إسرائيل توافق على إطلاق سراح محمد علان شرط إبعاده 4 سنوات

متظاهرون يهود يردون: الموت له وللأسرى الفلسطينيين.. ودولة الاحتلال تشترط

شاب فلسطيني يقف خلف حائط بعد أن انتهى من رسم الأسير محمد علان بعلب الرش (أ.ف.ب)
شاب فلسطيني يقف خلف حائط بعد أن انتهى من رسم الأسير محمد علان بعلب الرش (أ.ف.ب)
TT

إسرائيل توافق على إطلاق سراح محمد علان شرط إبعاده 4 سنوات

شاب فلسطيني يقف خلف حائط بعد أن انتهى من رسم الأسير محمد علان بعلب الرش (أ.ف.ب)
شاب فلسطيني يقف خلف حائط بعد أن انتهى من رسم الأسير محمد علان بعلب الرش (أ.ف.ب)

وافقت إسرائيل على إطلاق سراح الأسير الفلسطيني، محمد علان، المضرب عن الطعام منذ 61 يوما وتدهورت حالته الصحية لدرجة خطيرة، لكنها وضعت شرطا لذلك، هو أن يوافق على إبعاده إلى الأردن ولا يعود لفلسطين خلال تلك الفترة.
وجاء هذا الموقف، أمس، بواسطة النيابة العامة، خلال النظر في الالتماس الذي تقدم به محامو الأسير محمد علان. وقالت النيابة إنها مستعدة أن تأخذ بالحسبان الإفراج عن علان إذا قبل بالإبعاد إلى خارج البلاد لمدة 4 أعوام، والتزم بعدم العودة إلى المنطقة. ومع أن الفلسطينيين يرفضون مبدأ الإبعاد، فإنهم قرروا التداول فيه سعيا لإنقاذ حياته. ويطلب الالتماس، الذي قدمه المحامون أمس، الإفراج عن علان فورا بسبب تدهور حالته الصحية.
المعروف أن علان يرقد في غيبوبة تامة في مستشفى برزيلاي في عسقلان في حالة خطيرة، بعد أن فقد وعيه الأسبوع الماضي. وقال الأطباء بأنهم بناء على طلب المحامين والعائلة، يحاولون إفاقته من الغيبوبة التي أصيب بها قبل أيام وإعادته إلى وعيه. ولهذا قد قاموا بتخفيف المواد المخدرة المعطاة له.
وجرت أمس، وفي الأيام الأخيرة، مظاهرات في أنحاء البلاد تضامنا مع علان، تطالب بالإفراج عنه، وكان أبرزها المظاهرة التي كانت قبالة مستشفى برزيلاي في عسقلان حيث يرقد الأسير المضرب عن الطعام، احتجاجا على استمرار اعتقاله الإداري التعسفي. وقد حاولت الشرطة الإسرائيلية منع المتظاهرين العرب من الوصول إلى المستشفى. وخلال توقيفهم، هاجمتهم مجموعة من نشطاء اليمين المتطرف. وتظاهرت الشرطة بمحاولة الفصل بين الطرفين، إلا أن عددا من المتظاهرين أكدوا أنها شاركت في الاعتداء عليهم. ثم اعتقلت كل من تصدى للفاشيين اليهود ودافع عن نفسه.
وكان قائد الشرطة الإسرائيلية في منطقة الجنوب، يورام هليفي، أمر باستمرار تكثيف تواجد قوات الشرطة في منطقة عسقلان في الأيام المقبلة، وخصوصا حول مستشفى برزيلاي، وأدخل قوة مكافحة الشغب إلى أروقة المستشفى.
واعترف الناشط في اليمين المتطرف باروخ مرزل (من حركة كهانا الإرهابية) خلال المظاهرة اليهودية: «إننا نريد أن يموت (علان) بأسرع ما يمكن ويأخذ معه أكبر عدد ممكن». وقال مواطن آخر من عسقلان شارك في المظاهرة: «جئنا إلى هنا للقول: إننا لن نسمح لأي عربي بالسيطرة على الدولة ورفع علم فلسطين هنا. سنبقى هنا حتى يموت المخرب أو يخرجوه من أشكلون (المجدل عسقلان)».
وقال أحد منظمي مظاهرة العرب، المحامي أمين أبو صالح، بأن «المسألة المركزية بالنسبة لنا، هي ليست فقط محمد علان، وإنما كل مسألة الاعتقال الإداري. سنواصل هذا النضال كي تبقى هذه المسألة في العناوين».
إلى ذلك، قال مدير مستشفى برزيلاي، حيزي ليفي، بأن «هناك الكثير من الاهتمام بحالة علان، لكنه لا يوجد أي تدخل مهني من هذا الجانب أو ذاك، ونحن نقوم بكل ما نفعله حسب وجهة نظر مهنية فقط». وطلبت عائلة علان إرسال طبيب فلسطيني لفحص حالة ابنها، لكن السلطات رفضت السماح للطبيب بلقاء المعتقل الإداري. وحسب مدير المستشفى فقد التقى بالطبيب وعرض أمامه كل نتائج الفحص ومراحل تنفيذ الإجراءات الطبية بشفافية تامة.
وتوجه نادي الأسير الفلسطيني إلى المستشفى أمس طالبا منه إيقاظ علان وعدم تركه تحت تأثير المواد المخدرة، وفحص موقفه أمام وضعه الطبي.



تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)
وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)
TT

تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)
وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)

أفرجت الجماعة الحوثية عن عدد ممن اختطفتهم، على خلفية احتفالاتهم بعيد الثورة اليمنية في سبتمبر (أيلول) الماضي، لكنها اختطفت خلال الأيام الماضية المئات من سكان معقلها الرئيسي في صعدة، ووجَّهت اتهامات لهم بالتجسس، بالتزامن مع بث اعترافات خلية مزعومة، واختطاف موظف سابق في السفارة الأميركية.

وذكرت مصادر محلية في محافظة صعدة (242 كيلومتراً شمال صنعاء)، أن الجماعة الحوثية تنفِّذ منذ عدة أيام حملة اختطافات واسعة طالت مئات المدنيين من منازلهم أو مقار أعمالهم وأنشطتهم التجارية، وتقتادهم إلى جهات مجهولة، بتهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل، مع إلزام أقاربهم بالصمت، وعدم التحدُّث عن تلك الإجراءات إلى وسائل الإعلام، أو عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

وقدرت المصادر عدد المختطَفين بأكثر من 300 شخص من مديريات مختلفة في المحافظة التي تُعدّ معقل الجماعة، بينهم عشرات النساء، وشملت حملة المداهمات منازل عائلات أقارب وأصدقاء عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني، عثمان مجلي، الذي ينتمي إلى صعدة.

فعالية حوثية في صعدة التي تشهد حملة اختطافات واسعة لسكان تتهمم الجماعة بالتجسس (إعلام حوثي)

ورجحت المصادر أن اختطاف النساء يأتي بغرض استخدامهن رهائن لابتزاز أقاربهن الذين لم تتمكن الجماعة من الوصول إليهم، أو لإقامتهم خارج مناطق سيطرتها، ولإجبار من اختُطفنَ من أقاربهم على الاعتراف بما يُطلب منهن. وسبق للجماعة الحوثية اتهام حميد مجلي، شقيق عضو مجلس القيادة الرئاسي، أواخر الشهر الماضي، بتنفيذ أنشطة تجسسية ضدها، منذ نحو عقدين لصالح دول عربية وغربية.

إلى ذلك، اختطفت الجماعة الحوثية، الاثنين الماضي، موظفاً سابقاً في سفارة الولايات المتحدة في صنعاء، من منزله دون إبداء الأسباب.

وبحسب مصادر محلية في صنعاء؛ فإن عدداً من العربات العسكرية التابعة للجماعة الحوثية، وعليها عشرات المسلحين، حاصرت مقر إقامة رياض السعيدي، الموظف الأمني السابق لدى السفارة الأميركية في صنعاء، واقتحمت مجموعة كبيرة منهم، بينها عناصر من الشرطة النسائية للجماعة، المعروفة بـ«الزينبيات»، منزله واقتادته إلى جهة غير معلومة.

