول العربية. ولهذا فقد وضحت وزارة التربية والتعليم الأردنية المقصود بقرارها، المرفق صورة عنه مع هذا الخبر.
وقالت الوزارة عن طريق الأمين العام في تصريحات خاصة بـ«الشرق الأوسط»، إن المقصود هنا هو الشهادات الثانوية الصادرة عن المدارس وليست الصادرة عن الدولة بعد خضوع الطلاب لامتحان وطني عام. وقال المتحدث الأردني إن ذلك لا يعني عدم الاعتراف بشهادات الثانوية العامة الصادرة عن دول الخليج مثلاً.
إذ قررت لجنة معادلة الشهادات في وزارة التربية والتعليم الأردنية عدم اعتماد شهادة الدراسة الثانوية العامة للطلبة الأردنيين وحاملي الجنسية المزدوجة الصادرة عن المدارس العربية في غير بلدانها الأصلية وعدم المصادقة عليها.
وقال أمين عام وزارة التربية والتعليم الأردنية للشؤون التعليمية محمد العكور، إن اللجنة اتخذت هذا القرار على ضوء كتاب وزارة التعليم العالي والبحث العلمي.
وأضاف العكور لـ«الشرق الأوسط» أن لجنة معادلة الشهادات في الوزارة اتخذت عددا من القرارات المتعلقة بالطلبة الأردنيين الدارسين في مدارس عربية في غير بلدانها الأصلية لغايات الحصول على شهادة الدراسة الثانوية العامة، موضحًا أن اللجنة قررت عدم معادلة شهادة الثانوية الصادرة عن مدارس في الدول العربية والتي لا تخضع لامتحان وطني في البلد الصادرة عنه الشهادة وعدم المصادقة عليها، إلا إذا اقترنت باختبار قدرات واختبار تحصيلي ومصدقة حسب الأصول وتؤهل حاملها الالتحاق بجامعات البلد الصادرة عنه الشهادة.
وبين العكور أن هذا القرار يسري على الطلبة الذين يلتحقون في مثل هذه المدارس اعتبارًا من العام الدراسي 2016 / 2105.
وكانت الوزارة تعتمد الشهادة المدرسية المصدقة من وزارة التربية في بلدها الأصلي دون الطلب امتحان المستوى الذي يؤهل للدخول إلى الجامعة.
وأشار إلى أن الشهادة المدرسية للمرحلة الأخيرة من الثانوية العامة لا تؤهل صاحبها للدخول إلى الجامعة إلا إذا تقدم بامتحان وطني واختبار قدرات وهذا الامتحان يعادل الامتحان الشهادة الثانوية العامة التي تجريه الوزارة على مستوى الأردن. أما الشهادة المدرسية التي تصدرها المدرسة فإنها لا تؤهل صاحبها للدخول إلى الجامعة إلا إذا اجتاز امتحان قدرات وتحصيل على المستوى الوطني ويكون مصدق حسب الأصول.
وبالنسبة للشهادة المدرسية الصادرة عن المدرسة في السعودية وبعض دول الخليج فإن الوزارة تصادق عليها أنها شهادة تعادل الشهادة المدرسية التي تصدرها المدارس الثانوية الأردنية قبل الدخول إلى امتحان الثانوية العامة (التوجيهي).
وأشار العكور إلى اللجنة ناقشت موضوع الطلبة الأردنيين وغيرهم الملتحقين بالمدارس الأوكرانية للحصول على الثانوية الأوكرانية، حيث قررت اللجنة والتزاما بكتاب وزارة التعليم العالي، عدم معادلة الشهادات الثانوية لهم ولحاملي الجنسية المزدوجة الصادرة عن دول الاتحاد السوفياتي سابقا وكذلك عدم معادلة شهادة ثانوية ATTECTAT، مبينا أن هذا القرار يسري على الطلبة الذين يلتحقون في مثل هذه المدارس اعتبارا من العام الدراسي 2016 / 2015.
على صعيد متصل قالت مصادر مطلعة إن هذا الإجراء جاء للحد من توجه بعض الطلبة الأردنيين الذين لم يحالفهم الحظ في الثانوية العامة الأردنية إلى دول الخليج للحصول على شهادة الثانوية المدرسية دون الخضوع لامتحان المستوى الذي يجتازه الطالب للدخول إلى الجامعة.
وفي ما يتعلق بأسماء الشهادات التي تعادل بشهادة الثانوية العامة الأردنية قالت رئيسة قسم معادلة الشهادات الأجنبية في الإدارة سميحة العبد اللات، إنها تشمل شهادة الثقافة العامة البريطانية وشهادة البكالوريا الدولية وشهادة الثانوية الأميركية، موضحة أن الأخيرة تتضمن إجراء امتحانات في سبع مواد وفي حال لم يتمكن الطالب من تجاوز ثلاث مواد منها فإنه يتم طرح ثلاث مواد لمساعدة الطلاب من المنهاج الأردني هي اللغة العربية والثقافة الإسلامية والثقافة العامة.
وأضافت العبد اللات أنها تشمل كذلك شهادة الثانوية الإسرائيلية (البجروت) للطلبة من عرب 48 وجميع الشهادات الأجنبية التي تكون بمستوى الثانوية العامة في البلد الصادرة عنه.



رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
TT

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»

إنه «فضلو» في «بياع الخواتم»، و«أبو الأناشيد الوطنية» في مشواره الفني، وأحد عباقرة لبنان الموسيقيين، الذي رحل أول من أمس (الأربعاء) عن عمر ناهز 84 عاماً.
فبعد تعرضه لأزمة صحية نقل على إثرها إلى المستشفى، ودّع الموسيقي إيلي شويري الحياة. وفي حديث لـ«الشرق الأوسط» أكدت ابنته كارول أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي قبل أن تعلم به عائلته. وتتابع: «كنت في المستشفى معه عندما وافاه الأجل. وتوجهت إلى منزلي في ساعة متأخرة لأبدأ بالتدابير اللازمة ومراسم وداعه. وكان الخبر قد ذاع قبل أن أصدر بياناً رسمياً أعلن فيه وفاته».
آخر تكريم رسمي حظي به شويري كان في عام 2017، حين قلده رئيس الجمهورية يومها ميشال عون وسام الأرز الوطني. وكانت له كلمة بالمناسبة أكد فيها أن حياته وعطاءاته ومواهبه الفنية بأجمعها هي كرمى لهذا الوطن.
ولد إيلي شويري عام 1939 في بيروت، وبالتحديد في أحد أحياء منطقة الأشرفية. والده نقولا كان يحضنه وهو يدندن أغنية لمحمد عبد الوهاب. ووالدته تلبسه ثياب المدرسة على صوت الفونوغراف الذي تنساب منه أغاني أم كلثوم مع بزوغ الفجر. أما أقرباؤه وأبناء الجيران والحي الذي يعيش فيه، فكانوا من متذوقي الفن الأصيل، ولذلك اكتمل المشوار، حتى قبل أن تطأ خطواته أول طريق الفن.
- عاشق لبنان
غرق إيلي شويري منذ نعومة أظافره في حبه لوطنه وترجم عشقه لأرضه بأناشيد وطنية نثرها على جبين لبنان، ونبتت في نفوس مواطنيه الذين رددوها في كل زمان ومكان، فصارت لسان حالهم في أيام الحرب والسلم. «بكتب اسمك يا بلادي»، و«صف العسكر» و«تعلا وتتعمر يا دار» و«يا أهل الأرض»... جميعها أغنيات شكلت علامة فارقة في مسيرة شويري الفنية، فميزته عن سواه من أبناء جيله، وذاع صيته في لبنان والعالم العربي وصار مرجعاً معتمداً في قاموس الأغاني الوطنية. اختاره ملك المغرب وأمير قطر ورئيس جمهورية تونس وغيرهم من مختلف أقطار العالم العربي ليضع لهم أجمل معاني الوطن في قالب ملحن لا مثيل له. فإيلي شويري الذي عُرف بـ«أبي الأناشيد الوطنية» كان الفن بالنسبة إليه منذ صغره هَوَساً يعيشه وإحساساً يتلمسه في شكل غير مباشر.
