غارات التحالف تقصف مقر ميليشيات الحوثي في الحديدة ومخازن للأسلحة

في إطار الخطة الموضوعة لتحرير المحافظة الساحلية

غارات التحالف تقصف مقر ميليشيات الحوثي في الحديدة ومخازن للأسلحة
TT

غارات التحالف تقصف مقر ميليشيات الحوثي في الحديدة ومخازن للأسلحة

غارات التحالف تقصف مقر ميليشيات الحوثي في الحديدة ومخازن للأسلحة

شنت طائرات التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية، أمس، غاراتها على عدد من المقار العسكرية الخاصة بالميليشيات الحوثية وأنصارهم من قوات الرئيس السابق علي عبد الله صالح في مدينة الحديدة، غرب اليمن، ومن بينها المقر الرئيسي للميليشيات الحوثية في نادي الضباط، وقال شهود عيان لـ«الشرق الأوسط»، إن «انفجارات غير مسبوقة سُمعت، أمس، بمدينة الحديدة في حين التحليق المستمر لطائرات التحالف بانخفاض بأجواء الحديدة».
ويضيف الشهود: «قصف طيران التحالف أهدافًا داخل مدينة الحديدة وقد شوهدت أعمدة الدخان تتصاعد من مخازن الأسلحة في هناجر المؤسسة الاقتصادية ومواقع في الكلية البحرية ونادي الضباط، المقر الرئيسي للميليشيات الحوثية في مدينة الحديدة والذي يتخذون فيه عددًا من المختطفين دروعًا بشرية، ومنطقة الكويزي، في الطريق الساحلي جنوب المدينة، بالإضافة إلى رؤية سيارات الإسعاف تهرع إلى مبنى النادي وأنباء عن وصول قتلى وجرحى إلى مستشفيات المدينة ودوي الانفجارات تسمع في مدينة الحديدة في حين تغطي الأدخنة سمائها»، مشيرين إلى أنهم «شاهدوا عددًا من المعتقلين في نادي الضباط يخرجون فارين من المبنى جراء القصف في وقت لا يزال فيه الطيران يحلق بكثافة في سماء الحديدة».
وبينما شن طيران التحالف لعدد من المواقع للميليشيات الحوثية وصالح في مدينة الحديدة، غرب اليمن، طوقت الميليشيات جميع الشوارع المؤدية إلى مقرهم في نادي الضباط في حين يتوقع سقوط قيادات حوثية بين القتلى جراء غارات طائرات التحالف، يقول سكان محليون لـ«الشرق الأوسط»، إن «ميليشيا الحوثي ارتكبت جريمة كبيرة من خلال تخزينها للأسلحة في حي سكني، حي المغتربين بالحديدة، بالقرب من سوق المقوات الجديد وتسببت في خلق الرعب والخوف الشديدين لدى الأطفال والنساء وكبار السن ولجميع المواطنين في المنطقة جراء تطاير الأسلحة من مخازن الأسلحة التي ضربتها التحالف».
وتأتي غارات التحالف بقيادة السعودية على المواقع العسكرية للميليشيات الحوثية وأنصار صالح في مدينة الحديدة بعد يومين من اقتراب بوارج قوات التحالف تقترب من سواحل «الحديدة» وقصفها للحوثيين في سواحل مديرية الدريهمي، جنوب مدينة الحديدة، واقترابها من الخيلة والطائف والكويزي في الساحل الغربي، التابعة لمديرية الدريهمي، حيث شهدت المناطق احتشادًا عسكريًا للمسلحين الحوثيين على امتداد الساحل الغربي، وذلك في إطار خطة التحالف لتحرير المحافظة الساحلية من ميليشيات التمرد، وهو ما يؤكده أيضًا مراقبون سياسيون لـ«الشرق الأوسط»، بأنه «قد تكون هناك عملية إنزال بحري ستقوم بها قوات التحالف العبي عن طريق سواحل الحديدة والذي من شأنه أن يقطع طرق إمداد المسلحين الحوثيين والتقدم نحو باب المندب ودعم المقاومة الشعبية في إقليم تهامة وتعز وإب لطرد المسلحين الحوثيين وأنصار صالح».
وأضافوا: «مسألة الإنزال البري باتت وشيكة وضرورية في الوقت الراهن، وذلك عن طريق سواحل محافظة الحديدة، وخاصة أن المسلحين الحوثيين كثفوا من انتشارهم في المدينة ونصب نقاط تفتيش جديدة في الشوارع الرئيسية والأحياء السكنية وجميع المرافق الحكومية ونشر مدرعات وآليات عسكرية لهم في نقاطهم، ما يشير إلى تخوفهم من التحالف والمقاومة الشعبية وإسنادهم».
وفي الوقت الذي تستمر فيه هذه الأخيرة بملاحقة جميع المناوئين لهم من صحافيين وسياسيين وناشطين ومن تشتبه بانتمائهم للمقاومة الشعبية التهامية التي كبدتهم الخسائر الفادحة في الأرواح والعتاد جراء استهدافهم في عدد من النقاط العسكرية التابعة لهم وأي تجمعات لهم ودورياتهم العسكرية. ويقول شهود عيان لـ«الشرق الأوسط»، إن «ميليشيا الحوثي اقتحمت منزل مدير مدرسة رياض ومدارس النهضة للبنين بشارع المطار، عبد الله كوكبي، بحي غليل في الحديدة، وقامت باختطاف شقيقه الأصغر القادري الكوكبي وذلك بقوة السلاح وإطلاق الرصاص الحي بجانبهم مما تسبب بحالة من الخوف والهلع للنساء والأطفال بداخل المنزل ولا يزالون يبحثون عن عبد الله كوكبي دون معرفة الأسباب، وذلك بعدما اقتحمت المدرسة التي يعمل بها مديرا للبحث عنه». ويضيف الشهود: «استحدثت ميليشيات الحوثي وصالح نقاطًا أمنية جديدة بمدينة الحديدة وفي الأحياء السكنية متجاوزين بذلك الشوارع الرئيسية ليصلوا إلى الشوارع الفرعية ووسط الأحياء السكنية، وقام شباب المقاومة الشعبية بمهاجمتهم بقنبلة يدوية على تجمع لهم بمقر التجمع اليمني للإصلاح بشارع زايد بمدينة الحديدة ما أسفر عن وقوع قتلى وإصابات من الحوثيين».



نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
TT

نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

كشف وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري، الدكتور بلو محمد متولي، لـ«الشرق الأوسط»، عن اقتراب بلاده من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية، بشأن برامج التدريب المشتركة، ومبادرات بناء القدرات، لتعزيز قدرات القوات المسلحة، فضلاً عن التعاون الأمني ​​الثنائي، بمجال التدريب على مكافحة الإرهاب، بجانب تبادل المعلومات الاستخبارية.

وقال الوزير إن بلاده تعمل بقوة لترسيخ الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، «حيث ركزت زيارته إلى السعودية بشكل أساسي، في بحث سبل التعاون العسكري، والتعاون بين نيجيريا والجيش السعودي، مع وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان».

الدكتور بلو محمد متولي وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري (فيسبوك)

وأضاف قائلاً: «نيجيريا تؤمن، عن قناعة، بقدرة السعودية في تعزيز الاستقرار الإقليمي والتزامها بالأمن العالمي. وبالتالي فإن الغرض الرئيسي من زيارتي هو استكشاف فرص جديدة وتبادل الأفكار، وسبل التعاون وتعزيز قدرتنا الجماعية على معالجة التهديدات الأمنية المشتركة».

وعن النتائج المتوقعة للمباحثات على الصعيد العسكري، قال متولي: «ركزت مناقشاتنا بشكل مباشر على تعزيز التعاون الأمني ​​الثنائي، لا سيما في مجال التدريب على مكافحة الإرهاب وتبادل المعلومات الاستخبارية»، وتابع: «على المستوى السياسي، نهدف إلى ترسيخ الشراكة الاستراتيجية لنيجيريا مع السعودية. وعلى الجبهة العسكرية، نتوقع إبرام اتفاقيات بشأن برامج التدريب المشتركة ومبادرات بناء القدرات التي من شأنها أن تزيد من تعزيز قدرات قواتنا المسلحة».

وتابع متولي: «أتيحت لي الفرصة لزيارة مقر التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب في الرياض أيضاً، حيث التقيت بالأمين العام للتحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب، اللواء محمد بن سعيد المغيدي، لبحث سبل تعزيز أواصر التعاون بين البلدين، بالتعاون مع الدول الأعضاء الأخرى، خصوصاً في مجالات الأمن ومكافحة الإرهاب».

مكافحة الإرهاب

في سبيل قمع الإرهاب وتأمين البلاد، قال متولي: «حققنا الكثير في هذا المجال، ونجاحنا يكمن في اعتماد مقاربات متعددة الأبعاد، حيث أطلقنا أخيراً عمليات منسقة جديدة، مثل عملية (FANSAN YAMMA) التي أدت إلى تقليص أنشطة اللصوصية بشكل كبير في شمال غربي نيجيريا».

