نظام «سامسونغ باي» للدفع الإلكتروني اللاسلكي يكتشف سر النجاح

يدعم آلات الدفع القياسية والحديثة ويريح من حمل بطاقات الائتمان والولاء للمتاجر والفنادق.. ويحافظ على سرية وأمن البيانات

نظام «سامسونغ باي» للدفع الإلكتروني اللاسلكي يكتشف سر النجاح
TT

نظام «سامسونغ باي» للدفع الإلكتروني اللاسلكي يكتشف سر النجاح

نظام «سامسونغ باي» للدفع الإلكتروني اللاسلكي يكتشف سر النجاح

تدور منافسة حادة بين شركات التقنيات الجوالة لتقديم بدائل رقمية لعمليات الدفع المالية في المتاجر، حيث أطلقت «آبل» خدمتها «آبل باي» Apple Pay للدفع الرقمي العام الماضي للشراء من المتاجر والمقاهي والمطاعم المختلفة باستخدام هاتف «آيفون 6» و«ساعة آبل» بمجرد ملامسة وحدة الدفع الخاصة في المتجر لإتمام العملية، ولكنها تحتاج إلى استخدام آلات دفع مزودة بدارات إلكترونية خاصة (الاتصال عبر المجال القريب «إن إف سي» NFC)) وهناك كذلك خدمة «محفظة غوغل» Google Wallet التي تعمل بالتقنية ذاتها. ومن جهتها أطلقت «سامسونغ» نظام «سامسونغ باي» Samsung Pay الذي يدعم الدفع الرقمي بمجرد ملامسة هاتف المستخدم لوحدة الدفع القياسية في المتجر، بحيث يتجاوز النظام هذه العقبة باستخدام تقنية مغناطيسية تعمل مع جميع الوحدات القياسية لقراءة البطاقات الائتمانية. ولا يتوقع أن تستبدل هذه التقنية استخدام البطاقات الائتمانية بشكل كامل، ولكن يتوقع أن تلغي الحاجة لحملها أثناء تنقل المستخدم أو سفره في الكثير من البلدان، الأمر الذي ينجم عنه حماية المستخدم من سرقة بطاقاته أو فقدانها.
سر النجاح
وتستخدم التقنية شريطا مغناطيسيا صغيرا يوجِد مجالا كهربائيا يقدم البيانات المالية نفسها التي تقدمها البطاقات الائتمانية لدى تمريرها فوق آلات الدفع القياسية، يطلق عليها اسم تقنية «البث المغناطيسي الأمن إم إس تي» Magnetic Secure Transmission MST، وهي مبنية داخل هواتف «غالاكسي إس 6» و«غالاكسي إس 6 إيدج» و«غالاكسي إس 6 إيدج+» و«غالاكسي نوت 5». وتعتبر هذه التقنية سر نجاح نظام الدفع «سامسونغ باي»، إذ إنها تحول الهاتف إلى بطاقة ائتمان قياسية، مع دعم لجميع قارئات البطاقات الائتمانية القياسية الموجودة في المتاجر والمقاهي والفنادق المختلفة، مع دعم آلية الدفع من خلال تقنية «إن إف سي» كذلك.
وكانت «سامسونغ» قد استحوذت على شركة «لوب باي» LoopPay في فبراير (شباط) الماضي، التي تعتبر الشركة المطورة لتقنية «البث المغناطيسي الأمن»، وذلك بهدف دمج هذه التقنية في هواتف «سامسونغ» الذكية الجديدة واستخدامها للدفع، عوضا عن تطوير تقنية جديدا من نقطة الصفر.
وترى الشركة أن حد انتشار التقنية الذي سيسمح للمستخدم البدء باستخدام تقنيات الدفع الإلكتروني هو 80 في المائة، أي أنه يجب أن تدعم 80 في المائة من المتاجر التي يزورها المستخدمون آلية الدفع عبر الهواتف الجوالة، قبل أن يتقبلوها كوسلية دفع يومية.
وعلى الرغم من أن التقنية تبث البيانات باستخدام المجال المغناطيسي، إلا أنها تحافظ على مستويات أمن عالية، حيث لا يتم مشاركة بيانات بطاقة الائتمان الرئيسية، بل بطاقة ائتمان مؤقتة تصدرها شركات البطاقات (مثل «ماستركارد» و«فيزا» و«أميركان إكسبريس»). ولن يستطيع أي تطبيق الوصول إلى تلك البيانات، وذلك لحماية المستخدمين من تحميل تطبيقات ضارة أو تطفلية تحاول سرقة البيانات ونقلها إلى أجهزة السارقين عبر الإنترنت، وذلك بفضل استخدام تقنيات متقدمة من بينها «نوكس» (KNOX) وعلى الرغم من أن نظام «آبل باي» يمنع التطبيقات من الوصول إلى هذه المعلومات، إلا أن نظام الدفع «آندرويد باي» Android Pay لا يقوم بذلك، بل يستخدم آليات حماية مختلفة.
وتتميز هذه الآلية عن غيرها بأنها ستعمل في كل مكان تقريبا، وذلك بفضل استخدام تقنية «البث المغناطيسي الآمن» القياسية، ودعمها لتقنية «إن إف سي» الجديدة في عالم الدفع الإلكتروني التي تستخدمها الكثير من الخدمات الأخرى. وستعاني الخدمات الأخرى من عدم دعمها لتقنية متوافقة مع غالبية القارئات الحالية للبطاقات الائتمانية، إذ إنها متوافقة فقط مع الآلات التي تدعم تقنية «إن إف سي»، وعددها أقل بكثير من القارئات التقليدية لبطاقات الائتمان. وتدعم تقنية «سامسونغ باي» استخدام بطاقات الولاء الخاصة بالفنادق والمتاجر المختلفة، الأمر الذي يجعلها بغاية المرونة وتزيل الحاجة لحمل عشرات البطاقات في جيب المستخدم، ليصبح وزن جميع تلك البطاقات صفرا رقميا.

