وزير إسرائيلي: كشف الملحق السري في الاتفاق النووي فرصة لإسقاطه في الكونغرس

الوزير شتاينتس: مع كل كشف جديد نفهم أن مراقبة نشاط إيران النووي تحولت إلى نكتة

وزير إسرائيلي: كشف الملحق السري في الاتفاق النووي فرصة لإسقاطه في الكونغرس
TT

وزير إسرائيلي: كشف الملحق السري في الاتفاق النووي فرصة لإسقاطه في الكونغرس

وزير إسرائيلي: كشف الملحق السري في الاتفاق النووي فرصة لإسقاطه في الكونغرس

أعلن وزير البنى التحتية والطاقة، يوفال شتاينتس، المسؤول في الحكومة الإسرائيلية عن الملف الإيراني، أن الكشف عن وجود ملحق سري في الاتفاق النووي هو فرصة حقيقية لإسقاطه في الكونغرس: «لأنه يدل على فوضى عارمة وثقة في غير مكانها بالإيرانيين». وأضاف: «مع كل كشف جديد نفهم أن مراقبة نشاط إيران النووي تحوّلت إلى نكتة».
وقال شتاينتس، في تصريح إعلامي له، أمس، إن ما كشفت عنه وكالة «أسوشييتد برس» الأميركية عن وجود ملحق سري في الاتفاق النووي مع إيران، وجاء فيه أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية ستسمح لإيران بمراقبة نشاطها في منشأة نووية، يبين مدى صحة موقف إسرائيل وكل من يعارض هذا الاتفاق. فقد لمسنا فيه إخفاقات خطيرة. لكن يبدو أن الإخفاقات تزيد عن تقديراتنا. وأضاف متهكما: «إن على المرء أن يرحب بهذا الاختراع العالمي الخارج عن نطاق المنطق والتفكير. بقي أن يتساءل المرء هل على المفتشين الإيرانيين الانتظار 24 يوما حتى يتسنى لهم زيارة المفاعل النووي للبحث عن أدلة اتهام»، وذلك في إشارة إلى القوانين الدولية التي تنص على أن تمنح الدولة مدة 24 يوما قبل وصول مفتشين دوليين للتفتيش عن أسلحة نووية في أي دولة معينة.
وكانت وكالة أسوشييتد برس الأميركية قد كشفت، أول من أمس، أن الاتفاق السري الموقع بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية، والذي يعتبر ملحقًا للاتفاق الذي تم التوصل إليه الشهر الماضي بين إيران والدول الغربية، يسمح لإيران بأن تستخدم مراقبيها لكي تراقب النشاط داخل منشأة عسكرية يعتقد أنها تستخدم لإنتاج سلاح نووي. وحسب الوثيقة التي حصلت الوكالة على نسخة منها فإنه يسمح لإيران بمراقبة النشاط الحاصل في منشأة بارجين، والتي تعتبر القاعدة المركزية التي يشتبه أن إيران تقوم ببناء القنبلة النووية فيها.
وقد اعتبر مسؤولون إسرائيليون، أن هذا الكشف، هو فرصة لتجنيد المزيد من أعضاء الكونغرس الأميركي ضد الاتفاق النووي. وقال مقرب من المدير العام لوزارة الخارجية الإسرائيلي، بروفسور دوري غولد، إن وزارته ترى أنه يتوجب العمل الآن أكثر من أي وقت مضى على مناقشة هذا الكشف في كافة الأماكن والمحافل. وقال مسؤول إسرائيلي آخر لصحيفة «يديعوت أحرونوت» إن «هذا الكشف يغيّر قواعد اللعبة، علينا أن نتأكد من تمريره لكافة أعضاء الكونغرس والاستناد عليه في الإقناع بالتصويت ضد الاتفاق قبل إجراء التصويت النهائي».
