بين الخطأ والصواب

بين الخطأ والصواب
TT

بين الخطأ والصواب

بين الخطأ والصواب

* تطبيق ذكي جديد لمرضى الكلى المزمنين
* من الأخطاء الشائعة أن البعض من مرضى الكلى لا يلتزمون بالتوصيات الغذائية المعطاة لهم من قبل أطبائهم المعالجين أو اختصاصيي التغذية، وأهمها استخدام كميات معتدلة من البروتينات والصوديوم والبوتاسيوم والفسفور وكذلك الأدوية التي تنظم نسبة الكالسيوم والفوسفور بالدم. ومن سلبيات ذلك أن يصاب هؤلاء المرضى بالفشل الكلوي المزمن.
وتشير إحصائيات المركز السعودي لزراعة الأعضاء، وفقا لآخر تصريح للدكتور فيصل شاهين، استشاري أول للأمراض الباطنية والكلى والمدير العام للمركز السعودي لزراعة الأعضاء، إلى أن هناك نحو 15000 من المرضى في السعودية يعانون من الفشل الكلوي المزمن ويتلقون الغسيل الكلوي (الديلزة). والفشل الكلوي هو الحالة التي تعجز فيها كلية الإنسان عن القيام بوظيفتها الأساسية المتمثلة في التخلص من الفضلات بالدم والسوائل المتراكمة. ويُعتبر مرض الكلى مزمنًا في حال يصعب معه إعادة الأمور إلى نصابها الأول وحينها لا يمكن تلافي الأمر إلا بالغسيل الكلوي أو بزراعة كلية جديدة.
ويُعتبر الفسفور من العناصر المهمة عند مرضى الكلى المزمنين وتكمن أهميته في المحافظة على حياتهم حيث إن الزيادة منه في أجسامهم تعني زيادة مخاطر الموت لهؤلاء المرضى.
ولأهمية تثقيف مرضى الكلى وذويهم فقد أطلقت في مطلع الأسبوع الماضي شركة «سانوفي»، لعبة مبتكرة تتناول فكرتها موضوع «مهمة الفسفور» وهذا التطبيق عبارة عن أداة تعليمية تفاعلية باللغة العربية للمرضى الذين يعانون من أمراض الكلى المزمنة وأسرهم والمختصين بمجال الرعاية الصحية وأيضًا عامة الجمهور. وتُعتبر اللعبة فرصة للمرضى للتعرف على تأثير الخيارات الغذائية وأيضًا دور العلاج الموصوف.
ومن خلال آلية عمل اللعبة وعبر مبادئ علم النفس التعليمي، تهدف «مهمة الفسفور» إلى تثقيف المرضى حول إدارة معدلات الفسفور الزائدة بأجسامهم وكيفية السيطرة على مستوياته في أجسامهم، وبالتالي السماح لهم بالتكيف مع المرض والتخلص من معدلات الفسفور الزائدة، من منطلق أن زيادة مستوياته بالجسم فيها خطورة على حياتهم.
وقد تم تصميم اللعبة التعليمية ليس فقط لمرضى الكلى السعوديين بل أيضًا للمرضى الموجودين بكافة بلدان الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. ومن حيث إن هذا التطبيق يمثل أداة توعوية مسلية، فهو يمنح المرضى فهمًا أفضل عن طبيعة مرضهم، والمخاطر لزيادة مستويات الفسفور في الدم لمرضى الكلى المزمن وأهمية السيطرة عليه إلى جانب خيارات العلاج والأصناف الغذائية المتعلقة بصحتهم.