مسلحون حوثيون يحاصرون منزل موظف أمني في السفارة الأميركية في صنعاء قبل اختطافه (إكس)

وعبث المسلحون و«الزينبيات» بمحتويات منزل السعيدي خلال تفتيش دقيق له، وتعمدوا تحطيم أثاثه ومقتنياته، وتسببوا بالهلع لعائلته وجيرانه.

إفراج عن مختطَفين

أفرجت الجماعة الحوثية عن الشيخ القبلي (أمين راجح)، من أبناء محافظة إب، بعد 4 أشهر من اختطافه، كما أفرجت عن عدد آخر من المختطفين الذين لم توجه لهم أي اتهامات خلال فترة احتجازهم.

وراجح هو أحد قياديي حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اختطفتهم الجماعة الحوثية إلى جانب عدد كبير من الناشطين السياسيين وطلاب وشباب وعمال وموظفين عمومين، خلال سبتمبر (أيلول) الماضي، على خلفية احتفالهم بثورة «26 سبتمبر» 1962.

مخاوف متزايدة لدى اليمنيين من توسيع حملات الترهيب الحوثية بحجة مواجهة إسرائيل (أ.ب)

ومن بين المفرَج عنهم صاحب محل تجاري أكَّد لـ«الشرق الأوسط» أنه لم يعلم التهمة التي اختُطِف بسببها؛ كونه تعرض للاختطاف في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، أي بعد شهرين من حملة الاختطافات التي طالت المحتفلين بذكرى الثورة اليمنية.

وذكر أن الوسطاء الذين سعوا لمحاولة الإفراج عنه لم يعرفوا بدورهم سبب اختطافه؛ حيث كان قادة أجهزة أمن الجماعة يخبرونهم في كل مرة بتهمة غير واضحة أو مبرَّرة، حتى جرى الإفراج عنه بعد إلزامه بكتابة تعهُّد بعدم مزاولة أي أنشطة تخدم أجندة خارجية.

خلية تجسس مزعومة

بثَّت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، اعترافات لما زعمت أنها خلية تجسسية جديدة، وربطت تلك الخلية المزعومة بما سمته «معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس»، في مواجهة الغرب وإسرائيل.

وطبقاً لأجهزة أمن الجماعة، فإن الخلية المزعومة كانت تسعى لإنشاء بنك أهداف، ورصد ومراقبة المواقع والمنشآت التابعة للقوة الصاروخية، والطيران المسيَّر، وبعض المواقع العسكرية والأمنية، بالإضافة إلى رصد ومراقبة أماكن ومنازل وتحركات بعض القيادات.

خلال الأشهر الماضية زعمت الجماعة الحوثية ضبط عدد كبير من خلايا التجسس (إعلام حوثي)

ودأبت الجماعة، خلال الفترة الماضية، على الإعلان عن ضبط خلايا تجسسية لصالح الغرب وإسرائيل، كما بثَّت اعترافات لموظفين محليين في المنظمات الأممية والدولية والسفارات بممارسة أنشطة تجسسية، وهي الاعترافات التي أثارت التهكُّم، لكون ما أُجبر المختطفون على الاعتراف به يندرج ضمن مهامهم الوظيفية المتعارف عليها ضمن أنشطة المنظمات والسفارات.

وسبق للجماعة أن أطلقت تحذيرات خلال الأيام الماضية للسكان من الحديث أو نشر معلومات عن مواقعها والمنشآت التي تسيطر عليها، وعن منازل ومقار سكن ووجود قادتها.

تأتي هذه الإجراءات في ظل مخاوف الجماعة من استهداف كبار قياداتها على غرار ما جرى لقادة «حزب الله» اللبناني، في سبتمبر (أيلول) الماضي، وفي إطار المواجهة المستمرة بينها وإسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا، بعد هجماتها على طرق الملاحة الدولية في البحر الأحمر، والهجمات الصاروخية باتجاه إسرائيل.