وزير خارجية جيبوتي: نسعى لاجتماع ممثلي البرهان و«حميدتي»

يوسف قال لـ«الشرق الأوسط» إن بلاده وكينيا وجنوب السودان تنتظر صمود الهدنة للتحرك

محمود علي يوسف وزير خارجية جيبوتي (الشرق الأوسط)
محمود علي يوسف وزير خارجية جيبوتي (الشرق الأوسط)
TT

وزير خارجية جيبوتي: نسعى لاجتماع ممثلي البرهان و«حميدتي»

محمود علي يوسف وزير خارجية جيبوتي (الشرق الأوسط)
محمود علي يوسف وزير خارجية جيبوتي (الشرق الأوسط)

كشف محمود علي يوسف، وزير خارجية جيبوتي والناطق الرسمي باسم حكومتها، النقاب عن انتظار رؤساء دول جنوب السودان وجيبوتي وكينيا، توقف القتال في السودان واحترام طرفي الصراع العسكري هناك لهدنة وقف إطلاق النار، لبدء ما وصفه بـ«وساطة رسمية وفاعلة»، بين الجيش السوداني وقوات «الدعم السريع». وأقرت الهيئة الحكومية للتنمية لدول شرق أفريقيا (إيقاد) عقب قمة «افتراضية» في وقت سابق من الشهر الجاري، إرسال رؤساء كينيا وجنوب السودان وجيبوتي إلى السودان في أسرع وقت ممكن لإجراء مصالحة بين طرفي الصراع العسكري هناك.
وقال يوسف في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» عبر الهاتف من جيبوتي: «نسعى في الوقت الحالي لاجتماع ممثلي عبد الفتاح البرهان رئيس المجلس السيادي قائد الجيش السوداني، ونائبه قائد قوات (الدعم السريع) محمد حمدان دقلو (حميدتي)، مع ممثلي الدول الثلاث لتنفيذ مهمة (الإيقاد)». وأكد أن البرهان و«حميدتي» قد «وافقا مبدئياً بالفعل على الوساطة، لكن الهدنة هي المشكلة، وهي شرط أساسي لتحرك رؤساء دول جنوب السودان وكينيا وجيبوتي إلى العاصمة السودانية الخرطوم».
وأضاف: «ننتظر فقط احترام الهدنة وتوقف إطلاق النار، حتى يسافر الرؤساء إلى الخرطوم، ورغم ذلك واستباقاً للتطورات قررنا عقد اجتماع لممثلي البرهان و(حميدتي) مع وزراء خارجية الدول الثلاث في أي بلد منها، حتى نمهد الطريق أمام هذه الزيارة». وقال يوسف: «كنت للتو على تواصل مع وزير خارجية جنوب السودان، ونخطط لهذا الاجتماع في الأيام القادمة».
واعتبر يوسف أن ما حدث في السودان «كارثة بكل معنى للكلمة»، لافتاً إلى أنه لمدة قريبة كانت الفترة الانتقالية تسير رغم العراقيل والتباطؤ (...) والحركة السياسية كانت موجودة حتى وصلت إلى حد التوقيع على اتفاق سياسي مطلع هذا الشهر.
وتابع: «لكن التناقضات الموجودة داخل المؤسسة العسكرية السودانية أدت إلى هذه الكارثة»، وقال إن جيبوتي «تحركت فور اندلاع المعارك والمواجهات، وسارعت مع دول (الإيقاد) لعقد قمة استثنائية عن بعد، أسفرت بدورها عن تشكيل فريق وساطة على أعلى مستوى من رؤساء جيبوتي إسماعيل جيلى، وكينيا ويليام روتو، وجنوب السودان سيلفا كير».
وقال: «تم تكليف هؤلاء القادة الثلاثة بالتحرك على وجه السرعة إلى الخرطوم لوقف الاقتتال وإعادة الطرفين لطاولة المفاوضات واستئناف المسيرة السياسية في السودان، لكن الآن الأوضاع تدهورت، ومن الصعب التحرك إلى الخرطوم من قبل هذه القيادات».
ورأى أن «الوضع متأزم ومن الصعب التكهن بأي تطور إيجابي في الوقت الحالي، ومع ذلك، الاتصالات ما زالت مستمرة، وجيبوتي وجنوب السودان وكينيا على تواصل مع الطرفين (البرهان وحميدتي)». وقال وزير خارجية جيبوتي إن حكومته ساعدت كثيراً من الدول بما فيها الولايات المتحدة وكندا ودول غربية على إجلاء رعاياها من السودان، مشيراً إلى أن «20 دولة على الأقل طلبت منا المساعدة في هذا الشأن وتمت الاستجابة».
وأوضح أنه تم إجلاء أكثر من ألفي شخص من جنسيات مختلفة من السودان، وقدمنا كل التسهيلات اللازمة بما في ذلك خدمات الهجرة حتى يمر هؤلاء الرعايا من خلال الأراضي الجيبوتية إلى أوطانهم، لافتاً إلى أن «الأزمة معقدة ومتشعبة ونخشى أن تكون هناك انعكاسات سلبية لها على دول الجوار، قد تساعد على هز الاستقرار في عديد منها».
وعبر يوسف عن أمانيه بأن يكون الدور العربي «أكثر فعالية وظهوراً»، «نحن نرى شيئاً من الخجل في هذا التحرك، والجامعة العربية ينبغي أن تلعب دوراً أكبر في هذه الأزمة، باعتبار السودان جزءاً لا يتجزأ من الأمة العربية». واستكمل: «لمصر والسعودية والإمارات دور معروف ومقدر في هذه الأزمة، عبر اللجنة الرباعية، وفي المشهد السياسي في السودان».