* الموسيقى مسكن لما بعد العملية الجراحية
* ظل قرار استخدام الموسيقى كوسيلة للتعافي من الألم، بين مؤيد ورافض لعقود طويلة من الزمن، رغم أن الموسيقى علاج آمن، غير مؤذٍ وغير مكلف، للتعافي بعد العمليات الجراحية، يمكن تقديمها بسهولة ونجاح.
وقد قامت مجموعة من الأطباء بإجراء دراسة مرجعية منهجية وتحليل تلوي meta - analysis لتقييم ما إذا كانت الموسيقى تحسن بالفعل الحالة الصحية بعد الانتهاء من العمليات الجراحية!
وفي سياق هذه الدراسة قام الباحثون باختيار مجموعة عشوائية ضابطة من المرضى البالغين الذين سيخضعون لعمليات جراحية، باستثناء المرضى الذين سيخضعون لعمليات في الجهاز العصبي المركزي أو الرأس والرقبة.
وتم تعريض هذه المجموعة الضابطة من المرضى لأشكال مختلفة من أشكال الموسيقى قبل أو أثناء أو بعد الجراحة وقاموا بمقارنتها مع المرضى الذين يتلقون رعاية اعتيادية روتينية قياسية أو غيرهم من الذين لم يحصلوا على أي تدخلات أخرى غير الدوائية.
وتمت مراجعة الكثير من المراجع العلمية والمكتبات الكبرى، وتم تحليل النتائج بواسطة برنامج ستاتا Stata الإصدار 12. كما تم تسجيل وتوثيق نتائج الدراسة في بروسبيرو ROSPERO، بالرقم التسلسلي عدد CRD42013005220.
ونشرت نتائج الدراسة في مجلة لانسيت The Lancet بتاريخ 21 أغسطس (آب) الماضي 2015، وصل عدد العناوين والملخصات في المراجعة المنهجية 4261. وشملت 73 مضبوطة، مع عدد مشاركين تراوح بين 20 و458 مشاركا، كما تم اختيار وتحديد الموسيقى، والتوقيت، والمدة. وشملت المقارنة: الرعاية الروتينية، سماعات الرأس مع عدم وجود الموسيقى والضوضاء، مع الراحة في الفراش. ووجد أن استخدام الموسيقى نجح في خفض شدة الألم بعد العملية الجراحية، والقلق، والحاجة لاستخدام المسكنات، وكذلك زيادة رضا المرضى، ولكنه لم يؤثر على مدة إقامة المريض بعد العملية.
وأظهرت نتائج تحليلات المجموعات الفرعية للمشاركين أن هناك تأثيرا ضئيلا لنوع الموسيقى وتوقيت استخدامها. ومن المثير للانتباه في هذه الدراسة أنه وجد أن للموسيقى فعالية إيجابية حتى عندما كان المرضى تحت التخدير العام.
وعليه أوصى الباحثون في هذه الدراسة بتقديم الموسيقى كوسيلة لمساعدة المرضى على تقليل الألم والقلق خلال فترة ما بعد الجراحة، مع الأخذ في الاعتبار توقيت بداية استخدام الموسيقى حسب ظروف كل مريض ومرئيات الفريق الطبي.

* استشاري في طب المجتمع
مدير مركز المساعدية التخصصي ـ مستشفى الملك فهد بجدة
[email protected]



الإعداد لأكبر دراسة بروتينية ستحدث ثورة في اختبارات السرطان والخرف

ستسمح البيانات التي تم جمعها في الدراسة للعلماء في جميع أنحاء العالم بإجراء أبحاث متعلقة بالصحة واستكشاف كيف تؤدي أنماط الحياة والبيئة والجينات من خلال البروتينات إلى إصابة بعض الأشخاص بأمراض معينة (رويترز)
ستسمح البيانات التي تم جمعها في الدراسة للعلماء في جميع أنحاء العالم بإجراء أبحاث متعلقة بالصحة واستكشاف كيف تؤدي أنماط الحياة والبيئة والجينات من خلال البروتينات إلى إصابة بعض الأشخاص بأمراض معينة (رويترز)
TT

الإعداد لأكبر دراسة بروتينية ستحدث ثورة في اختبارات السرطان والخرف

ستسمح البيانات التي تم جمعها في الدراسة للعلماء في جميع أنحاء العالم بإجراء أبحاث متعلقة بالصحة واستكشاف كيف تؤدي أنماط الحياة والبيئة والجينات من خلال البروتينات إلى إصابة بعض الأشخاص بأمراض معينة (رويترز)
ستسمح البيانات التي تم جمعها في الدراسة للعلماء في جميع أنحاء العالم بإجراء أبحاث متعلقة بالصحة واستكشاف كيف تؤدي أنماط الحياة والبيئة والجينات من خلال البروتينات إلى إصابة بعض الأشخاص بأمراض معينة (رويترز)

ستنطلق أكبر دراسة في العالم للبروتينات التي تدور في جسم الإنسان في بريطانيا هذا الشهر. ويمكن أن يُحدث المشروع ثورة في اكتشاف الأمراض، ما يمهد الطريق لاختبارات الدم البسيطة لتحديد حالات مثل السرطان والخرف قبل سنوات من التشخيص التقليدي، وفق ما نقلته صحيفة «الإندبندنت» البريطانية.

يهدف مشروع UK Biobank Pharma Proteomics إلى كشف التفاعل المعقد بين الجينات وأسلوب الحياة والبيئة في تطور المرض. هناك أيضاً إمكانية إنشاء اختبارات دم لتشخيص الحالات المناعية الذاتية مثل التصلب المتعدد ومرض كرون بشكل أسرع وأكثر دقة.

والبروتيوميات هي دراسة واسعة النطاق للبروتينات، وتحليل دورها في المرض وكيف تتسبب بنيتها ووظيفتها في حدوث الأمراض.

هذا المشروع الجديد هو توسع لبرنامج تجريبي ثوري نشر بيانات عما يقرب من 3 آلاف بروتين من عينات دم 54 ألف مشارك في بنك المملكة المتحدة للبيولوجيا. لقد سمحت البيانات التجريبية بالفعل للباحثين بتحديد البروتينات المرتفعة في المرضى الذين يصابون بالخرف حتى عقد من الزمان قبل التشخيص، وسبع سنوات قبل تشخيص بعض أنواع السرطان.