آلية الاستخدام
ولاستخدام تقنية الدفع «سامسونغ باي»، يكفي تمرير إصبع المستخدم من أسفل الشاشة وتحريكه إلى الأعلى قليلا لتظهر صورة بطاقة ائتمانية على الشاشة، ويجب على المستخدم تمرير بصمته فوق مجس البصمات المدمج في الهاتف لتأكيد العملية وضمان أنها عملية موثقة من صاحب البطاقة. وليس من الضروري تشغيل أي تطبيق لبدء العملية، حتى لو كانت الشاشة مقفلة. ويجب بعد ذلك وضع الهاتف فوق آلة الدفع خلال 15 ثانية من تأكيد هوية المستخدم لتتم العملية بكل سهولة، أي أنها تحتاج إلى 3 خطوات بشكل يشابه استخدام البطاقة (إخراجها من الجيب، وتمريرها فوق الآلة ثم إدخال الرقم السري للتأكيد). ولن تعمل هذه التقنية في آلات الدفع التي تتطلب إدخال البطاقة نفسها (مثل آلات الصراف الآلي). ولن تضيف «سامسونغ» على المتاجر أو صاحب البطاقة أو الشركات التي تصدر البطاقات الائتمانية أي أجور إضافية، بل ستلعب دور الوسيط بين جميع الأطراف.
وستطلق الخدمة في «كوريا الجنوبية» في 20 أغسطس (آب) الحالي، وفي 28 سبتمبر (أيلول) في الولايات المتحدة الأميركية، مع إطلاق حملة تجريبية في 25 أغسطس الحالي في الولايات المتحدة الأميركية، وسيتطلب تفعيلها تحميل تحديث مجاني للهاتف عبر الإنترنت. وستطلق الشركة الخدمة في بريطانيا وإسبانيا والصين في وقت لاحق لم تكشف عنه، بعد.



ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».