«كوفيد - 19» مسؤول عن 58 % من خسائر الذرة في أفريقيا

بسبب انتشار «دودة الحشد الخريفية» وتراجع حملات مقاومتها

دودة الحشد الخريفية (كابي)
دودة الحشد الخريفية (كابي)
TT

«كوفيد - 19» مسؤول عن 58 % من خسائر الذرة في أفريقيا

دودة الحشد الخريفية (كابي)
دودة الحشد الخريفية (كابي)

تفاقم تأثير «دودة الحشد الخريفية» على محاصيل الذرة في أفريقيا بسبب جائحة «كوفيد - 19»، وفقاً لبحث جديد بقيادة مؤسسة «كابي» الزراعية البريطانية، نشرته مجلة «الاستدامة البيئية» في عددها الصادر هذا الأسبوع.
وانتقلت هذه الحشرة التي تهاجم المحاصيل في مجموعات من قارة أميركا الشمالية إلى أفريقيا مطلع 2016 عبر السفن أو الطائرات، لتطير في جميع أنحاء القارة متنقلةً من بلد إلى آخر، حتى اجتاحت أكثر من 40 بلداً.
وبالاعتماد على تحليل الدراسات التي أُجريت على الآفة منذ أن تم الإبلاغ عنها لأول مرة في أفريقيا. سلّط علماء المركز الإقليمي لمؤسسة «كابي» في نيروبي بكينيا، الضوء على مسؤوليتها عن 58 في المائة من خسائر الذرة التي تصل قيمتها إلى 9.4 مليار دولار أميركي، خلال الفترة من 2020 حتى 2022 بسبب تأثير «كوفيد - 19» على إجراءات المكافحة.
وقالت مونيكا كانسيمي، الباحثة الرئيسية بالدراسة، في تقرير نشره (الاثنين) الموقع الرسمي لمؤسسة «كابي»، إن «إجراءات احتواء (كوفيد - 19) أعاقت توافر العمالة ووصول أصحاب الحيازات الصغيرة إلى مدخلات حماية المحاصيل، من بخاخات المبيدات، وهو ما أدى لانتشار (دودة الحشد الخريفية)، التي تستهدف بشكل أساسي المحاصيل الأفريقية الرئيسية، خصوصاً الذرة والذرة الرفيعة والدخن والبقوليات، مما تسبب في أزمة غذائية».
وفي حين أُصيب نحو 7.4 مليون شخص بفيروس «كوفيد - 19» في عام 2020، كان ما يصل إلى 811 مليون شخص يعانون من نقص التغذية، أي ما يقرب من 10 في المائة من سكان العالم، معظمهم في أفريقيا، و«وصلت الوفيات المرتبطة بالجوع إلى أربعة ملايين في عام 2020، أي 10 أضعاف عدد وفيات (كوفيد - 19)»، كما توضح كانسيمي. وأضافت: «كشف (كوفيد - 19) عن كيف أن النظم الزراعية (شديدة التأثر) بالأزمات، وهذا يؤكد الحاجة إلى جهود التعافي التي تركز على إعادة البناء بشكل أفضل لمجتمعات أصحاب الحيازات الصغيرة للتغلب على آثار الوباء، وبناء القدرة على الصمود ضد التهديدات المماثلة في المستقبل».
جهود التعافي التي تقترحها كانسيمي لمعالجة تحديات الإنتاج الفورية عقب الجائحة، هي «التعزيز المؤسسي، وروابط أصحاب الحيازات الصغيرة بأسواق المدخلات والمخرجات، ودعم الائتمان الأصغر، على سبيل المثال».
ووفق أحمد عبد المجيد، الأستاذ بمعهد وقاية النبات بوزارة الزراعة المصرية، فإن «تعزيز القدرات الفنية لأصحاب الحيازات الصغيرة لاستخدام تدابير الإدارة المتكاملة للآفات، والتعاون الإقليمي لرصد مخاطر الحشرة والإنذار المبكر بقدومها، سيساعدان في الوقاية والتأهب للمخاطر التي يمكن أن تحدث مستقبلاً». وأضاف عبد المجيد لـ«الشرق الأوسط» أن «جائحة (كوفيد - 19) لن تكون الأخيرة، لذلك فإنه يجب الاستفادة من دروسها، حتى يمكن مستقبلاً التعامل مع هذا العامل الممرض الخطير في ظروف مشابهة».
عبد المجيد أشار إلى أن «هذه الحشرة الخطيرة يُمكن ليرقاتها قطع ما يصل إلى 100 كلم في الليلة الواحدة، كما أنها تتوالد بشكل كبير، حيث يُمكن لليرقة خلال حياتها أن تضع ما يقرب من ألف بيضة، وتتغذى على أكثر من 80 محصولاً من بينها الأرز، والذرة الرفيعة، وقصب السكر، ومحاصيل الخضراوات والقطن؛ لكنها تفضّل الذرة».