الجدير بالذكر أن أوساطا واسعة في إسرائيل كانت قد رأت أن الاتفاق سيئ ولكن فرص إجهاضه أصبحت ضحلة. ولذلك دعوا إلى تغيير التكتيك الإسرائيلي والتوجه لإصلاح العلاقات مع الولايات المتحدة. فمع أن سيناتورا ديمقراطيا ثانيا أعلن عن معارضته للاتفاق النووي مع إيران، هو روبرت ميننديز، (إضافة إلى السيناتور الديمقراطي تشاك شومر)، فقد انضم إلى تأييد الاتفاق السيناتور عن هاواي مازي هيرونو، وهو مستقل، وهذا يحدث توازنا. إلا أن الحزب الديمقراطي لا يزال يميل بغالبيته لصالح تأييد الاتفاق مع اقتراب موعد تصويت الكونغرس عليه الشهر المقبل. وزعيم الغالبية الجمهورية في مجلس الشيوخ، ميتش ماكونيل، اعترف بأنه من المرجح أن يحصل أوباما على الأصوات اللازمة لإقراره.
وحسب التقديرات الإسرائيلية، وصل عدد مؤيدي الاتفاق بين الديمقراطيين في مجلس الشيوخ إلى 21 عضوا من أصل 46. ورغم أن جمهوريي الكونغرس لا يدعمون الاتفاق، أعرب بعض قادة الحزب عن دعمهم له، ومن بينهم برينت سكوكروفت، مستشار الأمن القومي للرئيس جورج بوش الابن، والسيناتور السابق ريتشارد لوغار الذي حذر من أن حلفاء واشنطن سيتخلون عنها في حال رفض الكونغرس الاتفاق وشدد العقوبات على إيران. وقال لوغار «هذه أفضل فرصة أمامنا لتأخير إمكانية منع برنامج نووي إيراني».
من جهة أخرى، لا يزال المرشح الجمهوري للرئاسة الأميركية، مايك هاكبي، يتجول في إسرائيل ضمن السعي لاحتلال مكانة مرموقة في مجموعة التنافس الأولى (حيث إنه حاليا يراوح في المجموعة الثانية، من 6 إلى 10). وفي أعقاب اجتماعه برئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، الليلة قبل الماضية، عقد هاكبي، مؤتمرا صحافيا في فندق وولدورف استوريا في القدس، كرسه للهجوم على الاتفاق النووي وأعلن أنه سيقوم بإلغاء الاتفاق في حال تم انتخابه. وقال هاكبي بأن «الاتفاق النووي ليس سيئا لإسرائيل فقط، وإنما للولايات المتحدة، أيضا. فهذا النظام (إيران) يناصر الإرهاب في الشرق الأوسط. وأنا لا يمكنني إعطاء الذخيرة لمن يوجه الأسلحة نحوي. ينبغي على الجميع الشعور بالقلق إزاء الاتفاق». وأضاف هاكبي أن «حقيقة إعلان عضوين كبيرين من الحزب الديمقراطي في مجلس الشيوخ عن معارضتهما للاتفاق تدل على أن المسألة ليست حزبية». وصرح هاكبي بأنه سيلغي الاتفاق إذا تم انتخابه، وقال: «بعد قراءتي للاتفاق استنتجت أن الحل الوحيد هو تمزيقه. وحسب الدستور الأميركي، لا يلتزم الرئيس باتفاق وقع عليه سابقه إذا استنتج أنه غير قابل للتنفيذ». وحسب رأيه فإن منح السلاح النووي لإيران يشبه منح فتى عمره 14 عاما، زجاجة ويسكي ومفاتيح سيارة. ويعارض هاكبي حل الدولتين والضغط الأميركي على إسرائيل لوقف البناء في الضفة الغربية. وقال: «يبدو لي أنه من الهوس أن تقوم الولايات المتحدة، كصديقة لإسرائيل بممارسة الضغط عليها في موضوع البناء في الضفة، أكثر من الضغط على إيران كي لا تطور صواريخ». وعندما سئل هاكبي عما إذا كانت الضفة الغربية منطقة محتلة سارع إلى التصحيح والقول: إن الحديث عن يهودا والسامرة، وهي منطقة تابعة للشعب اليهودي ولدولة إسرائيل. وقال: إنه يعارض الانسحاب من يهودا والسامرة، لأن «كل منطقة أخلتها إسرائيل، ليس فقط أنها خسرت الأرض، وإنما حصلت على سلام أقل مقابلها. قبل التحدث عن يهودا والسامرة وحل الدولتين، يجب مطالبة العرب بالتوقف عن التحريض في جهازهم التعليمي، ووقف الدعوة لقتل اليهود. وأعتقد أن هذا يجب أن يكون القاعدة الأساسية لعملية السلام».



انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
TT

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)

بموازاة استمرار الجماعة الحوثية في تصعيد هجماتها على إسرائيل، واستهداف الملاحة في البحر الأحمر، وتراجع قدرات المواني؛ نتيجة الردِّ على تلك الهجمات، أظهرت بيانات حديثة وزَّعتها الأمم المتحدة تراجعَ مستوى الدخل الرئيسي لثُلثَي اليمنيين خلال الشهر الأخير من عام 2024 مقارنة بالشهر الذي سبقه، لكن هذا الانخفاض كان شديداً في مناطق سيطرة الجماعة المدعومة من إيران.

ووفق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، فقد واجهت العمالة المؤقتة خارج المزارع تحديات؛ بسبب طقس الشتاء البارد، ونتيجة لذلك، أفاد 65 في المائة من الأسر التي شملها الاستطلاع بانخفاض في دخلها الرئيسي مقارنة بشهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي والفترة نفسها من العام الماضي، وأكد أن هذا الانخفاض كان شديداً بشكل غير متناسب في مناطق الحوثيين.

وطبقاً لهذه البيانات، فإن انعدام الأمن الغذائي لم يتغيَّر في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية، بينما انخفض بشكل طفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين؛ نتيجة استئناف توزيع المساعدات الغذائية هناك.

الوضع الإنساني في مناطق الحوثيين لا يزال مزرياً (الأمم المتحدة)

وأظهرت مؤشرات نتائج انعدام الأمن الغذائي هناك انخفاضاً طفيفاً في صنعاء مقارنة بالشهر السابق، وعلى وجه التحديد، انخفض الاستهلاك غير الكافي للغذاء من 46.9 في المائة في نوفمبر إلى 43 في المائة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وضع متدهور

على النقيض من ذلك، ظلَّ انعدام الأمن الغذائي في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية دون تغيير إلى حد كبير، حيث ظلَّ الاستهلاك غير الكافي للغذاء عند مستوى مرتفع بلغ 52 في المائة، مما يشير إلى أن نحو أسرة واحدة من كل أسرتين في تلك المناطق تعاني من انعدام الأمن الغذائي.

ونبّه المكتب الأممي إلى أنه وعلى الرغم من التحسُّن الطفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، فإن الوضع لا يزال مزرياً، على غرار المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة، حيث يعاني نحو نصف الأسر من انعدام الأمن الغذائي (20 في المائية من السكان) مع حرمان شديد من الغذاء، كما يتضح من درجة استهلاك الغذاء.

نصف الأسر اليمنية يعاني من انعدام الأمن الغذائي في مختلف المحافظات (إعلام محلي)

وبحسب هذه البيانات، لم يتمكَّن دخل الأسر من مواكبة ارتفاع تكاليف سلال الغذاء الدنيا، مما أدى إلى تآكل القدرة الشرائية، حيث أفاد نحو ربع الأسر التي شملها الاستطلاع في مناطق الحكومة بارتفاع أسعار المواد الغذائية كصدمة كبرى، مما يؤكد ارتفاع أسعار المواد الغذائية الاسمية بشكل مستمر في هذه المناطق.

وذكر المكتب الأممي أنه وبعد ذروة الدخول الزراعية خلال موسم الحصاد في أكتوبر (تشرين الأول) ونوفمبر، الماضيين، شهد شهر ديسمبر أنشطةً زراعيةً محدودةً، مما قلل من فرص العمل في المزارع.

ولا يتوقع المكتب المسؤول عن تنسيق العمليات الإنسانية في اليمن حدوث تحسُّن كبير في ملف انعدام الأمن الغذائي خلال الشهرين المقبلين، بل رجّح أن يزداد الوضع سوءاً مع التقدم في الموسم.

وقال إن هذا التوقع يستمر ما لم يتم توسيع نطاق المساعدات الإنسانية المستهدفة في المناطق الأكثر عرضة لانعدام الأمن الغذائي الشديد.

تحديات هائلة

بدوره، أكد المكتب الإنمائي للأمم المتحدة أن اليمن استمرَّ في مواجهة تحديات إنسانية هائلة خلال عام 2024؛ نتيجة للصراع المسلح والكوارث الطبيعية الناجمة عن تغير المناخ.

وذكر أن التقديرات تشير إلى نزوح 531 ألف شخص منذ بداية عام 2024، منهم 93 في المائة (492877 فرداً) نزحوا بسبب الأزمات المرتبطة بالمناخ، بينما نزح 7 في المائة (38129 فرداً) بسبب الصراع المسلح.

نحو مليون يمني تضرروا جراء الفيضانات منتصف العام الماضي (الأمم المتحدة)

ولعبت آلية الاستجابة السريعة متعددة القطاعات التابعة للأمم المتحدة، بقيادة صندوق الأمم المتحدة للسكان، وبالشراكة مع برنامج الأغذية العالمي و«اليونيسيف» وشركاء إنسانيين آخرين، دوراً محورياً في معالجة الاحتياجات الإنسانية العاجلة الناتجة عن هذه الأزمات، وتوفير المساعدة الفورية المنقذة للحياة للأشخاص المتضررين.

وطوال عام 2024، وصلت آلية الاستجابة السريعة إلى 463204 أفراد، يمثلون 87 في المائة من المسجلين للحصول على المساعدة في 21 محافظة يمنية، بمَن في ذلك الفئات الأكثر ضعفاً، الذين كان 22 في المائة منهم من الأسر التي تعولها نساء، و21 في المائة من كبار السن، و10 في المائة من ذوي الإعاقة.

وبالإضافة إلى ذلك، تقول البيانات الأممية إن آلية الاستجابة السريعة في اليمن تسهم في تعزيز التنسيق وكفاءة تقديم المساعدات من خلال المشاركة النشطة للبيانات التي تم جمعها من خلال عملية الآلية وتقييم الاحتياجات.