حمّلت موسكو، أمس الخميس، واشنطن ولندن مسؤولية هجوم المسيّرات على الكرملين، بينما اتهم المتحدث باسم البيت الأبيض الكرملين بالكذب. وقالت المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، إن كل ما يفعله نظام كييف يقف وراءه الأميركيون والدول الغربية، خصوصاً بريطانيا. وكتبت زاخاروفا في قناتها على «تلغرام»، إن «واشنطن ولندن في المقام الأول، تتحملان مسؤولية كل ما يفعله نظام كييف»، مضيفة: «لقد دمروا السلطة الشرعية في أوكرانيا، ووضعوا المغامرين على رأس القيادة، وزودوهم بالمال والأسلحة، وغرسوا فيهم الإحساس بالإمكانية المطلقة لكل شيء، والإفلات من العقاب، ووفروا لهم الغطاء السياسي والدعم العسكري». وقالت وزارة الخارجية الروسية، في بيان، إنّ «الأنشطة الإرهابية والتخريبية للقوات المسلحة الأوكرانية تتّخذ بُعداً غير مسبوق».
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض، جون كيربي، لقناة «إم إس إن بي سي»: «لا علاقة لنا بهذه القضية»، متهماً المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف بأنه «يكذب بكل وضوح وبساطة». وكان بيسكوف قال في وقت سابق إنّ «القرارات المتعلقة بهجمات مثل هذه لا تُتّخذ في كييف، بل في واشنطن. كييف تنفّذ فحسب ما يُطلب منها». وكرر كيربي في مقابلته مع قناة «إم إس إن بي سي» (الأربعاء) أن واشنطن لا تؤيد ولا تتغاضى عن الهجمات التي تشنها أوكرانيا خارج حدودها. وأضاف: «كنا واضحين معهم، علناً وعلى انفراد، بأننا لا نشجعهم، ولا نسمح لهم بشن هجمات خارج أوكرانيا».
ورأت وزيرة الخارجية الفرنسية، كاترين كولونا، في مقابلة مع «فرنس إنتر» الخميس، أنّ قضية الطائرات المسيّرة الأوكرانية التي تقول روسيا إنّها أسقطتها وكانت تستهدف الرئيس فلاديمير بوتين هي «على أقل تقدير غريبة». وقال بيسكوف: «محاولات التنصل من هذا، في كييف وواشنطن، بالطبع محاولات سخيفة للغاية. نعرف حق المعرفة أن القرارات بشأن هذه الأفعال، وبشأن هذه الهجمات الإرهابية، لا تُتّخذ في كييف، بل في واشنطن». وأضاف أن الولايات المتحدة غالباً ما تختار الأهداف التي ستهاجمها أوكرانيا، والطريقة التي ستهاجمها بها. وتابع: «غالباً ما يُملى هذا من الطرف الآخر من المحيط. نعرف هذا جيداً... لا بد في واشنطن أن يفهموا بوضوح أننا نعلم ذلك». وقال الكرملين إنه يحتفظ بحق الرد، لكنه لم يفصح عن الطريقة التي قد يرد بها.
وقال بيسكوف إن لدى روسيا خيارات عديدة، وإن الرد حينما يأتي سيكون مدروساً ومتوازناً بعناية. وذكر أن تحقيقاً عاجلاً يُجرى، لكنه لم يستطع تحديد موعد لصدور نتائجه.
ونفت كييف (الأربعاء) أي ضلوع لها في الهجوم، متهمة موسكو بأنها تعمدت إبرازه إعلامياً لتبرير أي تصعيد محتمل للنزاع. وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (الأربعاء) إن الولايات المتحدة تتعامل «بحذر كبير» مع التصريحات الروسية.
يذكر أن العلاقات بين موسكو ودول الغرب تدهورت إلى أدنى مستوياتها في الآونة الأخيرة. وأكد الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، في وقت سابق، أن سياسة احتواء وإضعاف روسيا، هي استراتيجية طويلة المدى بالنسبة للغرب، والعقوبات وجهت ضربة خطيرة للاقتصاد العالمي بأكمله. وأكد بوتين، أن «الهدف الرئيسي للغرب يتمثل في تدهور حياة الملايين من الأشخاص»، مشدداً على أن «روسيا قادرة على مواجهة وحل المشكلات التي يخلقها الغرب لها جميعها».
وقال خبراء بمعهد الدراسات الأميركي، إنه من المرجح أن تكون القيادة في موسكو قد دبرت هذا الحادث لتبرير ما تطلق عليه «عملية عسكرية خاصة» في أوكرانيا. وتقع العاصمة الروسية على مسافة 500 كيلومتر من الحدود الأوكرانية، بينما يقع الكرملين في منطقة تخضع لحماية أمنية مشددة. لذلك، أثارت الاتهامات الروسية استغراب عديد من المحللين.
وأوضح بيسكوف أنه من المرجح أن يناقش بوتين الواقعة (اليوم الجمعة) خلال اجتماع مقرر مع مجلس الأمن الوطني. وأشار بيسكوف إلى أن العرض العسكري التقليدي في روسيا المقرر يوم 9 مايو (أيار) الحالي للاحتفال بنصر الجيش الأحمر على ألمانيا النازية في الحرب العالمية الثانية، سوف يتم كما هو مقرر في الميدان الأحمر في موسكو، الخميس المقبل، على الرغم من أنه سوف يتم تعزيز الإجراءات الأمنية. وقال بيسكوف: «الرئيس سوف يظهر كما هو معتاد».
موسكو تحمّل لندن وواشنطن مسؤولية أفعال كييف
موسكو تحمّل لندن وواشنطن مسؤولية أفعال كييف
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة