استنفار في سجون إسرائيل بعد وفاة أسير فلسطيني

بن غفير يجتمع بضباط لمواجهة أعمال شغب واضطرابات

منزل عائلة خضر عدنان بالقرب من جنين بالضفة الغربية (أ.ف.ب)
منزل عائلة خضر عدنان بالقرب من جنين بالضفة الغربية (أ.ف.ب)
TT

استنفار في سجون إسرائيل بعد وفاة أسير فلسطيني

منزل عائلة خضر عدنان بالقرب من جنين بالضفة الغربية (أ.ف.ب)
منزل عائلة خضر عدنان بالقرب من جنين بالضفة الغربية (أ.ف.ب)

أجرى وزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير، (الثلاثاء)، جلسة طارئة بحضور مفوضة السجون في إسرائيل، كيتي بيري، وعدد من الضباط المسؤولين؛ لتقييم الأوضاع في السجون التي يقبع فيها الأسرى الفلسطينيون. وتقرر رفع درجة الحراسة في السجن وإغلاق الزنازين أمام خروج ودخول السجناء «بهدف منع أعمال الشغب والاضطرابات».
وبحسب الناطق بلسان الوزارة، وجّه بن غفير دائرة السجون، بإبلاغ الأسرى في السجون أنه في حالة إضرابهم عن الطعام أو قيامهم بأعمال شغب، فسيتم حرمانهم من الظروف المعيشية التي يتلقونها حالياً.
ونقلت مصادر عن بن غفير قوله «التعليمات لمصلحة السجون هي بعدم التسامح مطلقاً مع الإضراب عن الطعام والاضطرابات في السجون الأمنية. لن نقبل الاضطرابات وإذا حاول الأسرى في السجون استخدام العنف، فعلينا أن نتصرف بحزم ووضوح وإلغاء التسهيلات كافة التي حصلوا عليها للأسف خلال السنوات الأخيرة».
وذكرت مصادر أمنية أن مصلحة السجون تستعد لاحتمال أن يضرم الأسرى النار في الزنازين، ومحاولة مهاجمة سجانين، كما تستعد لاحتمال إعلان الأسرى عن إضراب واسع عن الطعام.
في موازاة ذلك، تجري أجهزة الأمن الإسرائيلية مداولات حول تحرير جثمان الشهيد خضر عدنان، في حين تحدثت تقارير عن نقل الجثمان إلى معهد الطب الجنائي في أبو كبير لتشريحه، رغم وصية الأسير بعدم السماح للاحتلال بإجراء تشريح.
وحسب موقع «هآرتس» الإلكتروني، فإن تقديرات جهاز الأمن الإسرائيلي، أن الأحداث في السجون من شأنها أن تؤثر إذا كان سيحدث تصعيد واسع؛ الأمر الذي دفع جهاز الأمن إلى التوصية أمام المستوى السياسي «بالعمل بصورة حذرة مقابل الاحتجاج». ونقلت الصحيفة عن مسؤول في مصلحة السجون، قوله، إن «أي خطوة محلية ضد الأسرى سيتم الرد عليها خارج السجون».
وأضاف أن «مصلحة السجون عازمة على وضع حدود واضحة في هذا الحدث. وأي عمل سيؤدي إلى رد فعل متشدد من جانب سلطة السجون، حتى لو أدى ذلك إلى توتر».
وكانت السلطات الإسرائيلية قد توقعت وفاة خضر عدنان، بعد تراجع حالته الصحية كثيراً في أعقاب إضرابه عن الطعام قرابة 3 أشهر، ورفضت الإفراج عنه. وفي الجلسة الأخيرة التي عقدتها المحكمة العسكرية الإسرائيلية للاستئنافات، ادعى القاضي مناحيم ليبرمان، بأن «خضر عدنان في الخامسة والأربعين من عمره، ويدرك جيداً إلى أين ستقوده أفعاله. وهو سيّد على جسده. ولذلك؛ عليه تقبّل النتائج المحتملة لأفعاله». ولفت إلى أنه إذا استجابت المحكمة لطلب المستأنف، «لا ضمانة أن يتزايد هذا التوجه ويستخدمه (أسرى) آخرون؛ وبذلك ستفقد الجهة الأمنية السيطرة، وهذا سيؤدي إلى فوضى أمنية».
يذكر أن الأسير عدنان شارك في جلسة المحكمة الأخيرة، قبل خمسة أيام من وفاته، من خلال محادثة فيديو عن بعد، ورفض أن يعرّف عن نفسه أمامها «كونها محكمة الاحتلال». كما رفض الإجابة عن أسئلة القضاة العسكريين، وطالب بواسطة محاميه خلال الاستئناف الأخير، وهو الثالث الذي قدمه حول ظروف تمديد اعتقاله الإداري، بأنه يجب إطلاق سراحه. لكن القضاة العسكريين رفضوا طلبه، كما رفضوا طلبين مشابهين في استئنافين سابقين.
وبحسب السلطات الإسرائيلية، فقد تم العثور على الأسير خضر عدنان، في ساعة مبكرة من فجر الثلاثاء فاقداً للوعي في زنزانته بمعتقل نيتسان، بعد إضراب عن الطعام دام 86 يوماً. وتم نقل الأسير إلى مستشفى أساف هروفيه قرب الرملة، حيث تلقى محاولات للإنعاش القلبي الرئوي دون أن يسعفه ذلك، وأعلن المستشفى عن وفاته.