مقالات ذات صلة

«كورونا» قد يساعد الجسم في مكافحة السرطان

صحتك أطباء يحاولون إسعاف مريضة بـ«كورونا» (رويترز)

«كورونا» قد يساعد الجسم في مكافحة السرطان

كشفت دراسة جديدة، عن أن الإصابة بفيروس كورونا قد تساعد في مكافحة السرطان وتقليص حجم الأورام.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
أوروبا الطبيب البريطاني توماس كوان (رويترز)

سجن طبيب بريطاني 31 عاماً لمحاولته قتل صديق والدته بلقاح كوفيد مزيف

حكم على طبيب بريطاني بالسجن لأكثر من 31 عاماً بتهمة التخطيط لقتل صديق والدته بلقاح مزيف لكوفيد - 19.

«الشرق الأوسط» (لندن )
الاقتصاد السعودية تصدرت قائمة دول «العشرين» في أعداد الزوار الدوليين بـ 73 % (واس)

السعودية الـ12 عالمياً في إنفاق السياح الدوليين

واصلت السعودية ريادتها العالمية بقطاع السياحة؛ إذ صعدت 15 مركزاً ضمن ترتيب الدول في إنفاق السيّاح الدوليين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
صحتك تم تسجيل إصابات طويلة بـ«كوفيد- 19» لدى أشخاص مناعتهم كانت غير قادرة على محاربة الفيروس بشكل كافٍ (رويترز)

قرار يمنع وزارة الصحة في ولاية إيداهو الأميركية من تقديم لقاح «كوفيد»

قرر قسم الصحة العامة الإقليمي في ولاية إيداهو الأميركية، بأغلبية ضئيلة، التوقف عن تقديم لقاحات فيروس «كوفيد-19» للسكان في ست مقاطعات.

«الشرق الأوسط» (أيداهو)
أوروبا أحد العاملين في المجال الطبي يحمل جرعة من لقاح «كورونا» في نيويورك (أ.ب)

انتشر في 29 دولة... ماذا نعرف عن متحوّر «كورونا» الجديد «XEC»؟

اكتشف خبراء الصحة في المملكة المتحدة سلالة جديدة من فيروس «كورونا» المستجد، تُعرف باسم «إكس إي سي»، وذلك استعداداً لفصل الشتاء، حيث تميل الحالات إلى الزيادة.

يسرا سلامة (القاهرة)

دياموند بو عبود: «أرزة» لسانُ نساء في العالم يعانين الحرب والاضطرابات

«أرزة» تحمل الفطائر في لقطة من الفيلم اللبناني (إدارة المهرجان)
«أرزة» تحمل الفطائر في لقطة من الفيلم اللبناني (إدارة المهرجان)
TT

دياموند بو عبود: «أرزة» لسانُ نساء في العالم يعانين الحرب والاضطرابات

«أرزة» تحمل الفطائر في لقطة من الفيلم اللبناني (إدارة المهرجان)
«أرزة» تحمل الفطائر في لقطة من الفيلم اللبناني (إدارة المهرجان)

أعربت الفنانة اللبنانية دياموند بو عبود عن سعادتها لفوز فيلم «أرزة» بجائزتين في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، مؤكدةً أنّ سعادتها تظلّ ناقصة جرّاء ما يشهده لبنان، ولافتةً إلى أنّ الفيلم عبَّر بصدق عن المرأة اللبنانية، وحين قرأته تفاعلت مع شخصية البطلة المتسلّحة بالإصرار في مواجهة الصعوبات والهزائم.

وقالت، في حوار مع «الشرق الأوسط»، إنّ «الوضع في لبنان يتفاقم سوءاً، والحياة شبه متوقّفة جراء تواصُل القصف. كما توقّف تصوير بعض الأعمال الفنية»، وذكرت أنها انتقلت للإقامة في مصر بناء على رغبة زوجها الفنان هاني عادل، وقلبها يتمزّق لصعوبة ظروف بلدها.

وفازت بو عبود بجائزة أفضل ممثلة، كما فاز الفيلم بجائزة أفضل سيناريو ضمن مسابقة «آفاق السينما العربية»، وتشارك في بطولته بيتي توتل، والممثل السوري بلال الحموي، وهو يُعدّ أول الأفلام الطويلة لمخرجته ميرا شعيب، وإنتاج مشترك بين لبنان ومصر والسعودية، وقد اختاره لبنان ليمثّله في منافسات «الأوسكار» لعام 2025.

في الفيلم، تتحوّل البطلة «أرزة» رمزاً للبنان، وتؤدّي بو عبود شخصية امرأة مكافحة تصنع فطائر السبانخ بمهارة ليتولّى نجلها الشاب توصيلها إلى الزبائن. وضمن الأحداث، تشتري دراجة نارية لزيادة دخلها في ظلّ ظروف اقتصادية صعبة، لكنها تُسرق، فتبدأ رحلة البحث عنها، لتكتشف خلالها كثيراً من الصراعات الطائفية والمجتمعية.