ولفت الوزير إلى أنه تم بالفعل القضاء على الجماعات الإرهابية مثل «بوكو حرام» و«ISWAP» من خلال عملية عسكرية سميت «HADIN KAI» في الجزء الشمالي الشرقي من نيجيريا، مشيراً إلى حجم التعاون مع عدد من الشركاء الدوليين، مثل السعودية، لتعزيز جمع المعلومات الاستخبارية والتدريب.

وحول تقييمه لمخرجات مؤتمر الإرهاب الذي استضافته نيجيريا أخيراً، وتأثيره على أمن المنطقة بشكل عام، قال متولي: «كان المؤتمر مبادرة مهمة وحيوية، حيث سلّط الضوء على أهمية الجهود الجماعية في التصدي للإرهاب».

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

وتابع الوزير: «المؤتمر وفر منصة للدول لتبادل الاستراتيجيات والمعلومات الاستخبارية وأفضل الممارسات، مع التأكيد على الحاجة إلى جبهة موحدة ضد شبكات الإرهاب، حيث كان للمؤتمر أيضاً تأثير إيجابي من خلال تعزيز التعاون الأعمق بين الدول الأفريقية وشركائنا الدوليين».

ويعتقد متولي أن إحدى ثمرات المؤتمر تعزيز الدور القيادي لبلاده في تعزيز الأمن الإقليمي، مشيراً إلى أن المؤتمر شدد على أهمية الشراكات الاستراتيجية الحيوية، مثل الشراكات المبرمة مع التحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب (IMCTC).

الدور العربي ـ الأفريقي والأزمات

شدد متولي على أهمية تعظيم الدور العربي الأفريقي المطلوب لوقف الحرب الإسرائيلية على فلسطين ولبنان، متطلعاً إلى دور أكبر للعرب الأفارقة، في معالجة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، على العرب الأفارقة أن يعملوا بشكل جماعي للدعوة إلى وقف إطلاق النار، وتقديم الدعم والمساعدات الإنسانية للمواطنين المتضررين.

وأكد متولي على أهمية استغلال الدول العربية الأفريقية أدواتها في أن تستخدم نفوذها داخل المنظمات الدولية، مثل «الأمم المتحدة» و«الاتحاد الأفريقي»؛ للدفع بالجهود المتصلة من أجل التوصل إلى حل عادل.

وحول رؤية الحكومة النيجيرية لحل الأزمة السودانية الحالية، قال متولي: «تدعو نيجيريا دائماً إلى التوصل إلى حل سلمي، من خلال الحوار والمفاوضات الشاملة التي تشمل جميع أصحاب المصلحة في السودان»، مقراً بأن الدروس المستفادة من المبادرات السابقة، تظهر أن التفويضات الواضحة، والدعم اللوجيستي، والتعاون مع أصحاب المصلحة المحليين أمر بالغ الأهمية.

وأضاف متولي: «حكومتنا مستعدة للعمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين، لضمان نجاح أي مبادرات سلام بشأن الأزمة السودانية، وبوصفها رئيسة للجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا والاتحاد الأفريقي، تدعم نيجيريا نشر الوسطاء لتسهيل اتفاقات وقف إطلاق النار والسماح بوصول المساعدات الإنسانية».

وفيما يتعلق بفشل المبادرات المماثلة السابقة، وفرص نجاح نشر قوات أفريقية في السودان؛ للقيام بحماية المدنيين، قال متولي: «نجاح نشر القوات الأفريقية مثل القوة الأفريقية الجاهزة (ASF) التابعة للاتحاد الأفريقي في السودان، يعتمد على ضمان أن تكون هذه الجهود منسقة بشكل جيد، وممولة بشكل كافٍ، ومدعومة من قِبَل المجتمع الدولي».

ولفت متولي إلى تفاؤل نيجيريا بشأن هذه المبادرة بسبب الإجماع المتزايد بين الدول الأفريقية على الحاجة إلى حلول بقيادة أفريقية للمشاكل الأفريقية، مبيناً أنه بدعم من الاتحاد الأفريقي والشركاء العالميين، فإن هذه المبادرة لديها القدرة على توفير الحماية التي تشتد الحاجة إليها للمدنيين السودانيين، وتمهيد الطريق للاستقرار على المدى الطويل.