وزير يمني يحذر من مخطط حوثي لإغراق البلاد بالسياحة الطائفية

الحوثيون استغلوا حرب غزة لتجنيد أكثر من 400 ألف عنصر (رويترز)
الحوثيون استغلوا حرب غزة لتجنيد أكثر من 400 ألف عنصر (رويترز)
TT

وزير يمني يحذر من مخطط حوثي لإغراق البلاد بالسياحة الطائفية

الحوثيون استغلوا حرب غزة لتجنيد أكثر من 400 ألف عنصر (رويترز)
الحوثيون استغلوا حرب غزة لتجنيد أكثر من 400 ألف عنصر (رويترز)

حذر وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني مما وصفه بـ«مخطط حوثي» لإغراق البلاد بالسياحة الدينية ذات البعد الطائفي، متهماً الجماعة بتدمير المعالم الأثرية والتاريخية والثقافية؛ خدمة لأجندتها في تدمير الموروث اليمني.

وقال الوزير الإرياني في تصريح رسمي إن الحوثيين يخططون لاستقدام عشرات الآلاف من إيران وباكستان وأفغانستان ولبنان والعراق، للمناطق الخاضعة بالقوة لسيطرتهم، تحت غطاء زيارة المراقد الدينية والأضرحة، عبر ما يسمى «مشروع دليل البرنامج السياحي والمعالم السياحية والتاريخية المتعلقة بالهوية الإيمانية وأعلام الهدى».

طلبة في جامعة صنعاء أجبرهم الحوثيون على ترديد «الصرخة الخمينية» (إ.ب.أ)

اتهم الإرياني، وهو أيضاً وزير السياحة والثقافة في الحكومة اليمنية، الجماعة الحوثية بأنها عمدت منذ انقلابها إلى تجريف المعالم السياحية عبر انتهاك حرمة وحصانة الأعيان الثقافية والمواقع الأثرية واستخدامها في العمليات العسكرية وتخزين الأسلحة، كما عملت على نبش المواقع الأثرية بغرض الاتجار بالآثار لتمويل عملياتها العسكرية.

وتخطط الجماعة الحوثية - طبقاً للإرياني - لهدم 500 مبنى أثري في مدينة صنعاء القديمة، المدرجة ضمن قائمة التراث الإنساني من قبل «اليونسكو»، ومن بينها «سوق الحلقة»، إحدى أهم الأسواق الحرفية التاريخية في المدينة؛ بهدف إقامة مزار ديني، وإقامة مناسبات طائفية خاصة بها لا علاقة لها باليمنيين، حيث تعمل، وفق قوله، نحو «التوسع التدريجي في التحول نحو حالة كهنوتية لاهوتية».

وقال وزير الإعلام اليمني إن هذا التحرك الحوثي الخطر المتمثل في فتح «السياحة الدينية» ليس مجرد خطة لتنشيط السياحة، «بل وسيلة خبيثة» لتعزيز النفوذ الإيراني في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية، وإدخال الخبراء من إيران و«حزب الله»، والمقاتلين إلى الداخل اليمني، مما يعمق الهيمنة الإيرانية ويقوي قبضتها على مقدرات البلاد، ويمثل تهديداً خطيراً لليمن واليمنيين على المستويات السياسية والاجتماعية والفكرية والتركيبة السكانية، وفق تعبيره.

تهديد سياسي واجتماعي

من الناحية السياسية، أشار الإرياني إلى أن هذه الخطوة الحوثية تمثل «محاولة لاستحضار الصراع المذهبي في اليمن، وفرض الانقلاب الحوثي عبر دعم (طائفي) إيراني مباشر تحت غطاء السياحة الدينية، وتحويل البلاد إلى ساحة مفتوحة للتدخلات الإيرانية، وهو ما يهدد أمن واستقرار اليمن والمنطقة، ويعمل على تعميق الأزمة اليمنية وتقويض فرص التهدئة وإحلال السلام».

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

بينما أوضح وزير الإعلام اليمني أنه من الناحية الاجتماعية والفكرية، فإن خطة الحوثيين تهدف إلى الترويج لأفكار ومعتقدات متطرفة مستوردة من إيران وبعيدة كل البعد عن الهوية اليمنية الوسطية، كما تندرج ضمن محاولات الجماعة لتغيير البنية الثقافية والدينية والتركيبة الديمغرافية للمجتمع اليمني، وزرع الانقسامات الطائفية التي تهدد السلم الأهلي والنسيج الاجتماعي المتماسك وقيم التنوع والعيش المشترك، والتي سادت لقرون بين اليمنيين.

ودعا الإرياني اليمنيين إلى التحلي بالوعي واليقظة تجاه ما وصفه بـ«المخططات الخبيثة»، وإلى الوقوف صفاً واحداً ضد أي محاولة لتكريس النفوذ الإيراني في البلاد تحت أي مسمى، والحفاظ على الهوية الوطنية والعربية التي تحاول ميليشيا الحوثي الإرهابية تجريفها لصالح هوية فارسية تعادي كل ما هو يمني وعروبي، ورهن مستقبل البلد بيد إيران ومشاريعها المأفونة في المنطقة، وفق تعبيره.