عمل شويري مع الرحابنة لفترة من الزمن حصد منها صداقة وطيدة مع الراحل منصور الرحباني. فكان يسميه «أستاذي» ويستشيره في أي عمل يرغب في القيام به كي يدله على الصح من الخطأ.
حبه للوطن استحوذ على مجمل كتاباته الشعرية حتى لو تناول فيها العشق، «حتى لو رغبت في الكتابة عن أعز الناس عندي، أنطلق من وطني لبنان»، هكذا كان يقول. وإلى هذا الحد كان إيلي شويري عاشقاً للبنان، وهو الذي اعتبر حسه الوطني «قدري وجبلة التراب التي امتزج بها دمي منذ ولادتي».
تعاون مع إيلي شويري أهم نجوم الفن في لبنان، بدءاً بفيروز وسميرة توفيق والراحلين وديع الصافي وصباح، وصولاً إلى ماجدة الرومي. فكان يعدّها من الفنانين اللبنانيين القلائل الملتزمين بالفن الحقيقي. فكتب ولحن لها 9 أغنيات، من بينها «مين إلنا غيرك» و«قوم تحدى» و«كل يغني على ليلاه» و«سقط القناع» و«أنت وأنا» وغيرها. كما غنى له كل من نجوى كرم وراغب علامة وداليدا رحمة.
مشواره مع الأخوين الرحباني بدأ في عام 1962 في مهرجانات بعلبك. وكانت أول أدواره معهم صامتة بحيث يجلس على الدرج ولا ينطق إلا بكلمة واحدة. بعدها انتسب إلى كورس «إذاعة الشرق الأدنى» و«الإذاعة اللبنانية» وتعرّف إلى إلياس الرحباني الذي كان يعمل في الإذاعة، فعرّفه على أخوَيه عاصي ومنصور.

مع أفراد عائلته عند تقلده وسام الأرز الوطني عام 2017

ويروي عن هذه المرحلة: «الدخول على عاصي ومنصور الرحباني يختلف عن كلّ الاختبارات التي يمكن أن تعيشها في حياتك. أذكر أن منصور جلس خلف البيانو وسألني ماذا تحفظ. فغنيت موالاً بيزنطياً. قال لي عاصي حينها؛ من اليوم ممنوع عليك الخروج من هنا. وهكذا كان».
أسندا إليه دور «فضلو» في مسرحية «بياع الخواتم» عام 1964. وفي الشريط السينمائي الذي وقّعه يوسف شاهين في العام التالي. وكرّت السبحة، فعمل في كلّ المسرحيات التي وقعها الرحابنة، من «دواليب الهوا» إلى «أيام فخر الدين»، و«هالة والملك»، و«الشخص»، وصولاً إلى «ميس الريم».
أغنية «بكتب اسمك يا بلادي» التي ألفها ولحنها تعد أنشودة الأناشيد الوطنية. ويقول شويري إنه كتب هذه الأغنية عندما كان في رحلة سفر مع الراحل نصري شمس الدين. «كانت الساعة تقارب الخامسة والنصف بعد الظهر فلفتني منظر الشمس التي بقيت ساطعة في عز وقت الغروب. وعرفت أن الشمس لا تغيب في السماء ولكننا نعتقد ذلك نحن الذين نراها على الأرض. فولدت كلمات الأغنية (بكتب اسمك يا بلادي عالشمس الما بتغيب)».