مقالات ذات صلة

الرياض تكثف اتصالاتها لوقف التصعيد في السودان

شمال افريقيا الرياض تكثف اتصالاتها لوقف التصعيد في السودان

الرياض تكثف اتصالاتها لوقف التصعيد في السودان

كثَّفت المملكة العربية السعودية، جهودَها الدبلوماسية لوقف التصعيد في السودان، إلى جانب مساعداتها لإجلاء آلاف الرعايا من أكثر من مائة دولة عبر ميناء بورتسودان. وأجرى وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، أمس، اتصالات هاتفية، مع الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، ووزير الخارجية الجيبوتي محمود علي يوسف، بحث خلالها الجهود المبذولة لوقف التصعيد العسكري بين الأطراف السودانية، وإنهاء العنف، وتوفير الحماية اللازمة للمدنيين، بما يضمن أمنَ واستقرار ورفاه السودان وشعبه.

شمال افريقيا «أمانة» السعودية تجلي 1765 شخصاً لـ32 دولة من السودان

«أمانة» السعودية تجلي 1765 شخصاً لـ32 دولة من السودان

نقلت سفينة «أمانة» السعودية، اليوم (الخميس)، نحو 1765 شخصاً ينتمون لـ32 دولة، إلى جدة، ضمن عمليات الإجلاء التي تقوم بها المملكة لمواطنيها ورعايا الدول الشقيقة والصديقة من السودان، إنفاذاً لتوجيهات القيادة. ووصل على متن السفينة، مساء اليوم، مواطن سعودي و1765 شخصاً من رعايا «مصر، والعراق، وتونس، وسوريا، والأردن، واليمن، وإريتريا، والصومال، وأفغانستان، وباكستان، وأفغانستان، وجزر القمر، ونيجيريا، وبنغلاديش، وسيريلانكا، والفلبين، وأذربيجان، وماليزيا، وكينيا، وتنزانيا، والولايات المتحدة، وتشيك، والبرازيل، والمملكة المتحدة، وفرنسا، وهولندا، والسويد، وكندا، والكاميرون، وسويسرا، والدنمارك، وألمانيا». و

«الشرق الأوسط» (جدة)
شمال افريقيا مصريون يسهمون في إغاثة النازحين عند المعابر الحدودية

مصريون يسهمون في إغاثة النازحين عند المعابر الحدودية

بعد 3 أيام عصيبة قضتها المسنة السودانية زينب عمر، بمعبر «أشكيت» من دون مياه نظيفة أو وجبات مُشبعة، فوجئت لدى وصولها إلى معبر «قسطل» المصري بوجود متطوعين مصريين يقدمون مياهاً وعصائر ووجبات جافة مكونة من «علب فول وتونة وحلاوة وجبن بجانب أكياس الشيبسي»، قبل الدخول إلى المكاتب المصرية وإنهاء إجراءات الدخول المكونة من عدة مراحل؛ من بينها «التفتيش، والجمارك، والجوازات، والحجر الصحي، والكشف الطبي»، والتي تستغرق عادة نحو 3 ساعات. ويسعى المتطوعون المصريون لتخفيف مُعاناة النازحين من السودان، وخصوصاً أبناء الخرطوم الفارين من الحرب والسيدات والأطفال والمسنات، بالتعاون مع جمعيات ومؤسسات أهلية مصرية، على غر