قال البروفيسور السير روري كولينز، المحقق الرئيسي والرئيس التنفيذي لبنك المملكة المتحدة للبيولوجيا: «ستسمح البيانات التي تم جمعها في الدراسة للعلماء في جميع أنحاء العالم بإجراء أبحاث متعلقة بالصحة، واستكشاف كيف تؤدي أنماط الحياة والبيئة والجينات من خلال البروتينات إلى إصابة بعض الأشخاص بأمراض معينة، بينما لا يصاب بها آخرون».

وأضاف: «سيسمح لنا ذلك بتحديد مَن المرجح أن يصاب بالمرض قبل أن يصاب به، ومن ثم يمكننا أن ننظر في طرق لمنع هذه الحالات قبل أن تتطور».

أظهرت البيانات التجريبية أن بروتينات معينة ترتفع لدى أولئك الذين يصابون بأنواع مختلفة من السرطانات حتى 7 سنوات قبل التشخيص السريري (رويترز)

يهدف المشروع الموسع - بدعم اتحاد من 14 شركة أدوية - إلى قياس ما يصل إلى 5400 بروتين من 600 ألف عينة دم. وتشمل هذه العينات المأخوذة منذ 15 إلى 20 عاماً، عندما بدأت دراسة البنك الحيوي في المملكة المتحدة، من 500 ألف شخص في أوائل الأربعينات إلى أواخر الستينات، بالإضافة إلى عينات ثانية مأخوذة من 100 ألف متطوع من البنك الحيوي في المملكة المتحدة بعد 10 إلى 15 عاماً.

وقالت البروفيسورة ناومي ألين، كبيرة العلماء في البنك الحيوي في المملكة المتحدة: «هذا أمر قيم للغاية؛ لأنه سيمكن الباحثين من معرفة كيف تؤثر التغيرات في مستويات البروتين داخل الأفراد في منتصف العمر إلى أواخره على تطور مجموعة كاملة من الأمراض المختلفة». وأضافت: «سوف يعمل على تسريع البحث في أسباب المرض وتطوير علاجات جديدة تستهدف بروتينات محددة مرتبطة بهذه الأمراض».

صورة أكثر اكتمالاً

وفي حديثها عن المشروع التجريبي، أضافت البروفيسورة ألين: «إن الحصول على بيانات حول مستويات البروتين يمنحنا صورة أكثر اكتمالاً عن كيفية تسبب الجينات وأسلوب الحياة والتعرض للبيئة في الإصابة بالمرض من خلال التغيرات في البروتينات. لذا فإنه يضيف قطعة حاسمة في لغز الصور المقطوعة للعلماء لمعرفة كيفية تطور المرض، ويعطينا أدلة ثابتة حول ما يمكننا القيام به لمنعه وعلاجه».

لقد أظهرت البيانات التجريبية بالفعل أن بروتينات معينة ترتفع لدى أولئك الذين يصابون بأنواع مختلفة من السرطانات حتى 7 سنوات قبل التشخيص السريري. وبالنسبة للخرف، تصل هذه النسبة إلى 10 سنوات قبل التشخيص السريري.

ستمكّن الدراسة معرفة بروتينات معينة للإصابة اللاحقة بمرض ألزهايمر مما سيفيد بتناول أدوية جديدة مصممة خصوصاً لعلاج المرض في مرحلة مبكرة (رويترز)

قالت الخبيرة ألين: «قد يكون من الممكن حقاً تطوير اختبارات دم بسيطة يمكنها اكتشاف المرض في وقت أبكر بكثير مما هو موجود حالياً. على سبيل المثال، في حالة الخرف، يمكنك أن تتخيل أنه إذا كان لدينا اختبار دم يقيس هذه المجموعة القليلة من البروتينات التي ترتفع بشكل خاص لدى أولئك الذين سيصابون لاحقاً بمرض ألزهايمر، فإنهم سيستفيدون بعد ذلك من تناول أدوية جديدة متوفرة في السوق ومصممة خصوصاً لعلاج المرض في مرحلة مبكرة».

وأضافت: «أظهرت البيانات من الدراسة التجريبية أن بروتينات معينة ترتفع بشكل كبير لدى الأفراد الذين يعانون من حالات المناعة الذاتية مثل التصلب المتعدد ومرض كرون وما إلى ذلك؛ لذا يمكنك أن ترى كيف يمكن استخدام اختبار دم بسيط لاستكمال تدابير التشخيص الحالية من أجل تشخيص هذه الأنواع من الأمراض بدقة أكبر، وربما بسرعة أكبر».

وتم تقديم عشرات الملايين من الجنيهات الإسترلينية من الاستثمارات للمشروع عبر مجموعة شركات أدوية، تضم أمثال «جونسون آند جونسون» و«أسترازينيكا» و«فايزر» و«غلاكسو سميث كلاين». سيدعم التمويل في البداية العلماء لقياس مستويات البروتين من 300 ألف عينة - ومن المتوقع أن يستغرق الأمر نحو 12 شهراً - مع إتاحة هذه البيانات للباحثين المعتمدين من بنك المملكة المتحدة للبيولوجيا في إصدارات متدرجة من عام 2026.