مساع حثيثة لإيقاف إطلاق النار في «عتمة» بذمار

21 يومًا من المعارك المتواصلة نتج عنها مقتل 100 حوثي و«استشهاد» 15 من الموالين للشرعية

مساع حثيثة لإيقاف إطلاق النار في «عتمة» بذمار
TT

مساع حثيثة لإيقاف إطلاق النار في «عتمة» بذمار

مساع حثيثة لإيقاف إطلاق النار في «عتمة» بذمار

علمت «الشرق الأوسط» من مصادر مطلعة عن مساعٍ حثيثة تجري لإيقاف إطلاق النار وإحلال هدنة في عتمة (إحدى مديريات محافظة ذمار وسط البلاد) التي تشهد معارك متواصلة منذ 21 يوما بين المقاومة الشعبية والحوثي، وفك الحصار الذي فرض على المديرية أخيرا.
وأوضحت المصادر أن الهدنة المطروحة تتضمن إيقاف إطلاق النار وانسحاب الطرفين من جميع المواقع، وتبادل الأسرى، وانسحاب الحوثيين من المديرية تدريجيا، واحتساب القتلى من الطرفين «شهداء» لدى الدولة، وتسليم الحكم للسلطات المحلية المنتخبة لممارسة أعمالها من دون تدخل أي طرف من الأطراف.
وجاءت هذه الهدنة بعد معارك ضارية استمرت على مدار 21 يوما، بين المقاومة الشعبية وميليشيات الحوثي، استخدم فيها الحوثيون مختلف أنواع الأسلحة الثقيلة والمتوسطة، وتم استهداف شخصيات ورموز من المديرية واعتقالهم وتهديد حياتهم وقصف منازلهم.
وأوضح عبد الوهاب معوضة، رئيس المقاومة الشعبية في عتمة لـ«الشرق الأوسط» أمس، أن المديرية التي يزيد تعداد سكانها على 300 ألف نسمة، تعاني من حصار ميليشيات الحوثي، وحملة اعتقالات لم تشهدها المنطقة من قبل لأشخاص ينتمون إلى عائلات وقبائل محددة، إضافة إلى نقص في المواد الغذائية والمشتقات النفطية.
وأكد أن اعتداء الحوثي على أبناء عتمة جاء كنوع من تعويض للخسائر التي لحقت بالحوثي في عدن، وإحكام القبضة الحديدية على أبناء الشمال وإذلالهم، مؤكدا أن ما فعلوه دفع أبناء المديرية إلى الدفاع عن أراضيهم، وتأكيد رفضهم لأي محاولات أخرى.
وأسفرت المواجهات بين أبناء المديرية من المقاومة الشعبية والميليشيات الحوثية عن سقوط 15 «شهيدا» وما يقارب 30 جريحا من أبناء عتمة مقابل مقتل ما يزيد على 100 حوثي والمئات من الجرحى.
وقال معوضة «إن الحصار الذي فرض على المديرية جعل بعضا من جثث طرفي الصراع لا تزال ملقاة في الطرقات، وهو ما يتطلب تدخل الصليب الأحمر».
وذهب رئيس المقاومة الشعبية في عتمة إلى أن حصار المديرية من جميع الجهات، جعل وصول الجرحى إلى المستشفيات في المدن المجاورة أمرا بالغ الصعوبة، وأن كثيرا من الجرحى يموتون إثر النزيف الحاد، الذي يصل في بعض الحالات إلى يومين متواصلين.
ودعا معوضة، المنظمات الإنسانية والطبية والمحلية والدولية للنظر إلى الجرحى من المواطنين ومن أبناء المقاومة، حيث لا يوجد مستشفى في إطار منطقة المعركة ومن يتم إسعافه ونقله إلى المحافظات المجاورة تقوم الميليشيات باعتقال المسعفين ومصادرة السيارات.
وأكد رئيس المقاومة الشعبية في عتمة، أن المقاومة الشعبية تتحرك بجهود ذاتية، وأن بعض أبناء المقاومة اضطر لبيع الذهب الخاص بعائلته لشراء الذخائر والمستلزمات التي تمكنه من مواجهة الميليشيات الحوثية، معتبرا ما يفعلونه واجبا وطنيا وروحا متأصلة بداخلهم ليست غريبة عنهم.
ورغم ما يحدث في البلاد من سقوط «شهداء» وحدوث مواجهات واعتقالات وحصار فإن عبد الوهاب معوضة يؤكد أن عزيمة أبناء المقاومة في أوجها وأعداد المقاومة تزداد بشكل لافت كل يوم.



مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
TT

مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)

قالت وزارة الخارجية المصرية، في بيان اليوم (الأحد)، إن الوزير بدر عبد العاطي تلقّى اتصالاً هاتفياً من نظيره الصومالي أحمد معلم فقي؛ لإطلاعه على نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت مؤخراً في العاصمة التركية، أنقرة، بين الصومال وإثيوبيا وتركيا؛ لحل نزاع بين مقديشو وأديس أبابا.

ووفقاً لـ«رويترز»، جاء الاتصال، الذي جرى مساء أمس (السبت)، بعد أيام من إعلان مقديشو وإثيوبيا أنهما ستعملان معاً لحل نزاع حول خطة أديس أبابا لبناء ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية، التي استقطبت قوى إقليمية وهدَّدت بزيادة زعزعة استقرار منطقة القرن الأفريقي.

وجاء في بيان وزارة الخارجية المصرية: «أكد السيد وزير خارجية الصومال على تمسُّك بلاده باحترام السيادة الصومالية ووحدة وسلامة أراضيها، وهو ما أمَّن عليه الوزير عبد العاطي مؤكداً على دعم مصر الكامل للحكومة الفيدرالية (الاتحادية) في الصومال الشقيق، وفي مكافحة الإرهاب وتحقيق الأمن والاستقرار».

وقال زعيما الصومال وإثيوبيا إنهما اتفقا على إيجاد ترتيبات تجارية للسماح لإثيوبيا، التي لا تطل على أي مسطح مائي، «بالوصول الموثوق والآمن والمستدام من وإلى البحر» بعد محادثات عُقدت يوم الأربعاء، بوساطة الرئيس التركي رجب طيب إردوغان.

وهذا الاجتماع هو الأول منذ يناير (كانون الثاني) عندما قالت إثيوبيا إنها ستؤجر ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية بشمال الصومال مقابل الاعتراف باستقلال المنطقة.

ورفضت مقديشو الاتفاق، وهدَّدت بطرد القوات الإثيوبية المتمركزة في الصومال لمحاربة المتشددين الإسلاميين.

ويعارض الصومال الاعتراف الدولي بأرض الصومال ذاتية الحكم، والتي تتمتع بسلام واستقرار نسبيَّين منذ إعلانها الاستقلال في عام 1991.

وأدى الخلاف إلى تقارب بين الصومال ومصر، التي يوجد خلافٌ بينها وبين إثيوبيا منذ سنوات حول بناء أديس أبابا سداً مائيّاً ضخماً على نهر النيل، وإريتريا، وهي دولة أخرى من خصوم إثيوبيا القدامى.

وتتمتع تركيا بعلاقات وثيقة مع كل من إثيوبيا والصومال، حيث تُدرِّب قوات الأمن الصومالية، وتُقدِّم مساعدةً إنمائيةً مقابل موطئ قدم على طريق شحن عالمي رئيسي.

وأعلنت مصر وإريتريا والصومال، في بيان مشترك، في أكتوبر (تشرين الأول) أن رؤساء البلاد الثلاثة اتفقوا على تعزيز التعاون من أجل «تمكين الجيش الفيدرالي الصومالي الوطني من التصدي للإرهاب بصوره كافة، وحماية حدوده البرية والبحرية»، وذلك في خطوة من شأنها فيما يبدو زيادة عزلة إثيوبيا في المنطقة.

وذكر بيان وزارة الخارجية المصرية، اليوم (الأحد)، أن الاتصال بين الوزيرين تطرَّق أيضاً إلى متابعة نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت في أسمرة في العاشر من أكتوبر.

وأضاف: «اتفق الوزيران على مواصلة التنسيق المشترك، والتحضير لعقد الاجتماع الوزاري الثلاثي بين وزراء خارجية مصر والصومال وإريتريا؛ تنفيذاً لتوجيهات القيادات السياسية في الدول الثلاث؛ لدعم التنسيق والتشاور بشأن القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك».

وفي سبتمبر (أيلول)، قال مسؤولون عسكريون واثنان من عمال المواني في الصومال إن سفينةً حربيةً مصريةً سلَّمت شحنةً كبيرةً ثانيةً من الأسلحة إلى مقديشو، تضمَّنت مدافع مضادة للطائرات، وأسلحة مدفعية، في خطوة من المرجح أن تفاقم التوتر بين البلدين من جانب، وإثيوبيا من جانب آخر.

وأرسلت القاهرة طائرات عدة محملة بالأسلحة إلى مقديشو بعد أن وقَّع البلدان اتفاقيةً أمنيةً مشتركةً في أغسطس (آب).

وقد يمثل الاتفاق الأمني مصدر إزعاج لأديس أبابا التي لديها آلاف الجنود في الصومال، يشاركون في مواجهة متشددين على صلة بتنظيم «القاعدة».