دياموند بو عبود والمؤلّف لؤي خريش مع جائزتَي «القاهرة السينمائي» (إدارة المهرجان)

تظهر البطلة بملابس بسيطة تعكس أحوالها، وأداء صادق يعبّر عن امرأة مكافحة لا تقهرها الظروف ولا تهدأ لتستعيد حقّها. لا يقع الفيلم في فخّ «الميلودراما»، وإنما تغلُب عليه روح الفكاهة في مواقف عدة.

تصف بو عبود السيناريو الذي جذبها من اللحظة الأولى بأنه «ذكي وحساس»، مضيفة: «حين عرض عليَّ المنتج المصري علي العربي الفيلم، وقرأت السيناريو، وجدت أنّ كاتبيه لؤي خريش وفيصل شعيب قد قدّماه بشكل مبسَّط. فالفيلم يطرح قضايا عن لبنان، من خلال (أرزة) التي تناضل ضدّ قسوة ظروفها، وتصرّ على الحياة». وتتابع: «شعرت بأنني أعرفها جيداً، فهي تشبه كثيرات من اللبنانيات، وفي الوقت عينه تحاكي أي امرأة في العالم. أحببتها، وأشكر صنّاع الفيلم على ثقتهم بي».

عملت بو عبود طويلاً على شخصية «أرزة» قبل الوقوف أمام الكاميرا، فقد شغلتها تفاصيلها الخاصة: «قرأتُ بين سطور السيناريو لأكتشف من أين خرجت، وما تقوله، وكيف تتحرّك وتفكر. فهي ابنة الواقع اللبناني الذي تعانيه، وقد حوّلت ظروفها نوعاً من المقاومة وحبّ الحياة».

واستطاعت المخرجة الشابة ميرا شعيب قيادة فريق عملها بنجاح في أول أفلامها الطويلة، وهو ما تؤكده بو عبود قائلة: «تقابلنا للمرّة الأولى عبر (زووم)، وتحدّثنا طويلاً عن الفيلم. وُلد بيننا تفاهم وتوافق في الرؤية، فنحن نرى القصص بالطريقة عينها. تناقشتُ معها ومع كاتبَي السيناريو حول الشخصية، وقد اجتمعنا قبل التصوير بأسبوع لنراجع المَشاهد في موقع التصوير المُفترض أن يكون (بيت أرزة). وعلى الرغم من أنه أول أفلام ميرا، فقد تحمّستُ له لإدراكي موهبتها. فهي تعمل بشغف، وتتحمّل المسؤولية، وتتمتع بذكاء يجعلها تدرك جيداً ما تريده».

دياموند بو عبود على السجادة الحمراء في عرض فيلم «أرزة» في القاهرة (إدارة المهرجان)

صُوِّر فيلم «أرزة» قبل عامين عقب الأزمة الاقتصادية وانفجار مرفأ بيروت و«كوفيد-19»، وشارك في مهرجانات، ولقي ردود فعل واسعة: «عُرض أولاً في مهرجان (بكين السينمائي)، ثم مهرجان (ترايبكا) في نيويورك، ثم سيدني وفرنسا وكاليفورنيا بالولايات المتحدة، وكذلك في إسبانيا. وقد رافقتُه في بعض العروض وشهدتُ تفاعل الجمهور الكبير، ولمحتُ نساء وجدن فيه أنفسهنّ. فـ(أرزة)، وإنْ كانت لبنانية، فهي تعبّر عن نساء في أنحاء العالم يعانين ظروف الحرب والاضطرابات. وقد مسَّ الجميع على اختلاف ثقافتهم، فطلبوا عروضاً إضافية له. وأسعدني استقبال الجمهور المصري له خلال عرضه في (القاهرة السينمائي)».

كما عُرض «أرزة» في صالات السينما لدى لبنان قبل الحرب، وتلقّت بطلته رسائل من نساء لبنانيات يُخبرنها أنهن يشاهدنه ويبكين بعد كل ما يجري في وطنهنّ.

تتابع بتأثر: «الحياة توقّفت، والقصف في كل الأماكن. أن نعيش تحت التهديد والقصف المستمر، في فزع وخوف، فهذا صعب جداً. بقيتُ في لبنان، وارتبطتُ بتدريس المسرح في الجامعة والإشراف على مشروعات التخرّج لطلابه، كما أدرّس مادة إدارة الممثل لطلاب السينما. حين بدأ القصف، أصررتُ على البقاء مع عائلتي، لكن زوجي فضَّل المغادرة إلى مصر مع اشتداده».

وشاركت بو عبود العام الماضي في بطولة فيلم «حسن المصري» مع الفنان أحمد حاتم، وقد صُوّرت معظم المَشاهد في لبنان؛ وهو إنتاج مصري لبناني. كما تكشف عن ترقّبها عرض مسلسل «سراب» مع خالد النبوي ويسرا اللوزي، وبمشاركة زوجها هاني عادل، وإخراج أحمد خالد. وتلفت إلى أنه لم تجمعها مشاهد مشتركة مع زوجها بعد مسلسل «السهام المارقة»، وتتطلّع إلى التمثيل معه في أعمال مقبلة.