- مع جوزيف عازار
غنى «بكتب اسمك يا بلادي» المطرب المخضرم جوزيف عازار. ويخبر «الشرق الأوسط» عنها: «ولدت هذه الأغنية في عام 1974 وعند انتهائنا من تسجيلها توجهت وإيلي إلى وزارة الدفاع، وسلمناها كأمانة لمكتب التوجيه والتعاون»، وتابع: «وفوراً اتصلوا بنا من قناة 11 في تلفزيون لبنان، وتولى هذا الاتصال الراحل رياض شرارة، وسلمناه شريط الأغنية فحضروا لها كليباً مصوراً عن الجيش ومعداته، وعرضت في مناسبة عيد الاستقلال من العام نفسه».
يؤكد عازار أنه لا يستطيع اختصار سيرة حياة إيلي شويري ومشواره الفني معه بكلمات قليلة. ويتابع لـ«الشرق الأوسط»: «لقد خسر لبنان برحيله مبدعاً من بلادي كان رفيق درب وعمر بالنسبة لي. أتذكره بشوشاً وطريفاً ومحباً للناس وشفافاً، صادقاً إلى أبعد حدود. آخر مرة التقيته كان في حفل تكريم عبد الحليم كركلا في الجامعة العربية، بعدها انقطعنا عن الاتصال، إذ تدهورت صحته، وأجرى عملية قلب مفتوح. كما فقد نعمة البصر في إحدى عينيه من جراء ضربة تلقاها بالغلط من أحد أحفاده. فضعف نظره وتراجعت صحته، وما عاد يمارس عمله بالشكل الديناميكي المعروف به».
ويتذكر عازار الشهرة الواسعة التي حققتها أغنية «بكتب اسمك يا بلادي»: «كنت أقفل معها أي حفل أنظّمه في لبنان وخارجه. ذاع صيت هذه الأغنية، في بقاع الأرض، وترجمها البرازيليون إلى البرتغالية تحت عنوان (أومينا تيرا)، وأحتفظ بنصّها هذا عندي في المنزل».
- مع غسان صليبا
مع الفنان غسان صليبا أبدع شويري مرة جديدة على الساحة الفنية العربية. وكانت «يا أهل الأرض» واحدة من الأغاني الوطنية التي لا تزال تردد حتى الساعة. ويروي صليبا لـ«الشرق الأوسط»: «كان يعد هذه الأغنية لتصبح شارة لمسلسل فأصررت عليه أن آخذها. وهكذا صار، وحققت نجاحاً منقطع النظير. تعاونت معه في أكثر من عمل. من بينها (كل شيء تغير) و(من يوم ما حبيتك)». ويختم صليبا: «العمالقة كإيلي شويري يغادرونا فقط بالجسد. ولكن بصمتهم الفنية تبقى أبداً ودائماً. لقد كانت تجتمع عنده مواهب مختلفة كملحن وكاتب ومغنٍ وممثل. نادراً ما نشاهدها تحضر عند شخص واحد. مع رحيله خسر لبنان واحداً من عمالقة الفن ومبدعيه. إننا نخسرهم على التوالي، ولكننا واثقون من وجودهم بيننا بأعمالهم الفذة».
لكل أغنية كتبها ولحنها إيلي شويري قصة، إذ كان يستمد موضوعاتها من مواقف ومشاهد حقيقية يعيشها كما كان يردد. لاقت أعماله الانتقادية التي برزت في مسرحية «قاووش الأفراح» و«سهرة شرعية» وغيرهما نجاحاً كبيراً. وفي المقابل، كان يعدها من الأعمال التي ينفذها بقلق. «كنت أخاف أن تخدش الذوق العام بشكل أو بآخر. فكنت ألجأ إلى أستاذي ومعلمي منصور الرحباني كي يرشدني إلى الصح والخطأ فيها».
أما حلم شويري فكان تمنيه أن تحمل له السنوات الباقية من عمره الفرح. فهو كما كان يقول أمضى القسم الأول منها مليئة بالأحزان والدموع. «وبالقليل الذي تبقى لي من سنوات عمري أتمنى أن تحمل لي الابتسامة».