شمال افريقيا الأمم المتحدة تطلب 445 مليون دولار لمساعدة الفارين من السودان

الأمم المتحدة تطلب 445 مليون دولار لمساعدة الفارين من السودان

أعلنت الأمم المتحدة، الخميس، أنها تحتاج إلى 445 مليون دولار لمساعدة 860 ألف شخص توقعت أن يفروا بحلول أكتوبر (تشرين الأول) المقبل من القتال الدامي في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع. وأطلقت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين هذا النداء لجمع الأموال من الدول المانحة، مضيفة أن مصر وجنوب السودان سيسجّلان أكبر عدد من الوافدين. وستتطلب الاستجابة للأزمة السودانية 445 مليون دولار حتى أكتوبر؛ لمواجهة ارتفاع عدد الفارين من السودان، بحسب المفوضية. وحتى قبل هذه الأزمة، كانت معظم العمليات الإنسانية في البلدان المجاورة للسودان، التي تستضيف حالياً الأشخاص الفارين من البلاد، تعاني نقصاً في التمو

«الشرق الأوسط» (جنيف)
شمال افريقيا الصراع في الخرطوم يوجّه ضربة جديدة للاقتصاد

الصراع في الخرطوم يوجّه ضربة جديدة للاقتصاد

وجّه الصراع المحتدم الذي يعصف بالسودان ضربة قاصمة للمركز الرئيسي لاقتصاد البلاد في العاصمة الخرطوم. كما عطّل طرق التجارة الداخلية، مما يهدد الواردات ويتسبب في أزمة سيولة. وفي أنحاء مساحات مترامية من العاصمة، تعرضت مصانع كبرى ومصارف ومتاجر وأسواق للنهب أو التخريب أو لحقت بها أضرار بالغة وتعطلت إمدادات الكهرباء والمياه، وتحدث سكان عن ارتفاع حاد في الأسعار ونقص في السلع الأساسية. حتى قبل اندلاع القتال بين طرفي الصراع في 15 أبريل، عانى الاقتصاد السوداني من ركود عميق بسبب أزمة تعود للسنوات الأخيرة من حكم الرئيس السابق عمر البشير واضطرابات تلت الإطاحة به في عام 2019.

«الشرق الأوسط» (الخرطوم)

الجيش السوداني يعلن «تحرير» مدينة سنجة عاصمة ولاية سنار من «قوات الدعم السريع»

عناصر من الجيش السوداني خلال عرض عسكري (أرشيفية - أ.ف.ب)
عناصر من الجيش السوداني خلال عرض عسكري (أرشيفية - أ.ف.ب)
TT

الجيش السوداني يعلن «تحرير» مدينة سنجة عاصمة ولاية سنار من «قوات الدعم السريع»

عناصر من الجيش السوداني خلال عرض عسكري (أرشيفية - أ.ف.ب)
عناصر من الجيش السوداني خلال عرض عسكري (أرشيفية - أ.ف.ب)

أعلن الجيش السوداني، اليوم السبت، «تحرير» مدينة سنجة، عاصمة ولاية سنار، من عناصر «قوات الدعم السريع».

وأكد الناطق باسم الجيش السوداني على منصة «إكس» أن «القوات المسلحة والقوات النظامية الأخرى نجحت في تحرير سنجة... وسنستمر في التحرير، وقريباً سننتصر على كل المتمردين في أي مكان».

وفي وقت لاحق، قال رئيس مجلس السيادة، عبد الفتاح البرهان، إن «الانتصار الكبير والعظيم سيكون له ما بعده».

وأضاف المجلس، في حسابه على «تلغرام»، أن البرهان أكد عزم القوات المسلحة على تحرير كل شبر من البلاد «ودحر الميليشيا التي تستهدف وحدة السودان».

واندلعت الحرب بين الجيش السوداني و«قوات الدعم السريع»، في منتصف أبريل (نيسان) 2023، بعد خلاف حول خطط لدمج «الدعم السريع» في القوات المسلحة خلال فترة انتقالية كان من المفترض أن تنتهي بإجراء انتخابات للانتقال إلى حكم مدني، وبدأ الصراع في الخرطوم وامتد سريعاً إلى مناطق أخرى.

وأدى الصراع إلى انتشار الجوع في أنحاء البلاد، وتسبب في أزمة نزوح ضخمة، كما أشعل موجات من العنف العرقي في أنحاء السودان.